منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 24 - 09 - 2014, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قطار التربية السليمة

لا شكّ في أنّ هذه العمليّة شاقّة. فنحن نسعى إلى الجمع بين الحزم واللين. وهو أمر لا غنى لنا عنه للإيحاء بالثقة، ولكنّه شاقّ. فمن بين المربّين مَن يسعون إلى الكمال ولا يعيرون الضعف البشريّ انتباهاً. ومنهم مَن يميلون بإفراط إلى الشفقة فيشجّعون، بحجّة العطف، التراخي في الالتزام. فلا بدّ إذاً من أن يكون الحزم غير عنيف، واللين غير ضعيف.

ندرِّب الإرادة أيضاً بالتشديد على المجهود المبذول. فنطلب من المتربّي أن يقوم بإنجاز أعمالٍ في فترة محدّدة وبدقّة كي يتعلّم الإسراع في توظيف جميع قواه. ونعلّمه أنّ الجهد المبذول يؤدّي إلى نتائج ليست باطلة، لأنّ الإنسان يستطيع، في أيّ سنّ من عمره، أن يؤثّر في مصيره، مُعِدّاً إيّاه ومتكهّناً ببعض منعطفاته وراغباً فيه. ونحيي في المتربّي روح التفاؤل وحبّ العمل، وهما صفتان لا غنى عنهما للنجاح. ولعل التنافس خير مضمار لتقوية روح التفاؤل إن تمّ بأسلوب شريف وجوّ محبّة. بهذا الأسلوب يستطيع المتربّي أن يكون متفائلاً متشبّثاً يؤمن بقدرته وقيمة الجهد الّذي يبذله، وبالتالي، قويّ الإرادة، وشديد التصميم.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 09 - 2014, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قطار التربية السليمة

علاقة المربّي بالمتربّي
التكوين على المحبّة

وفي التكوين على المحبّة، ننظّم حياة الأولاد على غرار مجتمع صغير. لكلّ واحد فيه حقوق وواجبات تجاه الآخرين. وعلى كلّ واحد أن يكون في مكانه بحسب قدرته وإمكاناته، وأن يكوِّنَ نفسه مجتهداً أن يبقى بمستوى الجماعة. وعلى المربّي المسؤول واجب الجمع بين تقدّم المجموعة وتقدّم كلّ عنصر فيها.

تكوين المحبّة

يُختصَر شعار تكويننا للناس على المحبّة بالعبارة التالية: Men for others رجال من أجل الآخرين. إنّنا نربّي المتردّدين إلينا ضمن مجموعات. واجتماعنا بهم حوار أكثر منه درس. حوار بين المربّي والمتربّين، وبين المتربّين أنفسهم بإشراف المربّي. فإلى جانب نموّ كلّ واحد بمفرده، نسعى إلى نموّ المجموعة معاً من خلال عمل الفريق أو مشروع الفريق الجماعيّ. يشارك فيه كلّ واحد بحسب ما أعطاه الله من مواهب وإمكانات. فأولاد التعليم ليسوا أرقاماً بل شخصيّات مميّزة تمكّنهم الحياة الجماعيّة من تثبيت شخصيّتهم وإثبات كيانهم أمام الآخرين ومعهم.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 09 - 2014, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قطار التربية السليمة

ويُعدّ التنافس الشريف من الوسائل الّتي نستعملها لتقوية الروح الجماعيّة. ونحرص على ألاّ يتمّ بروح حسد، بل "بمحبّة بصيرة". فالمنافس الحسود يرغب في التغلّب على الخصم ولا يبالي بتحسين نفسه، بل يكفيه أن يُذِلَّ الخصم بأيّة طريقة كانت. وهو لا يتمنّى تقدّم خصمه، بل يشمت بتدهوره. أمّا روح التنافس الشريف الّتي نسعى إلى تنميتها، فهي تقدّر الآخر وتشجّعه على التحدّي وتخطّي محدوديّته. هذه غايتنا من كلّ ما ننظّمه في المباريات بشتّى أنواعها: رياضيّة، ثقافيّة، معلوماتيّة ... وإذا كنّا نضيف إلى كلمة "تنافس" لقب "الشريف" فلأنّنا نريد أن يتنافس أولادنا في الفضائل والروحيّات، كما يقول القدّيس بولس. بذلك نستطيع أن نروّض غريزة من أقوى غرائز الشباب، ألا وهي الصراع، ونطوّعها لنجعلها حليفاً لروح المحبّة لا خصماً.

