منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 02 - 2014, 04:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
قام قداسة البابا شنوده الثالث بتدريس مادة اللاهوت المقارَن وهو أسقف للتعليم، ويستمر في التدريس لتلك المادة حتى اليوم في الكلية الإكليريكية. وقد أصدر قداسته كتبًا في هذا الموضوع مثل "الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي"، و"بدعة الخلاص في لحظة"، و"الكهنوت"، و"المطهر"، و"طبيعة المسيح". وقد بدأنا في وضعها هنا في موقع الفرح المسيحي تباعًا..
إن الحوار اللاهوتي ليس عراكًا أو حربًا، كما كان قديمًا!!
ولكنه نقاش في محبة، رغبة في الوصول إلى فهم مشترك، بطريقة روحانية. ونحن في هذا السياق نعرض فكرنا الأرثوذكسي، ونرد على ما يوجَّه إلينا من اعتراضات. ونبحث كل شيء بطريقة موضوعية.
نرجو من روح الله القدوس أن يقودنا جميعًا إلى الفكر والإيمان الواحد..
رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2014, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

الإيمان الواحد وصحة التعليم



علم اللاهوت هو العلم الذي يتحدث عن الله تبارك اسمه، ولا يجوز أن يتحدث عن الله، إلا الذي عرفه أو على الأقل من قد تتلمذ على الذين عرفوه.
ويحتاج علم اللاهوت إلى دقة في التعبير، ودقة في التفسير، ومعرفة بالمصادر، التي يعتمد عليها، ويثق الكل بصدق إيمانها. ونحن (الكنيسة القبطية) ككنيسة تقليدية Traditional وكنيسة محافظة Conservative نحافظ على الإيمان الرسولى، المسلم لنا من القديسين (رسالة يهوذا 3:1)، ولا نبتدع شيئًا في الدين، ولا ننقل التخم القديم الذي وضعه آباؤنا (سفر الأمثال 28:22).
والإيمان في الكنيسة هو "إيمان واحد" (افسس 5:4). والكنيسة تذكرنا كل يوم بهذا الإيمان الواحد، في قطعة نصليها باكر كل يوم من (أف 5:4).
هذا الإيمان الواحد، هو إيمان كل عضو من أعضاء الكنيسة، ومصدره الأساسى هو الكتاب المقدس. ثم أقوال الآباء القديسين، وقوانين المجامع المقدسة المعتمدة، وما تسجله في كتب البيعة، وبخاصة كتب الطقس الكنسى. وكلها موافقة للكتاب المقدس، وتسمى في مجموعها بالتقاليد الكنسية.
والميزان الذي نزن به التقليد السليم، إشتراط هام هو موافقته للكتاب المقدس. وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول: "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما" (غلاطيه 8:1-9)، أي محروم.

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
ولذلك كانت الكنيسة حريصة جدًا في عصورها الأولى، منذ أيام الرسل، على سلامة التعليم، حفظًا لسلامة الإيمان. وهكذا يقول القديس بولس الرسول لتلميذه القديس تيطس أسقف كريت: "وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح" (رسالة تيطس 1:2). وهذا التعليم الصحيح كان يتسلمه الآباء الأساقفة الأول من الرسل مباشرة، ليسلموه لأجيال أخرى أمينة على التعليم، فينتقل من جيل إلى جيل. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "وما سمعته منى بشهود كثيرين، أودعه أناسًا أمناء، يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا" (رسالة تيموثاؤس الثانية 2:2).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
مهمة التعليم هى عمل الإكليروس:

