رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
حتمية العودة إلى الكتاب المقدس ... ونؤكد من البداية حتمية العودة إلى الكتاب المقدس، ذلك لأننا بعيداً عن الكتاب المقدس لا نستطيع بحال من أن نعرف حقيقة المسيح، فالعقل وحده لا يستطيع أن يدرك حقيقته إذ لا بد من إعلان سماوي يعين العقل على الوصول إلى الحق الصراح، لأنه «أَيْنَ ٱلْحَكِيمُ؟ أَيْنَ ٱلْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هٰذَا ٱلدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ ٱللّٰهُ حِكْمَةَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ؟ لأَنَّهُ إِذْ كَانَ ٱلْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ ٱللّٰهِ لَمْ يَعْرِفِ ٱللّٰهَ بِٱلْحِكْمَةِ، ٱسْتَحْسَنَ ٱللّٰهُ أَنْ يُخَلِّصَ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ ٱلْكِرَازَةِ، لأَنَّ ٱلْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَٱلْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً، وَلٰكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِٱلْمَسِيحِ مَصْلُوباً: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! وَأَمَّا لِلْمَدْعُّوِينَ: يَهُوداً وَيُونَانِيِّينَ، فَبِٱلْمَسِيحِ قُّوَةِ ٱللّٰهِ وَحِكْمَةِ ٱللّٰهِ» (1 كورنثوس 1: 20 - 24). ولقد ظهر في ألمانيا فيما بين سنة (1743 - 1819) فيلسوف اسمه «جاكوبي» وكانت كتاباته رداً على فلسفة «اسبينوزا» الذي نادى بأن العقل وحده هو باب المعرفة الوحيد، وقد قال «جاكوبي»: «إن العقل غير المعان بالوحي الإلهي لا بد أن يقود الإنسان إلى الإلحاد، وذلك لأنه بطبيعته الخاصة، لا يستطيع أن يعالج سوى الأشياء ذات الحدود، وأجزاء الأشياء، وهو يضع هذه الأجزاء معاً ليكشف ما بينها من روابط، ولكنه يعجز عن الحصول على مادة الحقيقة الخام، لا سيما الحقيقة التي تشمل الأشياء جميعاً مضموناً بعضها إلى بعض في وحدة كاملة متكاملة». وعند «جاكوبي» أن الله الذي يمكن إثباته بالمنطق وحده لا يمكن أن يكون الله، لأن الحصول عليه بالمعرفة عن طريق العقل يتضمن معنى سيطرة العقل. والخالق الأعظم لا يمكن أن يسيطر عليه أو يحتويه عقل. إن حقيقة الله ليس سبيلها الفكرة المنطقية تتلوها أخرى، إن الله قد تنازل سبحانه وتعالى فأعلن عن ذاته بالوحي الذي سجله الكتاب المقدس. ونقول بيقين أنه بدون الرجوع إلى الكتاب المقدس بأسفاره الستة والستين من سفر التكوين إلى سفر رؤيا يوحنا، يصبح الحديث عن المسيح مجرد كلام . ولا عبرة بأن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا قد أصابه التحريف.. إذ أننا نسأل أمام هذا الادعاء قائلين: لمصلحة من حدث هذا التحريف؟ ومن الذي قام به وأحدثه في الكتاب الكريم؟ وفي أي تاريخ حرّفه المحرفون؟ فإذا قلنا إن اليهود هم الذين حرفوه... رد علينا العقل المتزن والمنطق السليم قائلاً: كيف يمكن لليهود أن يحرفوا الكتاب المقدس. ويبقوا فيه اللعنات الرهيبة التي تنصب على رؤوسهم كشعب متمرد ضال؟ أفما كان بالأولى جداً أن يحذف المحرفون من الكتاب المقدس هذه اللعنات، وأن يحولوها بتحريفهم إلى بركات؟! إن المرء يكفيه أن يقرأ ما جاء في الأصحاح السادس والعشرين من سفر اللاويين ليرى بنفسه فظاعة اللعنات التي يصبها الله على هذا الشعب حين يسلك معه بالخلاف. تعال معي لنقرأ بعض ما جاء في هذا الأصحاح: «وَإِنْ كُنْتُمْ بِذٰلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِٱلْخِلاَفِ فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِٱلْخِلاَفِ سَاخِطاً، وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ، فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ، وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ. وَأُخْرِبُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ وَأَقْطَعُ شَمْسَاتِكُمْ وَأُلْقِي جُثَثَكُمْ عَلَى جُثَثِ أَصْنَامِكُمْ، وَتَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. وَأُصَيِّرُ مُدُنَكُمْ خَرِبَةً وَمَقَادِسَكُمْ مُوحِشَةً، وَلاَ أَشْتَمُّ رَائِحَةَ سُرُورِكُمْ» (لاويين 26: 27 - 31). ويسأل العقل المتزن أيضاً: كيف يمكن لليهود أن يحرفوا الكتاب المقدس ولا ينزعوا من صفحاته كذب إبراهيم أبيهم، وزنى داود ملكهم وقتله لأحد قادتهم، وتدهور سليمان حكيمهم ؟ إن وجود الحوادث التي تؤكد كذب إبراهيم، وزني داود، وإنحراف سليمان، أصدق دليل على أن الكتاب المقدس هو كتاب الله الذي لا يخشى وجه إنسان مهما عظم مركز ذلك الإنسان. وإذا قلنا: إن المسيحيين حرّفوا الكتاب المقدس؟ سأل العقل المفكر: أي جزء من الكتاب حرفه المسيحيون؟ يقيناً إنه لم يكن في وسعهم أن يحرفوا العهد القديم، لوجود هذا الكتاب أصلاً بين أيدي اليهود، فهو كتابهم قبل أن يكون كتاب المسيحيين، وثابت من التاريخ أن العهد القديم قد تُرجم إلى اللغة اليونانية نحو سنة 285 قبل الميلاد بواسطة سبعين عالماً من علماء اليهود بأمر من «بطليموس فيلادلفوس» وصارت هذه الترجمة معروفة باسم «الترجمة السبعينية». وقد انتشرت هذه الترجمة قبل ميلاد المسيح، فمن المستحيل إذا أن يحرف المسيحيون كتب العهد القديم. كذلك من المستحيل الاعتقاد بأن اليهود قد حرفوا العهد الجديد. ذلك لأن العهد الجديد يؤكد أنهم هم الذين صلبوا المسيح ويصب الويلات على الكتبة والفريسين منهم، فلو أن اليهود حرفوه لحذفوا منه كل هذه الأجزاء. أما إذا ادعى مدعي بأن المسيحيين قد حرفوا العهد الجديد فإن هذا الادعاء ينهار أمام عدة حقائق. الحقيقة الأولى: هي بقاء التوافق العجيب بين العهد القديم والعهد الجديد، وفي هذا أقوى الدليل على أن يداً بشرية لم تمتد بالتحريف لكتاب الله الكريم، فمن المعروف أن العهد الجديد مستتر في نبوات العهد القديم، وإلا فضح العهد القديم أي تحريف في العهد الجديد. والحقيقة الثانية: هي أن المسيحيين قد لاقوا بسبب إيمانهم بحقائق العهد الجديد أفظع أنواع العذاب، فقد جرّ عليهم إيمانهم بالمسيح وفدائه، وسلطانه على القلب والفكر... الألم، والتشريد، والاضطهاد، والموت. ومن الممكن للإنسان البشري أن يكذب لمصلحة خاصة أو للنجاة من مأزق خطير، لكن ليس من الممكن أو القبول أن يستمر الإنسان في كذبه حتى يقوده الكذب إلى الموت، ولقد مات الملايين من المسيحيين بسبب إيمانهم بما جاء في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.. فهل يعقل أن يقوم المسيحيون الذين اشتهروا في القرون الأولى للمسيحية بأخلاقهم الفاضلة، وقداسة حياتهم، ورضاهم بالتضحية بحياتهم من أجل المسيح بسرور ورضى، بتحريف الكتاب المقدس وهو الكتاب الذي ينتهي آخر أسفاره بالكلمات «لأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُّوَةِ هٰذَا ٱلْكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هٰذَا يَزِيدُ ٱللّٰهُ عَلَيْهِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلْمَكْتُوبَةَ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هٰذِهِ ٱلنُّبُّوَةِ يَحْذِفُ ٱللّٰهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ ٱلْحَيَاةِ، وَمِنَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ ٱلْمَكْتُوبِ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ» (رؤيا يوحنا 22: 18 - 19). والحقيقة الثالثة: إنه رغم الاختلافات العقائدية التي انتشرت في الكنائس المسيحية منذ عصر الرسل، إلا أنها اتفقت جميعاً في مجمع قرطاجنة الذي عُقد سنة 397 على قانونية أسفار العهد الجديد كما هي بين أيدينا. والحقيقة الرابعة: أنه لا يعقل أن يعطي الله الناس كتاباً من وحيه ثم لا يحفظ هذا الكتاب بقدرته من التحريف على طول الزمان.. نقرأ في سفر إشعياء الكلمات «صَوْتُ قَائِلٍ: نَادِ. فَقَالَ: بِمَاذَا أُنَادِي؟ كُلُّ جَسَدٍ عُشْبٌ، وَكُلُّ جَمَالِهِ كَزَهْرِ ٱلْحَقْلِ. يَبِسَ ٱلْعُشْبُ، ذَبُلَ ٱلّزَهْرُ، لأَنَّ نَفْخَةَ ٱلرَّبِّ هَبَّتْ عَلَيْهِ. حَقّاً ٱلشَّعْبُ عُشْبٌ! يَبِسَ ٱلْعُشْبُ، ذَبُلَ ٱلّزَهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلَهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى ٱلأَبَدِ» (إشعياء 40: 6 - 8). كذلك نقرأ في إنجيل متى الكلمات: «اَلسَّمَاءُ وَٱلأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلٰكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ» (متى 24: 35) ونقرأ في إنجيل يوحنا الكلمات: «قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ» (يو 17: 17). سنكمل الحديث عن هذا في المرة المقبلة حتمية العودة إلى الكتاب المقدس... وسيعرف الجميع ... أن المسيح كان حقاً هوّ «الله» ؟ أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين خادم الرب... التعديل الأخير تم بواسطة بيدو توما ; 28 - 04 - 2014 الساعة 06:47 PM |
28 - 04 - 2014, 08:07 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ ( 7 )
ربنا يبارك حياتك |
||||
29 - 04 - 2014, 02:14 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ ( 7 )
حلقات رائعة جدا ربنا يبارك حياتك يا بيدو |
||||
29 - 04 - 2014, 09:11 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ ( 7 )
|
|||
29 - 04 - 2014, 09:12 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ ( 7 )
|
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ ( 12) |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ ( 8 ) |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ 6 |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ 5 |
هل كان المسيح حقاً هو «الله»؟ 1 |