منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 06 - 2014, 12:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,670

النبوات في سفر طوبيا

مقدمة:

النبوة هي مِنْ أهم مميزات شعب الله بالنسبة للشعوب التي حولهم. وكانت واضحة أشد الوضوح ولا تحتاج إلى أي تأويل أو تفسير، أو أنها تحتمل أكثر من تفسير مثلما كان يحدث عند استشارة الأمم لآلهتهم الوثنية. فمثلًا قام قارون ملك ليديا باستشارة آلهته في أمر الحرب مع كورش الفارسي، فكان ردهم له أنه في الحرب ستهلك مملكة عظيمة دون أي تحديد. وكانت النتيجة دمار مملكة ليديا وانتصار كورش الفارسي في الحرب.
فالنبوة هي الأخبار عن الغيب والمستقبل بالهام من الله، وهي الأخبار عن الله وما يتعلق به تعالى.
فطوبيا من أحد الشخصيات الذين أعلن لهم عن مستقبل أورشليم بكل وضوح. وليس أورشليم فقط بل نينوى أيضًا. ونجد طوبيا يُقَسَّم نبوته إلى نبوات عن خراب أورشليم ونينوى ثم إعادة بناء أورشليم والهيكل ونجد في هذا التقسيم من الادلة الداخلية التي تؤكد كتابه السفر مبكرًا جدًا أي قبل السبي البابلي لأورشليم. وهذا عادةً ما نجده في كتابات الأنبياء الذين كانوا قبل السبي. أما الأنبياء الذين كتبوا بعد السبي كان عادةً محور كتاباتهم هو التشجيع لإتمام بناء الهيكل مثل حجى وزكريا وعزرا ونحميا.
ونجد نبوة طوبيا تُكَوِّن جزءًا من الإصحاح الثالث عشر والرابع عشر. وبالتحديد (13: 11-23، 14: 6-9، 12،13) حسب النسخة التي نعتمد عليها في دراستنا.
النبوات في سفر طوبيا
النبوة الأولى (طو 1:13، 7:14)

أورشليم المسبية

"يا أورشليم مدينة الله إن الرب أدبك بأعمال يديك (طو 1:13)".
"كل أرضها المقفرة.. وبيت الله الذي احرق.. (طو 7:14)".
نلاحظ هنا أن طوبيا يتكلم بصيغة الفعل الماضي. وهذا عادةً ما كان يتبعه الأنبياء لتأكيد حدث لا مفر منه ولا بد أنه سيتم. ومن هؤلاء الأنبياء نجد داود النبي يقول "قد ثقبوا يديَّ ورجليَّ أحصى كل عظامي (مز 22: 17،16)". ومن المؤكد منه أن داود لم تثقب يديه أو رجليه، وإنما هذه كانت نبوة عن السيد المسيح الذي سيعلق على عود الصليب من أجلنا عن طريق تثبيته بالمسامير في خشبة الصليب، وهذا ما تم فعلًا في المسيح بعد داود بما يقرب من ألف عام.
وأيضًا "لتفرح السموات ولتبتهج الأرض ليعج البحر وملؤه ليجذل الحقل وكل ما فيه لتترنم كل أشجار الوعر أمام الرب لأنه جاء. جاء ليدين الأرض، يَدينُ المسكونة بالعدل والشعوب بأمانته (مز 96: 11-13)". ومن المعروف أن الله لم يأتِ بعد ليدين الأرض. وانما أتى في الجسد ليفتدي الإنسان وإنما تكرار كلمة جاء في الفعل الماضي فهي للتأكيد أنه سوف يأتي في يوم ما ليدين الأرض.
ونجد إشعياء يقول عن كورش الفارسي - الذي أتى بعده بأكثر من قرنين من الزمان - بلسان الله: "هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أممًا وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق... نطقتك وأنت لم تعرفني (إش 45: 5،1). وهذا ما حدث فعلًا عندما انتصر على البابليين.
وأيضًا زكريا النبي يتنبأ عن المسيح قائلًا: "فقلت لهم إن حَسُنَ في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا. فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب ألقها إلى الفخارى الثمن الكريم الذي ثمَّنوني به، فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلى الفخاري في بيت الرب (زك 11: 13،12). ولم يحدث ذلك مع زكريا النبي بل مع السيد المسيح الذي أتى بعده بما يقرب من خمسة قرون (قارن مت 26: 15، 27: 3-10).
فهذا الفن الرؤوى معروف لدى الأنبياء ولشعب اليهود أيضًا.
ويشرح الأنبياء الذين كانوا قبل السبي أسباب سبى كل من مملكة الشمال (إسرائيل) ومملكة الجنوب (يهوذا) في عبارات بليغة وقوية منادين لهم بالتوبة، ولكن للأسف لم تكن لهم الآذان التي تسمع فيتوبوا ويرجعوا لتمحى خطاياهم، وبالتالي أسلمهم الله للسبى لكي يؤدبوا عن أعمالهم ويقودهم بطريقته الخاصة للتوبة.


