منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 07 - 2014, 05:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

الإسكندرية وروما: مفترق الطرق

يعتبر مجمع خلقيدونية الزائف عام 451م هو سبب انشقاق الكنيسة الواحدة إلى قسمين:
الأول: الكنائس التي ترفض قرارات هذا المجمع، وهي الكنائس اللاخلقيدونية، والتي تعرف بالكنائس الأورثوذكسية الشرقية وتؤمن بطبيعة المسيح الواحدة بعد الإتحاد لها كل صفات وخصائص الطبيعتين وأن إتحادهما بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير..
وهذه الكنائس هي:
1- كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.
2- الكنيسة الأنطاكية السريانية.
3- الكنيسة الأرمنية في لبنان واتشمايزين.
4- الكنيسة الهندية السريانية.
5- الكنيسة الأثيوبية.
6- الكنيسة الإريترية.
الثاني: الكنائس التي توافق على قرارات هذا المجمع، وهي الكنائس الخلقيدونية والتي تعرف بالكنائس الأرثوذكسية البيزنطية. مع الكنائس التي استُحْدِثَت بعد الانشقاق في أوروبا وأمريكا وأسيا إلى اليوم، والتي سارت في ركب الكنائس الخلقيدونية وهي:
1- بطريركية القسطنطينية (المسكونية).
2- الروم الأرثوذكس بالإسكندرية.
3- بطريركية الأرثوذكس بأنطاكية.
4- بطريركية أورشليم.
5- الكنيسة الروسية.
6- الكنيسة الرومانية.
7- الكنيسة اليونانية.
8- الكنيسة الصربية.
9- الكنيسة البلغارية.
10- الكنيسة الچورچية.
11- الكنيسة القبرصية.
12- الكنيسة البوليدية.
13- الكنيسة التشيكية والسلوفاكية.
14- الكنيسة الآلبانية.
15- الكنيسة الفلندية.
16- الكنيسة في سيناء (دير سانت كاترين).
17- الكنيسة اليابانية.
18- الكنيسة الصينية.
19- الكنيسة الأرثوذكسية بأمريكا.
إلى جانب كنيسة روما حتى عام 1054م.. ثم الكنائس الكاثوليكية في العالم بكل أجناسها وشعوبها.
ولكن..

إذا كان هذا هو الانشقاق الأول للكنيسة الواحدة، بهذه الصورة الحزينة. فإن الكنائس صارت عند مفترق الطرق، وغدت في اتجاهات مختلفة، وخضعت لظروف وأحكام وسياسات شديدة الاختلاف وشديدة التعقيد والتشابك، وخاصة فيما يتعلق بالجدل اللاهوتي حول الإيمان.
أما الإسكندرية وروما فكانتا في مفرق الطرق، ودخلت كل منهما في طريق، وكل منهما في اتجاه. شهدت فيه كليهما أحداثًا وقضايا إيمانية وكنسية وسياسية وقومية ومسكونية، انعكست وأثرت بشكل أو بآخر عليهما عبر القرون الطويلة الضاربة في أعماق التاريخ منذ الانشقاق الأول وحتى الآن..
الإسكندرية وروما: مفترق الطرق
في الإسكندرية(1)

يقدم تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، قصة كرسي الإسكندرية بعد عام 451م بكل تفاصيله وأحداثه وسيره المقدسة. مؤكدًا على حقيقة تاريخية وإيمانية واضحة المعالم. أن الكنيسة عبر تلك العصور كلها، ومع الظروف العجيبة التي خضعت لها مصر. باستعمارها سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا طوال تلك الفترة، حتى نالت استقلالها وحريتها عام 1952م حافظت على كرسي مارمرقس الرسول، وإيمان مارمرقس الرسول، وفضّلت أن تجدد عصر الاستشهاد على أن تفرط في الأمانة الأرثوذكسية..

