ويقودك الى مكان الوصول
حين تسافر بالبحر أو الجو ماذا ترى وانت في الباخرة أو الطائرة ؟ ترى بحرا ً ممتدا ً لا نهاية له أو جوا ً متسعا ً لا حدود له . اذا ارسلت نظرك تحاول ان تكشف الطريق التي تسلكها الباخرة لا ترى طريقا ً ، مياه ٌ زرقاء وعميقة وحركة امواج ٍ ترتجف فوقها . واذا تطلعت ودققت تريد ان ترى الاتجاه الذي تطير اليه الطائرة ، لا ترى اتجاها ً ، زرقة ً تعلوك وسحاب ٌ يتشكل ويتعدل ويتكون تحتك . لو فكرت في ما تراه وانت لا تعلم طريقا ً تبحر او تطير فيه لخفت وارتبكت ، فلا يوجد امامك طريق ، لا طريق يكشف المرفأ الذي سترسو فيه ولا المطار الذي ستهبط عليه . قبطان الباخرة او الطائرة وحده يعرف ويتجه نحو الهدف . ينظر الى السماء ويستخدم الأجهزة التي تحدد الاتجاه الذي يسلكه . ونحن في الحياة مسافرون ، نسير ، نتقدم ، نسلك ، نعبر الطريق . وحتى يكون اتجاه سيرنا صحيحا ً ننظر الى السماء التي ترشدنا الى الطريق . يحدثنا الكتاب المقدس عن ابراهيم ابي المؤمنين ، قال له الرب يوما ً :" اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. " ( تكوين 12 : 1 )
" بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا ، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي . " ( عبرانيين 11 : 8 ) لم يكن يعرف الطريق ولا المكان الذي سيذهب اليه . كان يعرف الله ، الله الذي دعاه . ونحن نسير في طريق الحياة قد لا نعرف الطرق والأماكن لكننا نعرف الله . ننظر الى السماء لا الى الأرض ، نتبع ارشاد السماء لا الأرض . أُفق السماء أوسع ، أعلى ، أعظم ، أعلم . إتباع الصوت من السماء أحكم ، أصدق ، أدق ، أثمن . إن سرت ناظرا ً الى الأرض تحت قدميك تتعثر ، تنزلق ، تنحني . أما إن سرت ناظرا ً الى السماء حيث الدعوة ، تسلم ، تأمن ، ترتفع . بالإيمان تسير لا بالعيان . لا تتوقف وتسأل وتحاول أن تعرف . لو لم يصدّق القبطان أنوار السماء وحركة الشمس ، وتوقف يسأل ويبحث فلن يصل . يطول به السفر ويصعب وقد ينفذ منه الوقود ويغرق أو يسقط . سر في الطريق الذي يُرشدك اليه الله ، لا تبحث أو تسأل . سر بالايمان ناظرا ً الى رئيس الايمان ومكمّله ِ الرب يسوع " نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ " اسلك متمتعا ً بالشركة والبركة ، شركة الله وبركة المسيح . وتصل الى ارض الموعد ، قد لا تعرف الطريق أو مكان الوصول لكنك تعرف الذي يدلّك الى الطريق ويقودك الى مكان الوصول .