منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 07 - 2014, 03:27 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

حديث آخر للطوباوية عن المحبة والبعد عن الغضب

61- "المحبة هي كنز ثمين، لذلك يؤكد الرسول عليها في كلامه، وحتى إذا اقتنيت كل شيء وأرهقت الجسد وليس لي محبة، فكأني لم أقتنى شيئًا: "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسًا يطن أو سنجًا يرن.... وإن سلمت جسدي حتى احترق وليس لي محبة فلا أنتفع شيئًا" (1كو 13: 1- 3). عظيمة هي المحبة للصالحين، كما أنه مخيف وعنيف الغضب عند الأشرار. لأن الغضب يجعل النفس مظلمة ويزعجها ويقودها إلى الحمق. السيد الرب دبر لنا الخلاص من كل شيء، ولن يسمح بأي حال أن تكون النفس بلا أي حماية ولو قليلة. رغبة وشهوة العدو هي في إثارتنا وزحزحتنا، ولكن الرب يحاربه فينا بالانضباط والاعتدال. الكبرياء يحدر النفس، أما الاتضاع ليس بعيدًا عن أن تناله النفس. الكراهية تنفخ النفس، أما المحبة تجعل النفس أكثر ثباتًا. ومن منا تثيره سهام العدو، فإن أسلحة محاربتنا بالرب تجعل العدو يسقط من ذاته، وتقودنا إلى الخلاص منه ومن الخضوع لعثراته وسقطاته.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
62- الضرر من غضب الأشرار، لأنه قال: "غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 1: 20). لذلك يجب على الإنسان أن يتحكم في غضبه، ويدرك الفائدة من ضبط الغضب في حينه، وإن كان ينبغي أن نغضب فلنغضب ضد ما هو نافع للشياطين. لأنه من غير اللائق أن نتصرف بعنف تجاه الناس، لأنه بالعنف نقع في الخطايا، فيجب أن نتوب عنه وأن نوقف آلام الغضب في أنفسنا.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
63- وأيضًا حتى الذين يغضبون قليلًا فهم محسوبين من الأشرار، ومن يحقد على الكل فهو أكثر قسوة. لأن دخان الغضب تزعج النفس وتجعلها تنحل، وأيضًا الحقد والرغبة في الانتقام يعيق بنيان النفس وثباتها، فهو عمل أكثر بغضة من عمل الأفعى نفسها. ومثل الكلب الذي ينبح من أجل الأكل، هكذا من يتحول إلى الغضب. وأيضًا من يتظاهر باللطف في التعامل فهو يتصرف مثل الحية. والذي يصل إلى الرغبة في الانتقام والحقد لا يقبل النصيحة ولا تشبعه الوداعة. وبالحقيقة ولا واحد من كل الذين يغيرون فكرهم عن ألم الغضب هذا يشفى منه في الوقت المناسب. وكل هؤلاء الدائمي الاشتعال بالغضب فهم أكثر المخالفين للناموس، لأنهم لا يطيعون كلام الله القائل: "اذهب أولًا اصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت 5: 24)، وفى مكان آخر يقول: "لا تغرب الشمس على غيظكم" (أف 4: 26).
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
64- إن الصلاح والخير هو في عدم الغضب. وإذا صار عمل الخير كثير في نهارك، فإن هذا سيبعد الألم عنك، لأنه قال: "لا تغرب الشمس على غيظكم". فأنت عليك أن تراقبي الشرور التي تحدث منك في كل وقت حتى نهاية اليوم، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هل أنت لا تعرفي القول القائل: "يكفى اليوم شره" (مت 6: 34). من يضطهد الإنسان ويجعله في حزن، ليس هو الذي يخطئ، بل الشيطان، فإنه يضطهده في المرض أو في الصحة، كما قال المرتل: "لماذا تفتخر بالشر أيها الجبار؟" (مز 52: 1)، إن هذا المزمور يساعدكم. ولكن المعصية كل يوم تأتى من تجاهلك في سلوكك لكلام الناموس القائل: "لا تغرب الشمس عن غيظكم". ويقول أيضًا: "لسانك يخترع مفاسد كموسى مسنونة يعمل بالغش" (مز 52: 2)، لأنه لا يكف عن الإهانة وتشويه السمعة والافتراء على الأخوات. أما الصلاح الذي فيك يتعامل مع هذا الافتراء بالتسبيح بالروح القدس قائلًا: "يهدمك الله إلى الأبد. يخطفك ويقلعك من مسكنك ويستأصلك من أرض الأحياء" (مز 52: 5). فلنجاهد بالنعمة ضد تذكر الشر والرغبة في الانتقام.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
65- فلنحتمي بمخافة الله من تذكر الشر والانتقام. لأن كثيرين يخضعون لحسد شخص ما، أو يسببون له الحزن ويفترون عليه، فإنهم يجلبون على أنفسهم الموت بهذه الشرور. لأنهم يكونون أداة في يد العدو. ومرات كثيرة يكونون سيف ذو حدين أصعب من سيف الجراحات. وأحيانًا كثيرة نحصل على الشفاء من الزنا والطمع والقتل ونخلص بالتوبة، أما الانتقام وتشويه السمعة أعتقد أنه سيف مخفي داخل النفس يخرج في وقته. ولا يستطيع أن يقضى على هذا البلاء من نفسه، مثل الاستخفاف من الذين يأكلون بصوت عال. وبالمثل لا نسخر إطلاقًا من الذين يسخرون من الآخرين لكي لا نهلك بسببهم.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
66- بالحقيقة مرهق ومحزن الافتراء وتشويه السمعة. وقد يوجد أحد غذاؤه وراحته في أذية بعض البشر. أما أنت فلا تقبلي أي إشاعة أو خبر باطل، ولا تكوني حاملة لشرور الآخرين، بسيطة النفس تكون مهيأة لهذه الحياة. لأن قبول الأحاديث الغير لائقة تدنس النفس، وتلوث أفكارك في الصلاة، وببساطة تدفعك إلى الكراهية. لأن انغماسك في إشاعة الشتائم والإهانات عمل غير إنساني، ولا ينتج عنه سوى التفرس في كل شيء، مثل العين التي تفضل الانغماس في الملذات أكثر، وبلا شك تصل لذلك بتواجدها في المهرجانات والاحتفالات.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
67- يجب مراقبة ما نقوله أو نسمعه حتى لا نشترك في مثل هذه الأحاديث، ولا نتأثر أو ننفعل بما نسمعه، لأنه مكتوب: "لا تقبل خبرًا كاذبًا. ولا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم" (خر 23: 1)، وقال أيضًا: "الذي يغتاب صاحبه سرًا هذا اقطعه" (مز 101: 5)، "من جهة أعمال الناس فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف" (مز 17: 4). فنحن لا ننطق أو نتحدث عن هذه الأعمال، ويجب أن لا نصدق مثل هذه الأقوال ولا ندين أو نحكم على الذين يقولونه، لأنه مكتوب في الكتاب المقدس: "أما أنا كأصم. لا أسمع. وكأبكم لا يفتح فاه" (مز 38: 13).
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
68- ويجب أن لا نفرح بمحبة أحد هؤلاء الأشرار، وأن نبتعد عنهم. لأن البعض منهم يتكلمون بجهل وحماقة ويسخرون من من يتم جلده أو سجنه، وهم بذلك كمن ينشرون الحزن والكآبة في وسط وليمة. أما أنت فانشري الخير بالأعمال التي تقومين بها، وبثقة وشجاعة تظلين في سيرتك وسلوكك. ولماذا يجب أن تكون أعمالنا مثل أقوالنا ما دام الكتاب قال: "حادثة واحدة للصديق والشرير.... كالصالح الخاطئ" (جا 9: 2). لأننا نحن هنا مرة واحدة، ولكن لكل واحد أسلوب في حياته مختلف عن الثاني، ولذلك ما سوف نناله في السماء مختلف عن بعضنا البعض.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
69- ولا يجب أن نكره الأعداء. لأن السيد الرب بذاته وضع لنا هذا النظام، حينما قال: "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم. أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك" (مت 5: 46). لأن الإنسان الصالح لا تقيده حدود في المعاملات، وأيضًا يجاهد ويكافح تجاه أي فخ يتعرض له، لأنه منقاد بالمحبة للكل، والتعاليم الإلهية تجعله محتاجًا إلى جهاد كثير لكي يمحو آثار أي أمر سيء. لأنه لا يوجد اطمئنان أو راحة في ملكوت السموات إلا للمجتهدين، لأنه قال: "ملكوت السموات يغصب والغاصبون يخطفونه" (مت 11: 12).
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
70- وكما أنه يجب ألا نكره الأعداء، يجب أيضًا ألا نتجنب المتهاونين والمتكاسلين، أو نسخر منهم. وحقًا من المناسب أن يقال للبعض في تقدماتهم لأنفسهم ما هو مكتوب: "مع الطاهر تكون طاهرًا ومع الأعوج تكون ملتويًا" (مز 18: 26)، وهو يقصد بهذا أن هروبنا وتجنبنا للخطاة لن يغيرهم، والذين يفعلون هذا فإنهم يسلكون بحماقة. والروح القدس لا يفرض التغيير على المعوجين، ولكن المعوجون هم الذين يقومون ويصححون من أنفسهم. ومن يتغير يكون كمن يسحب نفسه بنفسه من أهل الشمال إلى أهل اليمين".
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

