رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر المكابيين الرابع يحتوى هذا السفر على مقالة فلسفية عن "سمو العقل" وتحكمه في غرائز الإنسان واتجاهاته، وقد سمى ب "المكابيين" لأنه يستشهد بأمثلة من كفاح المكابيين، وهذا وقد ظن بعض الآباء مثل القديس جيروم ويوسابيوس المؤرخ: أن الكتاب من تأليف يوسيفوس، وذلك بسبب إشارته إليه في تاريخه. وهو عبارة عن عظة أو محاضرة تبكيتية أو مديح للشهداء المكابيين، كما توحى نغمته الدينية والتي تشتمل على أناشيد شكر لله (4 مكا 1: 12 و18: 24) بأنه كان يستخدم في العبادة (كما سيجيء) ولكن ونظرًا لأنه يقوم على فكر فلسفى، أكثر من كونه نصًا إنجيليًا فإن هذا يرجح تصنيفه على أنه خطبة أكثر منه عظة. يضاف إلى ذلك أن عنصر الرثاء والمخاطبة الشخصية المتكررة ترجح أنه كان مديحًا للشهداء، وقد أعد ليلقى كخطبة شفوية، حيث يعد نموذجًا رائعًا للخطابة اليونانية، إذ ترد فيه العديد من الأساليب البلاغية لاستدرار الشفقة والإعجاب من جهة، والتخويف لجلب الاتضاع من جهة أخرى. محتوى الكتاب:يقدم السفر الشريعة باعتبارها أصدق تعبير عن الفلسفة الحقيقية، فالعقل هو الفطنة التي تجعل الإنسان يختار حياة الحكمة والتي بدورها هي معرفة الأمور الإنسانية والإلهية وسببها، وهذه الحكمة هي التي تعلم الشريعة والتي نتعلم من خلالها الأمور الإلهية بتوقير واحترام، وكذلك الأمور البشرية لكل ما يفيدنا (4 مكا 1: 16، 17) كما يسمى العقل في السفر: "الحكمة الدينية" (1: 1و 7: 16 و13: 1 و15: 23 و16: 1 و18: 2) أو العقل الذي مصدره وجوهره التقوى (7: 4، 23 و16: 4). ويقول الكاتب أن الله قد وضع شرائع الطعام لليهود حسبما يناسب الروح، وهو بذلك يساوى ما بين شريعة موسى والقانون الطبيعي، تمامًا مثلما تنادى "الراقية" (4 مكا 5: 25، 26) كما يوجد في السفر صدى لفكرة "الأخوة العامة" بناءًا على الطبيعة المشتركة للبشر (12: 13) ويمكن تقسيم العواطف البشرية كما قسمها "أرسطو": من حيث أنها " متعة والم" يرتبط بهما كل من: " الرغبة والفرح والخوف والحزن" وهذا التصنيف الرباعى للعواطف هو مشابه لتصنيف الرواقيين (4 مكا 1: 20- 23) والغضب مشترك ما بين المتعة والألم، والميل إلى الشر هو شكل من اشكال المتعة يشمل كثيرًا من العواطف الجسدية والروحية (4 مكا 1: 24- 28) وهذه الأخيرة مشتقة من تعاليم الرببن اليهود، بينما الميل إلى الشر يقف مناقضًا للميل إلى الخير،وهو يوضح على أنه يشمل اشتهاء الأطعمة المحرمة (آية 27). وهناك لمحة يهودية أخرى وهي رفض الكاتب لفكرة الرواقيين، بأن الحكيم يكتسب تحررًا من العاطفة، لأن الفضيلة لا تكتسب بمجد العواطف التي أعطانا الله إياها، بل بإخضاعها لإرادة الروح (4 مكا 2: 21 - 23). وبحسب ما يرد في الكتاب، فإن اليهودية تفخر بفلاسفتها، أمثال الكاهن أليعازار والأخوة السبعة الشهداء (4 مكا 5: 4و 7: 7 -9و 8:2) ومثلما يقول سقراط في كتاب لأفلاطون Govgias فإنهم يؤمنون بأنه من الأفضل أن يتحملوا (أي اليهود) الشر، عن أن يرتكبوا الشر، فإن فاعل الشر لهو أكثر بؤسًا من المجنى عليه (4 مكا 9: 3) ومن جهة أخرى فإن أنطيوخس - مثل خصوم سقراط - كان من انصار المتعة الانتهازية (5: 2- 12 و8: 5- 10 و12: 3، 4) وقد اختار المكابيون النبلاء الموت على الارتداد (1: 6، 18 و3: 1) واظهروا بذلك أنهم يمتلكون صفات الحكمة والشجاعة والعدل وضبط النفس، وهي فضائل نادى بها الرواقيون وإن كان أفلاطون قد سبقهم في المناداة بها. وقد أظهر تحمل هؤلاء