رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا لها من صورة بديعة لِِما يجب أن تكون عليه الحياة المسيحية العادية. كلمة الله مُخبأة في القلب، فائضة منه بالإنذار للأولاد، وبالمحادثات المقدسة في الدائرة العائلية. ومُنيرة في التصرفات اليومية حتى أن كل مَنْ يأتي إلى البيت ويدخل في الأبواب يرى أن كلمة الله هي المقياس لكل فرد وللجميع وفي كل شيء. ولكن هل هذه هي حالتنا؟ هل نحن نعلِّم أولادنا هكذا؟ هل نحن واضعون نصب عيوننا أن نوصّل كلمة الله بجاذبيتها السماوية إلى قلوبهم الصغيرة؟ وهل هم يرونها لامعة ومضيئة في حياتنا اليومية؟ هل يشاهدون تأثيرها على طباعنا وعاداتنا وشئوننا العائلية وأشغالنا الزمنية؟ هذا ما نفهمه من ربط الكلمة كعلامة على اليد، وكونها عصائب بين العينين، وكتابتها على قوائم الأبواب وعلى الأبواب ( تث 6: 6 - 9). إنه من العبث أن نحاول أن نعلّم أولادنا كلمة الله، بينما حياتنا العملية ليست محكومة بمقتضاها. نحن لا نوافق على جعل كلمة الله المباركة كمجرد كتاب مدرسي يطالعه أولادنا، فإننا حينئذ نكون قد حوَّلنا امتيازًا مُفرحًا إلى مهمة شاقة. ولكن الواجب هو أن يرى أولادنا أننا عائشون في جو المكتوب، وأن منه يتكون حديثنا عندما نجلس بينهم في أوقات راحتنا وفراغنا. يا للأسف .. ما أندر هذه الحالة!! ألا يليق بنا أن نتذلل في حضرة الله عندما نتأمل في المجرى العام لحديثنا على المائدة وفي الدائرة العائلية؟ فما أقل أن يكون هذا الحديث موافقًا لِما جاء في تثنية6: 7، وما أكثر ما فيه من كلام الجهل والهَزَل الذي لا يليق. ما أكثر ما فيه من مذمة إخوتنا وجيراننا وزملائنا في الأشغال. ما أكثر ما فيه من القصص غير النافعة والكلام الذي يلقى على عواهنه بغير فائدة ولا جدوى! وما هو العلاج إذن؟ إن العلاج هو أن تكون قلوبنا ممتلئة من سلام المسيح، ومن كلمة المسيح، بل من المسيح نفسه. حينئذ لا نحتاج إلى عناء كبير في مقاومة الكلمات الردية والمحادثات الغبية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|