الإسكندرية وروما: مفترق الطرق
ويمكن أن تستعرض ملامح هذه الفترة على هذا النحو:
1- كانت صورة العداء لكنيسة الإسكندرية من كنيستي روما والقسطنطينية والإمبراطور مركيان وزوجته، واضحة تمامًا في مجمع خلقيدونية الزائف، وأن الحكم الجائز على البابا ديوسقوروس، كشف نفسية المتآمرين المزورين ودوافعهم غير الطيبة تجاه كرسي الإسكندرية، وتجاه البابا الجالس عليه. حتى أن الغرب يصف مجمع أفسس الثاني برئاسة البابا ديوسقوروس والذي حافظ على الإيمان القويم في طبيعة السيد المسيح الواحدة وفق تعاليم البابا أثناسيوس الرسولي والبابا كيرلس الكبير -خلفاء مار مرقس الرسول- بأنه "مجمع اللصوص" وهذا يؤكد صورة العداء الذي أستمر ضد الإسكندرية حتى بعد انفضاض هذا المجمع الزائف.
2- الاضطهاد الخلقيدوني البيزنطي الذي استمر لمدة 190 عامًا استخدمت فيه كل أساليب القمع والتعذيب والتنكيل والقتل، حتى بلغ عدد الشهداء نحو 24ألف قبطي.. كما نجد توعد الأباطرة ببابوات كرسي الإسكندرية من عزل ونفي، وتعيين بطاركة ملكيين دخلاء بدلاُ منهم. وهؤلاء بدورهم استخدموا كل أنواع وألوان البطش ضد آباء الكنيسة ونساكها ومؤمنيها، وخاصة عندما تولى البعض منهم حكم مصر كوالي بيزنطي إلي جانب تعيينه بطريركًا. فكانت في يده كل السلطات العسكرية والسياسية والاقتصادية وأيضًا الدينية، فاستخدمها جميعًا للقهر والإرهاب مثل كيرس (المقوقس)،مما جعل البابا بينامين الأول 38 (623-662) يهرب ويختفي من وجه هذا الشر ولمدة 13 عامًا.
3- كانت هناك محاولات للتوفيق في مسالة الإيمان، ساهمت ولفترة محدودة جدًا في التقارب بين الإسكندرية والقسطنطينية فنذكر:
أ‌- مجمع القسطنطينية عام 476م بدعوة من الملك باسيليسكوس (عدة شهور) الذي أصدر مرسومًا بحرم مجمع خلقيدونية، وحرم وطومس لاون، كما أعلن التمسك بقانون الإيمان في المجامع المسكونية الثلاثة وأيضًا أفسس الثاني.
ب- الهنوتيكون. وهو مرسوم إيماني أصدره الإمبراطور زينون (474-491) بعد عودته لكرسيه وفيه يقبل إيمان وقرارات المجامع المسكونية الثلاثة، ويقبل حرومات البابا كيرلس الكبير الاثني عشر، ويشجب نسطور وأوطاخي وطومس لاون..
ج- مرسوم الإمبراطور جستينان (527-565) الصادر عام 544 وفيه إدانة لثلاثة من عمد النسطورية هم تيودور من مبسيستيا، ثيؤدوريت من قورش، وإيباس من آديسا.
4- أراد الإمبراطور هرقل (610-641) أن يكسب الأرثوذكس دون أن يخسر الخلقيدونيين فقدم مع سرجيوس أسقف القسطنطينية (610-638) صياغة إيمانية جديدة بدلًا من الهنوتيكون عرفت باسم "المونوثيليتية" (مشيئة واحدة في المسيح) بدلًا من "طبيعة واحدة في المسيح".. ولكن رفضت من بابا الإسكندرية فأصدر الإمبراطور مرسومًا يعرف باسم "أكتسيس" عام 638م لإرغام الكنائس وخاصة الإسكندرية على قبول المرنوثيليتية.
5- الإحتلال الفارسي لمصر الذي دام عشر سنوات (617-627) وفيه شهدت البلاد والكنيسة الكثير من المآسي والمحن، حتى قيل أن البابا أندورنيقوس 37 (616-623) قد مات حزنًا لما جرى لأولاده على أيدي الفرس. ويذُكر أن القديس العظيم الأنبا شنوده رئيس المتوحدين (333-451) قد تنبأ بخصوص هذا الغزو الفارسي والخراب والدمار الذي أحدثوه. ومن المعروف أن الإمبراطور هرقل لم يرسل جيشًا لنجدة مصر، وإنما انسحب الفرس بسبب حربهم معه عام 627م.
6- دخول العرب مصر بقيادة عمرو بن العاص عام 641م، لتبدأ صفحة جديدة لمصر والكنيسة تحت الحكم العربي الإسلامي من خلال:
أ‌- فترة حكم عصر الولاة (641-868) أيام دولة الخلفاء الراشدين والدولة الأموية ثم الدولة العباسية.
ب-فترة حكم عصر الدول المستقلة: الطولونية (868-905) - الأخشيدية (935-969) - الفاطمية (969-1171) - الأيوبية (1171-1250) - المماليك (1251-1517) - والعثمانية (1517-1805).
وما تبع هذا الحكم من تغييرات كثيرة في مصر ومن نتائج وقوانين وأنظمة أثرت على الكنيسة والأقباط سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وأيضًا دينيًا.
7- الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت ونتائجها (1798-1801).
8- حكم أسرة محمد على (1805-1952) وما ترتب عليها من تغييرات في مصر، وفي العلاقة مع الكنيسة (2).
9- ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبداية عصر جديد حديث فيه تغييرات وأحداث كثيرة قوميًا وكنسيًا وإلى يومنا هذا (3).
الإسكندرية وروما: مفترق الطرق
في روما(4)