حديثها عن ثلاثة أشياء توصل الناس إلى الحياة السعيدة



كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
ثلاثة أشياء في حياة الناس يصلون بها إلى غايتهم. أولها: أن يكون هناك حدود للشر أو نهاية له. والثاني: ترسيخ حياة الشركة مع بعض، والاهتمام بملاحظة ذلك. والثالث: ألا يرتبط الإنسان بفكره فقط، بل يسترشد بالنماذج العظيمة في الكتاب المقدس، وأن يسعى للسلوك في سيرة ترضى الله إلى النهاية.
الناس الأشرار يفرضون قوتهم بطرق عنيفة من أجل أن يمتدوا ويزدادوا. ونصفنا يحاولون تجنب الجهلة والغير منضبطين ويخافون أن يعملوا معهم، ولا ينجذبون إليهم. والصغار يحصلون على فوائد منهم. أما النوع الثالث من الناس، قادرون أن يصلوا إلى غايتهم بقوة وشجاعة، ويعيشون في بيوتهم بين الناس الأردياء ويرغبون في خلاص أنفسهم. لذلك فهم يهانون من الخارجين عنهم، ويستهزئ بهم الكسالى الذين يعيشون معهم ويفترون عليهم ويشوهون سمعتهم. هؤلاء هم الذين ينبهون الناس إلى التسبيح، وبثقة وبلا خوف يكملون عملهم إلى النهاية، لأنهم يسمعون كلام الكتاب: "طوبى لكم إذا طردوكم وعيروكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات.فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" (مت5: 11، 12). الرب نفسه عمل هذا، إذ كان يأكل مع العشارين والخطاة، لأنه محب للإخوة وكان يقصد أن يخلصهم من أنانيتهم. ونحن نرى الذين يضرمون النار في بيوتهم بارتكاب الأخطاء وهم يحتقرون أنفسهم، وآخرون مصرين على إنهم منقذين من الهلاك، والذين يحترقون بالغضب وهم صابرين على الإهانات، ونصفنا له شكل الأخوة من الخارج وهم مولعون بالخطية ويتجنبون الآخرون، فلا نخاف منهم ومن انتشار نارهم، والذين من النوع الثالث يستمرون في معاقبة جيرانهم الأشرار، ويضرمون النار أكثر في المتفقين معهم ويقودونهم للهلاك، ويقربون الشر من بيوتهم، وهكذا نكون في سفينة حالكة السواد عوض أن نفكر في ترطيب الأمور وتهدأتها. وعلى عكس ذلك الأبرار الصالحين فهم يتخلون عن ممتلكاتهم الشخصية من أجل أن يخلصوا، وهذا هو البرهان على المحبة الحقيقية، هؤلاء هم الذين حفظوا المحبة بإخلاص".
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:33 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