لا شكّ أنّ التدرّب على روح التنافس الشريف صعب. لذا، نعتمد على المراجعة والتقييم بعد كلّ منافسة. ولا يتركّز تقييمنا مع المتربّين حول أسباب النجاح أو الخسارة، بل الروح الّتي خضنا بها المنافسة، وكيف أظهرت وجوه الخطيئة الكامنة في كلّ شخص. ففي المنافسة ينـزع المتربّي عن وجهه قناع التقويّات، ويُظهر كلّ ما فيه من عنف وضعف وأنانيّة وحسد وغضب ... فيسهل على المربّي معرفته معرفة أفضل، ويسهل عليه هو أيضاً، من خلال المراجعة، معرفة نفسه على حقيقتها من دون رياء أو خداع. وبذلك يمكن للعمليّة التربويّة أن تأتي بثمر أفضل، لأنّها تنطلق حينذاك من الواقع وتعتمد على الصراحة. أمّا من جهة "المزيد" و "المحبّة البصيرة" فثمّة مناهج للتكوين على المحبّة وهي: التعاون وتكوين النخبة والحوار والنظام.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 09 - 2014, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قطار التربية السليمة

فمن جهة التعاون، نحن نعلم مدى قوّة الجماعة عندما تعمل معاً، ومدى فاعليّتها الّذي يفوق عمل فرد واحد وحيد، أو عمل مجموعة من الأفراد غير متّحدين في ما بينهم. ويُعتبر هذا المنهج ذا أهمّيّة كبيرة. فكثيراً ما تطغى بين المربّين أو بين المتربّين روح التواجد معاً على روح التعاون معهم والتضامن الحقيقيّ بينهم والخدمة المشتركة. وكثيراً ما تتغلّب الروح الاجتماعيّة على الروح الجماعيّة. أمّا روح التعاون والتضامن والخدمة، فهي في سبيل تمهيد الطريق للالتزام مع الفقراء وخدمتهم.

ومن جهة تكوين النخبة، نحن نعي أنّ المتردّدين إلى مراكزنا ينتمون إلى طوائف متنوّعة. ونعي في الآن نفسه معاناة الطوائف الّتي ينتمي هؤلاء إليها وفقرها. لذلك نبذل قصارى جهدنا في تكوينهم كي يفيدوا الآخرين في المستقبل كما استفادوا هم منّا. إنّنا نكوّن رسلاً تكويناً صالحاً كي يكونوا في مجتمعاتهم كالخمير في العجين، ويكونوا أداة للتغيير نحو الأفضل.

وفي منهج الحوار، نتبع القاعدة الذهبيّة ونربّي عليها: على الإنسان أن يفترض صحّة رأي الآخر وحسن نيّته. فيجب على المتربّين عندنا أن يبرّروا فكرة الآخر وسلوكه لا الحكم عليه. فإن تعذّر عليهم ذلك، فليسألوه. وإن كان في أفكاره أو سلوكه ما هو غير صحيح، فليُصحّح بمحبّة. إنّه منهجنا للتحاور مع الناس، بحيث يتدرّب المتربّي على بذل قصارى جهده للحوار مع الآخرين، لا في أثناء تكوينه فحسب، بل في حياته المستقبليّة أيضاً، حيث يواجه حتماً أشخاصاً وجماعات، آراء ونظريّات، نظماً ومؤسّسات ... لا يتّفق دوماً معها، وعليه رغم ذلك أن يتحاور معها.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 09 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قطار التربية السليمة

أمّا التنظيم، فيعتمد على النمط السلطويّ أكثر منه على الديمقراطيّ. فالمرجعيّة الواحدة ضروريّة لتنسيق العمل وتوحيد التوجّه. إلاّ أنّ هذا لا يلغي الحوار المصغي بين الرئيس والمرؤوس. ونحن نشدّد كثيراً على النظام، لأنّه أسلوبنا الوحيد في تحقيق العدالة بين الأشخاص واحترام حقوقهم وتحرير الحرّيّات. فبالنظام نقوّض ما يعتري النفس من فردانيّة أو طغيان. إنّه السدّ الضروريّ لتنظيم تدفّق الماء بدل أن يكون سيلاً جارفاً تارة، ومستنقعاً عفناً تارة أخرى. غير أنّ المرونة ضروريّة مع الحزم، وذلك بمقتضى "المحبّة البصيرة". فعلى النظام أن يتلاءم مع المتربّين، وعلى المسؤول الّذي يطبّقه أن يجمع بين "الحزم والحلم، والصرامة والوداعة. فلا يعدل عمّا يراه أكثر مرضاةً لله ربّنا، ولا ينقص ما يتوجّب عليه من حنان نحو أبنائه، حتّى يعترف الّذين وبّخهم أو عاقبهم بأنّه تصرّف باستقامة في الربّ وبأنّه عمل بدافع المحبّة، ولو جاء عمله مخالفاً لنـزعاتهم البشريّة". باختصار، يعتمد تطبيق النظام على مقولة القدّيس بولس: "الحرف يميت، والروح يحيي" (2كورنثس 3/6). فبدون الحرف يصبح الروح واهناً، وبدون الروح يصبح الحرف قاتلاً.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 09 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قطار التربية السليمة

