رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُعَرّف الظلم بأنه وضع الشئ في غير موضعه، لايشعر به إلاّ من يعانيه وأشدّهُ عندما يأتيك من أخ، صديق، عزيز أو شخص تثق به. شعبنا اليوم مشتت في أرض الله الواسعة، منهم من تَجَذّرَ في بيئته الجديدة وتمكن من بناء حياة جديدة (ناجحة كانت أم فاشلة)، يؤلمه مايتعرض له إخوته في أرض الوطن ولاتتعدى المسألة كونها أكثر من ذلك بالنسبة له، أي أنها ليست مشكلته لأن لديه في الغربة من المشاكل مايكفيه، والحقيقة هي كذلك أيضا. فالعيش في الخارج وسط مجتمعات تتمتع بحرية مطلقة تعتبر لأناس محافظين على عاداتهم وتقاليدهم أو لهم خلفيات ثقافية تختلف عن مجتمعاتهم الجديدة بمثابة السباحة ضد التيار تبقى ترهقهم الى أن ينهاروا يوماً ما ويسايروا الواقع برغبتهم أو مكرهين. هذه الشريحة من الناس تمثل الأكثرية من أبناء شعبنا، وهي صادقة في أغلب الأحيان ولا تُقحِمُ نفسها في مشاكل ومعاناة الآخرين على أرض الوطن إلاّ بقدر تعلق الأمر بعوائلها أو المقربين منها، وربما المشاركة بالمسيرات الأحتجاجية التي أثبتت الأيام والأحداث عدم فاعليتها إنْ لم نقل جدواها. فمأساة شعبنا في الداخل أصبحت معروفة لدى الجميع ليس من خلال هذه المظاهرات أو حضور عضو برلماني لهذه الدولة أو حتى وزير لدولة أخرى وإنما من خلال الصور المروعة التي يراها العالم يوميا، والتي تعكس مايتعرض له من قتل وتهجير وتدميروسلب وإغتصاب وإمتهان لكرامة الأنسان في مشاهد تقشعر لها الأبدان بحيث لم يسلم منها حتى موتانا الذين يرقدون في قبورهم منذ عقود ولا آثارنا التي بقيت شامخة تتحدى الظلم من آلاف السنين. فهل يُنذر هذا بأن إنهيارنا أصبح وشيكاً حتى لو طُرِدَ الدواعش؟ قُلنا كما قال غيرنا بأننا نظلمُ أنفسنا بأنفسنا أكثر من الظلم الذي يلحقه الآخرون بنا، وهذا يعكس حالة اليأس التي نعيشها، فاليأس يُعَرّف أحياناً بأنه أقصى حالات الأنانية لأن الفرد يتقوقع على نفسه ولايحاول الأنفتاح على الآخرين ، وهذا يقودنا الى السؤال التالي: هل أصبحنا أنانيين نتيجة اليأس الذي أصابنا؟ نعم أصبحنا أنانيين وتقوقعنا فأصبحنا لانفكر سوى بأنفسنا وفي أحسن الأحوال في المكون الذي ننتمي إليه أو في المصلحة العامة أحياناً كوسيلة للمصلحة الشخصية. إننا نفكر ونعيش في عقلية الماضي لذلك نتراجع خطوات الى الوراء بينما يسير الآخرون قِدَماً بحيث لم يعد بمقدورنا اللحاق بهم ! قبل أن نلقي اللوم على الآخرين ونحمّلهم مسؤولية الحالة المزرية التي وجدنا أنفسنا فيها، علينا أن نراجع أنفسنا ونسألها: ما الذي فعلناه نحن كشعب يطمح العيش بكرامة قبل وبعد المأساة التي لحقت بنا؟ قبل المأساة ١- الأحزاب والتنظيمات السياسة: الأقتتال للحصول على مقاعد الكوتا المخصصة لنا في حكومتي المركز والأقليم. ٢- الكنيسة: لا دور يُذكَرْ. ٣- المثقفون والكتاب: صراعات وجدالات عقيمة حول التسمية وأمور أخرى ومحاولة إلغاء الآخر. بعد المأساة ١- الأحزاب والتنظيمات السياسية: دور متواضع بحيث لايمكن ذكره. ٢- الكنيسة: تقدمت الى الواجهة من خلال مساهماتها الكبيرة في تخفيف معاناة المنكوبين وبروز دور البطريرك مار لويس ساكو خصوصاً مما جعل العالم ينظر إليه على أنه الممثل الحقيقي لأبناء شعبنا في الوطن. ٣- المثقفون والكتاب; لم يتغير الكثير رغم قسوة المأساة ومرارة التجربة. الخلاصة: ١- الذي يعيش في الخارج - مع إستثناءات محدودة - لايفكر بما يعانيه المنكوب في الداخل إلاّ بقدر تعلق الأمر به لأسباب عائلية، مصلحية، طموحات سياسية..الخ. (الشعور وحده لايكفي). ٢- إننا نضحك على أنفسنا عندما نحاول فرض قناعاتنا على الآخر بحجة (الشعب الواحد)، فالذي يوحّدنا (في نظر الآخرين) هو كوننا مسيحيين فقط ، والواقع يقول إننا ثلاث فئات تعتز كل منها بذاتها رغم تشابه مكوناتها. ٣- حتى الكنائس ليست جادة في وحدتها وبعضها يُفضّل الكرسي على الوحدة رغم الإقرار بعدم وجود خلافات مذهبية. الصراحة مُرّة، ولكن هذا هذه هي حقيقة ما نسميه بشعبنا دون رتوش أو مجاملات |
19 - 04 - 2015, 11:06 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الصراحة مُرّة و لكن قولها واجب
ربنا يبارك حياتك
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|