منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 11 - 07 - 2014, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

ملاحظات عن الأديرة بالفيوم وتاريخها


في القرنين التاسع والعاشر كتب المؤرخون تاريخ الأديرة ووصف الحياة الديرية. ومن بين هؤلاء أبو الفرج الأصفهاني الذي كتب كتابًا عن الأديرة والشباشني الذي كتب كتابًا بنفس العنوان سنة 1014 م.
وهناك مذكرة قبطية كتبها شماس اسمه يوسف في سنة 1014 م. يقول فيها أنه هرب إلي دير القديس مكاريوس لأنه لم يكن هناك أمن إلا في هذا الدير (ص345 Evelyn white II).
وكتب أبو صالح الأرمني كتابه الذي يتضمن معلومات قيمة عن أديرة الفيوم.
يذكر أبو صالح الأرمني أنه كانت هناك ثمانية أديرة بالفيوم في زمنه:
* نقلون.
كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
* قلمون.
* اسحق الدفراوي في اللاهون وكانت به كنيسة تشبه كنيسة قلمون.
* دير الإخوة في سيلا، الذي منه دعي أنبا يوحنا الثالث للبطريركية.
* دير السيجة العذراء في سيلا.
* دير الصليب في فانو
* دير تبودور.
* دير الرسل في افلاح الزيتون
وحيث أن كلا من القديسين اسحق الدفراوي وتيودور قد استشهد في عهد دقلديانوس فربما كان يرجع تاريخ هذين الديرين إلي أزمنة قديمة.
ودير العذراء كان في الغالب مطابقًا تمامًا لدير الإخوة في سيلا.
ودير الإخوة في أفلاح الزيتون ودير الصليب في جهة فانو هما الديران الوحيدان من بين الثمانية الأديرة، ليس لهما ما يبين زمن إنشائهما - ولكنهما كانا بلا شك ضمن ال35 ديرًا.
أما أبو عثمان النابلسي الشافعي من القرن العاشر للشهداء فقد ذكر 13 ديرًا وهي:
* دير أبي اسحق بجوار اللاهون
* دير سيلا قبلي سيلا
* دير العامل قبلي المدوة
* دير النقلون ويقال له دير الخشبة أو دير الملاك
* دير دموسيه
* دير بمويه
* دير فانو
* دير سنورس
* دير دسيا
* دير أنبا شنوده
* دير الصفا
* دير سدمنت علي اسم مارجرجس (ومنه بطرس السدمنتي)
* دير أنبا صموئيل
ومن الوصف الذي قدمه "جورج سالمون" يمكن أن نذكر 12 ديرًا،38 كنيسة - سبعة منها مخربة بدلا من الثلاثة عشر ديرًا والخمس وعشرين كنيسة،وخمس من هذه قد ذكرها كل من أبي صالح والنابلسي وهي أديرة:
* نقلون
* قلمون
* انبا اسحق في اللاهون
* دير الصليب في جهة فانو (المسمس دير فانو)
* أحد ديري سيلا (المشار إليه فقط بدير سيلا)
ولابد أن يكون أحد ديري سيلا اللذين ذكرهما أبو صالح قد اندثر.
و السبعة الأديرة الباقية من الاثني عشر أو الثمانية من الثلاثة عشر كما جاء في بيان النابلسي - من المحتمل أنها كانت قائمة في زمن أبي صالح ولكنها لم يكن لها أهمية في اعتباره كالسبعة أديرة التي ذكرها - وهذه الأديرة السبعة الإضافية هي:
* دير سدمنت
* دير سيمنوريس
* دير ديموشيه كان كل منهما بالقرب من قرية تحمل ذات الاسم
* دير بامويا
* دير دسيا
* دير الميل في العدوه
* دير الأنبا شنوده في منشأة أولاد عرفه.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

