منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 02 - 2015, 12:31 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

ألا تشعرون بعد و لا تفهمون؟(مر8)


القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي
٢ فبراير ٢٠١٥
ألا تشعرون بعد و لا تفهمون؟(مر8)



“ففكروا قائلين بعضهم لبعض ليس عندنا خبز ، فعلم يسوع و قال لهم لماذا تفكرون أنه ليس عندكم خبز؟ ألا تشعرون بعد و لا تفهمون؟ أحتى الآن قلوبكم غليظة؟ ألكم أعين و لا تبصرون و لكم آذان و لا تسمعون و لا تذكرون؟ حين كسرت الأرغفة الخمسة للخمسة الآلاف كم قفة مملوة كسراً رفعتم؟قالوا اثنى عشر، و حين السبعة للاربعة الآلاف كم سل كسر مملؤا رفعتم؟ قالوا سبعة، فقال لهم كيف لا تفهمون”(مر 8) و نفس القطعة مكررة فى بداية إنجيل متى إصحاح 16 و سبقها أن سأله الفريسيون و الصدوقيون آية من السماء ليجربوه، فتعجب أنهم لا يقدرون أن يميزوا علامات الأزمنة و هم حفظة العهدالقديم و الناموس و قال عنهم “جيل فاسق و شرير يلتمس آية و لا تُعطى له آية إلا آية يونان النبى ثم تركهم و مضى”(متى16: 4). أنا أتعجب أننا مازلنا نركز فى هذا الصوم على شخص يونان و على أهل نينوى و على عملهم العظيم الذى نحاول أن نتشبه به لكى ما يرضى عنا الرب و يغفر لنا خطايانا رغم أن هذا ليس ما يجب أن نركز عليه إطلاقاً و نرى ذلك واضحاً فى صلوات الكنيسة و تعليمها، فأناجيلالقداسات مركزة تماماً على آية يونان كرمز لآية المسيح و نجد التركيز على أن سراج الجسد هو العين فيوجد رابط خطير أشار إليه رب المجد فى قراءة الثلاثاء من إنجيل لوقا إصحاح 11 آية 34 أما قراءة يوم الإثنين فالمسيح يوضح الرمز و يحذر الفريسيين و اليهود أن رجال نينوى الذى تابوا بمناداة يونان سيقوموا يوم الدين ليحاسبوا ذلك الجيل جيل اليهود الذى رفض المسيح و ظل يطلب آية من السماء، و كان ذلك لأن عيونهم كانت مظلمة و قلوبهم غليظة.
فى الحقيقة يا أحبائى هناك ثلاثة مستويات فى هذه القصة، المستوى الأول الضعيف جداً هو يونان النبى الذى هرب بضعفه بل و إغتاظ و إغتم لتوبة أهل نينوى الذين وصفهم الكتاب بعدم المعرفة عندما قال لا يعرفون يمينهم من شمالهم (يونان4: 11) أى لا معرفة لهم بالله على الإطلاق و لا على اى مستوى عقلى و لا نفسى و لا روحى و تابوا لتحقيق الرمز، فقصة يونان و أهل نينوى لم تحدث إلا للرمز للسيد المسيح و خلاصه العظيم فالله يريد أن الجميع يخلصون و كل من لا ناموس لهم كما قال الرسول بولس هم ناموس لأنفسهم. و هكذا استطعنا أن نرى المجوس و هم أمم يأتون للمسيح المولود بالهدايا رغمأنهم ليسوا من اليهود و قدماء المصريين و غيرهم الذين عبدوا آلهة ترمز للإله الخالق الغير معروف.
أما المستوى الثانى الأعلى بكثير هو مستوى اليهود و الكتبة و الفريسيين و الصدوقيين و التلاميذ الذين عاصروا المسيح الذى كان يجول يصنع خيراً و كان يشفى المحتاجين إلى الشفاء و يصنع المعجزات و يكلمهم عن ملكوت الله و لكنهم أحزنوا قلبه جداً، الفريسيين و الصدوقيين بطلبهم آية من السماء رغم كل ما رأوا من معجزات، فإنه حتى فى قصة المولود أعمى فى يو 9 قالوا له أنهم يعرفون أن موسى كَلَّمَهُ الله أما هذا فلا يعرفوا عنه شيئاً و فى النهاية صلبوه، أما التلاميذ فرغم عمل العديد من المعجزات وسطهم أحزنوه لما كانوا فى السفينة يلتمسون خبزاً ناسين ما فعله الرب أكثر من مرة فى إشباع الجموع و لهذا قال لهم ألا تشعرون بعد و لا تفهمون؟ بل قال أن رجال نينوى الذين آمنوا بمناداة يونان الضعيفة جداً مقارنةً بالمسيح سيدينوا ذلك الجيل لعدم إيمانه.
