من سيفصلنا عن محبة المسيح
في الكنيسة مثلاً ونحن نتشفع بالسيدة العذراء أو بالقديسين، نتشفع بهم على اعتبار أنهم يشفعون لنا أمام السيد المسيح، أو يطلبون من أجلنا من السيد المسيح. ليس معنى هذا أننا ننشغل بهم وننسى السيد المسيح، كلا. إنما كل هذه الأمور تقوى رجاءنا وتدعم طلبتنا، بل تؤازرها وتعضدها، ولذلك يقول معلمنا بولس الرسول: "مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ. وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ ولا أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً. وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رو8: 35-39).
إذا كان هناك شخص يبنى كنيسة، فإن انشغل بمباني الكنيسة أكثر من انشغاله بالمسيح، لم يستفِد شيئاً؛ لماذا؟ لأن السيد المسيح يجب أن يكون هو الهدف. شيء جميل أن تبنى الكنيسة، لكن ما هو الهدف الأساسي؟ هو المسيح،إنسان يتصادق مع الملائكة، لماذا؟ لكي يرتبط بقوة بالعالم الروحاني، ويكون السيد المسيح هو محور الاهتمام. كما يقول الكتاب "مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (مت10: 37)، ولكن ماذا عن "أكرم أباك وأمك.." أكرم أباك وأمك أمر جميل ولائق، ولكن ليس على حساب ارتباطك بالمسيح.
نعم يمكنك أن تكرم والدتك في يوم عيد الأم مثلاً، ولكن هل صورة السيد المسيح ستغيب في هذه المناسبة؟ إنسان يريد أن يحتفل بأي مناسبة سواء تذكار ميلاد أو زواج، هل في هذه المناسبات يكون السيد المسيح هو محور الاهتمام..؟ هذا ما يقوله بولس الرسول: "لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ ولا أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً. وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رو8: 38-39).