رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعرفة الإلهية والحياة 1- لقد سبق الله ورتب كل شيء بنفسه ومع ابنه إلا أنه انتظر حتى هذه الأزمة الأخيرة وسمح أن تجرفنا إرادتنا إلى الأهواء، وتغرينا الشهوات بنشوة لذاتها، ليس لأنه يسر بأن يرانا نغوص في الشر ونتمادى فيه، وليس لأنه يقبل الشر، بل لأنه احتمل الوقت الذي ساد فيه الشر من اجل الوقت الذي سيعلن فيه الحق وهو الآن، لكي نتأكد من البراهين التي تقدمها أعمالنا على عدم استحقاقنا للحياة التي انعم الله بها علينا الآن من قبل صلاحه، وبعدما ظهر لنا بوضوح انه من المستحيل أن ندخل ملكوته، أصبحنا الآن قادرين على دخول الملكوت بقوة الله. 2- لقد تفاقم شرنا وبات من المحتم أن المصير الذي ينتظرنا هو الموت جزاء فسادنا، جاء الزمان الذي حدده الله ليعلن فيه غنى وجوده وعظمة قدرته، وما أعظم رفق الله ومحبته، لآن الله لم يبغضنا ولم ينبذنا ولم يتذكر شرورنا، بل صبر واحتمل،وتحنن علينا وهو نفسه رفع خطايانا، عندما اسلم ابنه الوحيد فدية عنا. اجل لقد اسلم القدوس عوضًا عن المجرمين، والبريء بدلا من المذنبين والبار لأجل الأثمة وغير الفاسد من اجل الفاسدين والخالد من اجل المائتين. 3- وماذا كان يمكن أن يستر خطايانا غير بره؟ 4- بمن نتبرر نحن الأثمة، إن لم يكن ببر ابنه الوحيد فقط؟ 5- كم حلو هو هذا التبادل، بل كم يفوق الوصف هذا الوضع الجديد، وكم هي غير موصوفة عطاياه. وقد اختفت شرور الكثيرين ببر الواحد وببر الواحد صار الكثيرون من الأثمة أبرارًا. 6- لقد أقنعنا بعجز طبيعتنا في الماضي عن نوال الحياة، وارانا اليوم المخلص الذي له وحده القدرة أن يخلص من كانوا عن الخلاص عاجزين؟ وهكذا بعجزنا نحن وبقدرته هو أراد أن نؤمن بصلاحه، ونرى فيه من يعتني بنا، لأنه هو الآب والمربى، وهو وحده صاحب المشورة بل والطبيب، والحكمة، والنور، والكرامة، والمجد، والقوة، والحياة. وبعد كل هذا أراد أن لا يكون لنا الاهتمام بالطعام والملبس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل الإيمان بالعقائد الإلهية يتنافى مع النمو فى المعرفة؟ |
مصادر المعرفة الإلهية للإنسان |
النبي دانيال | المعرفة الإلهية |
طريق المعرفة الإلهية |
أي شيء أكثر بهاءً وسموًا من المعرفة الإلهية |