رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة جسد المسيح تشبيه الكنيسة بالجد يلقي ضوءا على العلاقة الحميمية بين الكنيسة و المسيح، فهي ليست مجتمعة حوله وحسب إنها موحدة فيه و الاتحاد بالمسيح هو مصدر الوحدة بين الأعضاء، هذه الوحدة تتحقق بشكل جوهري في الأسرار و بنوع خاص في المعمودية التي بها نتحد بموت و قيامة المسيح و في الافخارستيا التي بها نشترك اشتراكا حقيقا في جسد المسيح و نرتفع إلى الشركة معه في حياته و هذا ما يوحدنا بعضنا ببعض. لقد بدأ يسوع حياته العلنية و بشارته بدعوة التلاميذ الاثني عشر الذين سيكونون نواة الكنيسة، و تبع التلاميذ يسوع و تتلمذوا على يده مدة ثلاث سنوات و كانت لهم بمنزلة المعمودية فالمعمودية لا تقوم فقط على الرتبة الطقسية بل هي تنشئة الإيمان إنها مسيرة روحية مع يسوع تلقوا خلالها تعاليم يسوع و رأوا أعماله و اختبروا قلة إيمانهم و ضعفهم و بذات الوقت رحمة الرب و قوة مغفرته إن المعمودية الحقيقيهي مرافقة المسيح في آلامه وموته لننال حياته ، إنها موت مع المسيح و قيامة معه إن التتلمذ ليسوع معناه الإقامة معه و مشاركته حياته كي يتحول إلى صيادي بشر. هذا التحول يمر بالضرورة عبر الألم و الصليب ، ففي البداية استهجن التلاميذ إعلان المسيح عن آلامه المقبلة " فانفرد به بطرس و أخذ يعاتبه "(مر8/32) ووصل به الأمر عندما حانت الساعة إلى نكران معلمه عندها أدرك بطرس ضعفه و خطيئته و كن يسوع قادر على أن يحول البنية الإنسانية الهشة إلى صخر يني عليه كنيسته "و أنا أقول لك أنت الصخرة و على هذه الصخرة سأبني كنيستي" (متى16/18) هذه القوة التي يستمدها بطرس من صلاة يسوع "و قال الرب : سمعان سمعان هوذا الشيطان قد طلبمكم ليغربلكم كما تغربل الحنطة، و لكن دعوت لك أن لا تفقد إيمانك و أنت ثبت إخوانك متى رجعت" (لو22/31) إن بطرس يرمز إلى الكنيسة التي على الرغم من ضعفها ونقائصها البشرية تبقى جالا لعمل نعمة الله. هذه الوحدة بين المسيح و كنيسته يشبهها يسوع بالوحدة بين الكرمة و الأغصان هذه الوحدة ليست خارجي بل هي وحدة داخلية عضوية فكما أن الشجرة و جذوعها واحد كذلك المسيح و المسيحيون هم واحد و كما تستمد الأغصان حياتها من الشجرة كذلك حياة المسيحيين تنبع من المسيح "من يأكل جسدي و يشرب دمي ثبت في أنا فيه" (يو6/56) كل شيء ينطلق من المسيح فهو الرأس و الكنيسة هي الأعضاء هذا التمييز لا يعني الانفصال بل يبين طبيعة الارتباط الكائن بين المسيح و كنيسته "هو قبل كل شيء و به قوام كل شيء و هو الرأس الجسد أي رأس الكنيسة "(قو1/18) هذه الرئاسة ليست سيطرة أو تسلط بل هي أساسها المحبة :"فما أبغض أحد جسده قط بل يغذيه و يعنى به شأن المسيح بالكنيسة" هذه الوحدة بين المسيح و كنيسته هي مصدر الوحدة بين أعضائها. إن الوحدة مصدرها الاشتراك في الخبز الواحد الذي يحولنا جميعا إلى جسده جاعلا منا مسيحا واحدا. إن وحدة الكنيسة تتحقق بالعودة إلى المسيح مصدر حياتها لأنها تتغذى من عشاء الرب الواحد الذي يجمع الجميع ويهدي القلوب فتتحقق أمنية المسيح ليكونوا واحدا كما أنا و أنت واحدا. و يمكن أن نوجز ما سبق : بأن الكنيسة هي جسد المسيح بالروح العامل بالأسرار و لا سيما الافخارستيا وكما أنه يوجد في الجسد أعضاء ووظائف مختلفة و لكنها تبقى مرتبطة مع بعضها كذلك أعضاء الكنيسة هم مرتبطون بعضهم ببعض و خاصة بالمتألمين و الفقراء و المضطهدين إن رأس هذا الجسد هو المسيح إنها تستمد حياتها منه و هي تحيا لأجله و هو يحيا معها و فيها .هذه الكنيسة هي عروس المسيح (أف5/27)التي أحبها و بذل نفسه من أجلها و طهرها بدمه (أف5/26)و جعل منها أما خصبة لجميع أبناء الله . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|