منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 06 - 2014, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 31 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

- لقد قال بلسان ليلُس أمام جسد هرقليس حينما كان يتلوَّى من الألم:
نحن لم نقترف ذنبًا، ولكنّنا نقر بأنّ قلوب الآلهة خالية من الرحمة،
فهم يلدون الأبناء، ويطلبون أن يُعبَدوا باسم الآباء،
ولكنّهم ينظرون إلى أبنائهم نظرة مليئة بالأحقاد.
صمت إليوس هنيهةً ثم قال: ومَنْ هو إله الرحمة إذًا؟
- هل تريد التعرُّف عليه؟
أومأ إليوس برأسه بالموافقة.
- إذًا يجب أن تتعرّف على المُربّي الحقيقي والمُعلِّم الأعظم.. الإله الكلمة.. يسوع المسيح..
- ومَنْ هو؟ قالها إليوس في اضطرابٍ واضحٍ، وأضاف: إنّي فقط أريد أنْ أفهم ما سرّ جاذبيّته وما سرّ تأثيره عليكم.
- دعني أقرأ لك جزءًا من عظته للجموع على الجبل لتتعرّف على تعاليمه ومن ثمّ تتعرّف عليه.
حرّك إليوس رأسه إلى أعلى وأسفل مُبديًا القبول..
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 32 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

فتح كليمندس الرقّ، وبدأ يقرأ:
سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ، وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.
سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.
سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
كانت الكلمات تحفر أخدودًا في قلب إليوس وإذ بالمياه تنفجر منه لتروي نفسه العطشَى. لم يكن يدر أنّه ظَمِئ قبل الآن؛ فطعم مياه الحياة بعثت في نفسه شعورًا بأنّه أحد قاطني القفار. كان يجاهد في إخفاء تأثُّره بالكلمات صادًّا كلّ تحرّكات النعمة ظاهريًّا، أمّا من الداخل فقد كان قلبه يذوب كما لقطعة جليدٍ أمام لهيب مشعلٍ متوهّجٍ. قاوم لئلا ينهزم في حوارٍ وهو ربيب الموسيون!!
وفجأةً، سُمِعَ وقع أقدام متسارعة، ثم طُرِقَ الباب بشّدّة، فقام كليمندس ليستطلِع الأمر. فتح الباب ووجد ديونيسوس الذي ابتدره وهو يلتقط أنفاسه المُتلاحقة ويقول: لقد قبضوا على ميلانيه وإيلارية وماريا وهن في الأجورا!!!
__________________
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:19 AM   رقم المشاركة : ( 33 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

الفصل السادس: المحنة

لم تكن سمعة النساء في روما أو المدن ذات السيادة الرومانيّة حسنة، فلقد كتب الشاعر جوفنال عن نساء روما قائلاً إنّهن أنانيّات، سليطات، مُخرِّفات، مسرفات، كثيرات الشجار، متعجرفات، مغرورات، مُحبّات للنزاع، زانيات، لا يكدن يتزوّجن حتّى يُطلّقن، ويستبدلن الكلاب المدلّلة بالأطفال. ولم تكن نساء الإسكندريّة سوى صورة من نساء روما ولكن في ثوبٍ شرقي مُتهلّلن. كان القانون الروماني لا يسمح بالزنى إلاّ أنّه أجاز تسجيل النساء كعاهرات في سجلاّت الدولة حتّى يتسنّى لهن ممارسة هذا النشاط الأثيم دونما مُساءَلة أو مُلاحقة قضائيّة. يمكنك أنْ تجدهن في أماكن ارتياد أشراف المدينة؛ عند مداخل المعابد، تحت الأروقة ذات العُمَد، في حلبات المصارعة، في دور التمثيل، في المتنزّهات والحدائق، في الحمّامات العّامّة، في الكثير من الأماكن. إلاّ أنّ أماكن الفقراء والمساكين لم تطأها أرجلهن.
وبالرغم من ثراء مدينة الإسكندريّة كأهم ميناء على البحر وكأكبر مركز علمي في العالم القديم إلاّ أنّ شوارعها الفسيحة كانت تغصّ بالمتسوّلين والمرضَى والمنكوبين ومن أثقلتهم الضرائب فراحوا يتلمّسون قوت يومهم. فالمدينة التي صارت موئلاً للعلوم والفنون والآداب.. ومَحَجّة الترف والمتعة.. وبلدة القصور المنيفة والحدائق الغنّاء.. كانت تعجّ أيضًا بالبؤس والشقاء. كان يتوافد عليها السُّكّان من مختلف أصقاع البلاد أملاً في لقمة العيش وتحسُّن الأحوال، فلا يجدون سوى الأرصفة لهم مسكنًا..
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:19 AM   رقم المشاركة : ( 34 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