دراسة بيانات أبي صالح والنابلسي عن أديرة الفيوم

إن البيانين المشتركين لأبي صالح والنابلسي يقدمان لنا 15 ديرًا مختلفًا.
و يمكن أن نضيف إلي هذه الأديرة الدير المشار غليه في المستند رقم 3 أي دير "شالا" الذي لم يذكره أبو صالح، ولكن النابلسي ذكره ضمن بيان الأماكن الخربة والمهجورة - ولهذا فإنه من المحتمل أن يكون قد خرب قبل زمن أبي صالح.
وفي مجال النفوذ والسلطة الكنسية فإن الفيوم قد قدمت خلال هذه المدة شخصية بارزة هي شخصية بطرس أسقف البهنسا الذي ذكره أبو صالح أربع مرات علي أنه اشترك في تكريس الكنائس والأديرة في فسطاط مصر وبالقرب منها.
وكان أول ظهوره في سنة 1183 م. حين ذكر أنه احتفل بافتتاح دير كان خاصًا بالنسطوريين قبل ذلك ولكنه تحول غلي الجانب الأخر حيث أنه لم يتبق هناك من النسطوريين في مصر سوي واحد أو اثنين (أبو صالح)..
ولاضطهاد المماليك وانتشار وباء الموت الأسود سنة 1348 م. والمجاعة في سنة 1374 م. فقد شهد القرن الرابع عشر قلة المخزون بالأديرة المصرية جميعها ومنها أديرة وادي النطرون.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
ويبدو أن أديرة وادي النطرون صمدت في الاضطهادات في أوائل القرن الرابع عشر أيام بطريركية يوحنا الثامن (1300-1320 م.)، ويوحنا التاسع (1320-1327 م.)..
وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن كنائس وأديرة الفيوم نجت من الاضطهاد العنيف في سنة 1321 م. الذي كان من نتائجه تخريب عدد كبير من الأديرة والكنائس في جميع أنحاء مصر، وكذلك في أيام البابا مرقس الرابع البطريرك الرابع والثمانين..
ذكر "فانسليب" اثنين من الأديرة هما دير أبو لقلح الواقع في الصحراء شمال بحيرة قارون ودير العزب في منتصف الطريق بين مدينة الفيوم ونقلون.
و الدير الأخير مدفون في كنيسته جسد القديس العظيم أنبا ابرآم أسقف الفيوم (تنيح في 10/9/1914 م.).
"طوباك أيها البار أنبا ابرآم، وطوبي لمن يذكر اسمك في وقت الشدة والضيق، فإن طلباتك مقبولة أمام الرب يسوع.
ويذكر "كلارك" كنيسة للعذراء في دير العزب.
ويبدي "بوكوكي" ملاحظاته عن حالة الأديرة المهجورة بوجه عام فيقول أنه كان يسكنها قس أو اثنان من الكهنة المتزوجين ولكنه لم يذكر شيئًا عن الأديرة المعروفة حتى دير نقلون أو قلمون، ومع ذلك فهو يذكر ديرين في الإقليم الشمالي الغربي للفيوم،الأول يسمس "دير تحرك المياه" ويقع شمالي بحيرة قارون وقد بدا له المبني كأنه من البقايا الأثرية التي حولت إلي دير.
ويقول Nabia Abbot (17 لندن 1743 وصف الشرق).
من الصعب أن نقرر أن هذا الدير ودير أبي لقاح هما اسمان لدير واحد أو لديرين مختلفين، والدير الثاني ذكره بوكوكي وهو دير خرب مبني من اللبن علي بعد غلوتين أو ثلاث جنوبي قصر قارون علي بعد ستة أميال.
وجاء في الوصف ذكر دير آخر خرب هو دير زكاوه جنوبي شرقي مدينة الغرق.
وأخيرًا يضيف "فليندرز بتري" ديرا آخر إلي بيان الأديرة وهو دير "الحمام" علي بعد ثلاثة أميال شمال اللاهون - ويقول إن الدير قد أعيد بناؤه منذ عدة قرون ولكن هناك آثار لدير آخر.
ويذكر "جوهان جورج" ضمن الثلاثة الأديرة الصغيرة بالفيوم أيضًا (دير الحمام) وقد زارها سنة 1927-28- إذ أن الرحلة إلي الحمام قد قام بها في السنة التالية. وكان الدير عندئذ خربًا تمامًا.. وكان هيكل الدير مغلقًا.
ولكن روايته -مثل رواية بتري- تدل علي قدم الدير لأنه يذكر نقوشًا لأحد الأبواب تاريخها حوالي سنة 500م، كما يذكر نقوشًا من القرن السادس، ويذكر أن الكنيسة بنيت من نحو ألف سنة.
وكتب المتنيح القمص عبد المسيح المسعودي في كتابه تحفة السائلين ص 158.
"دير العذراء مريم ويعرف بدير "الحمام" (لابد أن هناك أسبابًا لتسمية هذا الدير دير الحمام خصوصًا وأن العذراء تسمي الحمامة الحسنة) بجهة جبل ناحية اللاهون وذكر في سجل الكنائس في كرسي الفيوم".
هذا وان الثلاثة أديرة التي ذكرها جوهان جورج: العزب والملاك (نقلون) والحمام، قال عنها أنها أديرة بدون رهبان ولكن كنائسها لا تزال قائمة.
كما أن "كلارك" يقرر أن هناك كنيستين فقط من الثلاثة كنائس: غبريال في نقلون، وكنيسة العذراء في العزب، وهما اللتان ذكرا في البيان الذي أعطاه له البطريرك كيرلس الخامس (1874-1927 م.).
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

بحث علي باشا مبارك عن أديرة الفيوم


هناك مؤرخ آخر خلاف المقريزي وأبو صالح هو علي باشا مبارك الذي خصص مكانًا كبيرًا للكنائس وأديرة مصر - ويذكر هذا المؤرخ تسعة أديرة:
* النقلون
* القلمون
* سدمنت
* الصليب في فانو
* العذراء
* الإخوة في سيلا
* اسحق في اللاهون
* تيودور
* الرسل
ويختلف عن أبي صالح الذي يحدد موقع الديرين الأخيرين أنهما في أفلاح الزيتون، ويحدد علي مبارك دير تيودور علي أنه في أفلاح الزيتون، ودير الرسل في مدينة الفيوم..
ويبدو أن علي مبارك لم يفرق بين كنائس مدينة الفيوم وكنائس وأديرة أفلاح الزيتون..
ويلقي المتنيح القمص عبد المسيح المسعودي في كتابه تحفة السائلين طبعة سنة 1922 م.، الضوء علي هذه الأديرة في منطقة الفيوم وقد ورد ذكرها في سجل الكنائس وأن عددها كان ستًا فيقول عنها:
* دير النقلون