كان التعليم هو مهمة الآباء الرسل، ومن بعدهم تلاميذهم من الآباء الأساقفة و الكهنة، ثم الشمامسة. ولم يكن مطلقًا مهمة العلمانيين.
السيد المسيح سلم مهمة التعليم للآباء الرسل، إذ قال لهم: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم... وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (انجيل متى 19:28-20). وقال لهم أيضًا: "إذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (إنجيل مرقس 15:16)، ولم يقل لعامة الناس.
واعتبر الرسل أن مهمة الكرازة، والتعليم، وخدمة الكلمة، وتسليم الإيمان، هى مهمتهم الأساسية. وقالوا في هذا: "وأما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة" (أع 4:6). وقال القديس بولس الرسول:"... بواسطة الإنجيل الذي جُعلت أنا له كارزًا ورسولًا ومعلمًا للأمم" (تيموثاوس الأولى 11:1)، "كارزًا بملكوت الله ومعلمًا" (سفر الأعمال 31:28).
وقد سلم الرسول مهمة التعليم والكرازة لتلاميذه الأساقفة، فقال لتلميذه القديس تيموثاوس: "إكرز بالكلمة... عظ بكل أناة وتعليم" (2تى 2:4)... وقال لتلميذه تيطس الأسقف: "تكلم بهذه، وعظ ووبخ بكل سلطان" (تى 15:2)، وانتقل عمل التعليم أيضًا إلى القسوس، ورجال الكهنوت عمومًا، ذلك لأنه "من فم الكاهن تُطلب الشريعة" (سفر ملاخي 7:2).
ومن مجموعة الآباء الأساقفة، كانت تتشكل المجامع المقدسة، التي لها سلطان التشريع والتقنين في الكنيسة المقدسة. وكثير من الآباء الأساقفة كانت إجاباتهم في شئون الدين، تعتبر قوانين مقدسة، تعترف بها الكنيسة الجامعة.
أما أمور الإيمان والعقيدة، فكانت مهمة الكنيسة، ممثلة في مجامعها وأساقفتها، ويشرحها الآباء الكهنة ويفسرونها للناس أما العلمانيون فكانوا بإستمرار في موقف المتعلمين.ولم يصر رجال الكهنوت معلمين فقط من فوق منابر الكنائس، وإنما أيضًا في موقف الإرشاد الروحى في الإعترافات وما إليها.
وأمور الإيمان والعقيدة، لا يجوز فيها للمعلمين أن يعلموا آراءهم وأفكارهم الخاصة، وإنما يعلمون الثابت في عقيدة الكنيسة، كما هى مسلمة لهم، لأنه لو أعطيت الحرية لكل إنسان، أن ينشر أفكاره الخاصة، لتعددت مذاهب التعليم، ولا يمكن أن نسمى هذه بعقيدة الكنيسة.
كل إنسان حر في عقيدته، وقد تنحرف حرية الإعتقاد، ولكن هذه كلها تكون خارج إيمان الكنيسة الواحد. والكنيسة المحافظة على الإيمان، الساهرة عليه، لا تسمح بهذا، ولا تعطى سلطة التعليم لكل أحد، وتراجع أقوال المعلمين على الإيمان المسلم للقديسين، ويبقى قول بولس الرسول: "ان كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم فليكن اناثيما Anathema" (غل 9:1) ميزانًا ثابتًا...وأحيانًا يكون سبب الخطأ في الإيمان أو في التعليم، هو الخلطة مع مذاهب أخرى، والتأثر بها وبمعلميها، أو التتلمذ على أولئك أو على كتبهم.وأحيانًا يكون السبب في ذلك هو الإعتداد بالفكر الخاص، وعدم قبول تغييره، وعدم طاعة الكنيسة في ذلك، وربما يكون السبب هو وجود كبرياء في القلب، تقنع شخصًا بأنه على حق، وكل ما يعارضه مخطئ، وأنه يفهم ما لا يفهمه غيره...
وقد كانت الكنيسة طوال تاريخها، في ملء الحرص على سلامة التعليم، يكفى أن قسًا في الإسكندرية - هو أريوس - بسبب تعليمه الخاطئ، تدخل البابا القديس بطرس خاتم الشهداء، والبابا الكسندروس، الذي عقد مجمعًا لذلك في الإسكندرية، حضره مائة أسقف من أساقفة الإسكندرية وليبيا، ثم عقد المجمع المسكونى في نيقية سنة 325م. الذي حضره 318 أسقفًا، من كافة أنحاء العالم المسيحى، وكل ذلك من أجل قس أخطأ في التعليم، وصارت هناك خطورة من إنتشار تعليمه. ولم يقل أحد: تترك الأمر لحرية الإعتقاد...!
من أجل بحث الخلافات العقائدية، وُجد علم اللاهوت المقارن. ومن أجل الوصول إلى وحدة في الإيمان، وُجد الحوار اللاهوتى.
وفي ظل الحوار اللاهوتي نقدم هذا الكتاب، بكل حب، وبطريقة موضوعية بحتة، دون أن نجرح شعور أحد.
فنحن نؤمن بروحانية الحوار اللاهوتي، وموضوعيته.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2014, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

مجمل خلافاتنا مع البروتستانت


الخلافات كثيرة: بعضها فى العقيدة والايمان، وبعضها فى الطقوس، والبعض الثالث في النظام الكنسى، وفي أمور العبادة...
وأهم الخلافات بيننا وبين البروتستانتية ما يلى:
1- اعتقادهم بالطبيعتين والمشيئتين في السيد المسيح:

