[ إننا نعبد ابن الله، أما الشهداء فهم كتلاميذ الرب الذين اقتفوا آثاره، فإننا نحبهم لأنهم خليقون بهذا السبب: محبتهم المنقطعة النظير لملكهم ومُعلمهم، فليتنا نحن أيضاً نُصبح شركاءهم وزملاء لهم في مثل هذه التلمذة. ولما رأى قائد المائة منازعة اليهود أقامه في الوسط وأحرقه كعادتهم ومن ثم جمعنا فيما بعد عظامه التي كانت أثمن من الحجارة الكريمة وأغلى من الذهب ووضعناه في مكان مناسب، هناك نرجو أن يسمح لنا الرب بأن نجتمع معاً في غبطة وانشراح لنحتفل بذكرى استشهاده، إحياءً لذكرى من سبقوا أن جاهدوا، وتدريباً وإعداداً لمن سوف يتمثلون بهم ] (تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصري – الكتاب الرابع فصل 15)
ويقول الأسقف أوستين في المحاجاة ضد فوستوس (1: 20 الفصل 21 ): [ كوننا نُحيي ذكرى شهدائنا بطقوس رسمية كنسية، فذلك لكي نرتفع إلى مستوى اقتفاء سلوكهم، ولكي نحسب أنفسنا شركاء معهم في ذلك النصيب والاستحقاق الذي نالوه، ولكي ننال ضمناً منفعة بصلواتهم، على أننا لا نُقدم عبادة أو ذبيحة لأي شهيد بأي حال من الأحوال، سوى لإله الشهداء وحده، وذلك بالرغم من أننا نُقيم بالفعل هياكل ومذابح بأسماء الشهداء كتذكار لهم فقط، ولم يحدث قط أن وقف كاهن يقدم لجسد الشهيد الراقد تحت الهيكل عبادة أو ذبيحة، كأن يقول (مثلاً): لك نقدم هذه الذبيحة أيها القديس بطرس والقديس بولس أو كبريانوس، وإنما ما يُقدم من عبادة وذبيحة يُقدم كله للرب الإله وحده، الذي يُكرم شهداءه " كريم في عيني الرب موت أتقيائه " ]