أما المستوى الثالث و الأخير فهو نحن يا أحبائى نحن الذين كما قال بولس الرسول لأهل غلاطية فى بداية الإصحاح الثالث من رسالته لهم “أيها الغلاطيون الأغبياء (ثقيلى القلوب) من رقاكم (سحركم) حتى لا تذعنوا للحق؟ أنتم الذين أمام عيونكم قد رُسم يسوع المسيح بينكم مصلبوباً”. المسيح يا أحبائى لم يُصلب فى غلاطية بل و صُلب قبل إيمان اهل غلاطية بكثير و لكن الرسول بولس يبكتهم و يبكتنا لأنه بالممارسات الطقسية و القداسات و الصلوات و التسابيح نحن نصنع ذكرى آلامه المقدسة و قيامته من الأموات كما نقول فى القداس أى نجوز سراً سر الصليب بذاته مع المسيح كما قال لهم و لنا أيضاً فى غل 2: 20 “مع المسيح صُلبت فاحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَّ”.
نعم يا أحبائى هذا هو مستوانا المستوى الثالث مستوى من حل الروح القدس عليهم و إستقر فيهم بل و سكب فى قلوبهم الحب الإلهى ، مستوى من إرتفع المسيح على الصليب جاذباً لقلوبهم بمحبته كما قال” أنا إن إرتفعت عن الأرض (على الصليب) أجذب إلىَّ الجميع (يو12: 32) و قال “جئت لألقى ناراً على الأرض فماذا أريد لو إضطرمت ( لو12: 49 ) و يقصد بها نار الروح القدس نار الحب الإلهى فى قلوب تابعيه و لذا نرى فى كل كنيسة أيقونة المسيح مصلوباً عند مدخل الهيكل فهذه هى الحقيقة أن المسيح إرتفع على الصليب ليجذب قلوبنا و ألقى نار الحب الإلهى التى هى دمه الكريم و سكبه فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا.
هذا هو المستوى الثالث مستوى العهد الجديد عهد الحب الإلهى عهد غفران الخطايا و ملكوت السماوات داخلنا ، مستوى ختان القلب بالروح (رومية2)، ختان المسيح بالدفن معه فى المعمودية (كو2)، أى جرح القلب بمحبة الفادى الحنون.
و لهذا يجب أن نعلم أننا لا نصوم بسبب يونان و لا أهل نينوى و لكننا نصوم مع المسيح فى قبره، نصوم و نصلى نشكره و نسبحه على خلاصه طالبين أن يضرم نار محبته فى قلوبنا و يجذبنا وراءه فنجرى و نفتكر جميعنا ان فى هذا الصليب غفران خطايانا ففوق صليبه صرخ “قد أٌكمل” ، نعم فقد أكمل المسيح خلاصنا و بصليبه إستحققنا الحياة الأبدية و كل ما ينتظره الحبيب من كل إنسان منا هو أن تنفتح قلوبنا على معرفة محبته إستجابة لإعلانات روحه فينا كما يصلى بولس الرسول لأهل أفسس أن يكون لهم روح الإعلان فى معرفته مستنيرة عيون أذهانهم (أفسس1 )
نطلب إليك يا رب فى هذا الصوم يا من صُلبت لأجل خلاصنا أن تجذبنا إلى محبتك أن تجذبنا من محبة العالم و محبة ذواتنا و أن تهدينا لطريق خلاصك و ان تشعل نار محبتك فى قلوبنا لنحبك و لنحب بعضنا بعضاً كما أحببتنا أنت حسب وصيتك الجديدة و الأخيرة التى تركتها لنا قبل صليبك فنحيا ملكوت السماوات لأنه كما قال بولس الرسول” كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره”( عب2: 3 ) و لا تجعل يا رب قلوبنا تنخدع بعبادة طقوس أو ممارسات أو خدمة أو ذات تفصلنا عن محبتك بل نأتى إليك بخطايانا واثقين فى قبولك لنا بضعفنا عالمين أن خلاصنا و حياتنا فى شخصك كما تقول أوشية الإنجيل أنك يا مسيحنا و حبيبنا هو حياتنا كلنا و خلاصنا كلنا و رجاؤنا كلنا و شفاؤنا كلنا و قيامتنا كلنا آمين.
رد مع اقتباس
قديم 04 - 02 - 2015, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ألا تشعرون بعد و لا تفهمون؟(مر8)

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فحينئذٍ تفهمون أني أنا هو ( يو 8: 28 )
كيف لا تفهمون حتي الآن ! مر 17:8
أأنتم حتى الآن لا تفهمون؟
كيف لا تفهمون ؟!
عظة كيف لا تفهمون؟ - للقس يوحنا مجدى


الساعة الآن 04:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024