النبوات في سفر طوبيا
فنجد إرميا النبي يصف حالة أورشليم قبل السبي قائلًا: "آثامكم عكست هذه وخطاياكم منعت الخير عنكم. لأنه وجد في شعبي أشرار يرصدون كَمُنْحَنٍ من القانصين ينصبون أشراكًا يمسكون الناس. مثل قفص ملآن طيورًا هكذا بيوتهم ملآنة مكرًا. من أجل ذلك عظموا واستغنوا. سمنوا لمعوا، أيضًا تجاوزوا في أمور الشر. لم يقضوا في الدعوى دعوى اليتيم، وقد نجحوا، وبحق المساكين لم يقضوا. أ فلأجل هذه لا أعاقب يقول الرب أو لا تنتقم نفسي من أمة كهذه صار في الأرض دهش وقشعريرة، الأنبياء يتنبأون بالكذب والكهنة تحكم على أيديهم وشعبي هكذا أحب (إر 5: 25-30)". ولم يكتفِ بذلك بل قال أيضًا: "لأنهم من صغيرهم إلى كبيرهم كل واحد مولع بالربح ومن النبي إلى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب... اسمعي أيتها الأرض هأنذا جالب شرًا على هذا الشعب ثمر أفكارهم لأنهم لم يصغوا لكلامي وشريعتي رفضوها (إر 6: 19،13)".
وها هو حزقيال النبي يصف حال أورشليم فيقول: "هوذا رؤساء إسرائيل كل واحد حسب استطاعته كانوا فيك لأجل سفك الدم. فيك أهانوا أبًا وأمًا، في وسطك عاملوا الغريب بالظلم، فيك اضطهدوا اليتيم والأرملة. ازدريت أقداسي ونجست سبوتي. كان فيك أناس وشاة لسفك الدم وفيك أكلوا على الجبال. في وسطك عملوا رذيلة. فيك كشف الإنسان عورة أبيه. فيك أذلوا المتنجسة بطمثها. إنسان فعل الرجس بامرأة قريبه. إنسان نجس كنته برذيلة، إنسان أذل فيك أخته بنت أبيه، فيك أخذوا الرشوة لسفك الدم، أخذتِ الربا والمرابحة وسلبت أقرباءك بالظلم ونسيتيني يقول السيد الرب (حز 22: 6-12)". ولذلك نجد أورشليم تعلن عن سبب تأديبها على لسان باروخ قائلة: "لا يشمتن أحد بي أنا الأرملة التي ثكلت كثيرين فإني قد أوحشت لأجل خطايا بني لأنهم زاغوا عن شريعة الله. ولم يعرفوا رسومه ولم يسلكوا في طرق وصايا الله ولم يسيروا في سبل التأدب ببره (با 4: 13،12).
فيا ليتنا ننصت إلى معلمنا بولس الرسول وهو يقول: "اما تستهين بغنى لطفه - أي لطف الله - وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة، ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله (رو 2: 4-6).