الخاتمة

إنّنا نصبو، من خلال عملنا التربويّ، إلى تكوين شخصيّة متّزنة. فلو كوّنّا التقوى فقط، لوقعنا في فخّ التقويّات، وأنتجنا أناساً حالمين بعيدين عن الواقع. ولو كوّنّا العقل فقط، لوقعنا في فخّ "العقلانيّة"، وأنتجنا شخصيّات متعصّبة متشبّثة بآرائها، واثقة ثقة عمياء بصحّة مواقفها، ولا تأخذ بعين الاعتبار محدوديّة الآخرين أو ضعفهم. ولو كوّنّا الوجدان فقط، لوقعنا في فخّ الإشراق، وأنتجنا شخصيّات لا تهتمّ إلاّ بنفسها.

الصورة النموذجيّة للتربية في مراكزنا هي تكوين القوى النفسيّة الثلاث بالتوازي: العقل والوجدان والإرادة.
بتكوين العقل، تصبح الشخصيّة قادرة على الفهم والتفكير والتحليل والاستنتاج والمقارنة والحكم والتطبيق، بروح النقد (لا الانتقاد) الّتي لا تسلّم تسليماً أعمى بما تسمعه أو حتّى تراه، بل تجتهد في فهم الأمور والقضايا وفي تكوين رأي شخصيّ، وتكون أمينة فكريّاً في معالجتها. شخصيّة منفتحة على كلّ ما يأتي من الخارج، من أشخاص وأحداث وآراء وتطوّر. ولا يتحقّق هذا إلاّ بالتدرّب على الدقّة والإتقان والكفاءة والإبداع والابتكار والتعلّم أكثر منه التعليم.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 09 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قطار التربية السليمة

وبتكوين الوجدان، تستخدم الشخصيّة الوجدان استخداماً متّزناً بدون تطرّف، وتتذوّق الأشياء تذوّقاً باطنيّاً، وتنظر إلى الأمور بالعقل والقلب معاً، وتحرّكها الرغبات المضبوطة. شخصيّة مبنيّة على المحبّة الّتي قوامها العطاء المتبادل بين المحب والمحبوب، فتظهر في الأفعال أكثر منها في الأقوال، فتحب الله في كلّ شيء، وتحبّ كلّ شيء في الله.

وبتكوين الإرادة، تستطيع الشخصيّة أن تضبط نفسها وتقاوم ميولها، وتحيا القيم والفضائل بضمير حيّ مستقيم، وتتّخذ القرارات وتنفّذها وتلتزم بها، فتصبح شخصيّة حرّة لا يغريها النجاح ولا يحطّمها الإخفاق أو الشدّة.

وفي نهاية المطاف، نهدف من عملنا التربويّ إلى تكوين بشر من أجل الآخرين، فلا يحيا الشخص من أجل ذاته ولتحقيق مآربه الفرديّة، بل ينطلق نحو الخدمة. فالإحساس بالآخرين، والتضامن مع الفقراء، واحترام صغار الناس والمنبوذين، هي صفات الشخصيّة الّتي نريد تكوينها لدى المتربّين، كي يساهموا في بناء مجتمع جديد مبنيّ على قيم إنسانيّة متأصّلة في الإيمان بالله والثقة بالإنسان. مجتمع يتميّز تعامل بعض أفراده مع بعضهم الآخر بروح المزيد والمحبّة البصيرة. فبهذه الروح يستطيع المرء أن يميّز ما هو خير في مجتمعه لتنميته وما هو شرّ لإصلاحه. فيتمّ بذلك ما قاله القدّيس إيريناوس: "مجد الله هو الإنسان الحي. وحياة الإنسان هي رؤية الله".

"مثالنا الأعلى هو إنسان مكوّن تكويناً حسناً، كفء فكريّاً، منفتح على التقدّم، روحانيّ، محبّ ملتزم في خدمة العدالة خدمة سخيّة" (الأب بيتر هانس كولفنباخ اليسوعي)
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فضيحة كبرى لوكيلة وزارة التربية والتعليم بالقاهرة بشأن تدريس الدين المسيحى وبلاغ لوزير التربية والتع
قطار يصدم توك توك اصطدم صباح اليوم الخميس، قطار ركاب إكسبريس رقم 10 القادم من الإسكندرية إلى القا
السليمة ولاالمريضة
عودة إلى القيم السليمة
ما التربية السليمة لذوى الاحتياجات الخاصة؟


الساعة الآن 08:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024