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
ويقال له دير الخشبة ودير الملاك غبريال، وليس فيه الآن رهبان.. وذكره المقريزي ص 505 وقال "دير النقلون ويقال له دير الخشبة ودير غبريال ملاك وهو تحت مغارة في الجبل الذي يقال له طارف الفيوم.
ثم يقول المسعودي أن لعض رهبان الأديرة قد ذهبوا وتوحدوا مؤقتًا بجانبه في مغائر الجبل وقد زرناه وهو جنوبي مدينة الفيوم بعيدًا.
* دير السيدة العذراء مريم
بناحية العزب بمحافظة الفيوم وفيه كنيسة علي اسم العذراء وكنيسة علي اسم الشهيد مرقوريوس (أبو السيفين)، وفي هذا الدير يحتفلون بالقديس أنبا ابرآم أسقف الفيوم حيث دفن جسده الطاهر.
* دير داخله كنيسة باسم الشهيد تاوضروس بناحية دسيا بمحافظة الفيوم.
* دير داخله كنيسة باسم الشهيد "أبو السيفين" بناحية فديمين.
* دير داخله كنيسة باسم الملاك ميخائيل بناحية سنورس بالفيوم.
* دير العذراء مريم ويعرف بدير الحمام - بجهة اللاهون.
هذا وكانت الجيزة ملحقة بكرسي الفيوم وفصلت سنة 1929م، وذكر المتنيح القمص المسعودي في كتابه السالف الذكر ص 158-159 ديرين في الجيزة كانا يتبعان أسقفية الفيوم هما دير نهيا بالجبل الغربي وهو خرب الآن - ولم يذكر في سجل الكنائس (الذي عمل سنة 1887 م وسنة 1893 المحفوظ بالدار البطريركية بالقاهرة).
ويقول المسعودي أن البعض قد رآه وحدثنا عنه -وذكره المقريزي في ص 504 وقال "نهيا بالجيزة وديرها من أحسن الأديرة وأنزهها وأطيبها موضعًا وأجلها موقعًا -عامر برهبانه وسكانه، وكان له في فيضان النيل منظر عجيب، لأن الماء يحيط به من جميع جهاته، فإذا انصرف الماء وزرعت الأرض وأظهرت أراضيه أصناف الزهور، وهو من المنتزهات الموصوفة والبقاع المستحسنة وقد خرب هذا الدير.
ودير العذراء بناحية العدوية بالجيزة علي شاطئ النيل الأيمن وفيه كنيسة يصلون فيها وذكر هذا الدير في سجل الكنائس تبعًا لكرسي أسقفية الفيوم لأنه قبلًا كانت لها بلاد في الجيزة خارجًا عن الفيوم ولذلك كان يدعي أسقفها أسقف الفيوم والجيزة (ورد في ص 159 من تحفة السائلين ذكر دير الشهيد مارجرجس بطره، فيه كنيسة علي اسم مارجرجس، يصلي فيه الآن قسوس علمانيون،ذكر في سجل الكنائس تبعًا لكرسي الفيوم. وعلي الجبل شرقي طره يشاهد دير القصير من بعد وقد ذكره المقريزي وقال أن اسم دير القصير أي يحنس القصير، ودير البغل، وأنه كان عامر بالرهبان، وقد سمي أيضًا دير هرقل لما صار بيد الملكية وخربه الحاكم بأمر الله سنة 1010 م. ودير الشهيد مرقوريوس ويسمس أيضًا دير أنبا برسوما العريان واقع إلي الجنوب بين القاهرة وطرة عند بلدة المعصرة - كان قبلًا عامرًا بالرهبان، وأما الآن ففيه كنيسة يصلي فيها قسوس علمانيون، وذكر في سجل كنائس الفيوم. كما ذكر في سجل الكنائس تبعًا لكرسي الفيوم أيضًا دير القديس مرقوريوس "أبو السيفين" بناحية طره وليس فيه رهبان الآن بل كنيسة يصلي فيها قسوس علمانيون، وذكره المقريزي باسم دير طمويه. ودير القديسين قزمان ودميان بناحية منيل شيحه بمحافظة الجيزة، شمال دير أبو السيفين طموه، والشهداء هم قزمان ودميان وأخوتهما اكليموس ولاونديوس وايرابيوس وأمهم تاودوره.)
وهناك ديران آخران بمحافظة الجيزة هما:
دير الرسولين بطرس وبولس قبل أطفيح محافظة الجيزة وفيها كنيسة.
ودير فيه كنيسة باسم الأمير تادرس بناحية منا الأمير محافظة الجيزة.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

لمحة عن تاريخ دير انبا صموئيل منذ إنشائه حتى القرن 19


دير أنبا صموئيل القلموني هو الدير الباقي للآن من مجموعة الأديرة العديدة التي كانت بمنطقة الفيوم والتي بلغ عددها 35 ديرًا.
وقد ورد في سيرة أنبا محائيل البطريك 46 (743-767 م) "كان عند ابراهام أسقف الفيوم في كرسيه خمسة وثلاثون ديرًا بالفيوم وهو المتولي عليها". ويقع على بعد 85 كيلو مترًا جنوب غربي القاهرة. أما عدد الكنائس فكان يربو عن هذا العدد كثيرًا.
مما لاشك فيه أن منطقة صحراء الفيوم بما فيها جبل القلمون كان بها عدد كبير من النساك المتوحدين منذ القرن الرابع شأنها شأن سائر المناطق الرهبانية الأخرى في القطر المصري.
ورأينا أن أقدم دير في أديرة صحراء الفيوم هو النقلون (Naqlun) الذي كان يقع حوالي 15 ك. م. جنوب مدينة الفيوم، ويرد ذكره كثيرًا مع دير القلمون.
كان القديس أنبا صموئيل في القرن السابع، ولم يكن هو آبا أديرة الفيوم، لكنه كان مجددًا لدير القلمون وأمكنه أن يضم الرهبان تحت لو أنه بالقلمون، وكان مجمع الرهبان يضم 41 راهبًا، 14 منهم أتو إلى دير القلمون، وقرب نياحة القديس أنبا صموئيل يلغ عدد رهبان دير القلمون 120 راهبًا - وظل عامرًا بالرهبان إلى القرن التاسع.
كان بالدير قصران مبنيان بالحجارة وهما قصران كبيران متسعان، وبداخله ينبوع ماء، وينبوع ماء خارج الدير وكانت منطقة الدير تحوى أماكن كثيرة للعبادة، وكان بخارجه ملاحة، إذ كان الدير يبيع الملح، وداخله كان يكفى لسد الكثير من احتياجاته.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
وفى القرن الثاني عشر كان بالدير حدائق مزدهرة واثنتا عشرة كنيسة وأربعة أبراج لها سور عالية منها بستطاع مراقبة الزائرين.
وقال ياقوت الرومي المؤرخ الشهير (القرن 13) في قاموسه الجغرافي:
إن دير القلمون كان شهيرًا ومعروفًا للناس.
ومن القرن الخامس عشر حتى القرن التاسع عشر فإنه من الصعب تحديد الزمن الذي فيه كان الدير خاليًا من الرهبان، لكن هناك دليلًا غير مباشر عن تدهور الأديرة في الفيوم يمكن أن نراه في عدم وجود أساقفة معرفين وفي خلو الكرسي لفترات طويلة من الأساقفة.
وروى فانسليب Vansleb سنة 1672 م. عند زيارته أنه كان على المسيحيين بالفيوم أن يتوجهوا إلى قرية " ديسيا" القرية القريبة منهم للصلاة، وكيف أنه لم يكن بالمنطقة كلها سوى كنائس قليلة وفقيرة.
وقد أمكن البطريرك غبريال السابع ال95 (1526-69 م.) تخصيص جزء كبير من وقته وماله لإعادة بناء الأديرة - وقد بدأت فترة ثانية للبناء امتدت إلى عهد البطريرك يوحنا السادس عشر 103 (1676-1718 م.).
أما في القرن التاسع عشر فقد زار الدير كثيرون من الرحالة الأجانب وكتبوا عنه. زاره:
Jiovani B.Belzoni & Frederic Cailiaud، كذا منطقة أديرة الفيوم وذلك في سنة 1819 م قال جيوفانى، في هذا المكان وجدت كنيسة كبيرة وديرًا ونقوش الحوائط محفوظة وثابتة وبالأخص نقوش الرسل الاثني عشر بالمذبح، وأن النقوش الذهبية لا تزال ترى، وقد كتب أن الدير لم يكن به رهبان.
وقد وصف الثاني حوائط الدير وقال أنه وجد ماء حلوًا لكن الدير كان خربًا متهدمًا وكان من الغريب أن نرى معالم الأبنية القديمة وآثارها.