كانت ميلانيه وإيلارية وماريا فتيات مسيحيّات من بيوتٍ تحيا في رَغَد العيش. إلاّ أنّهن بحثن عن الطريق الحقيقي المؤدّي إلى ملكوت الله. ذات يوم وهن جالسات في مدرسة الإيمان يتلقّن التعليم المسيحي، سمعن المُعلِّم يقول:
أحبّائي، ليس هناك سوى إله واحد لذا فإنّ الخليقة واحدة في عين الآب، بلا تمييز، اليوناني كاليهودي كالمصري كالروماني، العبد كالحرّ، الفقير كالغني، العالِم كالأميّ، الكلّ مدعو من الآب ومقبول من الآب، بل وأيضًا الرجل كالمرأة.
هل تعتقدون أنّ المرأة أدنى من الرجل كما يشيع المجتمع من حولنا؟ دعوني أقول لكم إنّ فضيلة الرجل هي بعينها فضيلة المرأة، لأنّ إله الاثنين واحد، سيّد الاثنين واحد، يحيون في كنيسة واحدة، يتلقّون حكمة واحدة، يحيون في اتّضاع واحد ويتناولون غذاء واحد، والزواج هو رابطة يخضعون لها على قدم المساواة. أنفاسهم.. بصائرهم.. أسماعهم.. معارفهم.. آمالهم.. طاعتهم.. كلّ شيء بينهم متشابه. لهم نفس الشركة ونفس النعمة ونفس التفكير.. كليهما شريك في الخلاص بقدرٍ متساوٍ.. لقد وحّد الخلاص، الجميع، في الآب.
ولكن مَنْ هي الفتاة المسيحيّة المُجمَّلة بنعمة الله؟؟
يقول أرسطوفان في ملهاتِه عن زينة النساء إنّها: شرائط الشعر ومناديل الرأس وكحل الأعين والثياب الضيّقة واللّفاح ذو الحواف الأرجوانيّة والقلائد.. أمّا مُعلِّمنا فيقول إنّ الزينة الحقيقيّة تكمن في الروح الوديع الهادئ ذو الثمن الغالي في أعين الله.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:20 AM   رقم المشاركة : ( 35 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