بينما تؤمن الكنيسة القبطية، أن طبيعة السيد المسيح اللاهوتية وطبيعته الناسوتية، متحدتان معًا في طبيعة واحدة، هى طبيعة الكلمة المتجسد. ونحن نؤمن أن السيد المسيح
Protestant
كامل في لاهوته، وكامل في ناسوته، وأن لاهوته لم يفارق ناسوته، لحظة واحدة ولا طرفة عين، لذلك لا نتكلم مطلقًا عن طبيعتين بعد الاتحاد، هذا التعبير الذي بسببه رفضنا مجمع خلقيدونية سنة 451 م.
2- انبثاق الروح القدس
يعتقد البروتستانت مثل الكاثوليك بإنبثاق الروح القدس من الآب والابن، وهذا مخالف لعقيدة كنيستنا، التي تؤمن بإنبثاق الروح القدس من الآب وحده، حسبما ورد في (إنجيل يوحنا 26:15).
3- عدم إيمانهم بأسرار الكنيسة السبعة
وإن وجد عندهم شيء من ذلك، لا يسمونه سرًا. مثال ذلك: يوجد زواج عند البروتستانت، ولكنه مجرد رابطة أو عقد بين اثنين، وليس سرًا كنسيًا. كذلك توجد عندهم معمودية، ولكنها ليست سرًا كنسيًا بكل فاعليته... ويسمونها فريضة.
4- لا يؤمنون بالتقليد Tradition أو التسليم الرسولى
فهم لا يؤمنون إلا بالكتاب المقدس فقط، ولا يقبلون كل القوانين الكنسية، ولا المجامع المقدسة وقراراتها، ولا يلتزمون بتعاليم الآباء. وبالتالى لا يقبلون كل ما قدمه التقليد من نظم كنسية.
5- لا يقبلون الكهنوت
فهم إما ينادون بكاهن واحد في السماء وعلى الأرض، هو يسوع المسيح، دون أى كهنوت للبشر، وإما أن يقولوا إننا جميعًا كهنة، ولا فارق في ذلك بين إنسان وآخر، ومن يدعى (قسًا) من الطوائف البروتستانتية، لا يقصد به أنه كاهن، إنما هذا لقب يعنى عندهم أنه خادم أو راع، أو معلم، وليس كاهنًا يمارس الأسرار الكنسية.
وإن كانوا لا يؤمنون بالكهنوت، فمن باب أولى لا يؤمنون برئاسة الكهنوت، ويرون أن الكنيسة هى جسد واحد، له رأس واحد هو يسوع المسيح، ولا توجد رئاسة كهنوت من البشر، بحيث يرون رئاسة المسيح للكنيسة لا تسمح بوجود رئاسات بشرية. ونتيجة لهذا لا يؤمنون طبعًا بسلطان كنسى أيا كان...
نستثنى من كل هؤلاء الانجليكان أو الاسقفيين، الذين توجد في كنيستهم، درجات الأسقف و القس و الشماس، ولهم أيضًا رؤساء أساقفة، مثل رئيس أساقفة كانتربرى Canterbury، ورئيس أساقفة يورك وغيرهما. ولكنهم يعتقدون بموضوع زواج الأساقفة، وقد رسموا حاليًا قسوسًا من النساء، وأسقفًا إمرأة، وقد وضع قداسة البابا شنودة الثالث كتابًا خاصًا عن الكهنوت يمكن الرجوع إليه.
6- خلافات كثيرة في موضوع الخلاص
من أهمها التركيز فقط على الإيمان، وعدم الاهتمام بكل ما عداه، وهنا يعتمدون على عبارة "آمن بالرب يسوع فتخلص..." (أعمال الرسل 31:1) ويرون أنه بمجرد إيمان الإنسان يخلص، في نفس لحظة إيمانه، وكأنهم بهذا ينكرون الأسرار اللازمة للخلاص، مثل المعمودية والتوبة، وينكرون دور الكنيسة في موضوع الخلاص، الذي يعتبرونه مجرد علاقة مباشرة مع الله.
ومن ضمن الموضوعات التي هى مجال خلاف: مدى إمكانية هلاك المؤمن إذا ارتد، فيرون أن المؤمن لا يمكن أن يهلك مهما سقط.
ومن الخلافات البارزة في موضوع الخلاص، مسألة الإيمان والأعمال. ففى تركيزهم على الإيمان يغفلون جانب الأعمال، وفي اهتماهم بعمل النعمة، ينكرون لزوم الجهاد، وأكثر هؤلاء بعدًا عن التطرف من يقولون أن الإيمان ينبغى أن يكون إيمانًا عاملًا بالمحبة (غلاطيه 6:5).
7- ينكرون الطقوس
