يعتبر الخمسينيون حاليًا أن موهبة التكلم بالسنة هي علامة حلول الروح القدس في الكنيسة. ويقولون إن الكنيسة التي ليس لها موهبة التكلم بألسنة ليس فيها الروح القدس، لأنه عندما حل الروح القدس يوم الخمسين تكلموا بألسنة، وعندما حل في بيت كرنيليوس تكلموا بألسنة كعلامة لحلول الروح القدس. فعلامة الإمتلاء من الروح القدس عندهم هي التكلم بألسنة.
وللرد على ذلك نقول :
إن القديس بولس الرسول عندما ذكر المواهب لم يذكر أن الكل تكلموا بالسنة بل قال "ألعل الجميع يتكلمون بألسنة؟ ألعل الجميع يترجمون؟" (1كو 30:12). ثم قال بصريح العبارة أن هذه المواهب ليست لجميع الناس. فإن كان الأمر هكذا فلا داعى لأن نقول أنها العلامة الوحيدة للإمتلاء من الروح القدس. يقول: "أنواع مواهب موجودة لكن الروح واحد... هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو12 :4،11).
ثم يقول في (1كو 28:12-30) "فوضع الله أناسًا في الكنيسة أولًا رسلًا، ثانيًا أنبياء، ثالثًا معلمين، ثم قوات، وبعد ذلك مواهب شفاء أعوانًا تدابير وأنواع ألسنة. ألعل الجميع رسلًا. ألعل الجميع أنبياء. ألعل الجميع معلمون. ألعل الجميع أصحاب قوات. ألعل للجميع مواهب شفاءٍ. ألعل الجميع يتكلمون بألسنة. ألعل الجميع يترجمون؟".
إذن فلا مجال للإدعاء بأن هذه هي العلامة الوحيدة للإمتلاء من الروح القدس. لأنه على الرغم من أن موهبة التكلم بالألسنة قد توقفت في الكنيسة، إلا أن المواهب الأخرى لم تتوقف. فموهبة شفاء الأمراض مثلًا ظلت باقية بصورة واضحة وقوية جدًا عبر الأجيال. وظلت القوات موجودة حتى أن الكنيسة نقلت جبل المقطم في أحد العصور. وما زالت المعجزات وظهورات القديسين سواء معجزات من أجساد القديسين أو كنتيجة لسر مسحة المرضى، كما أن إخراج الشياطين لازال موجودًا في الكنيسة إلى يومنا هذا.
وأيضًا في جيلنا هذا ظهرت السيدة العذراء مرتين ظهورًا قويًا استمتع برؤيته وبركاته مئات الألوف من الناس مسيحيون وغير مسيحيين، أرثوذكس وغير أرثوذكس، وهذا الظهور اقترن بمعجزات لا حصر لها.
فهل هذا كله لا يوازن أن يقف واحد يقول كلامًا غير مفهوم بلغة لاوجود لها، أو آخر تحدث له تشنجات أو يقع على الأرض أو يغمى عليه..الخ - هل هذه هي الكنيسة؟!!! هل هذه هي الكنيسة المجيدة التي بلا عيب، المزينة مثل عروس لرجلها، هل هي مجرد هذه الظواهر الغريبة والهمهمات غير المفهومة والأصوات التي تشبه أصوات الحيوانات. هل هذا هو الامتلاء من الروح القدس؟!!!
بدعة الألسنة هذه ظهرت أولًا في كنيسة إنجلترا.. فنسأل أين هي كنيسة إنجلترا اليوم؟ أين الشعب المسيحى الذي يحيا حسب المسيح؟ وكم عدد الذين يصلون في الكنائس؟... فإن كانت حقًا هذه هي كنيسة الروح القدس فأين شعبها؟ ولماذا ضاع؟
إن كانوا يقولون أن هذه هي كنيسة الروح القدس (أي الكنيسة الخمسينية في أوربا وفى أمريكا)، أو الكنيسة الحية التي امتلأت من مواهب الروح. إذًا نريد أن نرى قوة يوم الخمسين وهى تعمل لكى تغير أوربا كلها وتأخذها إلى الحياة مع المسيح.
لكن عندما نرى في أوربا وفى أمريكا الناس وقد انصرفوا عن الكنائس حتى تحولت إلى متاحف أو يجرى بيعها، وقد انصرف شعبها عنها وانشغلوا بملاهى العالم والجسد وملذات الدنيا الباطلة... فهل الروح القدس غير قادر أن يعمل؟! هل فقط التكلم بألسنة هو المسيحية كلها.. وليست المسيحية هي حق وعمل وقداسة!
لذلك حذرنا السيد المسيح من أن نذهب أو نسعى وراء كل ظاهرة غريبة. والرسل أيضًا حذرونا قائلين "لا تصدقوا كل روح بل إمتحنوا الأرواح هل هي من الله؟" (1يو 1:4)، والقديس بولس حذر أن ضد المسيح عندما يأتى سيكون مجيئه بعمل الشيطان وبقوة معجزات كاذبة (أنظر 2تس 9:2). فليست كل معجزة خارقة للطبيعة هي من الله. المعجزة وحدها لا تكفى..
أين الإيمان المسلم مرة للقديسين..؟! أين التسليم الرسولي؟ أين الكنيسة التي امتدت عبر كل هذه الأجيال؟ الكنيسة التي قال عنها السيد المسيح أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها. وأيضًا قال للرسل: "أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم" (يو 16:15).. أين كانت الكنيسة قبل ظهور الحركة الخمسينية في القرن السادس عشر؟! هل كان الروح القدس غائب عن الكنيسة طيلة هذه القرون؟!!! وقد قال لها "لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك" (أش 7:54) وقال لها أيضًا "بفيضان الغضب حجبت وجهى عنك لحظة وبإحسان أبدى أرحمك يقول وليك الرب" (اش 8:54). أين الكنيسة عروس المسيح إن كانت متوقفة على أصحاب الألسنة الذين لم يكن لهم وجود طوال هذه القرون ثم ظهروا الآن في آخر الزمان؟ هل كانت بدون الروح القدس طوال هذه الأجيال؟!!!
كل الشواهد تقول أن الكنيسة عمود الحق وقاعدته (1تى 15:3) كما كتب عنها.. المؤسسة على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية. انظر (أف 20:2).