الإسكندرية وروما: مفترق الطرق
ظنت روما أنها حققت انتصارًا في خلقيدونية بالتحالف والتآمر مع القسطنطينية ومع الحكم البيزنطي على الإسكندرية، وأنها تمكنت من السيطرة وبسط نفوذها على العالم المسيحي، ولكنها دخلت أيضًا في طريق مُغاير ومخالف على كل المستويات الدينية والسياسية، بل كان لها الدور الرئيسي في كثير من القضايا والمشاكل الداخلية والخارجية أسهمت في تفسخ الوضع في الغرب، وتأزم المواقف في الشرق، بل كانت سببًا مباشرًا في الانشقاقات التي حدثت، والحروب التي قامت في أماكن كثيرة شرقًا وغربًا، وكان لكل هذا تأثير في العلاقات داخل دول الغرب من ناحية، ومع دول الشرق من ناحية أخرى.. ولعل الوثيقة التاريخية التي أصدرها الفاتيكان تحت عنوان "التذكر والمصالحة.. الكنيسة وأخطاء الماضي" (مارس 2000) والتي فيها اعتراف واعتذار البابا يوحنا بولس الثاني عن الأخطاء التي وقعت فيها الكنيسة الكاثوليكية وارتكبتها على مدار ألفي عام (5). يؤكد ما نقوله، وما يذكره التاريخ العام والكنسي عن كنيسة روما.
أحداث كثيرة جدًا. وتاريخ طويل عبر هذه العصور المتلاحقة في الزمان والمكان.. ولذلك نعرض أهم ملامح هذه الأحداث التاريخية والهامة على هذا النحو:
1- لم يدم التوافق الخلقيدوني بين روما والكنائس البيزنطية بعد الانشقاق كثيرًا. فمع إعلان الهنوتيكون أيام الإمبراطور زينون عام 482م، والتقارب الذي حدث بين أكاكيوس بطريرك القسطنطينية (471-489) والبابا بطرس الثالث 27 (477-489) وتوقيعهما على الهنوتيكون، وتبادل الرسائل بينهما. كان التباعد بين كنيستي روما والقسطنطينية، بل عقد فليكس الثالث أسقف روما 48 (483-492) مجمعًا عام 484م وحرّم أكاكيوس. فكان رد فعل القسطنطينية هو حذف اسم أسقف روما من صلوات القداسات الإلهية. وتسمى الكنيسة الكاثوليكية هذه القطيعة التي دامت بين الكنيستين 35 عامًا باسم "انقسام أكاكيوس".
2- ظلت الهوة بين كنيسة روما والكنائس البيزنطية وخاصة اليونانية فيها في اتساع مستمر منذ القرن الخامس عشر، وخاصة مع الفوارق السياسة والثقافية والعقائدية والسلطة الكنسية والتعليم الكنسي، إلى أن حدث الانشقاق بينهما عام 1054م بسبب تغيير روما لقانون الإيمان بإضافة كلمة "والابن" على عبارة "المنبثق من الآب.." وقد حدث ذلك أيام البابا لاون التاسع 152 (1048-1054)!!! ويعرف هذا الانشقاق في التاريخ بـ"الإنشقاق الكبير" لتظهر منذ هذا العام 1054 من القرن الحادي عشر الكنيسة الكاثوليكية والتي يخضع كل أتباعها في العالم بمختلف جنسياتهم لبابا روما.