جهود القديس العظيم أنبا ابرآم أسقف الفيوم (المتنيح سنة 1914) في إحياء الدير

بعد خراب هذا الدير زمانًا طويلًا حدث في أيام بطريركية أنبا كيرلس الخامس (1874-1927 م) وبفضل جهود القديس برياسة القمص النشط اسحق البرموسى قاموا بتعمير دير أنبا صموئيل في آخر القرن التاسع عشر - في سنة 1896 م.، وهكذا ابتدأت الحياة تدب في الدير.

مغارة أنبا صموئيل

كان رهبان جبل القلمون يقطنون في مغائر. ويذكر أبو صالح الأمني مغارة خارج الدير كان يقطنها راهب يسمى (مهنا) ولم يتركها قط نهارًا أو ليلًا، وكان يصوم طوال الأسبوع، وكان الرهبان يذهبون إليه لنوال بركته. وكان حول مغارته بعض النخيل المثمر. وكانت تقترب إليه وحوش البرية ولا تؤذيه، بل كانت تأنس إليه حتى أنه كان يطعمها بيده. وكانت الشياطين أيضًا تظهر له ولكنها لا تقترب إليه..
وقد قيل أن القديس أنبا صموئيل كان يصلى على الجبل بجهة الريان قبالة الدير.
وكانت مغارة أنبا صموئيل أهم المغارات وتقع على مسافة أربعة أو خمسة كيلومترات شرقى الدير.

كنائس الدير الحالية

والدير الآن به ثلاث كنائس القديمة الأنبا صموئيل، والكنيسة الجديدة وكنيسة السيدة العذراء - ويوجد في المنطقة الواقعة شمال غربي الدير كنيسة باسم الأنبا ميصائيل..
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

القديس أنبا صموئيل القلموني


حياته الأولى
ذكر كاتب سيرته القديس أنبا ايساك في المخطوطة الموجودة بدير البراموس التي يرجع تاريخها إلى سنة 299، ش وهى أنفس ما حفظه التاريخ عن حياته المقدسة أن مرارًا كثيرة هزته خواطره وخشية قلبه هزة روحانية جعلته يجتهد في تذكار سيرة القديس أنبا صموئيل المجاهد في الرهبنة، الكامل في الأعمال الفاضلة. أبى مجمع دير سيده " القلموني " من أعمال الفيوم، فكان ينظر إلى سعيه الروحاني وسيرته الفاضلة الملائكية ويتأمل بعظم اشتياق إلى سيرته، فالذين عاينوه وسمعوه شهدوا له بجميع أعماله البارة..

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
ثم يقول: لذا أنا الحقير أصدق وأحدث بما شهد لي به آبائي من أجل أبينا أنبا صموئيل البار الذي نعيد له اليوم (8 كيهك) لأني سمعت منهم عظيم فضائله وجهاده العجيب، هذا الذي تشبه سيرته سيرة العظيم انطونيوس، إذ سمعت نسكه وجهاده الحسن وشجاعته في الجهاد وسيرته المضيئة كنجوم السماء تحير في قلبي وأنا أقدم على كتابة سيرة المصباح المضيء خادم الرب أنبا صموئيل.
هذا القديس من الوجه البحري من قربة تدعى دقلوبه أو تكليو Tekylo بالقرب من مدينة تسمى بيلهيب Pelhip (ذكرت مخطوطة البرموس أنه من قرية تدعى أدكله "أي فلة") وهذه القرية هى مليج النصارى الآن مركز شبين الكوم، وسابقًا من كرسي مصيل. ولد سنة 597 أو سنة 598 م. (ايفلين هوايت) كان والده قسًا محبًا لله يدعى سيلاس وأمه تدعى فسميانه، وكانا غنيين في هذا العالم سالكين بالروح مثل رئيس الآباء إبراهيم لأنهما كانا محبين للفقراء والغرباء، وكان بابهما مفتوحا لكل أحد. وخصص بمسكنهما مكان للمرضى وذوى الأسقام والأرامل والأيتام يوفرون لهم فيه سبل العناية والعلاج والراحة، وكانوا يخدمونهم باجتهاد من أجل عظم محبتهم في السيد المسيح.
وكان والد القديس وزوجته قد طعنا في السن ولم يكن لهما ولد سوى أنبا صموئيل، ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة، وكان قد تربى تربية حسنة وأعطاه الله حكمة ومعرفة وكان يصوم كل يوم إلى المساء مواظبًا على الصلوات الليلية والنهارية رسم قارئًا، ولما بلغ من العمر ثمانية عشر عامًا رسم شماسًا وأصبح مسئولا عن كنيسة بناها أبوه.
ولما كبر أراد والده أن يزوجاه لكنه رفض ولم يوافقهما بل صارحهما بأنه يريد أن يكون راهبًا. وكانا إذا ألحا عليه يبكى قائلًا: "اتركوني وشأني فيما اخترته ولا تضيقوا على الخناق لئلا انطلق ولا ترونني..".
ولما كان أبواه يخافان الله بالحقيقة فإنهما سرًا بهذه الرغبة ولم يقاوما إرادته ولم يعودا يذكرا له شيئًا يتعلق بأمر زواجه وتهلل قلبهما لأنه سوف يكون لهما غرس مبارك في الحياة الأخرى.
تنيحت أم القديس فاهتم به والده وكان يصلى ليعرفه الله حقيقة أمر واله، وفيما يصلى ذات يوم ظهر له ملاك الرب وأعطاه السلام وطمأنه قائلًا: "صموئيل ابنك سيصير راهبًا مختارًا، ويكون عظيمًا أمام الله، ويقبل آلا مًا كثيرة من أجل أسمه، ويكون له أولاد كثيرون، والرب الإله يبارك زرعه ويكون تذكاره إلى جيل الأجيال"،وأوصاه أن يستعد لملاقاة الرب بعد أيام. ففرح والد القديس بالرؤيا وأطمأن قلبه من أجل ابنه. (من مخطوطة بدير السريان، والكرازة أكتوبر ونوفمبر سنة 1966 م.).
وهكذا افتقد الرب والده وانتقل من هذا العالم إلى نياح الأبرار في شيخوخة صالحة وكان عمر القديس صموئيل وقتئذ حوالي 22 عامًا.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

