بوتين يحــــــــــــــــذر

[Mary Naeem]

بوتين يحــــــــــــــــذر

اليوم السابع



على خلفية التهديدات الأمريكية الأوروبية المتواصلة بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والعسكرية ضد روسيا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه سيكون من الصعب على الشركات الأوروبية العودة إلى السوق الروسية من جديد بعد مغادرتها بنتيجة هذه العقوبات.



وأوضح بوتين أن الخطورة بالنسبة للموردين التقليديين جراء مغادرة السوق الروسية تكمن في صعوبة إعادة التمركز والانتشار في تلك السوق من جديد، بعد إفساح المجال للشركات المنافسة للتموضع والتمركز في السوق، مشيرا إلى أن قطاع الأعمال الغربي يشعر بخيبة أمل من سياسة حكوماته.
وقال بوتين إن المصنّعين في روسيا غير قادرين على استبدال السلع المستوردة بالكامل، ولذلك يتم التوجه نحو المصنعين في أمريكا الجنوبية والصين لإيجاد البدائل، ومن الغريب أن يدعوهم المنتجون الأوروبيون إلى عدم توريد البضائع إلى روسيا.
ومن المتوقع أن يتخذ الاتحاد الأوروبي في غضون أسبوع قرارا بشأن إجراءات إضافية ضد روسيا، لكنه قد لا يستطيع أن يتبنى قرارا يقضي بفرض عقوبات جديدة على روسيا لأن رئيس وزراء سلوفاكيا هدد باستخدام حق النقض ضد قرار يضر بمصالح بلاده.
وهدد رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو باستخدام حق الفيتو ضد إجراءات عقابية أوروبية جديدة محتملة تستهدف روسيا.
وقال رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته هيرمان فان رومبي عقب ختام اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي سيتخذ قرارا بشأن (فرض عقوبات جديدة على روسيا) في حال تأكد من تدهور الوضع في أوكرانيا.
وبدورها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن قادة الاتحاد الأوروبي سيضطرون إلى اتخاذ القرار بشأن المزيد من العقوبات في حال واصل الوضع في أوكرانيا تصعيده. غير أن رئيس الوزراء السلوفاكي كشف عن انقسام داخلي في الاتحاد الأوروبي في ما يخص محاسبة روسيا على موقفها الرافض لاتساع رقعة التطرف في أوكرانيا، حيث قال إنه يحتفظ بحقه في الاعتراض على عقوبات تضر بمصالح سلوفاكيا. والمعروف أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع تنفيذ أي قرار تعترض عليه إحدى الدول الأعضاء فيه.
يذكر أن سلوفاكيا ليست الدولة الوحيدة عضو الاتحاد الأوروبي التي ترفض تصعيد الضغط على روسيا فرئيس الوزراء التشيكي بوجوسلاف سوبوتكا أعلن معارضته لفرض عقوبات إضافية ضد روسيا، داعيا إلى التفاوض مع موسكو لا فرض عقوبات ضدها.
من جانبه أكد مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف، أن بعض دول الاتحاد الأوروبي تعارض فكرة فرض المزيد من العقوبات على روسيا. وتعقيبا على نتائج القمة الأوروبية التي كلفت المفوضية الأوروبية بإعداد مقترحات حول تشديد العقوبات ضد روسيا، قال تشيجوف إنه على الرغم من هذا التكليف، لا يوجد إجماع في صفوف الاتحاد الأوروبي حول هذا الشأن. إذ عارضت ٣ دول على الأقل بشكل مبدئي فرض المزيد من العقوبات، وهي المجر وسلوفاكيا وقبرص.
وأشار تشيجوف إلى أن تعليقات المشاركين في القمة توحي بأن المقترحات المنتظرة ستطال نفس المجالات التي حُددت في القرار السابق حول فرض نظام العقوبات، وهي الآليات المالية وأجهزة استخراج النفط والغاز والبضائع ذات الاستخدام المزدوج والتعاون العسكري التقني .
وأوضح تشيجوف أن تعجل الاتحاد الأوروبي، الذي تمثل في إعطاء أسبوع واحد فقط لإعداد المقترحات حول المزيد من العقوبات، يعود إلى أنه من المقرر في الأسبوع المقبل (٤ و٥ سبتمبر) عقد لقاء آخر على مستوى عال وهو القمة الأطلسية.
وأوضح مراقبون روس أن لقاء مجموعة الاتصال الخاصة بالأزمة الأوكرانية الذي يعقد اليوم الاثنين في مينسك يحدد بنسبة كبيرة موضوع العقوبات المقرر الإعلان عنها في الأسبوع المقبل.
ولكنهم أعربوا عن مخاوفهم من فشل لقاء اليوم، ما سيعطي مبررا لحلف الناتو لاتخاذ قرارات حادة تتعلق بالعقوبات أو بإقامة قواعد عسكرية للحلف في بعض الدول المجاورة لروسيا.