3- شهدت العصور الوسطى ومع البابا جريجوري الأول 64 (590-604) النفوذ البابوي القوي للكنيسة في الغرب واستخدام كل السلطات والإصلاحات لتحقيق السيطرة الكاملة على كل الكنائس في فرنسا وأسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وأيضًا في أفريقيا. حتى أصبحت الكنيسة الكاثوليكية مؤسسة لها النظام والتشريعات وخاصة فيما يتعلق برجال الإكليروس، مما جعل من الكنيسة قوة سياسية لها نفوذها الكبير الكنسي والمدني. وتعطي الوثيقة التاريخية الهامة والتي تسمى "المرسوم البابوي" على عهد البابا جريجوري السابع 157(1073-1085) صورة واضحة لمدى نفوذ البابا وسلطته المطلقة."إذ حسمت بكل حزم أن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مدينة في تأسيسها لله وحده، وأن رئيسها دون غيره هو الوحيد الذي يجب أن يقبل قدميه كل الأمراء، وأنه يستطيع خلع الأباطرة، وهو الذي يمكن أن يعطي ويحل رعايا أي حاكم شرير من ولائهم له.. كما أن الكنيسة الكاثوليكية معصومة من الخطأ وأنه بحسب الكتاب المقدس أنها لن تخطئ أبدًا".
4- أدى نفوذ البابا الروماني إلى الدخول في صراع مع الأباطرة والملوك في أغلب ممالك أوروبا، وأصبحت هناك مواجهات شديدة بينهما وصلت إلى حد الحروب، وهذا يبدو واضحًا في تاريخ هذه البلاد في العصور الوسطى.
5- ظهور الحركات الرهبانية من الدومنيكان والفرنسيسكان والبندكتيين باعتبارها حركات إصلاحية ساهمت في إحياء وتجديد الرهبنة في مجالات كثيرة مثل التعليم والتبشير والعمل وسط الناس مع الحفاظ على الطابع الرهباني في الحياة النسكية. إلى جانب هذا. أنتجت الحملات الصليبية نوعًا عسكريًا من الرهبنة في العصور الوسطى مزج بين فنون الحرب والحياة الرهبانية مثل نظام "الفرسان الخادمون" و"فرسان الهيكل" في القرن 12. كما ظهرت في هذه الفترة الحركات الإصلاحية العلمانية مثل "الألبنيون الفلاسفة" و"حركة الوالدنسسيين التطهيرية" و"حركة أتباع يوقيم" و"جماعة الكاثاري".. ويذكر أن البابا قاوم هذه الحركات الإصلاحية العلمانية، واستخدم أسلوب "محاكم التفتيش" وهي لجان كنيسة تقوم بالتحقيقات والمحاكمات في ذات الوقت تستخدم أساليب التعذيب وتنفيذ العقوبات التي وصلت إلى حد الإعدام حرقًا.
6- الحملات الصليبية السبع التي قام بها ملوك الغرب وتحت زعامة بابا روما بهدف أساسي هو استرجاع أورشليم (القدس) من أيدي المسلمين فضلًا عن المصالح السياسية والاقتصادية فكانت الحملة الأول عام 1096م بدعوة من البابا أربان الثاني 159 (1088-1099) لمواجهة الأتراك السلاجقة والاستيلاء على القدس. وجاءت الحملة الثانية عام 1147م ولكنها فشلت وبعدها نجح صلاح الدين الأيوبي في استعادة مدينة القدس عام 1187م. فكانت الحملة الثالثة عام 1189م والتي استولت على بعض المناطق، ولم ينجح في استعادة القدس وعودة الملك ريتشارد إلى بلاده بعد مفاوضات مع صلاح الدين..