الشهداء قوتهم الرواقية والتي تثبت أن "العبرانيين وحدهم هم الذين لا يقهرون في التمسك بالفضيلة" (9: 18). ومثل سقراط وأفلاطون، كانت أعلى قوانيين أخلاقية لديهم نابعة من مبدأ الخلود (7: 3 و9: 22 و14: 5، 6 و16: 17 و17: 12 و18: 23) ويبدو أن الخلود كان بالنسبة لهم مثلما هو في الفكر الإغريقى روحي (وليس قيامة الأجساد). وأحيانًا يستخدم الكاتب ألقابًا فلسفية لله مثل "العناية الإلهية" (9: 4و 13: 19 و17: 22) و" العدل " 4:21 و8: 14، 22 و9: 9 و11:3 و12: 12 و18: 22) و" القوة" (5: 13) ولكن هذه الصفات لا تتخذ شكل اقنوم إلهي كما يفعل "فيلو"، بل يظهر الله من خلال الملائكة بالشكل. ولكن أكثر ما يلفت النظر هو القوة الكفارية لدم الشهداء، فهو يحل الأمة من وزر خطاياها، ويطهر أرض الآباء ويجدد أتباع الشريعة (1: 11و 17: 21 و18: 4) وتفسر الكفارة باصطلاحات مقابلة مثل (6: 28، 29 و17: 21) حياة بحياة! ومثل دم هابيل (تكوين 4: 10،11) فإنه (أي الدم) يستدعى غضب الله على فاعل الشر (4مكا 11: 22 و12: 17، 18) كما أن الموت الكفاري لخادم الرب في (إشعياء 53) قد تنبأ جزئيًا بهذا المبدأ، ولكن أقرب مفارقة هي الموجودة في "كتاب النظام" للأسينيين، حيث يجب على مجلس الجماعة أن يطفر عن الإثم، بممارسة العدل ومن خلال "ألام فرن التنقية" وأنه على المختارين المقبولين لدى الله، أن يكفروا عن الأرض ويجازوا الأشرار. كما يضيف السفر بعض المعلومات (غير المحققة) لاسيما ما ورد في كلمة أم الشهداء السبعة عن التعاليم التي كان أبوهم يعلمهم إياها في البيت، حيث تعزى تحمل أولادها العذاب إلى تلك التعاليم، وكذلك عن عرض للانتصارات العسكرية لليهود، كما يشير إلى وجود أنطوخيوس بقرب أورشليم حتى انتهت أحداث الاستشهاد (3مكا 4: 22 - 5: 3) حيث كان هو نفسه مستعدًا للزحف إلى حيث يلقى حتفه في بلاد فارس. استخدام الكتاب في الليتورجية اليهودية:كتب هذا السفر تخليدًا لذكرى أولئك "الذين ماتوا في ذلك الوقت" (1: 10) قارن مع (3: 19) ولعل المقصود بتعبير "ذلك الوقت" هو زمن المكابيين، وفي القرنيين الرابع والخامس كانت الكنائس اليونانية والسريانية تحتفل بذكرى الشهداء المكابيين في أول أغسطس من كل عام، حيث من المعتقد أن مقبرتهم كانت قريبة من مجمع يهودي في "حى" كراتيون" بإنطاكية، غير أنه من المرجح أن تكون تلك المقبرة في أورشليم، ويلاحظ أن الإشارة الوحيدة إلى مقبرة الشهداء بلاغية تمامًا (17: 8-10). وحيث أن الاحتفال المسيحي والذي كان في أول أغسطس، كان مقاربًا للمناحات اليهودية في التاسع من أغسطس (ذكرى خراب الهيكلين الأول والثاني) فمن المحتمل أن يكون السفر قد عرف من خلال إنشاد اليهود له في مجامعهم بإنطاكية، وإن كان هذا التقليد لم يعرف إلا بعد سنة 70 م. ولأن السفر يركز باستمرار على الكفارة التي حققها الشهداء، لذلك فإنه يبدو مناسبًا للقراءة في يوم الكفارة، وهناك وجه شبه لذلك في وجود أسطورة في كتابات الربيين، عن إعدام هادريان الملك لعشرة من معلمى الشريعة، وهذه القصة تمثل جزءًا من طقوس المجامع اليهودية في ذلك اليوم. ولكن المناسبة الأكثر احتمالًا لتخليد ذكرى الشهداء المكابيين هي "عيد المظال" فعلى الرغم من أن هذا العيد لم يذكر في السفر إلا أن السفر يكرر مضمون "أرض الآباء التي طهرت" (1: 11 و17: 21) بواسطة ألام ومعاناة الشهداء من أجل الشعب (6: 29) بما يتفق مع تصوير سفر المكابيين الثاني للعيد على أنه عيد التطهير (2مكا 1: 18 و2: 16، 19 و10: 3، 5) يلاحظ أيضًا