رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاهوت المسيح وما معنى "بكر كُلِّ خليقة" لقد كَثرت ألإجتهادات الخاطئة لتفسير إنَّ المسيح هو "بكر كُلِّ خليقة", فلكي نفهم لاهوت المسيح لابُدَّ أَنْ نبدأ مِنْ البدء, أي قبل خلقِ كُلَّ شيء في الوجود, كما في الآيات أدناه: سفر يشوع بن سيراخ (24-1): الحكمة تمدح نفسها، وتفتخر بين شعبها. (2) تفتح فاها في جماعة العلي، وتفتخر أمام جنوده، (3) وتُعَظْم في شعبها، وتُمَجَد في ملإ القديسين، (4) وتُحمَد في جمع المختارين، وتُبارك بين المباركين، وتقول: (5) " إني خرجت من فم العلي بكرا قبل كل خليقة، (6) وجعلت النور يشرق في السموات على الدوام، وغشيت الأرض كلها بمثل الضباب، ..... ألآيات من 1 إلى 4 سنتاولها في نهاية الموضوع لأَنَّها فعلا لوقت ألنهاية, ونبدأ بشرحِ الآيات 5 و6 ألتي تتكلم عن الحكمة, اي المعرفة, فالحكمة كنهر خرجت من فم العلي, اي إنها كلمة الله تعالى, فنقول: إِنَّ أللهُ بكلمتِة وحكمتِهِ, غشِيَّ ألأرضَ في بدأ ألخلق بِضُبابِ ليسقي وجهَ ألأرضِ وأنارها, ورفرفَ روح ألله ألقدوس على وجهِ ألارضِ كما في: التكوين(1-1): فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. (2) وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. (3) وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. وفي: التكوين(2-4): هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. (5) وكُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. (6) ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ. (7) وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً. ** اي إِنَّ ألله بكلمتِهِ (اللإقنوم الثاني) خلقَ كُلَّ شيء منظور من الصفر والعدم, وقال القديس بولس شارحا من فصل الحكمة أعلاه في: العبرانيين(11-3): بالإِيمانِ نَفْهَمُ أَنَّ العالَمَ قد أُنشِئَ بكلمةِ اللهِ، حَتَّى إِنَّ الْمَنْظُورَات قَدْ صُنِعَتْ مِنْ ألغَيْرِ مَنْظُورَات. أي إِنَّ ألمادة خٌلِقَت من أللامادة ومن الصفر والعدم, وأيضا قالَ في: كولوسي(1-15): الَّذِي هُوَ (أي المسيح) صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فالآية أعلاه من كولوسي, تتطابق تماما معَ (سفر الحكمة ف24/5) وتشرح بأَنَّ الحكمة خرجت أَولا من فم الله بكرا, فقبل البدء بالخلق, نطقَ اللهُ ألآبُ بكلمتهِ وحكمتِهِ, فالكلمة صدرت من فم الله, وبها خلقَ اللهُ ألآبُ كُلَّ شيء في الوجود, فالله الكلمة هو الحكمة ذاتها, ولذا نقولُ في قانون الإيمان: " ونومِنُ بربِ واحدِ يسوع ألمسيح ألمولود مِنَ ألآب قبلَ كُلِّ ألدهور" فألمسيح هو كلمةُ ألله, ألتي خرجت بكراَ من فَمِ ألله قبلَ بداية ألازمنة والدهور, وإبتدأَ بها خلقُ الخليقة كُلِها, وإِنْ أردتُمْ المزيد فيقولُ ألكتاب في: يوحنا(1-1): فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. (2) هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. (3) كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. (4) فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، ...... (9) كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. (10) كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. (11) إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. (12) وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. (13) اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ. (14) وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. ** نعم: وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا (يوحنا 1-14). والقديس بولس قال في: العبرانيين(1-6): وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: " وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ". ومِنْ هذا فَهِمَ ألبعض (الصابئة في الكنز الكبيرص10) بأنَّ ألله طلبَ من ألملائكة أن يسجدوا لآدم, وهذا غير صحيح! فالحقيقة هي: " إِنَّ الله أمرَ ألملائكة, أَنْ تسجُدَ لإِبنَ ألإنسان, أي للمسيح ألمُتَجَسِد ذاته, بهيئَتِهِ كعمانوئيل, فالملائكة لا تسجد إلا لله فقط. ولأنَّ المسيح هو البكر, لذا قال لليهود بأنَّهُ كائن قبلَ إبراهيم, فهو الحكمة اي كلمة الله التي خَلَقَتْ كل الدهور والعالمين, وأَحَدَ مخلوقاته هو إبراهيم. يوحنا(8-58): قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ". اي إنَّ ألإقنوم الثاني (كلمة الله) كان من البدء وقبل الخلق, ثُمَّ ارسلهُ الآب إلى العالم في ملء الزمان, كما في: يوحنا(17-18): (أَيُّهَا الآبُ), كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ، (19) وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ. (20) " وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، (21) لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. (22) وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. (23) أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ في ألوحدة، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. (24) أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ. ولانَّ كلمة الله, هو في الآب والآب فيهِ, لذا قال الرب يسوع المسيح لتلاميذهِ: يوحنا(14- 6): قَالَ لَهُ يَسُوعُ: " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي. (7) لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ ". (8) قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ:«يَا سَيِّدُ، أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». (9) قَالَ لَهُ يَسُوعُ:" أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟ (10) أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ. (11) صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ الأَعْمَالِ نَفْسِهَا. فالله وكلمتهُ واحد, والكلمة خرجت من فم الله وبها خُلِقَ كُلَّ الوجود. ولذا قالَ الربُ في: يوحنا(17-5): وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ. فألكلام واضح, فالربُ طلبَ أن يعودَ إلى ذات ألمجد الذي له عند ألآب قبل خلقِ ألعالم, أي إِنَّهُ بهيئتِهِ "كعمانوئيل" قد أَتَمَّ ألعمل ألذي عليهِ إِتمامه بجسدِ بشري, أي الصلب والموت لفداء ألبشَر. وبعدها يعود (بحَسَبِ فِهمِنا ألإنساني - " أخلى ذاتَهُ"), إلى هيئتهِ ألروحانية التي هو عليها منذُ ألأزل, وألتي لم يُغادرها قَطْ بحسبِ أللآهوت, فهو في كُلِّ مكانِ وزمان وفي ألأبدية أللامحدودة, وهو في ألآب وألآبُ فيهِ مِنَ ألأبدِ وألأزل, وإلى الابدِ والأزل أللامحدود. وألآن دعنا نتناول قصة فداء الرب وإستكمالها ولغاية وقت النهاية: سفر يشوع بن سيراخ (24-41) ,أنا كساقية من النهر، وكقناة خرجت إلى الفردوس (42) قلت أسقي جنتي، وأروي روضتي؛ (43) فإذا بساقيتي قد صارت نهرا، وبنهري قد صار بحرا. (44) فإني أضيء بالتأديب مثل الفجر وأذيعه إلى الأقاصي. (45) أنفذ إلى جميع أعماق الأرض وأنظر إلى جميع الراقدين، وأنير لجميع الذين يرجون الرب. (46) إني أفيض التعليم مثل نبوة، وأخلفه لأجيال الدهور. (47) فانظروا كيف لم يكن عنائي لي وحدي، بل أيضا لجميع الذين يلتمسون الحكمة. فدعنا نفهم معنى الآيات أعلاه, ولكي نُفَسِرها نبدأ بألآيات أدناه من سفر يوئيال: يوئيل(3-15): اَلشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَظْلُمَانِ، وَالنُّجُومُ تَحْجُزُ لَمَعَانَهَا. (16) وَالرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ يُزَمْجِرُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ يُعْطِي