واستهدفت الحملة الرابعة عام 1202م مصر واليونان وإضعاف الإمبراطورية الشرقية في بيزنطة. ثم كانت الحملة الخامسة عام 1217م على مصر بدعوة من البابا هونوريوس الثالث 177 (1216-1227)، والتي هزم فيها الصليبيون أيام الملك الكامل الأيوبي (1218- 1238).. ثم الحملة السادسة عام 1248م ثم الحملة السابعة عام 1249م ضد مصر والتي لقى فيها الفرنسيون هزيمة قاسية وأسر الملك لويس التاسع.
7- ظهور مارتن لوثر (1483-1546) الراهب الكاثوليكي، ورفضه لما يحدث داخل الكنيسة وخاصة مع مسألة بيع "صكوك الغفران" وبدأ في المقاومة والمناداة بالإصلاح لنحو أربع سنوات انتهت بقرار البابا لاون العاشر 217(1513-1521) بحرمه في يناير عام 1521م وهو نفس العام الذي أعلن فيه لوثر الانشقاق عن كنيسة روما. لتبدأ معه الكنائس البروتستانتية. ثم ظهور رجال الإصلاح في سويسرا وألمانيا وفرنسا وكلها أعلنت الانشقاق عن كنيسة روما مثل زوينجلي (1484-1531) وچان كلفن (1509-1564). وهذا أدى إلى مزيد من الانقسامات في البروتستانتية حتى أنها تُعد اليوم بالآلاف!!!
8- كان النزاع بين بابا روما بولس الثالث 220 (1534-1549) وملك إنجلترا هنري الثامن (1509-1547) بسبب رفض البابا طلاق الملك من زوجته كاترينا. فأعلن انفصال كنيسة إنجلترا عن روما 1538م وأنه الرئيس الأعلى للكنيسة، والتي عُرفت في عهد الملكة إليزابث الأولى (1558-1603) وإلى اليوم بـ"الكنيسة الإنجليكانية".
9- مع حركة الكشوف الجغرافية في القرنين 15 و16 ارتبطت مسألة التبشير الكاثوليكي في العالم وتنظيم حركة الإرساليات من الرهبان الفرنسيسكان واليسوعيين إلى المستعمرات والمناطق المكتشفة. كما اختلطت كثيرًا بالتجارة الاستعمار وتقلبات السياسة والنزعات العالمية مما انعكس على كنيسة روما من الداخل فأدت إلى كثير من المتاعب والتجاوزات. حتى مع أسبانيا وفرنسا وإنجلترا لتحجيم دور الانتشار الكاثوليكي. بل وصل الأمر إلى قيام البابا أكلمنضس الرابع عشر 249 (1769-1774) بحل الرهبانية اليسوعية وإلغاءها في جميع الدول الكاثوليكية عام 1773م وما ترتب عليها من نتائج..
أضف إلى هذا قيام الثورة الفرنسية عام 1789م وأثرها على العالم الغربي من جهة وعلى كنيسة روما من جهة أخرى.
الإسكندرية وروما: مفترق الطرق
جدول يوضح: الكنيسة الواحدة والانقسامات التي حدثت عبر التاريخ