إنّ الجمال الحقيقي ليس في حُلي الذهب والفضة والأحجار الثمينة والأثواب البرّاقة، تلك التي تخفي الجمال البسيط الذي هو عطيّة الله. فالزينة الحقيقيّة هو الكلمة الذي من خلاله وحده يتّضح الذهب المُكلِّل للروح كما يتألّق جمال الروح في نور محضره غير الموصوف.
إنّ مَنْ يتبعن المسيح عليهن أنْ يتمسّكن بالبساطة التي تصل بهم إلى القداسة. فالقداسة لا يمكن أنْ تظهر حينما يتّسع الفارق بين البشر. البساطة تنزع من روح الإنسان العُجب والكبرياء والتعظُّم والتفاخر. هل تردن أنْ تتعلّمن ما هي الزينة الحقيقيّة؟ إنّها الفهم والحكمة لا بكحل الأعين وثقب الآذان. فزينة الآذان هي التعليم الصادق أما كحل الأعين هو الكلمة..
ليكن عطر المرأة الذي يفوح منها هو العطر الملكي الحقيقي الذي من المسيح، لا الناتج عن المساحيق المُعطّرة. لتكن رائحتها دومًا هي التي تنبع من طهرها ووداعتها، إذ تجد لذّتها في الأطايب المُقدّسة التي للروح. هذا هو الزيت العَطِر الذي يُهيّئه المسيح للتلاميذ، ذاك المصنوع والمُركَّب من مكونات زكيّة الرائحة.. سماويّة..
تخلَّت الفتيات عن زينة العالم وقرّرن أنْ يتزيّن بالفضيلة ويرتدين المحبّة لكلّ الخليقة، كثوبٍ برّاقٍ في أعين الجمع السماوي.
لم يكتفين بعدم التحلّي بالحُلي الذهبيّة المُرصّعة بالأحجار الكريمة، ولكنّهن وضعن في قلوبهن الاعتناء بالفقراء ورعاية الذين لاحقهم الدهر بالجوع والفاقة؛ فالفروق بين البشر تتلاشَى حينما تتلامس أيدي الأغنياء والفقراء وتشتبك بالحبّ. كُنّ يقضين وقتهن بين حضور مدرسة الإيمان والصلاة والخدمة في بيت المحبّة كما أسموه لإعلان حبّ الله لكلّ الخليقة.
نزلن إلى الأجورا ليبتعن احتياجات النزل الذي عملن فيه على رعاية الفقراء. وفي الصباح الباكر، في الطريق، لاقين رجلاً مُسنًّا أعرج يستعطي ولا يبالي به أحد، كانت ملابسه مُمزّقة بالية، ويبدو عليه أنّه كان غريبًا بلا مأوى. عرضن عليه المساعدة والإيواء والقليل من الطعام، وحينما سألهن بأعينٍ أغرورقت بالدموع لماذا يبدين له تلك الرقّة المتناهيّة؟ أجبنه إنّهن مسيحيّات وأنّ الربّ يسوع هو الذي أوصاهن برعاية الفقراء والمحتاجين.
كان مارًّا بجانبهن عبدُ كاهن سيرابيس الأعظم وقد ألقَى بآذانِه وسطهم ليلتقط كلمات الحديث، ومن ثمّ نقلها إلى الكاهن الذي يستعلم منه عن أحوال المدينة كلّ يوم.
أخبر العبد سيّده بما دار في الأجورا بين الفقير الأعرج والفتيات المسيحيّات، ممّا أغضب الكاهن الذي أرسل إلى الوالي يُحذّره من حدوث فوضَى في المدينة إنْ لم يتدخّل لمنع الفتيات من اجتذاب الفقراء إلى دين المصلوب.
خاف الوالي من كلمات كاهن سيرابيس ذو السطوة والحظوة عند أشراف المدينة، فأرسل الجنود إلى النزل الذي يُقِمن فيه. اقتادوهن إلى دار الوالي بامتهانٍ وسخريةٍ شديدين.
دخل بهم الجند إلى دار الولاية. أوقفوهن أمام الوالي الذي نزل دركات كرسيه المُذهَّب ودنا منهم، مختالاً، وبادرهم قائلاً: ما لكم وفقراء المدينة، هل تجتذبونهم إلى دينكم المقيت بفتات الطعام؟
أجابت ميلانيه وهي أكبرهن سِنًّا، وقالت: إنّنا نساعد الجميع دون أنْ ندفع أحدًا لاعتناق إيماننا.
- ولكنّكن تُقدّمن الطعام للجوعَى، لكي ما يَقْبلن ما تملوه عليهم فيما بعد.
- إنّنا نُقدّم الطعام لأنّ وصيّة إلهنا تدفعنا إلى هذا.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:20 AM   رقم المشاركة : ( 36 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

