لحظة تأمل
الاربعاء 30 يوليو 2014
القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم أبى سيفين بالمهندسين خلق الله الإنسان عارياً.. كما يولد عارياً.. ودون أن يطلب الطفل من والديه.. يعطونه الطعام والكساء والدواء.
ويظل الإنسان بلا معرفة إلى أن يلقنه أبوه قول "بابا".. قول "ماما".. لذلك كانت حاسة السمع هى أول الحواس التى ترسم الطريق للطفل..
وكما يتحدث مع آدم الذى كان عارياً من الملابس والمعرفة وهو لا يخجل لأنه لم يكن يعرف ما هو العيب..
لا نعرف كيف تحدث الله مع آدم وبأى لغة علماً بأن الله يعلم احتياجاته وكيف يفكر وفى أى الأمور.
لذلك لما بدأ آدم يعطى أسماء للحيوانات وجد أن لكل ذكر أنثى.. ولم يجد لنفسه نظيراً.. نعم هو لم يتحدث مع الرب.. ولم يطلب منه.. بل ولم يشكو.. لكن الله علم احتياج آدم، كما تعلم الأم احتياج ابنها إلى اللبن أو الماء، فتعطيه سؤل قلبه دون أن يسأل..
لذلك خلق الرب من جنب آدم دون أن يعلم آدم كيف خُلقت حواء، هكذا الطفل ينمو وسط أجواء المحبة فيعلم من هو أبوه ومن هى أمه.. ينمو الطفل وينمو عقله.. فتنمو المعرفه شيئاً فشيئاً، إلى أن يدرك الطفل من هو وما هى طبيعة دوره فى المجتمع وهذا هو ملء النضج الإنسانى.. أن تعرف من أنت، وما هو دورك الذى يجب أن تقوم به خير أداء.. ونظراً لأن الإنسان مخلوق من تراب الأرض لذلك فهو يميل إلى التمرد والعصيان.. لذلك أول ما يتعلم الطفل هى كلمة "لا".
كلمة "لا" فى حياة الطفل إثبات الشخصية أنه يرفض.. فقد يرفض الطعام أحياناً.. أو يرفض النوم أو الالتزام بالطاعة..
وعندما نمت الذات فى حياة آدم وحواء عصيا الوصية.. وأكلا من الثمرة المحرمة، وسقطا فى نظر الله.. وأدرك أنهما عريانان.. ولكن الله من محبته للبشرية عرفهما كيف يسترا أنفسهما بجلد الحيوان، وليس بروق التين الزائف والجاف.. ولما كان الرب دائم الغفران.. فمن كان آدم وحواء إلا أن يسترا أنفسهم من الضمير .. وهو صوت الله الساكن فى الإنسان الذى يحثه على صنع الخير والصلاح وأن يهرب من الخطية والعصيان.