نعم يا الله...
فأنت كأب تحب دائمًا أن تؤدب أولادك..
لأن كل من تحبه تؤدبه (عب 6:12).
ولكن أرجوك إجعلنا دائمًا نقبل التأديب..
ونرجع..
حتى تحكم علينا هنا..
لكي لا ندان مع العالم في مجيئك الثاني..
المخوف المملوء مجدًا (أكو 11: 32،31).

النبوات في سفر طوبيا
النبوة الثانية (طو14: 6)

نينوى

قد دنا دمار نينوى لأن كلام الرب لا يذهب باطلًا (طو14: 6). أما النسخة القبطية تترجمها كالآتي: "وامض يا ولدي إلى مادي لأني متحقق جميع ما تكلم يونان النبي عن نينوى أنها ستخرب وأما في مادي فتكون سلامة نوعًا إلى زمان ما (14: 4)".
اسمعوا لي يا بني لا تقيموا ههنا بل أي يوم دفنتم والدتكم معي في قبر واحد ففي ذلك اليوم وجهوا خطواتكم للخروج من هذا الموضع فإني أرى أن إثمه سيهلكه (طو14: 12، 13)".
كثيرًا ما نجد أنبياء العهد القديم يتنبؤون عن مملكة أشور وخاصة عاصمتها نينوى بالخراب فيقول عنها صفنيا النبي: ويمد-أي الله- يده على الشمال ويبيد أشور ويجعل نينوى خرابا يابسة كالقفر، فتربض في وسطها القطعان كل طوائف الحيوان، القوق أيضًا والقنفذ يأويان إلى تيجان عمدها، صوت ينعب في الكوى. خراب على الأعتاب لأنه قد تعرى أرزيها. هذه هي المدينة المبتهجة الساكنة مطمئنة القائلة في قلبها أنا وليس غيري، كيف صارت خرابًا مربضًا للحيوان، كل عابر بها يصفر ويهز يده (صف2: 13- 15)".
ويتنبأ عنها ناحوم قائلًا: "وحي على نينوى.. الغوغاء جنحت وطارت، رؤساؤك كالجراد وولاتك كحرجله -أي جماعة- الجراد الحالة على الجدران في يوم البرد، تشرق الشمس فتطير ولا يعرف مكانها أين هو. نعست رعاتك يا ملك أشور اضطجعت عظماؤك تشتت شعبك على الجبال ولا من يجمع، ليس جبر لانكسارك، جرحك عديم الشفاء كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك لأنه على من لم يمر شرك على الدوام (نا 1: 1، 3: 16- 19).
ويصف ناحوم النبي أعمال شعبها وملكها والتي كانت السبب في خرابها فيقول: "الأسد المفترس لحاجة جرائه والخانق لأجل لبواته حتى ملأ مغاراته فرائس ومأويه مفترسات.. ويل لمدينة الدماء، كلها ملآنه كذبًا وخطفًا، لا يزول الافتراس.. من أجل زنى الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة أممًا بزناها وقبائل بسحرها (نا2: 12، 13: 1، 4)".