أقوالها عن ضرورة عمل الرحمة بسخاء

-" وإذا ارتبط أحد مع آخرين وتعامل معهم بغش أو حسد أو غضب أو مكر أو جشع أو بخل أو حقد أو تذكر الإساءة، فإن هذا يتعارض مع تمسكه بمحبتهم. مع أن عدم القنية تجعله يتحدث باتضاع وصبر وطول أناة، وهذا السلوك فيه خير تام وفائدة كاملة. ولا يمكن الوصول إلى فضيلة المحبة أو أي فضيلة أخرى إذا لم نصل إلى عدم القنية. والرب لم يفرض محبته على الإنسان، وأيضًا لم يهمل أو يتجاهل المحتاجين الذين قابلهم أو أتوا إليه. ومَنْ يسلك بالمحبة لا يتعرض للسرقة. ومن المستحيل أن نكفى احتياجات كل إنسان، وهذا هو عمل الله.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
73- وقالت: ما هو عذرك في الحصول على المال وأنت لم تتمسكي بعمل الخير؟ إن هذه الحياة الدنيوية محدودة. لا نطعم الفقير بمقدار، وعمل الخير غير محدود، ما دام يعمل بالمحبة. الله هو الذي يرشد الغنى لسد حاجة المحتاج. وما هو الذي يحصل عليه من يعمل عمل الخير بزيادة؟ إنه لا يتمنى أن يحصل على شيء، وأيضًا سلطان المحبة لا يجعله مهتمًا بالشكل. وهذا هو ختان القلب من غرلته، وهكذا أواكب المعلم في محبة عمل الخير. والذين يعطون بمحبة يقدمون عمل الخير بوفرة.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
74- عدم الوشاية بأحد بالكلام هي من عمل الرحمة. وأيضًا بعدم القنية تظهر الطهارة والنقاوة. ولا ترفض القليل من أجل الحصول على ما هو أكثر منه. بأقل القليل ننجح، وببذل كل شيء ننجح، وبالمحبة نرفض الكثير لكي نصل إلى حمل الصليب، وأنت بحرية تلتزمي بالصوت القائل: "ها قد تركنا كل شيء وتبعناك" (مت 19: 27)،وأنت تتضرعين متشبهة بالرسول بطرس وتقولين مثلما قال بطرس ويوحنا للمقعد: "ليس لي فضة أو ذهب" (أع 3: 6). والحياة بالإيمان هي التي تجعلك تقولين هاتين الآيتين مع الرسل.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
75- من يعمل الخير بالأمور المادية فليعمله بإخلاص، لأنه قال: "زيت الخاطئ لا يدهن رأسي" (مز 141: 5). وليكن مقرونًا بالرحمة مع حفظ الفكر بلا دنس، وهكذا يكون عمل البار باستقامة. والبار محب للغرباء ويضيفهم في بيته، مثلما فعل إبراهيم الطاهر(أب الآباء) وصمم على ذلك، بل قال أيضًا: أقوم وأخدمهم ولم يطلب ذلك من خدم منزله ليكون له نصيب من الفائدة (تك 18: 1- 8). الذين يفعلون مثل إبراهيم فإنهم يأخذون أجرًا على عمل الخير الذي عملوه مع البعيدين ولا سيما إذا أعطوهم مرة ثانية وبانتظام. والسيد الرب جعل لإبراهيم خيرًا في بيته وضاعف له ممتلكاته، لأنه أسرع في خدمته. ومن يسلك بطهارة ويكون أكثر نقاوة فإنه يتعامل مع المحتاجين كأنهم ملائكة. ومن سمح بهذا التعليم فإنه يجازى الأشرار بحسب الناموس، الذي قال عنهم: "لي النقمة أنا أجازى يقول الرب" (رو 12: 19). وفى التكوين قال لآدم: "أن يعمل في الأرض" (تك 3: 23)، ولكنه أمر أيضًا في العهد الجديد: "لا تهتموا بالغد" (مت 6: 34). وقد أعطى لنا هذا القانون بواسطة النعمة التي أظهرها في شكل الوصايا، لكي نتعلمها ونظهرها في سلوكنا.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
76- الصليب هو الذي يغيرنا إلى النصرة. لأن نذرنا لأنفسنا هو أنه لا يعيق نظام حياتنا أي شيء آخر عن التفكر في الموت. والأموات لا يعملون لحساب الجسد، وهكذا نحن أيضًا. وما هو الذي يمنعنا أو يعيقنا عن تتميم عملنا عندما نسلك مثل الأطفال! لأن الرسول قال: "قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 14). حياة نفوسنا هي في أن نثبت في الفضيلة، ونكون رحومين بتعقل، لأنه قال: "طوبى للرحماء" (مت 5: 7). واشتياقنا للعمل الصالح بدون أعمال يكون بلا دليل، بل أجلب به خطية على نفسي. وعمل الخير يكون من هنا على الأرض، ولكي تكون الأعمال كاملة، فيجب أن نتخلى عن المال، لكي نكون مستحقين لكرامة أعظم.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
77- وكما أن الأسياد في العالم يخدمون عائلاتهم بطرق متنوعة، فيذهبون إلى الأراضي ليعملوا بها لكي يحفظوها ويورثوها لأولادهم، ويفكرون في أولادهم ويعاملونهم معاملة حسنة، ويرفضون خدمتهم في بيوتهم ذاتها. هكذا يفعل الرب تجاه الذين ينالون رحمة في عرسه المهيب. وكل من اجتاز في هذا العالم بصورة جيدة، وخصوصًا إذا صمم على أن ينال مكانًا على اليمين، فإنه يحرص على الاقتراب من الله بالعبادة. وكل هؤلاء الذين كانت أعمالهم أرضية فإنهم يكونون غرباء عن أن يكونوا مستحقين لمائدة السيد، لأنهم لم يهتموا بأن يتسربلوا بقوة المسيح.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
78- والرب هو السيد لكل الطغمات السمائية. وهو السيد على من زرعه جيد وأيضًا على من زرعه قش ونفاية. وأيضًا يعرف هؤلاء الذين يسلكون بتقوى الله في العالم، والذين يطلبون مقر لهم في هذه الحياة. كما أنه يعرف احتياج الكل، ويعرف أهمية النبات وهو الذي يحرس الزرع حتى يأتي بالثمر الضروري كل بحسب جنسه ونوعه. وكما أنه لا يوجد مكان للعشب مع الزرع الجيد، هكذا من المستحيل أن الأمور الدنيوية تخلق فينا ثمر سماوي وتحيطنا بالمجد. ورق النبات يسقط والقش يذبل، أما السنبلة تكون جاهزة للحصاد. ونحن نرفض مباهج الأرض كأنها ورق نبات، ونطرح عنا الجسد الذي نكتسي به مثل القش، فتسمو أفكارنا ويتقوى زرعنا ونصير أبناء الخلاص".
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:35 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