أن فكرة حصانة الهيكل مرتبطة بإتباع الشريعة، وهي فكرة مستعارة من سفر المكابيين الثاني مثل تفسير تدنيس الهيكل من قبل أنطوخيوس أبيفانيوس باعتباره راجعًا إلى خطايا اليهود، وحيث أن موت المكابيين بفعل التعذيب قد أبطل التدنيس الذي فعله الطاغية، فإن السفر يبدو مناسبًا لعيد المظال الذي يخلد ذكرى تجديد المذبح وتطهير الهيكل، وبالتالي فإنه يوجد دليل على ترتيل اليهود لقصة الشهداء السبعة وأمهم في هذا العيد (رغم أن القصة منسوبة إلى الاضطهاد الذي أثاره هادريان). الكاتب وتاريخ الكتابة:كتب السفر باليونانية بأسلوب كلاسيكى، ويعتقد أن كاتبه كان متمرسًا في الفلسفة اليونانية، وهو من يهود الشتات ومن الإسكندرية على وجه الخصوص، حيث يناسب هذا الأسلوب الثقافة الهيلينية المنتشرة هناك، كما أن ملاحظاته الأولى مستقاة من كتابات ذو أصل سكندرى، يضاف إلى ذلك اعتماده على سفر المكابيين الثاني وهو مدون في الإسكندرية، والكاتب فريسي الاتجاه من أنصار الفلسفة اليونانية. ومع ذلك فإن بعض العلماء يضعون احتمال أن تكون الكتابة قد تمت في المركز الثقافى بإنطاكية، معتمدين في ذلك على إشارة الكاتب إلى أن الشهادة (شهادة المكابيين) تمت في أورشليم. وكما سبق الإشارة فقد نسب السفر خطأ إلى يوسيفوس، وذلك بسبب وجود السفر في آخر فصل مك كتبه، بعنوان "مبحث فلافيوس يوسيفوس فيما يتعلق بالقوة السامية للعقل. أما عن تاريخ الكتابة فيمكن تحديده من خلال تغيير أبولونيوس من قائد كلًا من سوريا وفينيقية (2مكا 4: 4) إلى قائد سوريا وفينيقية وقلقيلية (4مكا 4: 2) حيث أن قلقيلية لم تضم إداريًا إلى سوريا وفينيقية إلا لفترة قصيرة (من 18- 55م). وقد حدذ الاضطهاد الذي قام به كاليجولا في منتصف هذه الفترة (38/ 39م) وبما أنه يستبعد أن يكون السفر قد كتب بعد هذا الاضطهاد، فإن التاريخ المرجح يقع ما بين (18 و37م.) أي أنه كتب بعد سفر المكابيين الثاني وقبل دمار الهيكل. سفر المكابيين الرابع والعهد الجديد:كتب السفر في وقت معاصر لسنوات تجسد المسيح وظهور تلاميذه وبدأ خدمتهم، ولذلك فإن السفر يعكس فكر يهود الشتات على نحو ما. وهناك إشارات في السفر يمكن أن نضعها في توازى مع تعاليم العهد الجديد وليست أصلًا بالضرورة، فتعليم السيد المسيح بعدم الخوف ممن يقتلون الجسد وحده بل ممن يقتل كلًا من الجسد والروح (متى 10: 28 ولوقا 12: 4، 5) يوجد ما يقابله في (4مكا 10: 4 و15: 8) حيث يشير إلى وجوب خوف الله، قارن مع (2مكا 6: 3). كذلك استقبال الآباء (إبراهيم وإسحق ويعقوب) للمنتقلين من الصالحين كما يظهر في (لو 16: 23 و20: 37، 38) يقابل رأيًا معاصرًا نجده في (4مكا 7: 19 و16: 25) كما يمكننا أن نقابل ما بين معاناة الأم بسبب استشهاد أولادها السبعة (4 مكا 15: 12، 16، 22) ومعاناة السيدة العذراء تجاه آلام ابنها المخلص (لو 2: 35أ) وكذلك ارتباط العرق بالدم في (4 مكا 7: 8) نجد ما يشبهه في (لوقا 22: 44) عندما نزل عرق المسيح كقطرات دم. كما يرى البعض أن تصريح معلمنا بولس الرسول "وإن سلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا أنتفع شيئًا (كورنثوس الأولى 13: 3ب) كان فيه انتقاد لما ورد في سفر المكابيين الرابع من حيث التركيز على الآلام فقط وتمجيدها. كما يوجد توازى ما بين حديث القديس بولس غن الجسد الروحاني (كورنثوس الأولى 15: 35 - 57) وما ورد في (4مكا 9: 22) "كأنه (أي الجسد) قد تحول إلى حالة عدم فساد بفعل النار، وتحمل العذابات بنبل" (قارن: كورنثوس الأولى 15: 52- 54 