رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العلاقات الرسمية بين الكنيستين بعد دخول العرب مصر، واجه كل من الأقباط والأرمن مشاكل كبيرة، منها هدم الكنائس الكثيرة والسبب الوحيد لذلك هو المزاج المتقلب للحكام، وبالتالي كان الأقباط في كثير من الأحيان يستلمون كنائس الأرمن[20]. غير أن وحدة الإيمان التي توحد الكنيستين كانت تجمع بينهم بين الحين والآخر، نذكر هنا هذه الأمثلة حسب ما توافر لنا من معلومات: 1- في عهد البابا كيرلس الثاني البطريرك الـ67 (1078- 1093م):وهى فترة ازدياد النفوذ الأرمني، زار مصر اثنان من بطاركة الأرمن هما:
أما على المستوى الكنسي الرسمي فقد تنازل الأقباط للأرمن عن جملة كنائس منها واحدة بدير الخندق (دير الأنبا رويس بالعباسية حاليًا) لعسكر الأرمن الذين اقتطعوا خط الحسينية، وكنيسة القديس يوحنا المعمدان بأعلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة[25]، والجانب البحري لكنيسة الشهيد مارمينا بفم الخليج[26]. 2- في عهد البابا ميخائيل الرابع البطريرك الـ68 (1093- 1102م): كتب هذا البابا إقرارًا بالإيمان المستقيم موجهًا للكاثوليكوس الأرمني كريكور بهرام (1060- 1105م)، وترجم هذا الكاثوليكوس صيغة الاعتراف للّغة الأرمنية، ثم كتب الرد على البابا ميخائيل. هذا حسب ما جاء في المخطوطة رقم 22 كرشوني المحفوظة بدير مارمرقس بالقدس التابع للسريان الأرثوذكس (الورقة 109ظ- 116ج اعتراف البابا ميخائيل والورقة 116ج- 117ج رد الكاثوليكوس عليه) [27]. 3- في عهد البابا غبريال الثاني بن تُريك الـ70 (1131- 1145م): في عهد هذا البابا تقدم أسقف أطفيح الأرمني للبطريركية بالنيابة عن طائفته بمصر، والتمس حضور البابا غبريال ليرسمه، فلم يحضر البابا قداس الرسامة إلا بعد أن قدس هو في كنيسته حتى لا يلتزم بوضع اليد على البطريرك الجديد، بينما كلف مجموعة من الأساقفة برسامته[28]. 4- في عهد البابا يوأنس الثالث عشر الـ94 (1483- 1524م): حدث في عهده أن زار مطران أرمني يدعى مكروني، وكان رئيسًا لدير القديس يعقوب بالقدس ومعه جماعة من الأرمن، بينهم شخص يدعى قسطنطين. وبعد الاحتفال بعيد رئيس الملائكة ميخائيل بكنيسته برأس الخليج جلس البطريرك القبطي الأنبا يوأنس الثالث عشر مع المطران الأرمني يتحادثان في سير القديسين فساقهما الحديث إلى سيرة الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس الشهير باسم أبي سيفين ووجود جسده الطاهر في قيسارية الكبادوك. فطلب البابا من المطران الأرمني أن يبذل أقصى ما في وسعه ليحصل له على جزء من رفات الشهيد لوضعها في كنيسته بمصر العتيقة، ليكون بركة للشعب الأرثوذكسي. فسافر قسطنطين السابق الذكر إلى ضيعة قيسارية الكبادوك وقابل الكهنة هناك وبعد جهد كبير أخذ جزءًا من الرفات المقدسة ودبر الرب أن يصل بها لمصر في يوم 9 بؤونة سنة 1204ش (الموافق الثلاثاء 12/6/1488م)، وكان يحمله أربعة أشخاص من الأرمن هم: قسطنطين المذكور والمقدم عزاز، والقس المكرم يعقوب الأرمني، والأخ سمعان ومن يومها صار هذا اليوم عيدًا للشهيد تعيد له فيه الكنيسة القبطية كل عام[29]. 5- في عهد البابا مرقس السادس الـ101 (1646-1656م): في عهد هذا البابا طلب الأرمن القاطنين بمصر استعارة قاعة الصلاة الملحقة بكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة من البابا المذكور، وذلك ليستخدموها ككنيسة يُصلوا بها مؤقتًا، وذلك حتى يكتمل بناء كنيستهم (التي كانت) بشارع بين السورين. فلبى البابا طلبهم وأعطاهم القاعة المذكورة[30]. 6- في عهد البابا يوأنس السادس عشر الـ103 (1676-1718م): في عهد هذا البابا أرسل الأرمن بالقدس خطابًا يدّعون فيه أن كنيسة (هيكل) الأقباط بداخل كنيسة القيامة من أملاكهم، وكنيسة حارة زويلة الفوقانية (أي القاعة السابقة الذكر) هي للقبط، وأضافوا أن الأرمن قد أعطوها للأقباط عوضًا عنها. فحصلت بينهم في ذلك الزمان منازعة واحتكموا لتاريخ البطاركة فوُجد أن كلام الأرمن غير صحيح، حيث ذُكر في تاريخ البابا كيرلس الثاني البطريرك الـ67 (1078- 1093م) أن الغز (السلاجقة) لما ملكوا الشام والقدس[31] قد استبروا (أي فحصوا) النور المقدس الصادر من القبر