كلمة موجزة للرد على الإلحاد (١)
نيافة الأنبا أثناسيوس - أسقف الكنيسة ببني مزار والبهنسا
٧ أكتوبر ٢٠١٤
“قال الجاهل في قلبه: ليس إله” (مزمور14: 7) الله موجود بذاته، مالئ الأكوان ولا يخلو منه مكان، هو صانعك، باسط السموات ومؤسس الأرض(أشعياء 51: 13)، “أنا الرب إلهك”(أشعياء 51: 15)، “به كلُّ شيء كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس”(يو1: 3 و 4). فهو حيٌّ بروحه، الذي أعطانا الحياة بنفخة فيه:”و صار آدم نفساً حية”(تك2: 7). وبقدرته خلق الطبيعة بما فيها من عناصر هامة، الماء لغذاء الإنسان والحيوان وأنبت الأشجار والمزروعات لخدمة البشر (مزمور 147).
وقد ميّز اللهالإنسانَ وجعله سيد المخلوقات بالعقل والذكاء للفهم والإدراك؛ ليحيا مؤمناً بالله العظيم ويشكره على عطاياه، وبكينونته أوجدنا من التراب وأعطانا الحياة من جوده وكرمه لنتمتع بما خلقه. جَــلّ اسمه.. واهتم بأرواحنا كما اهتم بأجسادنا. يا لعظم هذا الإله القادر على كل شيء، وهو مدبّر الأكوان. فإن قال أحدٌ ما: إنّ الأشياء خُلقت بالطبيعة، فهذا معناه أن الله ذو الحكمة والقدرة والموجود في كل الأشياء، هو الذي خلق كل شيء، لأن الطبيعة صانعها الله وهو فيها وفي كل الأشياء.
الطبيعة نفسها خالقها هو الله الموجود فيها لأن الخالق الحكيم الحي موجود في كل الأشياء.. و الطبيعة غير عاقلة لتعمل شيئاً بالعقل الذي ليس فيها.. ولأن الله روح لن يستطيع الإنسان أن يراه بعينه الجسدية، فقال أن الطبيعة هي التي عملت كل الأشياء، ولكن ما هي قدرة المخلوقات لتعمل هذه الأشياء التي هي فوق الإدراك والفهم العقلي الذي للإنسان.
أنت يا إنسان أعظم المخلوقات بالعقل والفهم و الإدراك. اخلق شيئاً من العدم وأرني إياه، كما عمل الخالق العظيم الذي نعبده جميعاً!!!. إنه شيء غير ممكن لأن الخالق هو واحد، الأزلي الأبدي الذي به خُلِـقت كل الأشياء، فلابد أن يكون الله الغير محدود الذي كوّن الطبيعة، وبه كانت وهو موجود فيها. ليست الطبيعة المخلوقة به هي القادرة على خلق الأشياء. فالله موجود منذ الأزل وإلى الأبد، وعدم رؤيتك له لا تعني عدم وجوده، ولكن تعني عدم مقدرتك على رؤية الله، لأنه قدوس وهو روح والذين يسجدون لله بالروح والحق ينبغي أن يسجدوا (يو4: 24).
عِـش بإيمان أن الله موجود؛ لئلا يكون إلحادك و نكرانك لله يبعدك عن الحياة الأبدية التي بعد الموت – الذي هو خروجك من هذا الجسد الترابي – ولئلا يكون نصيبك مع عدو الله الذي هو الشيطان – الحية القديمة – التي قتلها السيد المسيح – عيسى بن مريم – بظهوره، وهدم مملكة إبليس.
أنتظروا الجزء الثاني والأخير من كلمة موجزة للرد على الإلحاد ..