حديثها عن صفات الذين يهتمون بالنفس من الداخل

"ومن المجازفة والخطر أن أشرع في أن أكون معلمًا، وأنا لا أسير في الحياة بانضباط. وكما أنه إذا اقتنيت أي بيت به شرخ واستقبلت فيه غريب، فإنني أضره إذا سقط البيت وانهار، هكذا أولئك الذين لا يهذبون أنفسهم بالانضباط والحرص، فإنهم يأتون بأنفسهم إلى الهلاك الروحي. وبالكلام يدعون للخلاص، وهم يسلكون في النقائص، فبالأحرى يجلبون لنفسهم العقاب. لأنه كيف للأرض البور أن تشرح الأقوال المكتوبة، فإنها تكون مثل كمن يقف ويرى عن بعد فتكون الرؤية غير واضحة، وكذلك يعانى عند هبوب الرياح ولو لوقت قصير، ويعانى عند سقوط المطر حتى لو كان ضئيلًا جدًا. أما التعليم العملي الذي عن اختبار فلا تزول قوته إلى زمن طويل، ويؤثر الكلام بقوة في النفس ويهدى المؤمنين بالمسيح إلى فرح أبدى.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
80- فيجب علينا ألا تكون أعمال النفس في الخدمة من الخارج أو قليلة بل تكون كاملة ولكل الناس. وأهم من كل شيء ألا نسقط في التواني والكسل. وأن نقص شعر الرأس علامة على إزالة ديدان الأفكار من الرأس، وتفهمنا لهذا الفعل أفضل من الأوجاع التي يسببها لنا. لأن شعور رؤوسنا من منطق العالم هو مجد وكرامة وثروة نمتلكها، وأيضًا اقتناء الثياب اللامعة النظيفة والاستمتاع بالطعام. فنحن نرفض مجدنا هذا، بل بالأحرى نطرده بعيدًا عنا لأنها تكون مثل الديدان التي تتلف النفس. وما هي هذه الديدان؟ الافتراء وتشويه السمعة والحلف كذبًا ومحبة المال. وعلى ذلك يكون هدفنا هو الاهتمام بالنفس. وطالما الأعمال الدنيوية هي وقود وملجأ للحيات، فلنهرب من رؤيتها. والآن، نتجرد من كل ما هو ظاهر بواسطة البتولية والوحدة، ونكتشف الخطايا مسبقًا في أنفسنا ونتخلص منها تمامًا. وهكذا النفوس الطاهرة ترى بوضوح ما فعلته الأفعى في الكل، حتى ولو كان صغيرًا جدًا. وهكذا العالميون غير الطاهرين يلجأون إلى الجحور ويهربون من السهام الكبيرة، ويتخفون بما يمتلكون من أمور دنيوية. لذلك قالت لنا سينكليتيكي: يجب أن نعتني بالبيت (النفس) باستمرار وننقيه من أي شيء يتلف حياتنا، فلا يتسلل خلسة إلى داخل نفوسنا، وأيضًا نرفع بخور الصلوات أمام الله في كل فرصة، وهكذا نطرد سم السهام الحادة جدًا في الحياة، ونطرد الأفكار غير الطاهرة بالصوم والصلاة.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
81- من تبتعد عن الأفاعي التي تتلف النفس يكون كلامها بمقدار وتكون حياتها نافعة للآخرين. وبالحقيقة أن شوكة إبليس مخيفة جدًا، وكثيرًا ما يثير ويؤذى أفكار النفوس المجتهدة بمناظر غير نقية في وحدتهم لكي يشغلهم ويتسلط عليهم،ولكن لا شيء يقوى على من تؤمن بحياة الفضيلة حتى يجعلها تقبل أفكار هذا المجنون العقيمة والتافهة. لأن الله صاحب السلطان أعطى المقدرة على الخير والصلاح لكل جنسنا، كما أنه هو غاية الحياة وحاكمها وهو الذي يحول الشر إلى فائدة. وكم من المرات أتراخى في احتمال الآخرين بدون تفكير، وفى الحال يهجم عليهم إبليس. مثل الأطفال الذين يرفضون النظام ولا يحتملون تأديب الوالدين من أجل منفعتهم. فنحن نرحل بهدوء وندخل إلى الأماكن المقفرة المهجورة، وتحت هذه الظروف يجتمع علينا الشياطين المتوحشة. ولكن باحترامنا لهدفنا نجعل أعمالهم وافتراءاتهم علينا الآن بلا سبب.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
82- والذين رفضوا القداسة لأنفسهم فإنهم يؤكدون بأن اللذة صارت من طبيعتهم. والزناة والسارقين والمرضى بمحبة المال والمخادعين فإنهم يشعرون بالخجل من أعمالهم ويبتعدون عن الحقيقة، وفى النهاية تهلك مقاصدهم لأنهم منعوا المعرفة على أنفسهم. لأنه من الضروري أن تقتلعهم هذه الأفكار بعيدًا عن الله علاوة على وقوعهم تحت الدينونة. لأنه قال، إذا كانت دينونتي بسبب الزنا أو الطمع أو الغش فإنها دينونة زائدة، والإنسانة البارة بسبب أن سقطاتها بإرادتها تكون دينونتها وعقوبتها أعظم. وعند البدأ في أي عمل طاهر معلن فلنتمم عمله. وهكذا أختار لنفسي نوع الدينونة، عقاب أم مجازاة.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
83- ويا للعجب، إن من يرفض الأمور السماوية، فهو مسموع عند الآخرين. لأن أقوالهم دائمًا تسهل انقيادهم للإثم، وإذا تكررت أقوالهم ثانية فمن المحتمل أن يكونوا مستعبدين للإثم من البداية، وأيضًا شرورهم تشكوهم إلى الله، وإذا كانوا يريدون أن يكونوا في الأبدية معه، فلينزعوا بالكلية من النفس أي خصومة لطبيعتهم، ومن تختار لنفسها مثل هذه الأفكار فإن كل تصوراتها عقيمة وباطلة، لأنه قال في الكتاب المقدس: "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز13: 1)، "يستهزئون ويتكلمون بالشر ظلمًا من العلاء" (مز 73:8). وإذا كنت أتقدم بكل الوسائل نحو الله، فمن الضروري أن أتبعه في كل عمل، ولأن الله في الكل فمن يتبعه فهو مكرس للرب. وإذا كنت طماع أو زاني في البداية، والذي بالفعل أمر غير لائق، فمن الضروري أن وجود الله في الحياة سوف يدين الشر الذي فيَّ. والذي بالفعل اشتاق أن يكون تحت إرشاد الله فعليه أن يتبع بالضرورة ما تعهد به.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
84- والذين يبررون لأنفسهم أسباب الخطية، فإنهم يقطعون أنفسهم ويغلقون عيونهم عن ما جاء في الكتاب المقدس، فيفكرون في الشر ويريدون أن يكملوه، كما هو مكتوب: "لا تمل قلبي إلى أمر رديء لأتعلل بعلل الشر مع أناس فاعلي الإثم ولا آكل من نفائسهم" (مز 141: 4). ويتمسكون بسعيهم لبث سمومهم في بداية الإنجيل، ويغصبون على أنفسهم لقبول كلام الإنجيل، مثل تلك الاعتقادات الكثيرة بخصوص ميلاده البشرى، فهي بمثابة فخاخ باطلة. لأنه قال: "أما ولادة يسوع فكانت هكذا" (مت 1: 18). وقد سمى يسوع من الله قبل ولادته، لأنه بالحقيقة صار مخلصًا للبشر، فاسمه مرتبط بميلاده. وبخصوص الذين يتكلمون عنه كلام كذب، لم يثبت كلامهم، وسيفهمون مجده في المجيء الثاني. أما إلينا نحن المؤمنين فقد أعلن لنا نجم متألق حقيقة ميلاده وقد أظهر هذا بمقاومته للشر في كل مكان.
وأشعياء شهد بجهالة إدعاءاتهم: "أنا الرب صانع السلام وخالق الشر" (أش 45: 7)، فسلامه لكل من يعترف بعمل الله الذي صنعه، والشر بالحقيقة للنفس التي عاشت بالشر. وبالنسبة لنا نحن الذين صرنا لله، فإن الضيقة هي نافعة جدًا، لأن خلاص النفس وتهذيب الجسد يأتي بالجوع والعطش والأمراض والفقر وأشياء أخرى. لأن حفظ النفس من الشرور يكون بتحمل الشر، وهذا يعتني بنا إلى أن نتعامل مع ما هو أعظم وأفضل، كما يقول الكتاب: "إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه" (عب 12: 7)، وأيضًا يقول: "عرفت يا رب أنه ليس للإنسان طريقه. ليس لإنسان يمشى أن يهدى خطواته. أدبني يا رب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنيني" (أر 10: 23، 24). وأيضًا الاجتماع معهم يؤدى إلى هلاك النفس، بالذات لأنهم يتمنون أن لا نتمسك بسلوكنا. والسلوك لا يكون بالطمع والشراهة والزنا، وعدم مقاومة هذه الشرور لا يصح لكي لا نعتاد على الكلام على سلوكهم. والكتاب المقدس يتكلم عن سلوكنا مع الكل في الحياة والموت، وحقًا سلوكنا بالبصيرة هنا على الأرض يجعلنا نشترك في القيامة".
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

