الفرح صورة مشرقه للدين
إن سرت في طريق الله، فملكت الكآبة، ستعطي صورة كئيبة عن الدين والحياة الروحية، ويقول كل من يراك: هذا الإنسان كان هادئًا ومطمئنًا، وقلبه عامر بالحب والسلام. ولكن منذ أن تدين صار متجهم الملامح، عابس الوجه، يسير وهموم الدنيا كلها علي كتفيه، وأحزان العالم كله فوق رأسه. وهكذا يعثرون بسببك، ويخافون من الحياة مع الله ومن الطريق الروحي. فلماذا هذا الإتلاف؟ أعط الناس دروسًا بفرحك. علمهم أن:
أولاد الله فرحون، لأنهم وجدوا الله وعرفوه وعاشروه.
إنهم فرحون بملكوت الله داخلهم، فرحون بعمل الروح القدس فيهم. فرحون بخروجهم من أسر إبليس وتخلصهم من خطايا عديدة. فرحون بالحياة الجديدة. بالحديث مع الله، والتأمل في الإلهيات. فرحون بانطلاق أرواحهم من سلطان الجسد والمادة. فرحون لأنهم صار تحت قيادة الله المباشرة. وتحت رعايته، وقد ذاقوا ونظروا ما أطيب الرب، واختبروا جمال الحياة معه. وهم فرحون أيضًا لأنهم قد لبسوا ثوبًا جديدًا من الرب، بل قد لبسوا المسيح (غل 3: 27). هذه هي أسابا الفرح بالرب التي نبشركم بها. أن وضعت كل هذا في ذهنك فستفرح بالرب. أما إن ملكت الخوف من المستقبل. والخوف من الخطية، والخوف من السقوط، فهذا دليل علي أنك نسيت عمل الله معك. وعمل فيه، وبشراه لخلاصك. وأعرف هذا إذن:
إن كل قلق وخوف واضطراب ويأس، هو من عمل الشيطان.
هذا هو أسلوبه، يريد أن يزعجك ويخفيك، لكي تتسلم له وتترك جهادك الروحي، وتفشل.. فلا تسمع له فنحن لا نجهل أفكاره (2كو 2: 11). أما ثمار الروح فهي فرح وسلام.لذلك لما بشر الملائكة بميلاد المسيح قالوا:
".. علي الأرض السلام، وفي الناس المسرة".
فلتكن المسرة إذن في قلوب الناس، ولنعش في حياة الفرح الدائم، نفرح بالرب كل حين، شاكرين في كل حين، علي كل شيء (أف 5: 20).