- وبماذا أوصاكم المصلوب؟
- كلّ مَنْ سألك فأعطه، ومَنْ أراد أنْ يقترض منك فلا تردّه..
ضحك الوالي وهو ينظر إلى ضُبّاط مجلسِه، ويقول: إنّ المصلوب يوزِّع الطعام مجّانًا على الجميع إنّه يريد أنْ يصبح صاحب العطايا عوضًا عن الإمبراطور!!
- إنّ وصيّة إلهنا تدفعنا لأنْ نُحبّ الجميع دونما تمييز، وإنْ كانوا أعداءنا.
- وهل تُحبّين الإمبراطور إذًا؟
- بالطبع، أحبّه وأصلّي من أجل خلاصه ليل نهار..
قال بسخريةٍ: لهذا تأتي المِحَن والبلايا على الإمبراطوريّة..
- إنّ المِحَن والبلايا تأتي بسبب رفض الإله الوحيد وكذلك بسبب شرور روما ومواطنيها في كلّ مكان.
- أتجرؤين على إهانة المواطنين الرومان أسياد العالم.
أجابت بصوت لم يخلو من قوّةٍ وبأسٍ:
يوجد سيّد أوحد للعالم هو الربّ يسوع.
قام من على كرسيه وتوجّه نحوها ولَطَمَها بقسوةٍ وهو يقول: أنا السيّد ههنا وليس آخر..
مسحت بظهر يدها اليمنَى الدم المُنسلّ من فمها وهي تقول:
- لقد قال السيّد الربّ: يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَبَعْدَ ذَلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ.. خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هَذَا خَافُوا!.
أنت تسود على ترابٍ سينتهي بنهاية أيامك على الأرض، بينما سيّدي يسود على الكون والخليقة إلى أبد الدهور..
احتدّ الوالي قائلاً: حسنًا سأريكن جُهنّم الحقيقيّة.. أشار لجنودِه وهو ينفث غضبًا ويقول: القوا بهن في السجن وليُمنَع عنهن الطعام حتّى يُدرِكوا مَنْ هو السيّد الحقيقي.
__________________
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:20 AM   رقم المشاركة : ( 37 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

الفصل السابع: الكنيسة


تدثّر كليمندس بالعباءة والملفحة، والتفت إلى إليوس معتذرًا أنّ عليه الذهاب الآن ليجتمع مع الإخوة. طلب منه إليوس مرافقته، فوافق على ذلك.
لم تكن تلك هي المرّة الأولى التي يُلقَى فيها القبض على مسيحيين بسبب شكايات الوثنيين، فلقد اعتاد مسيحيّو الإسكندريّة على هذا الأمر.
وَضْعُ المسيحيين في المدينة لم يكن بالجيّد، فلقد كان يُنظَر للمسيحيّة على أنّها في صدام مع الإمبراطوريّة ولعل ذلك بسبب رفض المسيحيين التهادن مع الإمبراطوريّة في عبادة الإمبراطور وتقديم البخور له، الأمر الذي كان بمثابة رفض للسيادة الإمبراطوريّة على رعايا البلاد.
في الطريق قال إليوس لكليمندس إنّ هذا ليس طريق الوالي، فأجابه بل هو الطريق إلى الوالي.. ولكن الوالي الحقيقي؛ مَنْ بيده أمور الحياة كلّها.
كانت وِجْهَة كليمندس، الكنيسة، وحالما وصل إلى هناك، كان العشرات من الإخوة مجتمعين. دخلوا إلى صحن الكنيسة واصطفّوا في هدوءٍ في مواجهة المذبح، نحو الشرق، وساد صمتٌ.
لم يكن إليوس يفهم ما الذي يجري. فمَنْ الذي جمع هؤلاء؟ ولماذا يجتمعون ههنا الآن؟ ولماذا لا يذهبون إلى دار الولاية ليُقدِّموا شكواهم إلى الوالي؟ أسئلةٌ خرجت من عُشِّ عقله فلم تجد لها إجابة فعادت إلى الداخل من جديد.
وقف الكاهن مقابلهم وقد علا رأسه وشِاحًا بُنيًّا، وهو يقول:
لقد قال الربّ: إنّ العالم سيضطهدكم لأنّه قد اضطهدني أولًا.. سيقوم أمامكم ملوكٌ وولاةٌ لإرهابكم لترك اسمي.. سيقتادونكم إلى السجون وستلقون الإهانة والذُلّ والهوان من أجل محبّتي.. سيعذّبونكم ويضربونكم بقسوةٍ بلا شفقةٍ، حتّى النساء والشيوخ والأطفال، من أجلي.. سيقدّمونكم للمُحاكمات المُلفّقة وسيقتلونكم من أجلي..
نعم يا أخوتي لقد سبق الربّ فأنبأنا بضيقاتِ العالم الحاضر، ولكن كما قال القديس بولس العظيم: إنّ خفّة ضيقتنا الأرضيّة تُنشِئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجدٍ أبديٍّ.. إنّه المجد الأبدي الذي ننتظره ونشتاق إليه ونترك كلّ شيءٍ.. كلّ شيءٍ.. سعيًا إليه.
مائدةُ الحَمَل مُعدّة لمَنْ يصبرون إلى المُنتهَى.. هناك الخلاص الأبدي والفرح الذي لا يُنطق به ومجيد..
لقد امتحن الربُّ إيماننا اليوم في أخواتنا ميلانيه وإيلارية وماريا، اللواتي كرّسن حياتهن لعون الفقراء والمساكين والمرضَى والمُتألّمين دون أجرٍ، ولكن طُهر الفتيات لم يحتمله سلطان الظلمة، فأوغروا صدر الوالي من جهتهن، وهن الآن في السجنِ.. في القيود.. من أجل الربّ.
إنّ الحبَّ يُختبر في تلك اللّحظات؛ مَنْ كان يُحبّ من كلّ القلب، يجتاز محنة الإيمان، ومَنْ كانت محبّته ناقصة دعونا نُصلّي من أجله ليتشدّد إيمانه..
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:21 AM   رقم المشاركة : ( 38 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