النبوات في سفر طوبيا

ومن هذه الأعداد نلاحظ كم كانت نينوى قاسية، ومتعطشة لسفك الدماء، والسطوة الشريرة، والغش في التجارة، حيث أجهدت نفسها لكي تكون كمركز تجاري عالمي. ولذلك عندما يأتي يوم الرب عليها "تئن جواريها كصوت الحمام ضاربات على صدورهن (نا2: 6)". ونجد أن طوبيا يحدد توقيت خراب نينوى أنه سيحل سريعًا، ولكن بعد وفاة زوجته (طو14: 12، 13). ويعتمد في تأكيده هذا على كلام يونان النبي- حسب الترجمة القبطية- الذي قال الرب "قم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامي (1: 1،2،3: 1،2)".
فكثيرًا ما كان يصدر الرب حكمًا على إنسان أو أمة خاطئة ولكن بسبب توبتها يؤجل هذا الحكم لحين تزايد شرها مرة ثانية ولا تجد التوبة لها مكانًا بين شعبها، وهذا واضح جًدا في موقف أخاب عندما أخطأ وقتل نابوت اليزرعيلي لكي يغتصب كرمه، فيقول عنه الكتاب المقدس عندما سمع حكم الله على فم إيليا النبي أنه: شق ثيابه وجعل مسحًا على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت. فكان كلام الرب إلى إيليا التشبي قائلًا: "هل رأيت كيف اتضع أخاب أمامي فمن أجل أنه قد اتضع أمامي لا أجلب الشر في أيامه بل في أيام ابنه أجلب شرًا على بيته (1 مل21: 27- 29)".
وأيضًا حدث هذا مع سليمان الذي قال عنه الله لداود أبيه عندما قصد أن يبني بيتًا للرب: "أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك وأثبت ملكه، هو يبني بيتًا لاسمي وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد، أنا أكون له أبًا وهو يكون لي ابنًا إن تعوج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم. ولكن رحمتي لا تنزع منه كما نزعتها من شاول الذي أزلته من أمامك (2 صم 7 : 12- 15).
وسليمان هذا الذي أخطأ بسبب أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى حكم الرب عليه، ولكن بسبب توبته -والتي يصفها سفر الجامعة- الرب نقل الحكم إلى أيام أبنه قائلًا له: "من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي أوصيتك بها فإني أمزق المملكة عنك تمزيقًا وأعطيها لعبدك. إلا أني لا أفعل ذلك في أيامك من أجل داود أبيك بل من يد ابنك أمزقها. على إني لا أمزق منك المملكة كلها بل أعطي سبطًا واحدًا لأبنك لأجل داود عبدي ولأجل أورشليم التي أخذتها (1 مل11: 11- 13)". وإن كان حكم الموت والخراب لنينوى تأجل بسبب توبتها والتي أشار إليها السيد المسيح له المجد (مت12:41)، ولكن ذلك تحقق بيد البابليين الماديين في أيام حُكم نبو بولاسار وسياجزاس، وكان قائدًا الجيش نبوخذنصر وأحشوريوش سنة 612 قبل الميلاد.

النبوات في سفر طوبيا
النبوة الثالثة (طو13: 12، 17و 14: 7)