عرض الطوباوية لبعض فخاخ عدو الخير

" الشياطين كل أعمالهم شريرة بسبب أنهم يندفعون بقوتهم الشخصية. والتي قررت حياة الجهاد هذه لا تتصالح معهم وتتحرر من العبودية، لأن الأعمال الشريرة دائمًا ما تجرها إلى أعمال سيئة، وتصير هذه الأعمال السيئة شاهدة عليهم عندما يبيعون أنفسهم عبيدًا للشر.
وهذا الشيطان يعمل على خداع النفوس المتهاونة بأن يهيئ لهم المجد الباطل ويحنى به هامتهم إلى أسفل، فلا تتيحوا له الفرصة في أنفسكم وكونوا متيقظين بالمعرفة الحقيقية. وكما أن السفينة التي تبحر تستعمل المجداف دائمًا حينما تتعرض لنوء عاصف، هكذا الخطر يتهدد دائمًا النفوس التي تتخلى عن الاسترشاد بالرب، فتهاجمها الأمواج بقوة لأنها لم تأخذ المخلص ملجأ لها.
وهكذا يخدع المضلل النفوس الباذلة، فمرات كثيرة ينسج العدو حباله حول النفوس المجتهدة، متمنيًا أن يعيق مسيرتهم الصالحة في الحياة. فمثلًا يعمل جيدًا ليجعل النجوم والكواكب مصدر إثارة وزحزحة حتى تفقد النفس البصيرة وتتوه عن الهدف. ويقترب العدو للنفوس بأفكار معادية من حكمة عالمية أرضية ويجعلهم يرتدون عن حياة الوحدة. الحكيم والواعي يكتشف شرور إبليس والفخاخ التي يضعها في الغرائز الطبيعية البشرية. واستمرار عدم المعرفة عند البعض يجرهم إلى المجد الباطل، ويدس في الآخرين محبة القنية. تمامًا مثل الطبيب الذي يقترب من الناس ليؤذيهم ويسبب لهم الموت، فأحيانًا يقترب من النفس ليقتلها بسهام الشهوة، ويعمل على جرح القلب بأشياء أخرى مثل أن يجعلها تغضب من العمل بنشاط وحيوية، أو يجعل الرئيسة بطيئة الفهم للبعض بسبب الجهل الذي يحيط بهم، أو بسبب التطفل والفضول على المنحرفين منهم.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
86- وبالتالي المناقشات عند البعض لا توٌجه بأسلوب صحيح. وبخصوص الله، فالذين يتمسكون بثروتهم بإرادتهم، تنكسر سفينتهم، لأن الذين يتبعون العمل الصالح في الحياة لا يحتاجون إلى ما يدعمهم، ولا يندفعوا نحو المظهر، ولا يلفهم الخوف، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لأنهم أولًا لا يتمسكون بالرتب، وثانيًا لأنهم لا يحتفظون بشيء. والذين يكونون في بداية الطريق، فإنهم أولًا يتم اختبار تصرفاتهم، ثم ثانيًا يحملون إسم متعلمين، ومن جملة ما يتعلمونه يأخذون قوة. أولًا، يختبرون سلوكهم، إذ يختبر احتياجها الشخصي للخبرة في الطريق المألوف، وبالأحرى تتعهد بقبول الألم والمعاناة، ومع الوقت تتقدم إلى أن تستحق رؤية المجد الذي لا يوصف. أيضًا لا تتفاخر بأي إدراك للأمور السماوية من تعاليم خارجية بقصد، فتضلل عقلها بمثل هذه الأشياء بسبب حركات الشيطان. لأنه قال: "من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدًا" (مز 8: 3)، والرب أيضًا قال في الإنجيل: "دعوا الأولاد يأتون إلىٌ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (لو 18: 16)، وفى موضع آخر قال: "الحق الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 18: 3)، هؤلاء الأولاد يؤدبون من أجل العالم، ويتسابق قليل المعرفة من أجل الله، فينزع القديم ليزرع الجديد، ويدمر الأساس الباطل المؤذى لكي يتبع خطوات الرب بعزم. وهكذا يكون بناؤك ثابت كالصخرة مثل الرسول.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
87- ويجب ألا نكون محبين للجدال ونكثر من الكلام ونتفنن فيه من أجل المجادلة. لأنه بسبب الكلام الغير لائق الذي يشوه السمعة يضعف الشيطان قوتنا. وكثيرًا ما يتصيد لنفوسنا الفخاخ البغيضة بأن يضع أمامنا عثرات ويغرينا لارتكاب أخطاء صغيرة أو قليلة ثم يكون مستعدًا للإيقاع بنا في الفخاخ الكبيرة. فكم هو خطير وثقيل الفخ الذي يسبب الموت على من هو أمينًا في مسيرة حياته. الواحدة منا يجب أن تهرب من هذه الأفكار.
وأيضًا قد يقنعك عدو الخير للقيام بأعمال معينة، ويعرفك بأشياء سوف تحدث مسبقًا، لكنه يتصرف بمكر لأنه غير متأكد من أنه سيصل إلى غايته. لذلك من الضروري ألا نتبع أفكاره ولا نطيعها، لأن معرفة الشياطين المسبقة عديمة الجدوى. أفكارهم هذه نتيجة لقدرتهم على التخمين فهم يبنون قدرتهم على فهم تصورات ليس لها قيمة. وإذا أظهرت قدرتهم على التخمين كذب أقوالهم، فهذا دليل على أن مهارتهم الكثيرة باطلة.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
88- وإذا قال العدو كلام منصف بخصوص البعض، فهو بذلك يوبخه، وفى وقت آخر يدخل النفس في صراع مع أفكار الآخرين. ولأن كلامه غير ضروري وغير ثابت فهو يؤدى إلى التخريب والإتلاف. فلا يجب أن نساعد إبليس على شره من البداية، بإثارته للنفس كي تعمل بلا إرشاد. ولنأخذ مثال من طبيعة عبير الزهرة المثمرة حتى تقودنا للفهم، لأن الضرر يصيب الجسد والنفس معًا، فعدو الخير يثير فينا كلنا الإهمال واللامبالاة لكي تفسد النفس.
وأيضًا يأتي إلينا بخيالاته المشبوهة والمبهمة، فلا نصدقها ولا نجرى وراءها، لأن هذا يفضح شرهم. ومرات أخرى يقترب منا وفى طرفة عين يهرب. لذلك أرى أن الخضوع لله والسلوك بالفضيلة والاستمرار فيها تجعل أي أحد يصل إلى الميناء ويحرس أفكاره الداخلية منه، ويساعده على الهرب من مثل هذه الأفكار، وكم هو عظيم أن يتمسك بهذا الآن، وأن يعمل مسبقًا على أن يتقدم كل يوم في حياة الفقر، ويهتم بأن يكون أكثر إيمانًا بالله الذي يسكن فينا وبأنه قادر على أن يهزم العدو.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
89- من الضروري لنا أن نقبل المرشدين الذين يحفظونا بإرشاداتهم من هؤلاء الشياطين. لأن الذين يستثمرون أوقاتهم في العمل، ويحملون النير في كل يوم، فإنهم يجنون فائدة أعظم بابتهاج ويبتعدون عن الضرر. وبالأكثر فإنهم بسهرهم ويقظتهم الكثيرة يقتربون من الكنز الحقيقي، لأنهم يرغبون في الصلاح الأعظم. وأيضًا إذا أراد العدو أن يسرق منهم أي شيء صغير فإنه يجد صعوبة، لأنهم بالحقيقة لن يتخلوا عن هدفهم، إذ أنهم يطرحون عنهم العثرات ويرفضون الخطأ. والسيد يحتفظ بالتسعين خروف ويطلب الذي ضل، فلا يخاف الضال من أي شيء، ولا يهرب من السيد، فإن السيد هو الذي يدفع بعيدًا الشيطان الشره للدماء وكل أعماله المضللة إلى قطيع الخنازير حتى يهلك. فلا نتخلى عن النظام بسبب أي شيء، لأن السيد الصالح موجود، لأنه قال في المزمور: "من قبل الرب تتثبت خطوات الإنسان وفى طريقه يسر. إذا سقط لا ينطرح لأن الرب مسند يده" (مز 37: 23، 24)".
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:39 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

