المرأة الشديدة الغيرة
ما أشد هول تلك المرأة العنيفة فى غيرتها, التى تعتمد فى ذلك على حساسية شاذة غير طبيعية. فتغار على زوجها إن كان وسيماً جداً وناجحاً بدرجة يحيطه المعجبون والمعجبات. أو إن كان لطيفاً ومرحاً, ينظر إليه الجميع فى حب وبشاشة. فتغار هذه الزوجة إن رأته يكلّم امرأة فى لطف, أو يبتسم فى وجهها, أو أن ابتسمت تلك المرأة أو ضحكت فى مرح اثناء الحديث معه .
* حينئذ تحارب الظنون والأفكار هذه الزوجة, فتحطمها من الداخل. وهى تتولى بدورها تحطيم الزوج. فتفرض عليه رقابة وحظراً, وتوبخه على بشاشته مع امرأة أخرى, وتسئ فيه الظنون.
هى تريده عصفوراً جميلاً تحبسه فى قفص, لا يراه أحد. يكفى أن تراه هى! ولا يكلّم أحداً غيرهاً, ولا يبتسم لغيرها, ولا يكون بشوشاً مع أحد!!
***
* وهكذا يفقد الزوج كل علاقاته الأجتماعية, لترضى هى عن تصرفاته.. وإلا صار البيت جحيماً تسوده الشكوك والظنون, والمناقشات كل يوم, والتحقيقات ومحاولة الأنتقام أو الشكوى. وقد يكون الرجل بريئاً جداً. وقد تكون طبيعة عمله من النوع الذى يستلزم لقاءات مع كثيرين وكثيرات ولا ينجح فيه إلا باللياقة والبشاشة. ولكن زوجته تتعبها الغيرة فتتعبه!
* وقد تأخذ الغيرة عند الزوجة مظهر آخر, فقد تغار من جهة حبه لأمه أو أخته أو بعض أفراد أسرته. أو من إنفاقه على أخ أو قريب. وتظن أنه يحب أهله أكثر منها, أو أنه يخضع لمشورتهم أكثر منها. وتلهبها الغيرة حتى تريد أن تحرمه من كل أحبائه. فلا يحب أحد سواها!!
وفى وقت الغيرة لا تفكر فيه ولا راحته. إنما تفكر فى ذاتها فقط. وما على الرجل إلا أن يخضع لمشاعرها, ولا تهمها النتائج ولا الإحراجات التى يقع فيها... وإلا فإنها تتهمه بعدم محبته لها وبالخيانة وعدم الإخلاص..!
***
* ويحاول الرجل أن يجد حلاً ولا يستطيع. ويشرح الأمور ولا تقبل منه. ويتحرج الجو, ويتهدد البيت بالإنهيار. إذ يشعر الزوج أن ثمن إرضائها هو أن يخسر الكل بسبب ظنون لا وجود لها فى عالم يقة. ولكنها موجودة فى أتون الغيرة!!
***