انطلاق الأنبا صموئيل إلى برية شهيت ورهبنته ورسامته قسًا

إنه وإن كان والداه قد سرًا برغبته المقدسة في الانطلاق إلى البرية إلا أنهما لم يكونا راغبين في أن يفارقهما ابنهما الوحيد الحبيب، وهكذا أقام معهما حتى انتقالهما من هذا العالم وبعد هذا عزم القديس على التوجه إلى برية شيهيت، ففرق أمواله على الفقراء والمساكين وخرج من هذا العالم باختياره -حوالي سنة 615 م. أو سنة 619 م.- قبل أن يخرج منه قسرًا، وتوجه إلى جبل شيهيت. كان يصلى متضرعا قائلا: "أطلب إليك يا رب أن ترشدني وتسهل طريقي لأكمل إرادتك " فأرسل الرب له ملاكًا نورانيًا في شبه شيخ راهب ليوصله إلى البرية وأعطاه السلام، فقد سأله: "أين تتوجه أيها الأخ " قال: إني قاصد جبل شيهيت بمشيئة الرب لأصير راهبًا فعزاه الملاك وقواه وسار معه نحو الجبل المذكور، ولما قربا للبرية تركه الملاك، وكان في ذلك الزمان راهب يدعى أنبا أغاثون يقيم في مغارة فظهر له ملاك الرب قائلا، هوذا يقبل إليك شاب يدعى صموئيل فاقبله بفرح وسيره راهبًا فإنه سوف يكون إناء مختارًا وسيبلغ خبر نسكه إلى جميع الأقاليم.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
فقام القديس أنبا أغاثون لوقته والتقى بالقديس أنبا صموئيل وتبادلا السلام بقبلة مقدسة وقبله الشيخ قائلًا: "حسن قدومك يا ابني صموئيل، الرب قد أرسلك إليَّ لتكون لي معينًا عند شيخوختى. فانحنى له القديس قائلا لتدركني صلاتك يا أبى وتصيرني راهبًا، فوعظه وعزاءه وعلمه طريق الرهبنة، وهكذا لبس إسكيم الرهبنة المقدس ونفذ كل قوانين الرهبانية في طاعة كاملة، ملازمًا الأصوام والصلوات والتقشف والنسك، وكان يخدم الآب اغاثون في شيخوخته ويعتني به في محبة كاملة وعناية فائقة..
ويقول في ذلك Evelyn White إن القديس أنبا صموئيل ذهب إلى شيهت في 615 م. أو سنة 619 م. وأرشده شيخ مسن في الصحراء إلى دير القديس مكاريوس، ومن أعلى تل عال بين دير مكاريوس الكبير المحاط بالقلالي ودير القديس أنبا يحنس القمص أشار الشيخ إلى كهف في صخرة يسكن فيه راهبًا ناسك عظيم أسمه أغاثو ذهب صموئيل إلى هذا الكهف واستقبله أغاثو استقبالا طيبًا، وبارك الشيخ المسن الملابس وغطاء الرأس والحزام المصنوع من الجلد وألبس صموئيل إياها قائلا: إله آبائنا القديسين مكاريوس وأنطونيوس ليكن معك ولتكن أنت تلميذًا لهؤلاء، ثم علمه التواضع والصمت والمحبة والصدقة ودوام الصفح والمغفرة للمسيئين..
كان دائمًا ينظر إلى سيرته ويقتفي أثره متشبهًا به في جهاده ونسكه وكان يسوم مرتين في الأسبوع ولا يأكل الخبز في الصيام الكبير ويتناول العشب وازداد في نسكه وجهاده مما كان له أبلغ الأثر على زملائه الرهبانوقد رسم قسًا على كنيسة الأنبا مكاريوس وصار مرشدًا وأبًا لجماعة من الرهبان.
وبعد ثلاث سنوات مرض الآب أغاثو زهاء ثلاث شهور وهكذا تنيح أبوه الروحاني.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

موقف المقوقس إزاء أنبا صموئيل



كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
ولما تولى المقوقس حكم مصر من قبل الدولة الرمانية أيام رئاسة البطريرك 38 أنبا بنيامين (622-611 م.) أخذ في اضطهاد الأرثوذكسيين في كل مكان لإجبارهم على الخضوع لقرارات مجمع خلقيدون المنعقد سنة 451 م، ولطومس لاون ولم تسلم البرية من الأذى، وكان عدد الرهبان قليلا إذ لم يكن قد مضى زمن طويل على الدمار الذي الحقة البربر في هجومهم الرابع. وكان البابا بنيامين الثامن والثلاثين قد ترك أديرة وادي هبيب وذهب إلى مصر العليا واختبأ في دير صغير في البرية حتى تم انقضاء عشر سنوات كما قال له الملاك.
أرسل المقوقس قائدًا يدعى أريانوس، وكان القديس أنبا صموئيل بلغ 34 عامًا عندما دخل المقوقس الإسكندرية ليطارد البطريرك القديس أنبا بنيامين. وكان مع المقوقس مائتان من الجنود. توجه القائد إلى الكنيسة الكبيرة التي للقديس مكاريوس الكبير ببرية شيهيت، وأمر جميع رهبان الجبل المقدس أن يجتمعوا ومعهم أنبا يحنس قمص البرية، ولكنهم لم يجده لأنه كان قد هرب إلى الصحراء الداخلية ليخفى كنوز الكنيسة وفاجأه البربر وأسروه وأخذوه إلى بلادهم.
ثم جمع رسول المقوقس الإخوة وأمر أن تتلى عليهم رسالة المقوقس لقبول طومس لاون، ثم أمر شماسًا أن يوجه للرهبان السؤل التالي:
"أتؤمنون هكذا كالمكتوب في رسالة الإمبراطور لاون" أما هم فسكتوا، فكرر عليهم القول، وفي ثالث مرة لم يجيبوا بشيء. فأغتاظ القائد وجنوده وصاح: "أما تتكلمون بشيء أيها الرهبان العصاة؟ وللوقت نهض القديس أنبا صموئيل مؤثرًا تقديم نفسه للموت وقال بشجاعة: "ماذا تريد من الرهبان، لن نقبل قرارات مجمع خلقيدونية ولا طومس إمبراطور، وليس لنا بطريرك إلا أبينا القديس أنبا بنيامين،. ثم أنه طلب الرسالة ولما أعطيت له وجه حديثة إلى الرهبان قائلا: "يا آبائي لا تخافوا ولا تقبلوا هذا الطومس، محروم مجمع خلقيدونية، ومحروم "لاون " المخالف، ومحروم كل من يؤمن بأمانته " ثم أنه أسرع ومزق المكتوب الذي أرسله المقوقس فاستشاط القائد وجنوده غيظًا، وأمر بتعذيبه بوحشية بأقسى ألأنواع العذاب فانهالوا عليه ضربا بالسياط، وفي أثناء تعذيبه أصابت إحدى الضربات عينه اليمن ففقاتها، وكانت الدماء تسيل منه بغزارة على الأرض، وكان يتحمل كل هذه الآلام بصبر جزيل.
ولما رأى القائد ذلك هدأت أعصابه وخفت غضبه وأمر الجنود أن يكفوا عن ضربه وقال له: "اعلم فقأ عينك هو الذي خلصك من الموت إني لمكتف بذلك"،وللوقت أمر اثني عشر جنديا أن يخرجوه وتلاميذ من جبل شيهيت فحمله تلاميذه بين حي وميت ولجأوا إلى الجبل فوضعوه على الأرض، وكان تلاميذه يبكون لكثرة الآلام التي يحس بها القديس أنبا صموئيل وكان على حافة الموت. كانوا يبكون قائلين، الويل لنا عما قليل سوف يسلم أبونا الروح..
ولما انتصف الليل إذا ملاك الرب قد ظهر وهو يلمع بالنور وأمسك الملاك بيد القديس وقواه وعزاه وشفاه من أوجاعه، وللوقت ردت إليه قوته وقال له الملاك: "قم وامضي إلى إقليم الفيوم واسكن في الدير المسمى القلمون، هوذا قد نلت إكليلًا لأجل جهادك على حفظ الإيمان المستقيم وسوف يكون لك إكليلان آخران، أحدهما في إقليم الفيوم ولآخر في كورة بعيدة وبعدئذ تنال الفرح الدائم في ملكوت السموات ويدوم تذكارك". ثم اختفى عنه الملاك.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

