رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا التجارب و أين الله منها بالبداية لا يوجد إنسان بلا خطيئة، وإذا أردنا القول أن شخص بار أو عادل أو محب، هذا ممكن. ولكن لا يمكن أن يكون بلا ضعفات. إما سيسقط في المجد الباطل أو في الكلام البطّال أو في أي أمر آخر. مثلاً هناك شخص يعمل أعمال رحمة لكنه ليس طاهر، آخر طاهر ولكن لا يعمل أعمال رحمة. الواحد لديه فضيلة ما و آخر لديه أخر. الفريسي كان يصوم ويصلي لم يظلم أحد وكان يطبق الناموس، لكن لديه غرور. وهكذا دين من السيد، لأن الغرور أسقطه بشكل أكبر من كل الخطايا الأخرى مجتمعة إذاً لا يوجد إنسان بار أو فاضل أو نقي من الخطيئة بشكل مطلق. ومن جهة ثانية لا يوجد إنسان خاطئ ولا يملك بداخله شيء صغير جيد. عل سبيل المثال شخص يعمل سرقة وتدمير، ولكن مرات عديدة يظهر رحمة فيساعد آخر ويحزن للشر من كان أكثر قسوة من الملك أحاب المغتصب؟ وهو بذاته شعر بالانهيار. من هو أسوأ من محب المال و الخائن يهوذا؟ وهو بعد تسليمه للسيد قال: "أخطأت إذ أسلمت دماً بريئاً" (متى 4:27 يطبق في هذه الحياة قانون "الثواب" على الجميع لذلك الأبرار يزوقون الحزن، والأشرار يحصلون على الخيرات. فهؤلاء يعاقبون هنا لخطاياهم القليلة، والآخرون يكافئون على أعمالهم الخيرة القليلة التي عملوها وسيعاقبون أبدياً على سيئاتهم الكثيرة عندما نتعرض لتجارب فاعلموا أنها بمشيئة الله تتم، وذلك إما لسبب خطايانا أو لننال أكاليل سماوية. قال الملك داوود عندما سمع شمعي يسبّه ويضرب من معه بالحجارة: "دعوه"، "لعلّ الرب ينظر إلى مذلتي ويكافئني الربّ خيراً عوض مسبّته بهذا اليوم". (2صموئيل 11:16-12). ولنسمع ما قال بولس الرسول لأهل كورنثوس: "أن يسلَّم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع". (1كو5:5). وأيضاً ذهب الفقير لعازر في المثل الإنجيلي "الغني و لعازر" إلى مكان الراحة لأنه تحمّل كثيراً في حياته يعتقد الكثيرون أن الذي يتعرض لهذه التجارب هو خاطئ. ويفترضون أنها عقوبات للذين يخالفون وصايا الله. وهذا ما حدث مع أيوب الصدّيق إذ قال له أصدقائه الثلاث الذين زاروه في لحظات التجارب، وبالرغم أنهم لا يعرفون خطاياه: "أليس شرّك عظيماً وآثامك لا نهاية لها؟" (أيوب 5:22 كان شمعي يسبّ ويلعن داوود لأنه قام ضد ابنه أبيشالوم. فظن شمعون أنه ليقوم ابن الملك على أبيه ويريد قتله يجب أن يكون الملك رجل دماء وقاتل ولذلك بدأ بسبّه وشتمه حدث شيء مشابه للقديس بولس في جزيرة مليطة، وذلك بعد تحطم الباخرة التي كانت ستنقله لروما، إذ لسعته أفعى في يده، فقال سكان الجزيرة عندما رأوا الأفعى على يده: "لا بد أن هذا الإنسان قاتل لم يدعه العدل يحيا ولو نجا من البحر" (أعمال 4:28 اليوم نسمع الكثير من هذا الكلام: "لو أن الله يحب الفقراء لما أبقاهم فقراء". وآخرون يرون إنسان يعمل أعمال رحمة يمرض فيقولون: "ماذا قدمت له الرحمة؟ ماذا قدم له الإحسان؟" طبعاً أسئلة غير مبررة أيها الإنسان كيف تستطيع الحكم على الله بهذه السهولة والسطحية؟ هل يمكن أن يكره الله الفقراء والأبرار؟ وأن يحب الأغنياء والأشرار والذين بدون رحمه؟ وحتى لا تخطئ بمثل هذه الأفكار السيئة سأشرح لك ماذا يحب الله وعن ماذا يصرف وجهه الله يحب الذين يحفظون وصاياه. هو يقول: "وأنا أحبه وأظهر له ذاتي" انما ليس للأغنياء وليس لصحيح الجسد بل فقط للـ: "الذي عنده وصاياي ويحفظها" (يوحنا 21:14). ولمن يصرف وجهه عنه؟ الذي لا يحفظ وصاياه. عندما ترى شخص يعصي إرادة الله ووصاياه، وإن كان غنياً أو صحيح الجسد، لا تشك أبداً أن الله سيبعد وجهه عنه. وبالمقابل سيحب الإنسان المحترم الفاضل وذلك إن كان فقيراً أو مريضاً. ألا تسمع ما يقول الكتاب: "لأن الذي يحبه الرب يؤدّبه وكأب بابن يُسرُّ به" (أمثال 12:3). وستقول أن الكثير سيتعثرون من هذه الجملة، أما أنا فأقول لك بأن عقولهم السبب لأنهم لا يفكرون بهذا الشكل: المكافأة لا تُعطى في هذه الحياة. هنا ساحة الجهاد، فالمكافآت والأكاليل تُعطى في الحياة الثانية يجب أن لا نحزن على الذين يتجربون ويتحملون بل على الذين يخطأون ولا يعاقبون. بالإضافة لأن العقوبات تعيق الخطيئة فهي تقود للفضيلة. "إذا كان هكذا" ستقولون: "إذا كانت العقوبات حقيقة تبعد الشر. فلماذا لا يعاقبنا الله على كل خطيئة نقوم بها؟" فسأجيبكم: "إذا عاقب الله الإنسان على كل خطيئة يقوم بها، ستفنى البشرية بالكامل، وتنحل إمكانية التوبة". لننظر مثلاً حالة الرسول بولس: إذا كان الله سيعاقبه على اضطهاده للمسيحية، أو بالأكثر سمح له الموت، كيف سيتوب، وكيف سيتمم العمل العظيم بأن يقود المسكونة من الجهل للحقيقة؟ انظر كيف يعمل الأطباء، عندما يظهر شخص شديد الإصابة فإنهم يطبقون العلاج الشافي ليس وفقاً لعدد وحجم الجروح لكن مع قدرة الجسد على تحمل العلاج. لأنه ما الفائدة إذا أغلقوا الجروح ومات الإنسان؟ لذلك لا يعاقب الله الخطأة مباشر وليس على أساس خطاياهم. عقوبات الله ليست تدريجية ولا ومنظمة. مرات عديدة يعاقب أحد الأشخاص ويعفي كثيرين. شيء مشابه يفعله الأطباء عندما يستأصلون عضواً نتناً لكي يحافظوا على الباقي صحيحاً عندما ترى ثملاً يصوم، أو فاسقاً يسبح الرب ويمجد رحمة السيد، فأعرف أنها التوبة وقل مع المزمور: "هذا ما يعليّني تغيُّر يمين العلي" (مز10:77). لأنها يمين الرب هي التي تقوم بهذه الأعمال العظيمة كل عمل يهدف لخلاص النفوس له الأولوية. و إذا أُهلت أن تخدم الرب بأي شكل ممكن، ستتحمل الكثير وتتألم وتتعرض لمخاطر كثيرة. لا تخف ولا تسأل: "أنا أطبق مشيئة الرب، فيجب أن نتمجد وننال الأكاليل لذلك. فلماذا نتحمل الكثير؟" فلتتذكر السيد الذي قَبِلَ الموت من أجلنا و قال: "إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم" (يوحنا 20:15). هم أعطانا وعداً: "ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" (متى 22:10). إذا اهتم أحد بخلاصه فلن يخسره. والله لن يتركه في الصعوبات والمخاطر. ماذا قال الرب لبطرس: "وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (لوقا 31:22-32 فعندما يرى الله أن حمولة التجارب تستنزف قوانا، يمد يده ويخفف عنا عبئ الحمل الثقيل. ولكنه عندما يرى أننا غير مهتمون لخلاصنا يتركنا بدون مساعدته الله لا يفرض أو يجبر شيء على أحد. فهو لا يهتم بغير المبالين أو الغير المهتمين بخلاصهم. لكنه بالمقابل يضع بأحضانه كل الساعين لخلاصهم. يقول الرسول بطرس: "بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمّةٍ الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده". (أعمال 34:10-35 |
25 - 09 - 2014, 06:07 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: لماذا التجارب و أين الله منها
مشاركة جميلة
ربنا يبارك خدمتك |
||||
25 - 09 - 2014, 07:34 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لماذا التجارب و أين الله منها
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|