المحيي، ولما تأكدوا من صحته راعوا المسيحيين المقيمين فيها، واستخدموا إلى المتولي عمالة البلد من النصارى الذين كانوا يتوجهون إلى دمشق الشام بالجزية السلطانية، وأنهم بعد ما يرجعون من خدمتهم يرتاحون في القدس، فبنى لهم لسلطان ديرًا يسمى الآن "دير السلطان" إلى زمن رجل من عظماء الأقباط محب للمسيح، وفي نفس الوقت كان خادم المتولي، يُدعى: "المعلم منصور التلباني"، وزوجته مثله محبه لله، واسمها كان "مُعينه"، وهي كانت تعاون كل من يحضر لمدينة القدس من الأقباط وغيرهم. فأجتهد في تجديد كنيسة الأقباط بالقدس، وكاتب البابا كيرلس الثاني (المذكور) يسأله إرسال من يكرزها، فأرسل أحد الأساقفة لهذا الغرض في برمهات سنة 808 ش (1092م). كما وجدوا أن في زمان البابا بنيامين الـ82 (1327-1339م)، كان الشيخ الأسعد قد ذكر جميع الطوائف بالقدس وأخبارهم، وأنه هو بعد هذه المدة بحوالي المائتي سنة، هو الذي بدأ في عمارة هذه البيعة ثانيًا، حي نصب لها تنصيبًا، وجملونًا وأخشابًا وتزييتًا وقناديل، ورتب داخلها معمودية وقلمية، وهي حقيرة صغيرة شريفة كريمة المقدار فوق رأس ما كان المسيح مضجعًا، حكم مائدة القدس فوق ذلك اللوح الرخام غطاء القبر. وكان الشيخ الأسعد يحبه سلطان ذلك الزمان ولا يمضي مكتوب إلى الملك بالخزانة إلا بخطه. فمن أجل هذا وجد دالة عند الملك، وصرح له ببناءها مرة أخرى[32]. 7- في عهد البابا يوأنس السابع عشر الـ105 (1727-1745م): في عهد هذا البابا أرسل الأرمن رسالة في سنة 1445 ش (1729م). _____ [20] أبو المكارم، تاريخ الكنائس والأديرة في القرن الثاني عشر الميلادي،طبعة الراهب صموئيل السرياني والأستاذ نبيه كامل داود، ج2، القاهرة 1984م، ص6- 10؛ وراجع أيضًا: Solomon A. Nigosian , op. cit. [21] هوايت، مرجع سابق الذكر، ص 87. [22] المرجع السابق، ص 82. [23] المرجع السابق، ص 94؛ أنطون خاطر، سير البيعة المعروف باسم تاريخ البطاركة للأنبا ساويروس أسقف الأشمونين، ج 2، ص 219. [24] المرجع السابق. [25] تنازل الأقباط عن هذه الكنيسة لإخوانهم الأرمن عقب أحداث سنة 564 هـ (=1169م) في عهد البابا مرقس الثالث الـ73، راجع: أبو المكارم، تاريخ الكنائس، مرجع سابق، ج2، ص2. [26] تم التنازل عن هذا الجزء في زمن لم يتوصل لتحديده، وظل في حيازة الأرمن حتى أسترده منهم الأقباط سنة 1926م بطريق الاستبدال، راجع: سميكة، مرقس باشا، دليل المتحف القبطي وأهم الكنائس والأديرة الأثرية، ج2 المطبعة الأميرية بالقاهرة 1932م، ص 28. [27] جراف، جورج (الأب)، تاريخ الأدب العربي المسيحي، الجزء الخاص بالأقباط، الترجمة العربية للأب د. كامل وليم (ترجمة غير منشورة)، ف 106، ص 60. [28] كامل صالح نخلة، القديس البابا غبريال الشهير بابن تريك، مكتبة المحبة بالقاهرة، ط1، 1663ش- 1947م، ص36. غير أن المرحوم المؤرخ الكبير كامل صالح نخلة ذكر في نفس المرجع رأيًا آخر يشير إلى أن البابا غبريال قد قام برسامة هذا البطريرك الأرمني، وهذا الرأي ينسبه للقمص منسي يوحنا في كتابه" تاريخ الكنيسة"، ص 534. [29] مخطوط 648 مسلسل/ 48 تاريخ بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، سير وميامر، السيرة الثامنة، الورقة 185ظ- 192ج. [30] كامل صالح نخلة، سلسلة تاريخ بابوات الكرسي الإسكندري، ج 4، ص 109، ومما هو جدير بالذكر أن كنيستهم بالحارة المذكورة والتي كانت على اسم القديس سركيس، بقيت حتى خمسينيات القرن العشرين، وهُدمت وقت أن قررت الدولة توسيع شارع بور سعيد، بعد أن كانت الكنيسة مغلقة ومهملة منهم سنوات طويلة. علمًا بأن مكان هذه الكنيسة الآن، محطة البنزين المطلة على شارع بورسعيد قبل حارة زويلة مباشرةً. [31] أستولى السلطان السجلوقي تاج الدولة أبو سعيد تتش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق (458-488 هـ) على دمشق سنة 471 هـ، ثم حلب سنة 478 هـ، وأسس بذلك مملكة سجلوقية ببلاد الشام. [32] جرجس فيلوثاؤس عوض، أملاك القبط في القدس الشريف، الجزء الأول دير السلطان ملك القبط لا الحبش بموجب الوثائق الرسمية والحجج الشرعية، المطبعة المصرية الأهلية بالقاهرة، 1640ش- 1924م، ص 73-76. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|