صَوْتَهُ، فَتَرْجُفُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ. وَلكِنَّ الرَّبَّ مَلْجَأٌ لِشَعْبِهِ، وَحِصْنٌ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. (17) " فَتَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ، سَاكِنًا فِي صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي. وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مُقَدَّسَةً وَلاَ يَجْتَازُ فِيهَا الأَعَاجِمُ فِي مَا بَعْدُ. (18) " وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الْجِبَالَ تَقْطُرُ عَصِيرًا، وَالتِّلاَلَ تَفِيضُ لَبَنًا، وَجَمِيعَ يَنَابِيعِ يَهُوذَا تَفِيضُ مَاءً، وَمِنْ بَيْتِ الرَّبِّ يَخْرُجُ يَنْبُوعٌ وَيَسْقِي وَادِي السَّنْطِ. (19) مِصْرُ تَصِيرُ خَرَابًا، وَأَدُومُ تَصِيرُ قَفْرًا خَرِبًا، مِنْ أَجْلِ ظُلْمِهِمْ لِبَنِي يَهُوذَا الَّذِينَ سَفَكُوا دَمًا بَرِيئًا فِي أَرْضِهِمْ. ألآيات أعلاه تتكلم عن وقتِ نهاية العالم, والرب من أورشليم يعطي صوتهُ, أي من العرش السماوي في أورشليم السماوية, وليسَ الارضية, ويُحاكم الشعوب المختلفة, ومصر من بين الدول التي ستصير خرابا, وكذلك ارض آدوم جنوب البحر الميت, وألآية 18 من يوئيل تقول: " وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الْجِبَالَ تَقْطُرُ عَصِيرًا ، وَالتِّلاَلَ تَفِيضُ لَبَنًا، وَجَمِيعَ يَنَابِيعِ يَهُوذَا تَفِيضُ مَاءً، وَمِنْ بَيْتِ الرَّبِّ يَخْرُجُ يَنْبُوعٌ وَيَسْقِي وَادِي السَّنْطِ. " فهذهِ ألآية تفسر الآيتين 45 و46 من سفر يشوع بن سيراخ أعلاه: فألبن هو غذاء الاطفال ألرُضَعْ, أي هو المعرفة ألبسيطة ألتي يتعلمها ويسمع بها ألمؤمنينَ البُسطاء عن خلاص الرب وفدائِهِ. وهذهِ فسرها واوردها القديس بولس هكذا: العبرانيين(5-12): لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ, تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ، لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. (13) لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وكذلك قال القديس بطرس في رسالته الاولى: 1 بطرس(2-2): وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، فالتعليم الذي سيُفيضَهُ الكلمة مثل نبوءة لأجيال الدهور ليُنيرَ جميعَ الذين يرجونَ الربَ وخلاصِهِ, كما في (سفر يشوع بن سيراخ 24/46) سيكون لكُلِّ حسبِ إِمكانياتِهِ وإِستيعابِهِ, فمنهم من سيتغذى بالتعليم البسيط كاللبن الذي ستفيضُ بِهِ التلال الاقل إرتفاعا من ألجبال, أما ألجبال فتُقطِرُ عصيرا, كناية بالتعليم والفِهْم ألأعمق الاعلى مستوا, أما المياه الفائضة من ينابيعِ يهوذا فهيَّ ينابيع دم المسيح الذي إنتمى بحسبِ ألجسدِ إلى سبطِ يهوذا لخلاص البشر المؤمنين. فألكلام هنا كناية رمزية بأنَّ ألرب سيكونُ ملجأ وخلاصاَ لشعبهِ من ألمؤمنين, وهذهِ تكلم عنها حزقيال النبي وقال: حزقيال(47-1): ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى مَدْخَلِ الْبَيْتِ وَإِذَا بِمِيَاهٍ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ عَتَبَةِ الْبَيْتِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، لأَنَّ وَجْهَ الْبَيْتِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ. وَالْمِيَاهُ نَازِلَةٌ مِنْ تَحْتِ جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ عَنْ جَنُوبِ الْمَذْبَحِ. (2) ثُمَّ أَخْرَجَنِي مِنْ طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ وَدَارَ بِي فِي الطَّرِيقِ مِنْ خَارِجٍ إِلَى الْبَابِ الْخَارِجِيِّ مِنَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَتَّجِهُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَإِذَا بِمِيَاهٍ جَارِيَةٍ مِنَ الْجَانِبِ الأَيْمَنِ. (3) وَعِنْدَ خُرُوجِ الرَّجُلِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَالْخَيْطُ بِيَدِهِ، قَاسَ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ، وَالْمِيَاهُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ. (4) ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ، وَالْمِيَاهُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي، وَالْمِيَاهُ إِلَى الْحَقْوَيْنِ. (5) ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا، وَإِذَا بِنَهْرٍ لَمْ أَسْتَطِعْ عُبُورَهُ، لأَنَّ الْمِيَاهَ طَمَتْ، مِيَاهَ سِبَاحَةٍ، نَهْرٍ لاَ يُعْبَرُ. (6) وَقَالَ لِي: "أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ؟". ثُمَّ ذَهَبَ بِي وَأَرْجَعَنِي إِلَى شَاطِئِ النَّهْرِ. (7) وَعِنْدَ رُجُوعِي إِذَا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ أَشْجَارٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ (8) وَقَالَ لِي: "هذِهِ الْمِيَاهُ خَارِجَةٌ إِلَى الدَّائِرَةِ الشَّرْقِيَّةِ وَتَنْزِلُ إِلَى الْعَرَبَةِ وَتَذْهَبُ إِلَى الْبَحْرِ. إِلَى الْبَحْرِ هِيَ خَارِجَةٌ فَتُشْفَى الْمِيَاهُ. فالبيت أعلاه الذي يتكلم عنهُ حزقيال, هو نفس البيت (الهيكل) الذي قال الرب يسوع المسيح لليهود عنهُ " انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ (يوحنا2/19) ". أي جسد الرب القائم من الموت في اليوم الثالث. والنهر الخارج مِنْ تَحْتِ عَتَبَةِ الْبَيْتِ, نَازِلَةٌ مِنْ تَحْتِ جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ عَنْ جَنُوبِ الْمَذْبَحِ, هي الدماء والماء الخارجة من جنب المسيح المصلوب الايمن, الذي فتحتهُ الحربة بعد موتِهِ على الصليب. والبحر في حزقيال, هو البحر الميت الخالي من الحياة , فيعيشَ السمك فيهِ بسبب مياه النهر العذبة ألتي ستصبُ فيهِ فتشفيه, اي هو كناية رمزية فالبحر هو البشرية التي لا حياةَ فيها, وستذهب جميعا للهلاك والموت الابدي, لو لا دماء المسيح المراقة على الصليب, التي قال الرب يسوع عنها "إِنها تراق لمغفرة خطايا الذين سيُؤمنون بفداء الرب ويخلصون" , فمن بحر البشرية التي لا حياة فيها, سيعيش ويخلص الكثيرون بدماء ماء الحياة الابدية, نعم هذهِ هي نفسها, نهر ماء الحياة الابدية الجاري من تحت عرش الله والحمل في أورشليم السماوية. الرويا(22-1): وَأَرَانِي نَهْرًا صَافِيًا مِنْ مَاءِ ألحَيَاةٍ لاَمِعًا كَبَلُّورٍ، خَارِجًا مِنْ عَرْشِ اللهِ وَالْخَرُوفِ. فنهر ماء الحياة في اورشليم السماء ليسَ نهرا يشربُ المُخلصونَ الماثلون امام عرش الله منهُ. بل كما يرتبط الجنين بالحبل السري والمشيمة في رحمِ أُمِهِ فتمدهُ دماءُ أُمِهِ بالحياة ارضيا. كذلك " بما أَنَّ المؤمنين في المسيح وهو فيهم, فنهر ماء الحياة الخارج من جنب المسيح الايمن, من تحت العرش يعمل على ربط المؤمنين المخلصين الماثلين أمام عرش الله والحمل في أورشليم السماء برباط روحي أبدي, فيكون لهم كشريان روحي يربطهم بينابيع الخلاص ومياه الحياة الابدية التي في المسيح. وهذا هو رباط حياة روحاني ابدي, فلهذا نفخَ الرب في تلاميذهِ: يوحنا (20-22): وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: "اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ" فأولِ مرة نفخَ الله نسمةَ في أنفِ آدم, أصبح آدم بعدها نفسا وكائنا حيّا أرضيا, إلا أنَّهُ أخطأ ومات, فنفخَة ألمسيح أعلاه هي ألنفخة ألجديدة في ألمؤمنين ألموتى كبقيةِ ألبشرية, لكي يحيوا ويولدوا ولادة جديدة, اي ولادة روحية بروح الله القدوس, فيكونَ لهم بعمادهم وإيمانهم بالفداء خلاصا وحياةَ أبدية, لِيَصبَحوا كائناتِ حيَّة روحية سماوية, لأنَّهُم سيُشاركون المسيح بحياتِهِ ألأبدية, ويكونُ هو فيهم, وهُم فيهِ إلى