منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 08 - 2014, 12:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,266

((مشهد البشارة))
((مشهد البشارة))



واضحٌ في مشهد البشارة كم أنّ الله يأخذ بعين الاعتبار حرّيّة خليقته، وكم يُعنى بأن تكون له شريكةً مُدركةً لدورها في التدبير الخلاصيّ.

فإنه يعامل مريم، لا كأداةٍ منفعلةٍ (بالمعنى الفلسفي: Passive)غير مسؤولةٍ، بل كأقنومٍ حرّ، مُدركٍ، فعّال ومسؤول (Actif). يقول الكردينال دي بيرُول، مخاطباً مريم: ((إنّ الله قد جعل أسمى أسراره، التجسّد، منُوطاً برضاكِ. إنّه يطلب، ثم ينتظر... وهو لن يعمل بمشيئته، إلاّ بعد أن يكون قد وقف على التزامك بتلك المشيئة. إنه ينتظر منك كلمةَ التواضع: ((ها أنا أمة الرب))، ثم كلمة الاقتدار: ((فليكن))، تلك الكلمة التي كانت، في نتائجها، أقدرَ من كلمة الله في خلقه للكون: فإنْ كانت كلمةُ الله قد صنعت الكون، كلمتُكِ أنتِ صنعت صانعَ الكون)) (في ناسوته، طبعاً). ويقول اللاهوتي البيزنطي كباسيلاس: ((لولا رضى الكلّيّة الطهارة، لولا إسهام إيمانها، لكان التجسُّد مستحيلاً، كما هو مستحيلٌ من دون تدخُّلِ الأقانيم الثلاثة نفسها. إنّ الله لم يتّخدها له أمّاً، ولم يَستعِرها الجسدَ الذي تتفضّل بإعارته، إلاّ بعدما أعلمها وأقنعها. فكما أنّه كان يريد أن يتجسّد، كان يريد أيضاً أن تَلِدَه أمّه بملءِ حرّيّتها.)) رُبّ معترضٍ يقول: ((لكنّ اللهّ، ألم يكن عالماً أنّ مريم سوف ترضى؟)).
... ومع ذلك فهو يحترم حرّيّتها ورضاها. حقّاً، إنّ الكلّيّ القدرة هو على كلِّ شيء قدير. لكنّه لا ولن يَغصِبَ حرّيّة أحد. فمريم قالت نعم بملء حرّيّتها. هل كان في وسعها أن ترفض؟ في المطلق، نعم. أمّا في الواقع، فلا. ذلك أنّها، منذ الحَبَل بها، قد اختيرتْ لتكون أمّ الكلمة المتجسّد. وهي، على مدى الحياة، أرادتْ بملء الحرّيّة أن تتوافق ومشيئة الله. (أين نحن من ذلك التوافق؟)...
1- كلمة ((ليكن)) على لسان مريم نقيضُ كلمة ((لن يكون)) على لسان حواء. كلمة حواء كانت انطلاقاً للسقوط، كلمة مريم انطلاقاً للنهوض. يقول القديس إيرينايُس: ((كما أنّ حواء قد أغراها ملاك، فَعَصَتِ اللهَ وتهرّبت، كذلك أيضاً أعلمَ الملاكُ مريمَ بالبُشرى، فأطاعتِ الله وحبِلتْ به. فأصبحت مريم شفيعة حواء. وكما أنّ الجنس البشريّ قد أُخضِع للموت بعذراء، كذلك أيضاً أعتِق منه بعذراء. فكان أنّ تمرُّدَ عذراء قد وازاه خضوعُ عذراء.)) وعليه فإنّ التجسّد يبدو وكأنّه نقطةُ انطلاقٍ لبشريّة جديدة، والعذراء مريم كأنّها أمٌّ جديدة للأَحياء.
((ليكن لي بحسب قولك.)) فكان لها بحسب قوله: صار الكلمة جسداً في أحشائها... وكان، كما جاء في الليتورجيا البيزنطية، أنّ الله الممجّد قد ((جدّد الكونَ كلَّه في حشا مريم.)) يهتف الكردينال دي بيرول قائلاً: ((أيتها العذراء القديسة! إنّك تحملين حاملَ الكون. تحوين من يحوي الكلّ. تُحيطين بمن لا يُحاطُ ولا يُدرَك. ها هو قد أصبح جزءاً منكِ، ومن جوهرك يتغذّى. يا للأمرِ العُجاب! من يُقيم في الآب، فيكِ يُقيم! مَن يحيا في الآب من جوهر الآب، فيكِ ومِن جوهركِ يحيا! هذه لُجّة الروائع! إنّك تمنحين يسوعَ الحياة لأنه ابنكِ ومنه تستمدّين الحياة لأنّه إلهك!... تمنحين يسوع الحياة، فتُحْيينَ بقلبك وذِهنِك قلبَ يسوع وذِهنه، كما وإنّك تستمدّين من قلب يسوع ومن جسده حياةً لقلبك وجسمك وذهنك، في آنٍ واحد!..))

لم يَسَعِ القديسَ فرنسيس الأسيزي، حِيال هذه الروائع، إلاّ أن يهتف ويقول:
((السلامُ عليكِ، يا صَرْحَ الإله!
السلامُ يا خباء الله! السلامُ يا بيتَ الله!
السلامُ يا ثوب الله! السلامُ يا أمَة الله! السلامُ يا أمَّ الله!...)).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البشارة ذُكرت حادثـة البشارة فى إنجيل القديس لوقـا بوضوح
فهو عيد ليس لمجرد البشارة بالميلاد، بل البشارة ببدء موكب الخلاص
فى قصة البشارة، يفرحنا أن الذى حمل البشارة ملاك
البشارة ليوسف كانت بعد الحبل المقدس أما البشارة مريم فكانت قبل ذلك فلماذا؟
يا ملك البشارة إبعت لينا ملاك البشارة بالسلام و المعجزات المستحيله


الساعة الآن 04:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024