رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عيد النيروز في المنهج الكنسي الليتورجي النيروز عيد شُهداء مصر، وهو من أعظم الأعياد في كنيستنا القبطية وبداءِة السنة الليتورچية.. لا توجد كنيسة على الأرض يقوم تقويمها الزمني على ذكرى شُهدائها غير كنيسة مصر، لكي تظل أُم الشُهداء كنيسة شاهِدة وشهيدة للمسيح على مر الدُّهور، لقد بدأ التقويم القبطي سنة 284 م سنة اعتلاء دقلديانوس الطاغية لعرش الإمبراطورية، لكي نعيش الشهادة بحسب تاريخ كنيستنا وتقويمها الذي يُذكِّرنا بالآلاف من شُهدائها الذين ذُبِحوا في تلك الحُقبة من الزمان، مُجددين ميلاد الكنيسة مُفتدين الإيمان بالدم، فأنعشوا شبابها وأضافوا إلى حياتها جديدًا من الحياة الأبدية والخلُود. ففي حُكم دقلديانوس لم توجد بلد في بلاد مصر إلاَّ وقد تخضَّب تُرابها بدم الشُهداء، ذلك الطاغية الذي أصدر أحكامًا بالإعدام لأكثر من 800.000 قِبطي، حتى أنه تمادى فسفك دم بطريركها القديس بطرُس الأول المعروف بخاتِم الشُّهداء، وكان آخر من سُفِكَ دمه إبان حُكمه المشئوم.. لذلك جعل الأقباط سنة حُكم هذا الطاغية مبدأ لتقويمهم، فنقول: إنَّ هذه السنة هي سنة 1707 للشُّهداء أو لدقلديانوس الكافِر. واختصت مصر وحدها بجعل تقويمها يبدأ بهذه الأيام الدموية المُؤلِمة، لأنها أُم الشُّرفاء، التي لو وُضِع شُهداء العالم كله في كفة ميزان وشُهداءها هي في الكفة الأخرى لرجحت كفة المصريين، ويقول المُؤرِخ يوسابيوس القيصري عن شُهداء مصر: ”أُلوف من الرجال والنِساء والأطفال، ماتوا ميتات مُختلفة، مُحتقرين الحياة الحاضِرة من أجل تعاليم مُخلِّصنا“. لقد بذل المصريون دمائِهِم من أجل محبتهُم للملك المسيح، لا أيامًا قليلة أو وقتًا قصيرًا، بل سنوات طويلة بكل بسالة وحماس وغِيرة ونشاط.. فقدَّم الأقباط أعلى ذكصولوجية حُب لشخص المسيح الرأس، لا على مستوى الكلام ولكن على مستوى قبول الموت والرفض والتعذيب والقطع من أرض الأحياء، والمسيح رب الكنيسة وعريسها اليوم، وفي ذِكرى عيد النيروز، طالب مثل هذه الذكصولوجية الصادِقة الأمينة باستعداد صبغة الدم، وينبغي على الذين يُعيِّدون عيد النيروز في ذكرى شُهداء كنيستنا القبطية، أن يكونوا خير خلف لخير سَلَفْ، مُستعدين لشهادِة الدم. وبالنيروز صار تقويمنا وتاريخنا كله قصة حُب للمسيح حتى الدم، وبه أضحت السنة القبطية مُزدحِمة بالبطولات والشهادات التي تتكرر تذكاراتِهِم كل عام، فيُصبِح يومنا مشهد استشهادي، نكون فيه نحن شُهودًا وشُهداء. وتحتفِل الكنيسة بعيد النيروز وتبدأ به السنة القبطية، ونُصلِّي باللحن الفرايحي حتى عيد الصليب، الفترة من ”1 توت إلى 17 توت“ كإعلان للفرح بآلام وبتذكار الشُهداء، وعلامِة الغلبة والنُّصرة للذي انتصر فيهم، الرأس الذي يوحدنا به وبكل سحابِة الشُّهود والشُهداء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|