إنّنا نجتمع الآن لأنّ ألمَ أي عضو في جسد المسيح يطولنا جميًعا. إنْ ضُربت ميلانيه تأوّهنا نحن، وإنْ توجّعت إيلارية بكينا نحن، وإنْ جُرِحَت ماريا طُعنّا نحن..
لن نلتجِئ إلى والٍ ولا إلى أحد الأشراف ليُطلق سراح فتيات المسيح.. سنلتجِئ للقادرِ على كلّ شيءٍ.. مَنْ بيده الأرض ومَنْ عليها.. مَنْ يقيس الجبال بكفّه.. مَنْ يمتلك سلطان الحياة والموت. إنْ كانت إرادته الألم سنجثو شاكرين طالبين المعونة، وإنْ كانت إرادته النجاة سنجثو شاكرين أيضًا فرحين في الرجاء..
كانت كلماتُ الكاهن تخرج وتستدرّ معها دمعات على وجنات بعض الفتيات والسيّدات المسيحيّات.. بدا الكلُّ صامتًا.. شعرت بالألمِ يلفّني وكأنّ الفتيات هم أبولّلونيا أختي. كان الغضب يعتصرني وهممت أكثر من مرّةٍ أنْ أصرخَ فيهم بضرورة الثورة على الوالي والتظاهر أمام داره ولكنّني كنت أنظر إلى الوجوه فأراها تحمل سِرًّا.. كنت ألمح فيها مرارة الألمِ وفي المقابل طمأنينة الرجاء.. دموع الأسَى خارجة من مُقلة الانتصار.. قهر الظلم وغلبة الإيمان..
وبدأت الصلاة..
رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:21 AM   رقم المشاركة : ( 39 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