بناء الهيكل

"أشكري لله نعمته عليكي وباركي إله الدهور حتى يعود فيشيد مسكنة فيك ويرد إليك جميع أهل الجلاء وتبتهجي إلى دهر الدهور.. أما أنت فتفرحين ببنيك لأنهم يباركون كافة وإلى الرب يحتشدون (طو13: 12، 17).
وكل أرض -أي أورشليم- المقفرة ستمتلئ وبيت الله الذي أحرق فيها سيستأنف بناؤه وسيرجع إلى هنالك جميع خائفي الله (طو14: 7).
في هذه النبوة نجد أنفسنا أمام نبوءتين لا نبوءة واحدة. الأولى: هي إحراق الهيكل، وطوبيا هو االنبي الوحيد الذي تنبأ بأن الهيكل سيحرق. ولتأكيد ذلك جعل عملية الحرق في الفعل الماضي. وإن كان أرميا النبي يعلن عن خراب الهيكل قائلًا: "اذهبوا إلى موضعي الذي في شيلوه الذي أسكنت فيه أسمي أولًا وانظروا ما صنعت به من أجل شر شعبي إسرائيل، والآن من أجل عملكم هذه الأعمال يقول الرب وقد كلمتكم مبكرًا ومكلمًا فلم تسمعوا ودعوتكم فلم تجيبوا أصنع بالبيت الذي دعي باسمي عليه الذي أنتم متكلون عليه وبالموضع الذي أعطيتكم وآباءكم إياه كما صنعت بشيلو واطرحكم من امامي كما طرحت كل أخوتكم كل نسل أفرايم (إر7: 12- 15)"،"أجعل هذا البيت كشيلوه وهذه المدينة أجعلها لعنة لكل شعوب الأرض (إر26: 5، 6)".
والثانية هي: تجديد الهيكل ورجوع شعب إسرائيل إلى أراضيهم مرة ثانية. ونجد أن هذه النبوءة تمت حرفيًا على يد كورش الفارسي كما تنبأ إشعياء (إش 44: 28). فيذكر كل من كاتب سفر الأخبار الثانية وعزرا الكاهن ذلك قائلين "في السنة الأولى لكورش ملك فارس عند تمام كلام الرب بفم أرميا نبه الرب روح كورش ملك فارس، فأطلق نداء في كل مملكته وبالكتابة أيضًا قائلًا هكذا قال كورش ملك فارس، جميع ممالك الأرض دفعها لي الرب إله السماء وهو أوصاني أن أبني له بيتًا في أورشليم التي في يهوذا. من منكم من كل شعبه ليكن إلهه معه ويصعد إلى أورشليم التي في يهوذا فيبني بيت الرب إله إسرائيل (2 أي 36: 22، 23، عز 1:1- 3).
وعندما تباطأ الشعب في اتمام الهيكل قام كل من حجى النبي وزكريا النبي في أيام داريوس وفي السنة الثانية من ملكه بحث الشعب على إتمام البناء. فلبى الشعب صوت ندائهم (حجى1: 1- 2: 23، زك 8: 1- 17). ونجد أنفسنا أمام كم هائل من النبوات عن العودة من السبي. ولكن من أجمل هذه النبوات واحدة لأرميا عن أنه لا توجد قوة أو عائق طبيعي أو غير طبيعي يقف أمامهم وهم في طريق العودة، فيقول: "هأنذا -أي الله- آتي بهم من أرض الشمال وأجمعهم من أطراف الأرض. بينهم الأعمى والأعرج الحُبلى والماخض معًا، جمع عظيم يرجع إلى هنا -أي إلى ورشليم- بالبكاء يأتون وبالتضرعات أقودهم. أسيرهم إلى أنهار ماء في طريق مستقيمة لا يعثرون فيها، لأني صرت لإسرائيل أبًا وأفرايم هو بكري أسمعوا كلمة الرب أيها الأمم وأخبروا في الجزائر البعيدة وقولوا مبدد إسرائيل يجمعه ويحرسه كراعٍ قطيعه. لأن الرب فدى يعقوب وفكه من يد من هو أقوى منه (إر 31: 8- 11).
وأخرى لإشعياء وهي تصف مجدهم وهم راجعون فيقول: "هكذا قال السيد الرب ها إني أرفع إلى الأمم يدي وإلى الشعوب أقيم رايتي. فيأتون بأولادك في الأحضان وبناتك على الأكتاف يحملن. ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك، بالوجوه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين إني أنا الرب الذي لا يخزى منتظروه (إش 49: 22- 24)".
ويصف عزرا الكاتب عودة بني إسرائيل فيقول: "فقام رؤوس آباء يهوذا وبنيامين والكهنة واللاويون مع كل من نبه الله روحه ليصعدوا ليبنوا بيت الرب الذي في أورشليم. وكل الذين حولهم أعانوهم بآنية فضة وبذهب وبأمتعة وببهائم وبتحف فضلًا عن كل ما تبرع به... وجميع الآنية -التي بالهيكل- من ذهب والفضة خمسة الآلف وأربع مئة. الكل أصعده سيشبصر عند إصعاد السبي من بابل إلى أورشليم (عز1: 5، 6، 11). قارن أيضًا (عز 2: 64- 70)".
ويصف الشيخ الروحاني مجد التوبة حيث أنها عودة من سبي الخطية والشيطان إلى أحضان المسيح قائلًا(1): "كما أن آدم الجسدي ينجب من حواء أبناء له على شاكلته، لعالمه الجسدي، كذلك المسيح، أبو العالم الروحاني، ينجب لنفسه بالتوبة والعماد أبناء على شاكلته للعالم الروحاني... التوبة تحول الزناة إلى بتوليين. هي تنقي الناريين الذين توسخوا. هي التي تقود من الخمارات إلى البرية من أجل ممارسات ملائكية... هي تدخل إلى بيت الزناة، وتأخذ الفسقة، وتلدهم بتوليين في المسيح تحت جناحيها. هي تعيد الرسالة إلى الخونة(2)...
هي بنفسها لباس التائب وتلبسه لباس مجد يسوع الذي هو النور الحق...
هي اليم الذي يغسل كل نجس والكور الحارق الذي ينقى كل من توسخ".