كلماتها عن التخلي عن الأمور الدنيوية لكي نحظى بالحياة الأبدية

" كم هو عظيم إذا انتفعنا هنا بأعمال قليلة لكي نرى غنى الأمور العتيدة في الأبدية. لأننا نولد في هذه الأرض من رحم أمهاتنا من خلال الشهوة، لذلك لا نتمسك بمثل هذه الأشياء ونتجرد من مشاعر الأمومة هذه، ونذهب إلى ضواحي بعيدة كما نحن الآن، ولا نستثمر قوة الإنجاب التي فينا هنا، بل نحولها إلى طاقة عمل مع كل نهار جديد وظهور نور الشمس. كما نحتاج هنا إلى الدخول إلى المخدع كثيرًا، وبهذه الطريقة نتحول من شهوة العالم المادي إلى ملكوت السموات. إذ نختار المحنة والتجربة لأنفسنا هنا على الأرض، وبأمومتنا نشتاق أكثر إلى شمس البر، ونصعد بأنفسنا إلى أورشليم السمائية في كل يوم، والآباء سوف يخبروننا بأنفسهم عن الله. فنحن نقضى فترة الحياة هنا بانضباط واعتدال لكي نحظى بالحياة الأبدية.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
91- ومثل طفل رضيع يتغذى في رحم أمه حتى يكتمل نموه ثم يخرج للحياة، هكذا الأبرار وهم يسعون نحو الأعالي في هذه الحياة فإنهم يسيرون من قوة إلى قوة، كما قال المزمور(مز 84: 7). أما الخطاة فإنهم يخرجون من رحم الأم إلى رحم الأرض بالموت، حيث يسلمون إلى الظلمة الخارجية. لأن الذين يموتون في خطاياهم هنا على الأرض فإنهم يكرهون الحياة ويطرحون في ظلمة جهنم حيث يتثقلون بالنوم (مثل العذارى الجاهلات- مت 25).
ونحن نولد ثلاث مرات في الحياة، الأولى حينما نولد من بطون أمهاتنا فنحن من الأرض وإلى الأرض نعود. والثانية حينما نصعد من الأرض إلى السماء، بواسطة المعمودية المقدسة حيث دعينا بالحقيقة إلى الميلاد الثاني. والثالثة هي بتوبتنا وقبولنا للآلام المفيدة ونثبت في هذا الآن، وحقًا بهذا تكون الواحدة منا في نعمة.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
92- نحن نتعهد الآن بأن نقدم أنفسنا للعريس الحقيقي الذي هو أكثر جمالًا من كل زينة العالم. فليقوينا هو لكي نتغلب على شكل العرس الأرضي. لأن اللاتي يتشبثن بالرجل يأخذونه بسهولة، بأن يبذلوا الكثير في الاهتمام بالاغتسال واستخدام العطور العالمية المختلفة، إذ يهيئون أنفسهم للعريس المحبوب، وبهذا المقدار يحبون أن يعيشوا في أبهة الجسد المادي. فكم بالأحرى يجب علينا نحن أن نرتفع نحو هدفنا، العريس السماوي، ونتودد له ونغتسل من وسخ الخطايا بالمعاناة في النسك والتدريبات، ولا نتوافق مع الجسديات بالاكتساء بالروحيات. أولئك يزينون الأجساد المادية بزينات أرضية، أما نحن فنضئ النفس بالفرح وبالفضائل، وعوضًا عن التحلي بالجواهر الثمينة على الرأس، فنحن نتحلى بثلاثة أكاليل: الإيمان والرجاء والمحبة،وعوض التحلي بالجواهر الغالية حول الرقبة، نتحلى نحن بالتواضع ونمنطق أنفسنا بالحق ونلبس درع البر(أف 6: 14). فكوني بلا قنية لكي تكتسي بالنور، واقتربي من مأدبة العشاء بالصلوات والمزامير بصوت منسجم، وكما قال الرسول: "لا أصلى بلسان منفردة، بل أصلى بالروح وبالذهن أيضًا" (1كو 14: 15- 19)، لأنه في مرات كثيرة يتفوه الفم بكلمات لا يفهمها القلب، فينبغي أن نحذر من هذا وننتبه له، ولا نقترب من العرس الإلهي (الصلوات تعتبرها عرس إلهي) بمصابيح فقيرة من زيت الفضائل الكثيرة، لكي لا نمرض. والله لا يقبل البتة أن لا نتذكر الذين يكرهوننا، لكي لا نحرم من وعده (اغفروا.... يغفر لكم) (مت 6: 14، 15). وماذا نفعل لهم؟ نهتم ونفكر في الضعفاء منهم بالجسد، والأفضل من ذلك أن نعزى نفوسهم، لأن هذا عهدنا مع الرب.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
93- وكما أنه لا تصعد واحدة من مكانها لكي تملأ وعائين بالماء، لأنها بذلك تنزل مرة وهى خفيفة الحركة وتصعد في المرة الثانية والوعاء ممتلئ. فهكذا نفعل نحن حينما يكون كل الاهتمام بالنفس، حينما نسمح لفراغ النفس أن يمتلئ بالأمور الصالحة. فأجسادنا بواسطة النسك تصير خفيفة الحركة، فلا نتثقل بقوة سلطانها علينا، وقد شهد الرسول بذلك: "لذلك لا نفشل بل وإن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2كو 4: 16)".
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

حديثها عن بعض الإرشادات للحياة في القلاية

كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
- " كيف تكون الحياة عمومًا في القلاية؟ لا تغيري مكانك، لأن هذا يسبب ضرر كبير. مثل الدجاجة التي تقوم من على البيض فإنها تعرضه للرياح فلا يفقس، هكذا العذراء المتوحدة تقبل الموت بالإيمان، ولا تتحمس للانتقال من مكان لمكان.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
95- لا يخدعك تنعم الأغنياء في العالم، فتتمسكي بامتلاك أي شيء مفيد بغرض التمتع بالكرامة من الآخرين. لأن الامتناع عن اقتناء هذه الأشياء الباطلة يجعلني أسمو عن الاهتمام بالغنى، لأنه قال: "النفس الشبعانة تدوس العسل" (أم 27: 7). فلا أتخم من الخبز ولا أشتهى الخمر.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
96- ثلاث أشياء يضرب بها العدو رأس أي واحدة لكي يسقطها: الشهوة والحزن والمحنة. ومن أجل أن يغريها العدو لكي تتبعه، فإنه يجعلها تحتفظ بمتع قليلة وشهوة ضعيفة، إلى أن تتمم الشهوة بالجسد، فيتسلط على النفس ويهيئها للدخول في الحزن. فلا تعطى فرصة للشهوة أن تعمل فيك فتتخلصين من الأشياء الأخرى. وإذا أخذ العدو فرصة من البداية وانحنيت له، فإنه سيعلن في المرة الثانية عن مكافأة لمثل هذه الأعمال ولا يعطى فرصة للنفس مطلقًا أن تقوم من سقطتها، لأنه مكتوب: "لا تصيٌر للمياه مخرج" (حكمة يشوع بن سيراخ 25: 25).
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
97- والأشياء التي تنفع واحدة قد لا تفيد الكل، لأنه قال:"واحد يعتبر يومًا دون يوم وآخر يعتبر كل يوم" (رو 14: 5). لأن واحدة تستفيد من الحياة العامة كثيرًا، وأخرى تجد نفسها مستفيدة أشياء أخرى من حياة الوحدة. مثل النباتات الصغيرة التي تنمو بقوة إذا وجدت في أماكن متوفر بها الماء، ونباتات أخرى تستطيع أن تستمر في الأماكن الجافة، هكذا البشر البعض منهم يمارسون عملهم في الأماكن المرتفعة (البعيدة عن العالم)، وهؤلاء يخلصون بالاتضاع، كثيرين من الذين يعيشون في صخب المدينة يشعرون بفراغ داخلي، وكثيرون يعيشون في الجبل يمارسون أعمال تسبب لهم الهلاك الروحي. القوة فعلًا في الأعمال الكثيرة التي تؤدى إلى الغاية من التوحد، والمتوحد يقدر أن يعيش ببصيرة بين الجميع".
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:41 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