الموتُ للمسيحيّات.. الموتُ لأتباع المصلوب..
تلك كانت صيحات الذين تجمهروا حول دار الولاية، وعيونهم تقذف حممًا من الغضب وكأنّهم جوارحٌ تلتمس فريستها لتنهشها نهشًا. كانت المدينة تمور من الهياج وكأنّها تحوّلت إلى ساحةِ وغيٍ أُشهرت فيها سيوف الكلم لدفع سيف الوالي لإراقة الدماء.
لم يكن تجمهر مئات الوثنيّين شيئًا عفويًّا في الإسكندريّة، إذ كان كهنة سيرابيس ومسؤولي الجمنزيوم والعديد من قادة الموسيون ضالعين في الأمر. كانت المسيحيّة تُشكِّل تحديًّا مباشرًا لهم -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- فالكهنة كانوا ممّن يرون أنْ المسيحيّة تُقوِّض دعائم الإيمان الوثني باختزال الآلهة إلى إله، وبرفضِ قبول آلهة مصر وروما والإغريق. وكان مسؤولي الجمنزيوم يتمّنون اختفاء المسيحيّين الذين يُناهضون إقامة الألعاب القتاليّة الدمويّة في ساحات ومسارح المدينة، إذ قد أطلق المسيحيّون عليها: موضع الوباء ومجلس الطاعون.
الموتُ للمسيحيّات.. الموتُ لأتباع المصلوب..
كان الوالي يسمع تلك الهتافات المزمجرة، ويُدرك تمام الإدراك أنّ أصابع المعبد والموسيون والجمنزيوم خلفها. جَمَعَ الوالي مستشاريه وجلسوا يتباحثون:
قال الوالي: إنّ المدينة ثائرة على المسيحيّات، وعلينا أنْ نتّخذ قرارًا بهذا الشأن.
أجابه أحد شيوخ المجلس: لا تنس أنّ عليك كسب ود كهنة سيرابيس، فهم يملكون الكلمة العُليا عند الشعب والموسيون.
ضرب الوالي بيده على مسند عرشه وهو يقوم قائلاً: أعلم ذلك.. ولكن إلى متى سيحكُم الكهنة المدينة؟
قال أحد الضبّاط المنوط بهم حماية المعبد: إنّ سيرابيس لا يهدأ إلاّ بإراقة دماء المخالفين، وكذا أتباعه.. أنت تعلم هذا..
قال آخر: ولكن الفتيات لم يفعلن شيئًا هذه المرّة، وإنْ مددنا أيدينا لمعاقبتهن سيبدو وكأنّنا نُنفِّذ مُخطّط كاهن المعبد، ولا نعلم ردّة فعل المسيحيّين..
أجاب الوالي: لا تقلق منهم فهم لا يفعلون شيئًا.
فبادره بالسؤال: ولكن إلى متى؟؟
ردّ الوالي: ليس هذا ما يقلقني..
قام أحد مستشاريه مُتّجهًا نحوه قائلاً: ما الذي يدور برأسك؟
أجاب الوالي: إنّ وفدًا من عند الإمبراطور سيأتي في غضون أيام، ولا أريده أنْ يرى المدينة هائجة.
طمأنه ضابط المعبد قائلاً: إنّ لك العديد من الأصدقاء في روما، وهم قادرون على تجميل الوضع أمام الإمبراطور إنْ لزم الأمر.
رفع الوالي يدهُ اليمنى نافيًا بها كلام الضابط وهو يقول: لا، ليس تلك المرّة، فالإمبراطور ليس مُهيّأً لسماع قلاقل في الإسكندريّة.
سأله أحد الشيوخ الجالسين وقد مال بجسدِه نحوه: وما الذي تنوي فعله؟
قال الوالي: لا أدري..
قال آخر: يجب أنْ نُقدِّم كبشَ فداءٍ عن المدينة..
أتقصد المسيحيّات.. سأله الوالي وهو ينظر إلى عينيه..
- نعم..
نظر الوالي من شرفة القصر إلى الساحة المائجة بالاضطراب، وزمزم بشفتيه قائلاً:
سأحاول البحث عن مخرجٍ آخر..
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 06 - 2014, 11:21 AM   رقم المشاركة : ( 40 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

