سركيس وباخوس والجيش الروماني
في نيقوميديا تلك، جمّع الامبراطور معظم جيوشه للدفاع عن الامبراطوريّة. وكان بين هذه الجيوش فرقة خاصّة تلازم الامبراطور ولا تفارقه في أيّام السلم ولا في أيّام الحرب. هذه الفرقة من الجيش الروماني كان قائدها سركيس في عهد مكسيميانوس، وكان باخوس معاونًا له.
لم يصلا إلى هذا المقام الرفيع في الجنديّة، إلاّ بفضل بطولتهما في المعارك، وأمانتهما للدولة وإخلاصهما للملك. كان لسركيس دالّة عظيمة على الملك وله في القصر نفوذ كبير. وكان له صديق اسمه أنطيوخس، توسّط له سركيس عند الملك فعيّنه حاكمًا على الفرات في سوريا.
كان سركيس وباخوس مسيحيّين ولكن الملك لم يكن على علم بذلك.
كان يصلّيان سرًّا، ويشجّع الواحد الآخر على الثبات في محبّة المسيح. كانا يتألّمان من الاضطهادات التي يشهدانها ضدّ إخوانهما المسيحيّين. وكان يعظّمان إيمان الشهداء من رفاقهما، وكان يستعدّان هما أيضًا لتقديم شهادتهما عند ما يأتي يومهما.
الوشاية بسركيس وباخوس
وما طال الزمن حتّى أتى ذلك اليوم. فقد وشى بهما حسدًا بعض رفاقهما إلى الملك، بأنّهما مسيحيّان، ولا يقرّبان الذبيحة للأوثان.
استغرب الملك أوّلاً هذه التهمة، لأنّه يعلم وفاءهما له وللدولة، ولكنّه أراد أن يمتحنهما لكي يختبر صدقهما.