السلوك بيقظة
مثل قائد سفينة يسير بها وسط الصخور والألغام، يساعده في ذلك أجهزته الدقيقة، وخبرته وحساسيته الملاحية،
أو مثل رجل يسير في بقعة مليئة بالأشواك، عليه التسلح بالحذر، وليس عند مواضع الخطر فحسب وإنما عند الأماكن التي لا يتوقع فيها الخطر، فإن الشيطان ماكر ومخادع...
كما أن الأمر أيضًا يحتاج إلى مسح المنطقة كلها بين آن وآخر للإطمئنان على سلامة المسيرة فالإنحراف اليسير يُفضى مع الوقت إلى نتائج وخيمة،
ويبرز هنا دور المرشد الروحي، حيث كثيرًا ما ينجو الجندي في المعركة من الموت بفضل طاعته للقائد الذي يرى الموقف كاملًا عن بعد.
إن الحياة قصة مسيرة، إما قصة عطاء وإبداع، وفرح متدفق على طول الطريق، وإما متاهة كبرى، البعض يسلك الطريق الضيق فيحقق مسيرة أسرع، بينما يختار البعض الآخر الطرق الواسعة السهلة فيتوهون في جنباتها..
"ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه" (مت7 : 14)