الابد, فيمدهُم ويوصِلَهُم نهر ماء الحياة روحيا بالحياة الابدية التي بالإقنوم الثاني أبديا. *** وبما أننا لغاية الآن تكلمنا عن الآب والإبن, إلا أَنَّ مِنْ أَجْلِ ألخلقِ ليَكْتَمِلْ, يجب أنْ نتكلم عن روحِ أللهِ ألقدوسِ, فأللهُ خلَقَ كُلَّ شيء بكمالِ ثالوثِهِ, فأللهُ الآبُ خَلَقَ كُلَّ شيء بكلمَتِهِ, أي إِنَّ ألآبُ نطَقَ بكلمَتِهِ فخُلِقَتْ كُلَّ ألمخلوقاتِ, إلا أَنَّ من أعطى ألحياة لمخلوقاتِ أللهِ أَلحيةِ, هو روح ألله القدوسِ, فبهِ إبتدأت ودَبَّتْ ألحياة في ألمخلوقاتِ ألحية ألتي خلقها الله, أي إنَّ ألآبُ خلقَ كُلَّ شيء بألإقنوم الثاني, اي بكلِمَتِهِ, وأعطى الحياةَ لمخلوقاتهِ ألحيةِ بروحهِ ألقدوس, كما في: التكوين(1-1): فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. (2) وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. (3) وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. فروح ألله ألقدوسِ ألذي كانَ يَرِفُ على وجهِ ألأرضِ هو من أعطى الحياةِ لِمَا خلقَ أللهُ من مخلوقاتِ حيَّةِ, وبهذا نستشهد في قانون الإيمانِ بالضَبط, حينَ نقول: " ونؤمِنُ بالروحِ ألقدسِ, ألربُ أَلمُحيي, ألمُنبَثِقِ مِنَ ألآبُ" *** والآن في نهاية الموضوع, نعود إلى ألآيات أدناه: سفر يشوع بن سيراخ (24-1): الحكمة تمدح نفسها، وتفتخر بين شعبها. (2) تفتح فاها في جماعة العلي، وتفتخر أمام جنوده، (3) وتُعَظْم في شعبها، وتُمَجَد في ملإ القديسين، (4) وتُحمَد في جمع المختارين، وتُبارك بين المباركين، فالحكمة تفتخر بين شَعبها ألمُختار مِنَ ألمُخلصين ألقديسين ألماثلين أمام عرش ألله ألسماوي, وايضا أمام جُندِ ألله من ألملائكة, فيُباركها ويُمجِدها ألملائكة والقديسون ويتناغَمُ صوت الملائكة ألمسيحة لله مع صَوتِ وهتافِ شعبِهِ ألمختار الواقف أمام عرشهِ " قدوسُ هو ألله", " قدوسُ هو ألله", " قدوسُ هو ألله", الله الصباوؤت الذي ملأ مجدهُ السماء والارض. وهنا تقول ألحكمة الكلمة الفَصْل والنهائية: أنا كساقية من النهر، وكقناة خرجت إلى الفردوس, قلت أسقي جنتي، وأروي روضتي؛ فإذا بساقيتي قد صارت نهرا، وبنهري قد صار بحرا. (47) فانظروا كيف لم يكن عنائي لي وحدي، بل أيضا لجميع الذين يلتمسون الحكمة. نعم فدماء وينابيع الخلاص الجارية من جنب ألمسيح ألايمن, التي تنبع من تحت العرش السماوي أصبحت نهر ماء الخلاص والحياة الابدية ألتي تسقي وتروي ألجنة, وتنتهي بخلاصِ شعباَ مختارا لا حصرَ لهُ (بحرا منَ ألمُخلصين) يقف أمام العرش, فمُعاناة الرب على الصليب لم تَكُنْ ليَتَمَجَد ألله وحدهُ, بل ليَتَمَجَد شعبهُ ألمختار (البحر) الواقف أمامهُ في أورشليم ألسماء ألذين إِلتمسوا ألحكمة وكلمة ألله, فأرشدهم إلى ينابيع ألخلاص, وإلى ألحياة ألابدية السرمدية, كما في: الرؤيا(7-9): بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ (10) وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ:«الْخَلاَصُ لإِلهِنَا الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْخَرُوفِ». (11) وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ كَانُوا وَاقِفِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَالشُّيُوخِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ، وَخَرُّوا أَمَامَ الْعَرْشِ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا للهِ (12) قَائِلِينَ:«آمِينَ! الْبَرَكَةُ وَالْمَجْدُ وَالْحِكْمَةُ وَالشُّكْرُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْقُوَّةُ لإِلهِنَا إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ!» |
07 - 07 - 2014, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لاهوت المسيح وما معنى بكر كُلِّ خليقة
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|