الكنيسة الواحدة
|
|
|
|
|
عصر الرسل وتأسيس الكراسي الرسولية
325 مجمع نيقية المسكوني الأول
381 مجمع القسطنطينية المسكوني الثاني
431 مجمع أفسس المسكوني الثالث
مجمع خلقيدونية 451
|
الانشقاق الأول
__________

______________________
__________

الكنائس الغير خلقدونية الأرثوذكسية الشرقية
الكنائس الخلقيدونية الكنائس البيزنطية (روم أرثوذكس + روما)
|
الانشقاق الكبير 1054
__________

______________________
__________

كنيسة روما الكاثوليكية والكنائس التبع 1521-1538
الكنائس البيزنطية الأرثوذكسية __________

______________________
__________

انشقاق مارتن لوثر وظهور البروتستانتية انشقاق هنري الثامن وكنيسة إنجلترا الإنچليكانية ______________________
↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓ آلاف الكنائس والشيع البروتستانتية
الإسكندرية وروما: مفترق الطرق
10- تلاحقت الأحداث وتطورت العلاقات بين كنيسة روما ودول أوروبا. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م وما نتجت عنه في الظروف والأوضاع العالمية الجديدة. كان لابد لكنيسة روما من أن تواجه ذلك كله من الداخل ومن الخارج أيضًا. فدعا البابا يوحنا الثالث والعشرون 261 (1958-1962) إلى عقد مجمع الڨاتيكان الثاني عام 1962م وحدد له هدفين رئيسين هما: تجديد الكنيسة والرسالة في عالم يتبدل بسرعة، والعودة إلى وحدة المسيحيين.
ولكن توفى البابا يوحنا 23 في عام 1963م بعد دورة المجمع الأولى، وأنتخب عوضًا عنه البابا بولس السادس 262 (1963-1978). وأكمل المجمع أعماله في دوراته الثانية عام 1963م والثالثة في عام 1964م والرابعة عام 1965م. وانتهت بإصدار القرارات والنصوص التي تعبّر عن الكنيسة الكاثوليكية المعاصرة وانفتاحها على العالم، وعلى الكنائس الأخرى، وأيضًا على كافة الديانات. إلى جانب التنظيم الداخلي للكنيسة.
وفي عام 1985م أعلن البابا يوحنا بولس الثاني 264 (1978-) عقد مجمع غير عادي للأساقفة "السينودس" للنظر في تأثير قرارات مجمع الڨاتيكان الثاني على حياة الكنيسة الكاثوليكية مؤكدًا على أن تعاليم الڨاتيكان الثاني ليست مجالًا للمناقشة لأنها ستظل هي نقطة الارتكاز الدائمة التي يرجع إليها في كافة أعماله ونشاطاته الرعوية،وإنما الهدف هو مراجعة الفترة التي تلت المجمع (1965-1985) والتي تنادي بتغييرات داخل الكنيسة.. وقد أصدر هذا المجمع تقريره النهائي الذي أعطى فيه مزيدًا من الاستقرار في الكنيسة الكاثوليكية (6).
_____
الحواشي والمراجع:
(1) الأنبا يؤانس أسقف الغربية السابق: أوراق تحضيرية تحت عنوان "لمحات من تاريخ الكنيسة القبطية" الأم الفتية والتيارات العصرية.
+ الأسقف إيسوذورس: الخريدة النفسية في تاريخ الكنيسة.
+ القس منسي يوحنا: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
+ إيريس حبيب المصري: قصة الكنيسة القبطية.
(2) راجع كتابنا: المشاركة الوطنية للأقباط في العصر الحديث ج 1 عصر البابا كيرلس الخامس.
(3) + راجع كتابنا: قراءة في حياة أبونا مينا البراموسي المتوحد [البابا كيرلس السادس]، والذي سنضعه هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت لاحقًا.
+ مقدمات في التاريخ الكنسي.
(4) الأب جان كمبي: دليل إلى قراءة تاريخ الكنيسة ج1.
+ مجموعة من المؤلفين: دليل إلى قراءة تاريخ الكنيسة ج 2 الكنائس الشرقية الكاثوليكية.
+ إيرل كيرنز: المسيحية عبر العصور.
+ الارشمندريت جراسيموس مسرة اللاذقي: تاريخ الانشقاق.
+ ميرل دوبينياه: تاريخ الإصلاح في القرن السادس عشر.
+ نورمان ف. كانتور: تاريخ العصور الوسطى ج1. د. قاسم عبد قاسم ود. على الغمراوي.
+ نورمان ف. كانتور: التاريخ الوسيط ج2. د. قاسم عبده قاسم.
+ د. سعيد عبد الفتاح عاشور: أوروبا العصور الوسطى ج1 التاريخ السياسي.
+ د. عزيز سوريال: الحروب الصليبية وتأثيرها على العلاقات بين الشرق والغرب.
(5) راجع الأهرام في 20 مارس 2000 مقال بعنوان "الفاتيكان.. الذكرى والغفران".
(6) كارل برنشتاين: صاحب القداسة. ترجمة أنطوان رياض.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لن اتركك تقف حائراً في مفترق الطرق
في مفترق الطرق
من سلسلة المغامرون الصغار - 12 - عند مفترق الطرق
الإسكندرية وروما: مد الجسور
مفترق الطرق


الساعة الآن 07:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024