الفصل الثامن: في السجن


كان السجنُ الذي احتضن ميلانيه وإيلارية وماريا عبارة عن غرفة واحدة مُظلمة رطبة رائحتها نفّاذة وكأنّها قبرٌ تسكنه الأجساد العفنة.. يوجد به طاقة واحدة أعلى الغرفة تجلب نسمة هواء لئلا تختنق الفتيات.
لم تكن الفتيات المسيحيّات وحدهن في المكان، إذ جمع المكان اثنتي عشرة فتاة وامرأة في تلك الغرفة الضيّقة، أغلبهن عبداتَ لسادةٍ أردن تأديبهن لعدم الطاعة أو لخطأ لا يغتفر أو لعدم الموافقة على مُمارسة الخطيئة كمحظيّات.. كان يرتسم على وجوههن الأسَى وكأنّه صار لهن قناعًا..
إلاّ أنّه كانت هناك فتاةٌ تجلس وحيدةً في الركن الغربي من السجن وكأنّها أرادت أنْ تنزوي حتّى عن رفقة الأسَى، كانت أحزان الفتاة تنسدل دموعًا على وجنتيها وتتصاعد تنهّدات وزفرات من أعماقٍ مختنقةٍ بأظافر منايا الدهر المريرة.
لم تنس الفتيات المسيحيّات عملهن الأساسي في محاولة رفع صخور الألم والهمّ عن الصدور..
ذهبت إليها ماريا وهي الصغرى، وقالت لها بوجه باسمٍ، مشرق الأسارير، ملائكي الملامح، وكأنّ الملائكة نفثن فيه لمحة من طهر النور:
- ما لكِ تبكين وتنزوين وحيدة هكذا؟
- لا شيء..
- لا تقلقي فأنا أريد مساعدتك.
نظرت إليها الفتاة وقالت: أنا لا أحتاج مساعدة من أحد.
- ولكننا نحتاج لعون بعضنا البعض حينما يحاصرنا اليأس.
أجابتها وكأنّها تقذف بالخواطر والأفكار خارجًا عن خرائب النفس المتوجّعة: أنا أشكي همومي لأدوناي، وهو الذي يرفع عني الظلم كما نجّا أستير وشعبنا قديمًا.
- هل أنت يهوديّة؟
- نعم، أجابت بقلقٍ
- وما اسمك؟
- سارة..
- آه.. سارة تعني أميرة..
- وأنت؟
- ماريا.. إنّ أدوناي إله حاني يسمع دعوات الصارخين إليه ليل نهار ولا يصمّ أذنه عن صراخ البائس والمسكين.
انفرجت أسارير الفتاة قليلاً وهي تقول بصوتٍ مشوبٍ بأملٍ ذابلٍ: هل أنت يهوديّة أيضًا؟
أجابتها ماريا: إنّ أجدادي كانوا يهودًا ولكنّهم آمنوا بالمسيّا حينما جاء.
- مَنْ تقصدين؟
- الربّ يسوع
تقهقرت سارة بجذعها إلى الخلف وحوّلت وجهها وهي تقول: أنا لا أتحدّث مع المسيحيّات.
- ولم لا؟
- لأنّكم انحرفتم عن ديانة آبائنا وتركتم عبادة أدوناي القدّوس لعبادة إنسان.
مالت نحوها ماريا وهي تقول بصوتٍ ناعم: ليس هذا صحيحًا، فلقد قال الربّ: لم آت لأنقض بل لأُكمّل.. كما أنّ المسيّا ليس إنسانًا ولكنّه الله المُتجسّد من أجل محبّته..
وهل تحفظين السبت؟ سألتها سارة مستنكرة كلامها.
أجابتها ماريا: إنّنا نحفظ الأحد لأنّ فيه قيامة الربّ من بين الأموات، ونحتفل بالقيامة معًا في الكنيسة.
- ألم أقل لك إنكم انحرفتم عن إيمان الأجداد، فلقد أمر الربّ بحفظ السبت كفريضةٍ أبديّةٍ، وأنتم رفضتم كلام الربّ..
ابتسمت ماريا كما لو كانت أمام طفلٍ قد تشبّث برأيه وهي تقول: هل تعلمين أنّ كلمة سبت تعني راحة بالعبريّة؟
- بالطبع.
- إذًا فإنّ الوصيّة هي أنْ نحفظ يومًا للراحة نُكرّسه للربّ، نرتاح فيه من أعمالنا الخاصة لنتفرّغ للصلاة وعمل الخير.
- إنكم تُحوِّلون الوصيّة.
- بل نفهمها حسبما أراد الربّ.
- أنا لا أريد الدخول في جدالٍ معك، فقط اتركيني وحدي.
- وأنا لم آت لأخوض معك في جدلٍ، فقط جئت لأطمئن عليك ولأرى إنْ كنت في حاجة للحديث مع أحدٍ..
- شكرًا.. ولكنّي لا أتحدّث مع مسيحيّات..
ابتسمت ماريا وهي تقول، بينما ترفع عينيها صوب الطاقة أعلى الغرفة: الربّ يملأ قلبك بالسلام والراحة والفرح..
رجعت ماريا إلى ركنها بجوار ميلانيه وإيلارية وبدأن في التسبيح بصوتهن العذب السماوي فتردّد صداه في أروقة السجن ..
الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ،
الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا
وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ.
الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ،
لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ.
الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ.
لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ،
لَكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا قليلي الإيمان الراهب سارافيم البرموسي
سماؤنا الراهب سارافيم البرموسي
وجهٌ من نور الراهب سارافيم البرموسي
مقالات أبونا الراهب سارافيم البرموسي
ميلاديات أبونا الراهب سارافيم البرموسي


الساعة الآن 04:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024