لا شكّ في أنّ هذه العمليّة شاقّة. فنحن نسعى إلى الجمع بين الحزم واللين. وهو أمر لا غنى لنا عنه للإيحاء بالثقة، ولكنّه شاقّ. فمن بين المربّين مَن يسعون إلى الكمال ولا يعيرون الضعف البشريّ انتباهاً. ومنهم مَن يميلون بإفراط إلى الشفقة فيشجّعون، بحجّة العطف، التراخي في الالتزام. فلا بدّ إذاً من أن يكون الحزم غير عنيف، واللين غير ضعيف.
ندرِّب الإرادة أيضاً بالتشديد على المجهود المبذول. فنطلب من المتربّي أن يقوم بإنجاز أعمالٍ في فترة محدّدة وبدقّة كي يتعلّم الإسراع في توظيف جميع قواه. ونعلّمه أنّ الجهد المبذول يؤدّي إلى نتائج ليست باطلة، لأنّ الإنسان يستطيع، في أيّ سنّ من عمره، أن يؤثّر في مصيره، مُعِدّاً إيّاه ومتكهّناً ببعض منعطفاته وراغباً فيه. ونحيي في المتربّي روح التفاؤل وحبّ العمل، وهما صفتان لا غنى عنهما للنجاح. ولعل التنافس خير مضمار لتقوية روح التفاؤل إن تمّ بأسلوب شريف وجوّ محبّة. بهذا الأسلوب يستطيع المتربّي أن يكون متفائلاً متشبّثاً يؤمن بقدرته وقيمة الجهد الّذي يبذله، وبالتالي، قويّ الإرادة، وشديد التصميم.