بشري مفرحة
أود في بداية هذا العام الجديد، أن أكلمكم بكلمة أمل ورجاء..
أود أن يشرق علينا هذا العام كنور، برسالة فرح من السماء. لأنه بميلاد ربنا يسوع المسيح، وولد السلام. وكان ميلاد الرب بشري فرح للجميع وفي يوم ميلاده وقف الملاك يقول للرعاة:
"ها أنا أبشركم بفرح عظيم، يكون لجميع الشعب"، "إنه ولد لكم اليوم.. مخلص" (لو 2: 10، 11).
ها أنا أبشركم بفرح عظيم".. في هذه العبارة نجد رسالة المسيحية كلها. لقد جاءت المسيحية لكي تبشر الناس بالفرح العظيم الذي يكون لجميع الشعب. لذلك فكلمة إنجيل معناها بشارة مفرحة، أخبار سارة.
وكان الرسل يبشرون، أي ينقلون هذه الأخبار السارة.. إلي جميع الناس فيقولون لهم أتي الخلاص.
ويوحنا المعمدان، الذي هيأ الطريق أمام ربنا يسوع المسيح، كان يبشر الناس بأنه قد "أقترب ملكوت الله" (مت 3: 2). ونحن كرجال دين، وليس لنا عمل سوي أن نبشر الناس بهذا الفرح العظيم. ورسالتكم أنتم هي هذه، أن تبشروا الناس بهذا الفرح.. وأن تفرحوا معهم.. وأن تفرحوا معهم.. وأي فرح؟
أن المسيح أتي بديانة مفرحة لجميع الناس، تحمل لهم الخلاص.
وتحمل لهم الفداء، وتكسر أبواب الجحيم، وتفتح أبواب الفردوس.. أتي المسيح برسالة تقول للص وهو علي الصليب "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43).. رسالة تقول لرئيس العشارين الخاطئ، مثال الظلم والشر في حيله، تقول له: اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت، إذ هو أيضًا أبن لإبراهيم (لو 19: 9). إنها رسالة تبشر الأمم الغرباء، البعيدين عن رعوية الله في ذلك الحين، الذين كانوا محتقرين من إسرائيل، فتقول عنهم: يأتون من المشارق والمغارب، ويتكئون في أحضان إبراهيم.. في ملكوت الله (مت 8: 11، لو 13: 29). الدين عمومًا هو رسالة مفرحة للناس، وبشارة فرح لهم.
_____