القديس أنبا صموئيل في جبل القلمون

طابت نفوس تلاميذه بسبب هذه الرؤية، ولما رأوا معلمهم قد شفى قاموا بصحبته وكانوا يسيرون بإرشاد الرب إلى منطقة الفيوم وهم يرتلون تحت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصياد، الفخ انكسر ونحن نجونا بعون الرب خالق السماء والأرض. وكان التلاميذ هم أنبا يعقوب وأنبا يوساب وأنبا سلون وأنبا سلوانس.
مضى جميعهم إلى إقليم الفيوم وسكنوا في دير القلمون المقدس، وهناك كانوا يواظبون على تلاوة المزامير والتسابيح ويقطعون سكون الليل في التراتيل الروحية.
مواهب الشفاء وتوحد القديس
ولما رأى جميع الإخوة الذين في الدير (ذكرت مخطوطة دير البرموس.. فلما رأى جميع الإخوة الذين في دير "النقلون" بدل القلمون حيث جسدت خلط بين الديرين السابق الكتابة بشأنهما".) هدوءهم وسكونهم مجدوا الله قائلين لقد استحق ديرنا كرامة عظيمة بحضور هذا القديس وأولاده الروحانيين، وقد منحه الرب مواهب الشفاء فكانوا يأتون إليه بالمرضى يشفيهم حتى ذاع صيته ليس في جبل القلمون (المخطوطة ذكرت النقلون) فحسب بل في منطقة الفيوم كلها. فكل من كان به مرض أو سقام كانوا يأتون به إليه، وكان يشفيه باسم الرب يسوع الإله الحقيقي..
ولما رأى كثرة الناس المحيطة به رغب في التوحيد ليتفرغ للاختلاء بالله -رغب في الابتعاد عن الكل ليلتصق بالواحد- فصنع له مغارة شرقي الجبل من الناحية البحرية تبعد عن الدير نحو ميل واحد ولم يكن يعرفها أحد، وصار يختلي فيها طوال الأسبوع عدا يوميّ السبت والأحد حيث كان يحضر إلى كنيسة الدير لتناول الأسرار المقدسة. كان يعمل بتعب في صنع الشباك وكان إذا حضر إلى الدير يحد كثيرين مجتمعين عند باب الدير.
المقوقس يتعقب رهبان الفيوم

