الاختبار والإسكيم
ولما أعلما الرئيس برغبتهما في ارتداء الإسكيم المقدس قال لهما إني أقوم بذلك بعد معرفتكما القوانين أولا مما يلزم للرهبان، فأقاما أيامًا ورآهما في الليل قياما وبالنهار يواظبان على الصلاة والابتهال لله مع صوم كثير. ولدى اختبار الصبية مارينا كانت في العلوم الإلهية كالنهر الجارف وعرف عنها أدب الحديث وبراعة الجواب، وقال الرهبان للرئيس يا أبانا أنت أوصيتنا أن نختبرهما ونعلمهما، نحن الذين ينبغي أن نتعلم منهما ولا سيما الشاب الصغير الذي ليس له لحية. إن ذكرنا له وصايا من الكتب وجدناه يحفظها، وإن ذكرنا نبوات وجدناه يتلوها، وإن ذكرنا الأربعة أناجيل فهو يستوعبها، وما نواجهه، من الكتب فهو يذكره لنا - وهكذا بعد الاختبار وتأكد الآب من طهارة سيرتيهما وتعبهما من أجل الرب ألبسهما الإسكيم المقدس. بعدئذ داوما على الجهاد الشديد والصوم والصلاة بمثابرة والسهر الكثير والمطانيات إلى أن هزلت أجسادهما.
وكانت مارينا إذا وقفت تصلى مع الإخوة يظنون إن رقة صوتها بسبب كثرة النسك والتقشف وكانت في البهاء شبه ملاك الرب وذاع صيت قداستها وطهارتها، وصار لذلك الدير اسم عظيم وعرف بهذه القديسة وكانوا يحبونها بغاية المحبة.