عرض آخر للطوباوية لبعض فخاخ العدو

كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
" وكثيرة هي لسعات الشيطان. بواسطة الفقر لا تثار النفس، لذلك يقترب الشيطان إلى النفس ليوقعها في فخ الثروة. وبسبب المحن والتعييرات لا تكون له قوة على النفس، لذلك فهو يدفعها نحو محبة المديح والمجد. وعن طريق ضعف الصحة، فهو يعمل على جلب المرض للجسد. كل رغبات الشيطان هذه ليس لها قوة على خداعنا، لأنه عن طريق هذه الآلام التي نسمع عنها تتغير النفس وتسعى إلى التخلي عن مشيئتها، وتعمل على ألا تختار مسبقًا أي شيء. وفى بعض الأمراض الشديدة جدًا نقترب من الله في محبة ونطلب أن يخفف عنا الإزعاج الذي تسببه هذه الأمراض. وأيضًا إذا أصاب واحدة حمى شديدة في الجسد، فلا تغضب، حتى وإن كانت تتضايق وتحزن من عدم الشفاء.الآلام تذكرها بالعذاب الذي ينتظرها في النار الأبدية والعقوبة التي ستواجهها، وبذلك ستستخف بآلام هذا الزمان الحاضر. بل تفرحين لأن ربك قد افتقدك وإنه يستحق المديح، وينطق لسانك: "تأديبًا أدبني الرب وإلى الموت لم يسلمني" (مز 118: 18)، لأنه لم يسمح لي بموت الخطية. من المعروف أن الحديد عندما يدخل إلى النار فإنه يتخلص من كل الشوائب التي فيه، هكذا الإنسان الصالح يتقدم أكثر نحو السمو وهو في الضعف والمرض، والذهب أيضًا يصير نقى حقيقة بعد وضعه في النار. وافرحي لأن ملاك الشيطان أعطاك شوكة في الجسد، وأدركي كيف صرت متشبهة ببولس الرسول الذي استحق هذه النعمة وقال: "لئلا أرتفع من فرط الإعلانات. أعطيت شوكة في الجسد" (2كو 12: 7). فالتأديب يكون عن طريق الحمى والماء البارد، كما قال: "دخلنا في الماء والنار ثم أخرجتنا للخصب" (مز 66: 12). فهو في النهاية يعدك لمكان مظلل. ونحن نتوقع بل نتطلع إلى أن يحدث هذا ثانية، ونصرخ مع داود: "أما أنا فمسكين وكئيب. خلاصك يا الله فليرفعني" (مز 69: 29). وأكون قد نلت نعمة تامة لأنه قال: "في الضيق رحبت لي" (مز 4: 1). ولا سيما أن هذه تداريب تعطى نفوسنا عيون مدربة، وفهم لطرق النضال.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
99- لا نحزن بسبب المرض أو حدوث أي بلية للجسد، ولا نحزن حينما يعجز الجسد عن الوقوف في الصلاة والترتيل بصوت للمزامير، لأن هذا الحزن يؤدى بنا في نهاية الأمر إلى رغبة شديدة للهدم وإتلاف النفس. وأيضًا الصوم والنوم على الأرض لا يكون بسبب الرغبة في الظهور ولكن بحسب القانون الموضوع لنا. وإذا المرض أعمى البعض، والآلام كانت كثيرة جدًا، فماذا نقول عند ذلك؟ إن هذه الآلام الكثيرة أعظم من أي شيء، لأن المرض هو علاج قوى يكشف فناء الأجساد التي مصيرها إلى الموت، وهو أيضًا نسك عظيم إذا ثابرنا عليها، وتعتبر أفضل تسابيح شكر نرفعها أمام الله،وماذا عن اقتلاع العيون؟ فإننا نحتملها بدون جهد، لأننا إن كنا بسببها نفقد أشياء كثيرة، إلا أنه بالبصيرة الداخلية نتأمل في مجد الرب. وإن توقفنا عن تقديم الشكر غير مفيد، إذ نسمع في النهاية أننا مرفوضين وخاسرين. وماذا عن قبولنا للآلام القوية؟ فإنها تجعلنا مستعدين في داخلنا لحروب العدو. من يتمسك بكل مرض في الجسد، فهو ينمو ويزداد صحة وسلامة أكثر في إنسانه الداخلى".
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

البابا أثناسيوس يحكى عن حسد الشيطان لها

وهذه هي التعاليم الفعالة للغاية للتقية سينكليتيكي، وبالأحرى عملها بهذه الأقوال. وأيضًا هناك الكثير والعظيم الذي تعرفه هذه القديسة من أجل منفعة سامعيها والذين رأوها. هذه التقية أثمرت عددًا كبيرًا من الصالحات بما يعجز عنه اللسان البشرى أن يخبر به بالكامل.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
104- وإبليس مبغض الصلاح لم يتحمل كل هذا الصلاح بدون أن يحسدها، فكان يحاول أن يفنيها بأعماله المؤلمة، حتى أنه كان يحاول أن يكرر طمس قوتها على الصلاح مع كل فجر جديد. وفى النهاية كان يلتمس أن تكف عن جهادتها من أجل البتولية العظيمة القيمة، أما هي فكانت تدافع عن بتوليتها أمام هجمات العدو مدة طويلة من الزمن. وقد ابتدأ بأن يؤذيها من الخارج، بأن يغرقها في آلام جسدية وعقلية، مثل عدم إقناعها بأنها سوف تكون محترمة وموقرة من الناس.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
105- وكان من الضروري جدًا في البداية أن يعصف بحياتها عن طريق عملية التنفس (بأن تشعر باختناق)، وأيضًا عن طريق الأمراض يجعلها تشعر بعبء الفقر. وبالحقيقة كان عن طريق هذه الأمور الصغيرة يطلب موتها السريع. وكم كان شرهًا للدم، فكان يضربها بجروح كثيرة، وأيضًا كان يظهر لها في مناظر مخيفة جدًا لأوقات طويلة وهى بمفردها. وكان يحاول أن يميتها عن طريق عملية التنفس، بأن يرفض أن تطرد اللعاب المتجدد في فمها. وكان يجعلها تشعر بسخونة عالية جدًا (حمى) بلا توقف، فقد احتشد عليها لهلاك الجسد.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
106- ولمدة 80 سنة كان إبليس يحاول أن يحملها بعيدًا عن جهاد أيوب. فكان أحيانًا يعذبها بسياط الغنى (التي كانت تعيش فيها). ولكي يحقق نجاحًا سريعًا، فكان يرهقها بآلام في العقل والجسد. لقد ضرب العدو أيوب البار 35 سنة بضربات متنوعة، وهنا يحاول لعشرات السنين أن يسلب بعض تقدماتها، بأن يشعل هذا الجسد بالضربات والجروح. ثلاث سنين ونصف حاربها العدو بآلام المجد والشهرة. في الأول حارب العدو أيوب من الخارج، وبعد ذلك أصابه في الجسد بجروح كثيرة، وأيضًا مع هذه القديسة اقترب منها بمعاملة قاسية من الداخل، ولكن بذلها كان أعظم من أن يؤذيها العدو، حتى بالآلام العنيفة جدًا في الجسد. لذلك لا أعتقد أن هناك شهادة أو دليل على رفعة وشرف جهادات سينكليتيكي مثل شهرتها الواسعة،لأنه حقًا سافك الدم اقترب من كثيرين من الخارج، حتى ولو كان السيف الموجه لهؤلاء هو إلقاؤهم في النار، إلا أنه أشعل هذه النار في أحشاء هذه القديسة من الداخل. فقد عوقبت في الجسد بإفراط، وأقول أن هذا بالحقيقة كان شاقًا وفوق مستوى احتمال البشر. ولأن هؤلاء المبررات بالإيمان من البداية كانوا يقدمون ذواتهم ذبيحة خطية في كل وقت، لذلك فإن النار كانت ضعيفة جدًا عن أن تهلكهم. وهكذا كان العدو يحرقهم بلا لهب بالحمى في داخلهم في الليل وكل يوم بلا توقف، كمن يعمل ذلك لكي يعاقبهم.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 07 - 2014, 03:48 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