بعد كمال سنة وكان الهدوء يرفرف على الدير وساكنيه وإذا المقوقس يجد في طلب الآب البطريرك أنبا بنيامين 38، ويتعقب الرهبان ليجبرهم على الاعتراف برسالة لاون والمجمع الخلقيدوني.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
وانطلق المقوقس إلى إقليم وهناك أمر بنشر القرار الخلقيدوني وتلاوته في المدينة، ثم انتقل إلى الأديرة. ولما رأى القديس أنبا صموئيل ذلك جمع رهبان دير القلمون وكانوا نحو 260 راهبًا (مائتان وستون) ومكث وقتًا طويلًا يخاطبهم بكلام الله ويعلمهم بما فيه منفعة النفس وطلب إليهم باتضاع قلب قائلًا:
"أطلب إليكم يا آبائي وأخواتي الأحباء الذين أحبهم بالحق أن تطيعوا كلامي وتستمعوا إلى تعليمي ومشورتي، فلنطاق كل واحد منكم إلى حيث يشاء وتختفي أيامًا قليلة حتى ينجينا الرب يسوع من الاعتراف الرديء لمجمع خلقيدونية، وأنا أؤمن أنه إن أطعتم فإن الرب سوف يديركم ويظلل على مساكنكم بسلام.
أطاع الرهبان قوله وودعهم بسلام، واختفى هو أيضًا مع تلاميذه، وفي صباح اليوم التالي إذا طلعت الشمس هرع ثلاثة من الجنود إلى دير القلمون لكي يمهدوا الطريق للمقوقس، فلم يجدوا أحد من الرهبان في الدير سوى البواب فقط فأخذه الجند وانطلقوا به إلى المقوقس وأخبروه أننا لم نجد أحدًا في الدير سوى هذا الراهب البواب فأتينا به،سأله المقوقس عن الرهبان وسبب هروبهم واحتفائهم فلم يرد أن يقر بشيء في بادئ الأمر، فأمر بضربه إلى أن يخبره بالحقيقة ومن شدة العذابات التي لاقاها روى قصة هروب أنبا صموئيل ورهبان الدير، وكيف أن القديس جمعهم ووعظهم وحثهم على الفرار ففعلوا كذلك.
ولم يكن هناك يد من مغادرة الجنود لمنطقة دير القلمون، وعاد القديس أنبا صموئيل والإخوة بعدئذ إلى ديرهم بسلام. لكن المقوقس ورجاله كانوا يضمرون السوء الرهبان وعلى رأسهم أنبا صموئيل، ووصلوا إلى مدينة الفيوم وهناك بث العيون في كل مكان وطلب المقوقس ضرورة إحضار أنبا صموئيل فورًا أنما وحد مكبلًا بالأغلال. فاقتادوا القديس كمجرم وطوق اليدين إلى خلف وفي عنقه سلسة، وسار معهم وكان وجهه يتلألأ بالنور السمائي وكان يقول " لعلى في هذا اليوم أكون مستحقًا لسفك دمى على اسم يسوع".
ولما مثل القديس أمام المقوقس اشتد حنقه وغيظه عليه وأمر الجند أن يضربوه بعنف وضراوة إلى أن تشرب الأرض من دمه وكان يخاطبه بتهكم "أنت صموئيل الغير ناسك، مَنْ الذي أقامك مدبرًا على الأديرة؟ ومَنْ أمرك أن تعلم الرهبان أن يختفوا من الدير ولا يخضعوا لأوامر الإمبراطور".
حينئذ رد القديس على الفور يجب أن يطاع الله أكثر من الناس وينبغي لنا نطيع رئيس أساقفتنا أنبا بنيامين من أن نطيع تعاليمك فأمر أن يضرب على فمه وقال له سوف أؤدبك وأعلمك أن تتكلم حسنًا لأنك لا تكرم السلطان. فلم يعره القديس التفاتا وحينئذ عذبه الجند عذابًا شديدًا وأمر بإخراجه من جبل القلمون (ذكرت المخطوطة جبل النقلون) وقال له مادمت لا تخضع لأوامري فاخرج من أديرة هذه الأقاليم.
وبينما القديس أنبا صموئيل في ضعف كثير إذا ملاك الرب ظهر له وابرأ جميع جراحاته وقال له قم وأصعد إلى جبل "دقناش" وأقم هناك مع تلاميذك، وهكذا خرج من جبل القلمون وكان سائرًا وهو يرتل ويصلى، وكان يعزى تلاميذه قائلا جيد لنا أن نقيم زمان حياتنا كلها متعبين مع الأمانة المستقيمة التي لآبائنا الأرثوذكسيين من أن نتركها ونشارك مخالفي الإيمان.
ولما سكنوا في جبل دقناش كانوا في هدوء عظيم متفرغين للصلاة والصوم وتلاوة المزامير والسهر بلا كلل أو ملل.
وكان القديس أنبا صموئيل في كل وقت يعظ ويعلم أن الصلاة والصوم هما خلاص النفس، وهما خصومة الخطية، وهما مطهران من الخطايا، وأنهما سلاح المجاهدين وسيرة الملائكة، بهما يطردان الشياطين حسب المكتوب أن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة. الصوم والصلاة جعلا موسى يخاطب الله فمًا لفم، وبهما سار إيليا وإليشع على مياه الأردن. وخلص بولس من غرق البحر وهو ماض إلى رومة وظهر له ملاك الرب وعزاه وقواه.
وكل من يريد أن يحيا حياة الرهبنة الصحيحة فليطهر نفسه بالصلاة والصوم، وبغير الصلاة والصوم لا يخلص الراهب من الخطية.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

رحيل القديس صموئيل إلى أحد الوديان القريبة

حدث بعد هذا أن سمع صوتًا أرشده إلى الوادي الذي يسكنه، هتف به أن أخرج من هنا واترك تلاميذك واصعد إلى البرية التي أريك إياها فأسرع القديس ملبيًا النداء بعد أن قال لتلاميذه إني منطلق إلى البرية وسوف أتغيب عنكم زمانًا يسيرًا فأقيموا أنتم في هذا الجبل وانتظروني إلى أيام البصخة المقدسة التي لمخلصنا الصالح فإني آت إليكم بإرادة الرب وسترونني، وإن لم آت فلا تدخلوا البرية طلبًا للبحث عنى لسبب أو آخر.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
وهكذا صلى مع تلاميذه وفارقهم في السادس عشر من شهر مسرى يوم عيد صعود سيدتنا والدة الإله، وتقدم داخل البرية، وكان يسير ولا يعلم له مستقرًا ولكنه كان واثقًا بقدرة الله على كل شيء. وهكذا تشجع وتقوى بالرب وكان يصلى بلا فتور وهو فرح متهلل بالروح القدس مرتلا مع داود النبي قائلًا، عرفني يا رب الطريق التي أسلك فيها، وأيضًا نورك وعدلك هما يهدياني ويأتيا بي إلى جبل قدسك ومسكنك المعد.
واستمر سائرًا حتى بلغ واديًا فيه نخل كثير وبه كنيسة صغيرة فوقف يصلى هكذا قائلًا " أيها الرب الضابط الكل الكائن في النور الذي لا يدنى منه أسمع صلاتي واستجب طلبتي بحقك أنت الذي ظهرت لأبينا إبراهيم ووعدته باسحق.. ظهرت أيضًا لعبدك موسى بحبل حوريب وخاطبته قائلا: اخلع نعل رجليك لأن الأرض التي أنت واقف عليها أرض مقدسة، أعلمني يا رب ما أصنع وماذا ينبغي أن أعمله".
وفيما هو يصلى سمع صوتًا لا تخف فإني معك، هوذا إني معطيك هذه الأرض ميراثًا لك ولزراعك الروحاني من بعدك، وعوضًا عن العزاء بالبنين الجسدانيين يعطيك الرب شيوخًا أبرارًا.
دخل القديس الكنيسة الصغيرة وكانت مهجورة متراكمة عليها الرمال فأقام أيامًا كثيرة يجد في تنظيفها، ثم اكتشف مساكن قليلة حولها متهدمة مغطاة بالرمال، فشرع في تنظيفها أيضًا،وهكذا أقام القديس في الكنيسة الصغيرة وكان يرفع صلوات وطلبات كثيرة ويمجد الله الذي هيأ له مسكنًا في البرية وكان طعامه من ثمار النخل بالوادي.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,584

