مكاسب مصر من عملية عاصفة الحزم
قلا عن كايرو دار
كثيرون يتساءلون ما هى المكاسب المصرية من انضمامها إلى قوات التحالف العربى ـ الإقليمى فى عملية عاصفة الحزم، ورغم أن الإجابات ماثلة للعيان وواضحة معطياتها ودوافعها إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التبيان والتوضيح!
مؤخرا تقدمت الرئاسة المصرية إلى الدول العربية بمبادرة؛ لإنشاء قوات عربية مشتركة تكون مهمتها الأساسية حل أى نزاع قد يطرأ فى المنطقة أو الدفاع عن سيادة الدول العربية على أراضيها، على غرار قوات الانتشار السريع التى دشنتها دول وسط وغربى إفريقيا؛ لمواجهة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم بوكو حرام فى نيجريا، ما يشير إلى أن حرب عاصفة الحزم بمثابة الفرصة الحقيقية لإقناع الشركاء العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، قائدة تحالف عاصفة الحزم، بأهمية تلك المبادرة المصرية فضلا عن ثوابت الأمن القومى المصرى.
لدى مصر تاريخيا عدد من الأولويات فى حماية أمنها السياسى والاقتصادى ومصالحها القومية على رأس تلك الأولويات حماية الممرات الملاحية فى البحر الأحمر المؤدية من وإلى قناة السويس، وهى أحد أهم روافد الدخل القومى لمصر على مرة أكثر من نصف قرن، ما يشير إلى أن التدخل المصرى فى تلك العملية هو ضرورة وليس رفاهية؛ لأن الحوثيين فى اليمن كانوا على مشارف تهديد مضيق باب المندب الذى يتحكم فى قدر كبير من الحركة الملاحية فى المنطقة.
إضافة إلى ذلك كله فإن المساس بأمن المملكة العربية السعودية التى تعد الحليف الرئيس لمصر فى السنوات الأخيرة يشكل ضغطا كبيرا على الأمن القومى المصرى، وتاريخيا لم تسمح مصر لأى من القوى الإقليمية بالتمدد فى الدول العربية، وقد أنذر الوضع السابق ليوم الأربعاء 25 مارس 2015 عن خطر داهم يهدد الحدود السعودية ـ اليمنية كما يهدد السلطة الشرعية فى اليمن، ولو تركت مصر الأمور على هذا النحور فإن المنطقة كانت ستشهد تدشينا لمجموعة من الانقلابات المسلحة المدعومة بقوى إقليمية على رأسها إيران.
أخيرا ربحت مصر وضع حد للنفوذ الإيراني وتمدده فى دول المنطقة خاصة بعد أن كونت إيران قواعد لها في لبنان وسوريا وفلسطين وإفريقيا، على مدار الربع قرن الماضى، ما يشير إلى أن مصر من أهم الرابحين من عملية عاصفة الحزم مع عودة معادلة الموازنات بين الدول الكبرى في منطقة الشرق الأوسط إلى ميزانها الصحيح.