يسوع ملق على الصليب، إنه لنا عيد ! أجل، أنا تواق إلى القول: إن الصليب عيد واحتفال روحي محض، لقد كان الصليب شارة الرذل، أما الآن فهو عنوان الشرف، وما كان رمز العبودية أصبح رمز الخلاص.
الصليب هو لنا ينبوع يفيض بالنعم: فهو يُرشدنا في الضلال ويُنيرنا في الظلمات ويقربنا من الله. لقد لاشى العداوة وأخمد الحرب وصالحَ مع الله من السلام الذي أتانا به، فهو كنزُ جميع الخيرات. إنه دليلُنا في صحراء التيه إلى الطريق السوي، لم نعُدْ خارج البيت، فقد وجدنا بفضله الباب، لندخله ثانية، لا نخشى سهام إبليس الملتهبة، فقد اهتديْنا إلى الينبوع، ولا نرتاع بعد من الذئب لأن لنا راعياً صالحاً، وقد قال :" أنا هو الراعي الحقيقي". فلا نخشى معه الطاغية لأننا بجوار الملك. تلك هي دواعي احتفالنا بعيدٍ، عيد تذكار الصليب.