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

هجوم البربر وأسر القديس صموئيل

حسد الشيطان القديس على جهاده ومثابرته فوثب عليه قائلًا: "الغوث منك أيها الراهب.. تركت لك العالم ألم يكفك حتى أتيت إلى هذا المكان، لأحاربنك بكل عنف".
ثم هجم ليضربه بكل قوته فبسط القديس للحال يديه وصلى قائلًا: "الرب نورى وخلاصي ممن أخاف.." فاختفى عنه الشيطان.
وبعد أيام نزل قوم من البربر إلى الوادي من ناحية الغرب، ولما رآهم القديس قلق وأراد أن يختفي عن أبصارهم لكن الرب لم يسمح بذلك حتى يعظم أجره وإيمانه، وسمع القديس صوتًا: "لا تخف بل أدخل إلى الكنيسة واصمت فإني لا أدعهم يرونك، ففعل".
ثم دخل البربر إلى الكنيسة وفي أيديهم سيوف مسلولة وهم يصرخون، فما أن وقع بصر القديس عليهم حتى خاف. لكنه رأى جرأتهم في البيعة والمذبح المقدس فأخذته الغيرة المقدسة ووبخهم بشدة. أما هم فقالوا: "أتجلس هنا ولم نرك؟" ثم أمسكوه وسألوه عن آنية الكنيسة. أجاب وقال لهم لا توجد ههنا أوان ولا إنسان ولم يكن لي إلا وقت قصير قد سكنت في هذا المكان.
ولما سمعوا منه هذا القول ضربوه ضربا مبرحا وهم يسوقونه طالبين منه أن يسلم انية الكنيسة، ثم أرنقوه في عمود البيعة بمنتهى القسوة، وكانوا يعذبونه بضراوة حتى أشرف على الموت. ولما تعبوا من ضربه ولم يجدوا شيئًا حلوًا وناقة فسقط على الأرض ولم يستطيع القيام من كثرة الضرب، فأمسكوا برجليه وجروه بقساوة عظيمة إلى أن مضوا به حيث جمالهم، وحملوه على ناقة ليأخذوه ويسيروا به إلى كورتهم.
يا للأعجوبة التي حدثت فإن الناقة لم تتحرك من مكانها وكانت في حالة تهيج شديد وقطعت حبالها المقيدة بها، فتقدم إليها البربري وضربها كثيرًا لكنها لم تستطع بل رقدت على الأرض والقديس يمتطيها، فأنزلوه منها فعند ذلك وثبت قائمة وكانت تجرى.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
ثم إنهم حملوا القديس أنبا صموئيل على الناقة ثانية فلم تمش وضربوها فلم تتحرك وغضب صاحب الناقة وأمسك بالقديس وطرحه أرضًا واستل سيفه ليقتله، فأمسك به أحد رفاقه قائلًا له: لا تصنع به ذلك بل اطرحه في هذه البرية وهو يموت وحده، وهكذا طرحوه في الجبل ومضوا إلى كورتهم.
وأصاب القديس أنبا صموئيل هزال شديد وتهشمت أعضاؤه عندما طرحوه عن الناقة، وظل يتحامل على نفسه وهو يسير حتى وصل إلى الكنيسة، ومع كل هذا كان قوى القلب شاكرًا الرب يسوع قائلًا مع بولس الرسول: من يفصلني عن محبة السيد المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد.." أيضًا كما هو مكتوب إننا لأجلك نُمات كل يوم، وحسبنا كحملان للذبح.."
وهكذا أقام في الكنيسة وحده في عبادة حارة ونسك زائد،وفي ذلك الوقت كان البربر يجتازون في البرية يطوفون الأماكن وينهبون أموال الناس الذين يقطنون في الجهات القريبة منها ويسبون من يقدرون عليه إلى كورتهم..
وبينما كان البربر ماضين في طريقهم إذ بهم يصلون إلى جبل القلمون حيث كان القديس أنبا صموئيل بالحديقة قبلي الكنيسة ينظف النخل، فأحاطوا به وأمسكوه وضربوه ضربًا أليمًا وربطوه وحملوه ثانية وأخذوه إلى كورتهم أسيرًا.
يا لعظم الأتعاب التي يقبلها القديسون لأجل ملكوت الله.. ويا لعظم الانزعاج والشدائد التي صبر عليها القديسون من أجل المسيح..!! ويا لعظم التجارب والضيقات التي أحاطت بهم من كل ناحية..!!
ما أعظم مجد البطاركة والأنبياء والرسل والقديسين وما أجل كرامتهم.. أنهم يضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم.. باعه البربر كعبد لأحد كبارهم، وبتدبير من الله اتفق أن يتم ذلك في طريق القرية التي بيع فيها أنبا يوحنا قمص شهيت فأرسل القديس أنبا صموئيل أيرعى الجمال.
وإذ كان يمضى إلى الحقل كان يجتمع مع أنبا يوحنا القمص وكانا يتحدثان بكلام الله ويعزيان بعضهما بعضًا عن الأتعاب التي قبلاها. وكانا يصليان صلوات كثيرة بطلبات وتسابيح روحية ويعطيان المجد السيد المسيح في كل وقت لأنه وجعلهما مستحقين أن يجتمعا في كورة بعيدة عابدة للأوثان. كان أنبا يوحنا يقول له: طالت مدة الأسر. كن في غاية التشدد والحفظ يا أخي لئلا يكلفك هؤلاء البربر بالسجود للشمس وكن قوى القلب وتشجع في كل ما سوف يصنعونه بك، لقد ضربوني ضربًا كثيرًا واحتملت عذابات مبرحة، وهذه هي عادتهم إذا ما رأوا طلوع الشمس يديرون وجوههم للشرق ويسجدون للشمس قائلين: حسنًا قدومك يا سيدنا الشمس لأنك أضاءت علينا من ظلمة الليل، وقبيل الغروب يديرون وجوههم إلى الغرب ويسجدون لها قائلين: "يا سيدنا الشمس تمضى وتتركنا في الظلمة الليل أسرع وأطلع وأضئ علينا.."
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تصميم | القديس أنبا صموئيل المعترف
خلفية موبايل| القديس أنبا صموئيل المعترف
الاحتفال بعيد | نياحة القديس أنبا صموئيل المعترف
كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب


الساعة الآن 03:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024