فأرجوك يا إلهي...
أعطنا توبة حقيقية طاهرة، ونقية..
لكي لا نعيش فيما بعد لأنفسنا بل لك أنت وحدك...
يا من مت لأجلنا ولأجل خلاصنا.
وتحريرنا من كل عبودية مرة وقمت.
لأن لك المجد الدائم إلى الأبد آمين.

النبوات في سفر طوبيا
النبوة الرابعة (طو13: 14، 15و 14: 8، 9)

عودة الأمم

"يزورك الأمم من الأقاصي بقرابينهم ويسجدون فيك للرب ويعتدون أرضك أرضًا مقدسة لأنهم فيك يدعون الاسم العظيم (طو13: 14، 15)".
"وستترك الأمم أصنامها وترحل إلى أورشليم فتقيم بها وتفرح فيها ملوك الأرض كافة ساجدة لملك إسرائيل (طو14: 8، 9)".
طوبيا هنا مثله مثل أنبياء بني إسرائيل يعلن عن شمولية العبادة لله في أورشليم. وأنهم يأتون إليه بهداياهم، فيقول في ذلك إشعياء النبي: "لأنه تتحول إليك ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم. تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا تحمل ذهبًا ولبانًا وتبشر بتسابيح الرب. كل غنم قيدار تجتمع إليك كباش نبايوت تخدمك. تصعد مقبولة علي مذبحي وأزين بيت جمالي (إش 60: 5- 7).
أما ميخا النبي فيقول: "ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتًا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري إليه الشعوب. وتسير أمم كثيرة ويقولون هلم نصعد إلى جبل الرب وإلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب (مي 4: 1، 2).
وزكريا النبي يقول: "هكذا قال رب الجنود سيأتي شعوب بعد وسكان مدن كثيرة، وسكان واحدة يسيرون إلى أخرى قائلين لنذهب ذهابًا لنترضى وجه الرب ونطلب رب الجنود، أنا أيضًا أذهب. فتأتي شعوب كثيرة وأمم قوية ليطلبوا رب الجنود في أورشليم وليترضوا وجه الرب، هكذا قال رب الجنود في تلك الأيام يمسك عشرة رجال من جميع ألسنة الأمم يتمسكون بذيل رجل يهودي قائلين نذهب معكم لأننا سمعنا أن الله معكم (زك 8: 20- 23).
ولم تتحقق هذه النبوة إلا بعد قيامة السيد المسيح حيث يحج المسيحيون في الأراضي المقدسة ويتعبدون لله ويذكرون الاسم الحسن الذي للخلاص اسم ربنا يسوع المسيح.

النبوات في سفر طوبيا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إمتحنوا كل النبوات
النبوات : ما قيل وما كتب
بالصليب تمت النبوات
كمال النبوات
من تمم النبوات؟!!


الساعة الآن 05:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024