البابا يكمل حديثه عن حروب العدو لها

وأعتقد أيضًا أن كاره الخير نفسه كان يقدرها، وأرى أن استبداده معها كان ينقيها. ومن بعض وسائله الشريرة كان يضربها بشدة بأدوات مختلفة، وكان يجرى مسرعًا وينزع عرق خشب بشدة بغرض أن يخنقها به عندما تكون مجتمعة مع آخرين لتحدثهم عن الأمور السماوية، لكي يحرم من يسمعونها من الفائدة الكبيرة التي كانت تعطيها لهن. لكن سامعيها كانوا يتجددون ويتشددون بالأكثر من أجل تحقيق غايتهم حينما يرون آلامها. وفى الحقيقة إن هذا كان يشفى جروح وضربات النفوس. كما إنها هي بنفسها كانت تشفى وتحمى مسبقًا الذين يأتون إليها. فكم كانت هذه الطوباوية عظيمة النفس وصامدة.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي

كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
111- وحقًا كان العدو يسبب لها الضربات والجروح. ففي مرة ضربها وسبب لها آلامًا وجروح في جسدها في الحال، وأيضًا أدى إلى تكسير عظامها، وسعى لزيادة آلامها بأن كسر فكيها، وكان يضغط بشدة بالآلام الجسدية لكي يدمرها، وكان يتلذذ لمدة 40 يوم بتكسير عظامها، وفى مرة طعنها مرتين. والذين كانوا في الأماكن المجاورة لها كانوا يرون الذين يضربونها. والعظم الذي تكسر تعفن وفسد، والجروح كانت خطيرة جدًا لدرجة أنها تسممت وتعفنت، وخرج منها رائحة كريهة نتيجة ضرب العدو لكل الجسد. وكان المجاورين لها يعملون على مساعدتها في آلامها، وفى أوقات أخرى كانوا يبتعدون عنها، ولا يتحملون هذه الرائحة إذ كانت فوق احتمال البشر. ولأنها كانت تحتاج لأن تهدأ، فكان القريبات منها يرفعون بخورًا كثيرًا، ومن ناحية أخرى كان هذا البخور يبدد الرائحة الكريهة التي هي فوق احتمال البشر. وكانت الطوباوية ترى نورًا مسبقًا مقابل جهادها، ولم تكن مطلقًا تسعى لطلب أي معونة بشرية، وكانت تظهر شجاعة مثل الرجال لمن معها في البيت. واللاتي كن معها كانوا يطلبون أن يدهنوا جروحها بالزيت والطيب، ولكنها هي لم تطيعهم أبدًا. لأنها كانت تعتقد أن هذه الحروب الخارجية تعمل على تنقيتها وتجعل جهادها مكرم جدًا. لذلك اللاتي كن حولها كانوا يتحاشون استحضار أي طبيب لها لكي يعطيها أي دواء يقويها ويهدئ آلامها. ومرات أخرى كانت تصبر عليهم وتقول لهم:" ما هو الصالح لي إذا امتنعت عن هذا الجهاد؟ ولماذا أطلب أن أظهر بالقداسة التي اكتسى بها؟ ولماذا أصبح فضولية فيما لا تفهمونه مما يحدث؟" وكانت تقول هذا الكلام للطبيب أيضًا وكانت ترفض أي دواء، أو أي مواساة تقدم لها منا،وكانت تبدو لنا مثل جسد مائت، ولونها أصفر شاحب ومع ذلك لم تكن محطمة. ولأن الموت كان بالفعل يقترب منها كنا نقترح عليها أن نضيف الطيب مع عصير الكرمة ونبات الريحان ونبلل به جسدها، وأحيانًا كانت تقبل المشورة بطول أناة، وتقبل من الذين يرافقونها أن ينظفوا لها الأماكن التي تخرج منها الرائحة الكريهة.
كتاب سيرة وحياة القديسة والمعلمة الطوباوية سينكليتيكي
112- من الذي لا يرتعد حينما يرى مثل هذه الجروح وبهذا المقدار؟ ومن الذي لا ينتفع حينما يرى تحمل وصمود هذه الطوباوية، وسقوط العدو أمامها؟ وبالحقيقة إن ثباتها أثناء الضربات كان يجلب لها ينبوع من الكلمات العذبة جدًا من المخلص، والذي كانت تسمو به فوق كل الأشياء المخيفة جدًا التي كان العدو يحاول أن يشتت بها تعزيتها. وهكذا كانت تطرد بسرعة كل الأفاعي المتعطشة للدماء التي كانت تجتمع عليها، حيث كانت تسقط الفريسة أمامها وتصرعها، هذه التي كانت تريد أن تجعل من القديسة طعامًا للحيوانات. وكان العدو أحيانًا يخدعها بضعف الجسد لكي يصطادها بعد ذلك ويجعلها تفكر في الزواج، ولكنها كانت تتجاهل مقاصده بشجاعة مثل الرجال. وكانت تلاحظ بعناية المرضى وتهتم بهم. وبالرغم من أنها قد أصيبت بضعف البصر إلا أن أفكارها كانت أكثر قوة. وكان جهادها يظهر في ثلاثة أشياء: قوة سماوية كانت تحفظ الجسد، وكان اهتمامها بمكان إقامتها يقل تمامًا، وكان خديها قد ذبلت بسبب قلة التغذية، لأنها كيف كانت تقوى على الاشتراك في الطعام مع الأخريات وهى تحمل هذه الرائحة الكريهة. وكانت تبتعد عن الآخرين في نومها وتبكى بسبب إحساسها بالألم.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نصائح الطوباوية سينكليتيكي عن ضرورة الجهاد من أجل ضبط الفكر
تأملات الطوباوية سينكليتيكي في مثل الزارع
حديث الطوباوية سينكليتيكي عن المحبة كأهم الوصايا
بعض الجهادات التي فرضتها الطوباوية سينكليتيكي نفسها
نص سيرة الطوباوية سينكليتيكي كما كتبها البابا أثناسيوس الرسولي


الساعة الآن 08:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024