مع فيلبى 3: 21) كما يتحدث الكاتب عن الأرواح الطاهرة التي لا تموت بموت الجسد (4 مكا 18: 23) وهي فكرة التي وردت فى: (كورنثوس الثانية 5: 1 - 4) وبالمثل يذكر الرسول بولس المكابيين ضمن أبطال الإيمان (عبرانيين 11) وهو ما نجده أيضًا في (4 مكا 15: 24 و16: 22 و17: 2) غير أنه من المؤكد أن الرسول اعتمد في ذلك على سفر المكابيين الثاني لا الرابع. ويورد سفر المكابيين الرابع صورة عن المشاهدين في الإستاد للمصارعات والألعاب (4مكا 17: 11- 16) نجدها عند بولس الرسول في (عبرانيين 12: 1/ سحابة الشهود) ويضيف معلمنا بولس في الآية التالية: "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع " وهو يذكرنا بالتعبير الوارد في (4مكا 17: 10) "ناظرين إلى الله" وبالنسبة للتقديس بدم الشهداء الذي يظهر (4 مكا 1: 11 و6: 29 و17: 21، 22) نجد نظيرًا لذلك في موت يسوع المسيح الذي يقدس ويطهر (عبرانيين 1: 3 و2: 11 و10: 10 و14، 29و 13: 12) مع وجود فارق جوهري، وهو أن التطهير في سفر المكابيين قاصر على اليهود في حين أن دم المسيح كفارة لكل العالم، وكذلك ليس لدم المسيح الغرض الانتقامى كما هو الحال بالنسبة لشهداء المكابيين (رؤيا 6:9، 10) ولكنه "يتكلم أكثر رحمة من دم هابيل" (عبرانيين 12: 24). وفي كل من (4مكا 17: 18) و(رؤيا 7: 15) يقف الشهداء أمام عرش الله. تأثر الكتاب بسفر المكابيين الثاني:تعتمد المادة التاريخية للسفر على سفر المكابيين الثاني وخلفية اضطهاد السلوقيين لليهود (4مكا 3: 19 - 4: 26) تلخص سفر المكابيين الثاني (2- 6: 11) كما أن قصص الاستشهاد لليهود والواردة في (4 مكا 5: 1- 18: 24) تسهب فيما ورد في (2مكا 6: 18 - 7: 42) كما يشير السفر إلى المصير القاسي لأنطيوخس أبيفانيوس (4مكا 18: 5) وهو ما ورد في (2مكا 9). هناك مصدر آخر يحتمل أن يكون كاتب السفر قد اعتمد عليه كبديل، ألا وهو كتب ياسون القيرينى الذي نقل عنها كاتب المكابيين الثاني، وربما يؤيد هذا الافتراض: الاختلافات الملحوظة خلال السرد القصصى ما بين سفر المكابيين الثاني والرابع، والوصف الأكثر إسهابًا لقصص الشهداء الوارد في سفر المكابيين الرابع. وإن كان البعض يعزى هذه التغييرات إلى الكاتب نفسه، لاسيما وأنه في قصة عطش الملك داود (4مكا 3: 6- 16) قد غير في الوصف الموجود في (صموئيل الثاني 23: 13 - 17) و(أخبار الأيام الأول 11: 15 -19). قانونية السفر:نظرت الكنيسة إلى مثل هذه الأسفار - غير المعترف بها - باعتبارها مؤلفات تاريخية عن شعب الله وإسرائيل، وكأمثلة للدفاع البطولى عن الحق، ولم يرد السفر في ترجمة الفولجاتا ولذلك لم تقبله أي من الكنائس، وأن كان قد حظى بالتقدير فيما يتعلق باحتفالات الشهداء - كما سبق القول - وفضلًا عن أنه سرد فلسفى وليس نصًا إنجيليًا، فإن الكاتب يجهل طبوغرافية أورشليم إذ يحدد موقع الإستاد على أنه قلعة المدينة (4: 20) بينما هو تحتها في الواقع (قلعة عكرة/ 2مكا 4: 12) كما أن سرده القصصى ينظر إليه باعتباره أساطيرا معدلة، إذ يذكر موت أليعازار على أنه تم بعد محاكمة عامة مع الشهداء السبعة وأمهم، بينما ترد القصتين منفصلتين في سفر المكابيين الثاني (2مكا 6: 18 - 31 و7: 1 - 41). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المكابيين الثاني8 - تفسير سفر المكابيين الثاني |
سفر المكابيين الثاني الاصحاح الرابع عشر |
سفر المكابيين الثاني الاصحاح الرابع |
سفر المكابيين الأول الاصحاح الرابع عشر |
سفر المكابيين الأول الاصحاح الرابع |