ما هي أشهر معاني كلمة «روح» في الكتاب المقدس؟
* جاءت كلمة «روح» بمعنى ريح أو نسمة، وهو معناها الأصلي، فاستُعملت عن بعض القوات غير المنظورة مثل «روح العرافة» (أع 16: 16) و«روح الضلال» (1يو 4: 6 و1تي 4: 1) و«روح المسيح» (1يو 4: 3). وعُبّر بها عن اتجاهات خاصة في الإنسان فقيل «المنسحق والمتواضع الروح» (إش 57: 15) و«روح الوداعة» (1كو 4: 21) و«روح منكسرة» (مز 51: 17) و«روح الفَشَل» (2تي 1: 7) و«روح سُبات» (رو 11: 8). وسُمّي بها الملائكة الأبرار والأشرار (عب 1: 14 ومز 104: 4 ومر 3: 11 و9: 25 وأع 19: 12 وأف 6: 12). وسُمِّي بها ما هو غير مادي، كنفس الإنسان والله، واستُعملت على الخصوص اسمًا للأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس.
ومن المهم جدًا أن نعرف من هو الروح القدس. هل هو مجرد تأثير إلهي، أو قوة روحية عظيمة؟ أم هو روح الله، الأقنوم الثالث في اللاهوت؟
يقول إقرار الإيمان: «نؤمن بالروح القدس، الرب الحي، المحيي، المنبثق من
الآب». فإن كان الروح القدس مجرد تأثير أو قوة إلهية، يحقُّ لنا أن نحصل عليها لنستخدمها في حياتنا الإيمانية، وخدماتنا الكنسيَّة، وعملنا الروحي. لكن إن كان الروح القدس هو روح الله الذي يحيي موتى الذنوب، فيجب أن نُسلِّم له نفوسنا، ليستخدمنا كما يشاء هو. وما أكبر الفرق بين استخدام الروح لنا، واستخدامنا له.
ومن المهم أن نعرف إن كان هو الأقنوم الثالث في اللاهوت، فنقدم له التعبُّد، ونؤمن به، ونُخلِص له، ونحبه.. أو إن كان مجرد قوة تساعدنا في حياتنا الروحية!
غير أن كل قارئ للكتاب المقدس يرى بوضوح أن الروح القدس شخص، ذو صفات إلهية، ويقوم بأعمال لا يقوم بها إلا الله، وقد وهب بركاتٍ عظيمة لكل المؤمنين الذين عرفوه وسلَّموا نفوسهم له باعتباره الأقنوم الثالث في اللاهوت. ويُنسَب إليه كشخص: العقل والمعرفة، ومشاعر المحبة والحزن. ويقف الناس منه المواقف التي يقفونها من الأشخاص، فيثورون ويكذبون ويجدّفون عليه، ويزدرون به، ويُحزنونه. فليس الروح القدس تأثيرًا ولا انفعالًا ولا مجرد قوة، بل هو شخص الله ذاته. إنه روح الله، وأحد الأقانيم الثلاثة «فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة:
الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد» (1يو 5: 7). (كلمة «أقنوم» كلمة سريانية تدل على من يتميَّز عن سواه، بغير انفصال عنه).