البروتستانتية ضد الطقوس، وبالتالى لا يعترفون بأية ليتورجيات (صلوات طقسية)، لا يستخدمون ما عندنا من كتب طقسية، مثل: القطمارس katameooc، و الابصلمودية، وصلوات اللقان، وطقس السجدة، و طقوس البصخة و الشعانين، والطقوس التي تصاحب كل سر من أسرار الكنيسة، وما إلى ذلك.
8- خلافات في المعمودية
لعل من أهمها لزوم المعمودية للخلاص، كذلك لزوم المعمودية للأطفال، ولا يؤمنون بكل فاعلية المعمودية، ولا علاقة المعمودية بالولادة الجديدة، وبالتبرير وغفران الخطايا، وهكذا تتحول المعمودية في البروتستانتية إلى اسم بلا مفعول، لأن كل ما ننسبه إلى المعمودية من فاعلية، ينسبونه كله إلى الإيمان، وكأنها أصبحت مجرد علامة أو مجرد طقس، بينما هم لا يؤمنون بالطقوس... ومع ذلك ليس كل البروتستانت إيمان واحد في المعمودية، فمنهم من يوافق على معمودية الأطفال، ومنهم من يوافق أن المعمودية بالتغطيس.. مع خلافات أخرى.
9- لا يؤمنون بالاعتراف
ونقصد عدم إيمانهم بالاعتراف على الآباء الكهنة من جهة، لأنهم لا يؤمنون أصلًا بكهنوت البشر، ومن جهة أخرى، لأنهم يرون الاعتراف على الله مباشرة، ويتبع هذا طبعًا، أنهم لا يؤمنون بالتحليل الذي يقرأه الكاهن على رأس المعترف، ولا يؤمنون بسلطان الحل والربط جملة.
10- لا يؤمنون بسر الأفخارستيا
في البروتستانتية لا توجد قداسات، ولا ذبيحة إلهية، ولا يؤمنون بإستحالة الخبز والخمر، إلى الجسد والدم الأقدسين، وهكذا لا يوجد تناول من هذه الأسرار المقدسة، وكل ما يفعلونه لتنفيذ وصية الرب (أنجيل لوقا 22: 19) هو احتفال في بعض المواسم، فيه كسر الخبز، لمجرد الذكرى، ويدعون ذلك فريضة وليس سرًا كنسيًا. وهكذا فإنه لا يوجد مذبح في الكنائس البروتستانتية، لأنه لا توجد ذبيحة... يستثنى من ذلك الانجليكان (الأسقفيين)، فعندهم مذابح وقداسات، ويؤمنون بإستحالة الخبز والخمر إلى الجسد والدم... (اقرأ المزيد حول هذا الأمر هنا في موقع أنبا تكلا).
11- خلافات بالنسبة إلى الكتاب المقدس
على الرغم من اهتمام البروتستانت بالكتاب اهتمامًا كبيرًا، على الرغم من كلامهم عن (الحق الكتابى)، إلا أننا نأخذ عليهم هنا أمرين هامين:
أ- عدم إيمانهم ببعض أسفار الكتاب مثل طوبيا، يهوديت، يشوع بن سيراخ، باروخ، سفر الحكمة، المكابيين الأول والمكابيين الثاني، وبعض أجزاء أخرى من الكتاب... واعتبارهم إنها أبوكريفا، وعدم ضمها إلى الكتاب، مثلما تضم في ترجمة الكاثوليك للكتاب...
ب- لا يتعاملون مع العهد القديم بالاحترام اللائق لكل تعاليمه، كما لو كان السيد المسيح قد نقض الناموس أو الأنبياء، أو اعتبار أشياء جوهرية فى العهد القديم، وكأنها كانت مجرد رموز، وانتهت في العهد الجديد! فإذا أثبتنا عقيدة بآيات من العهد القديم، لا يقبلون ذلك على اعتبار أنه من العهد القديم! وعلى هذا فإن الخط الذي يفصل بين الرمز والحقيقة الثابتة في العهد القديم، غير واضح أمامهم أو نختلف نحن معهم فيه...
12- لا يؤمنون بأصوام الكنيسة
قد يقبلون الصوم كعمل فردى في أي وقت، ولكنهم لا يوافقون على أصوام محددة في مواعيد معينة يصومها كل الشعب، فهم لا يصومون الأربعاء والجمعة، ولا أسبوع الآلام، ولا الصوم الكبير، ولا صوم الميلاد، ولا صوم العذراء، ولا صوم الرسل، ولا باقى الأصوام، كما لا يؤمنون بالصوم النباتى. لا يقبلون قيدًا على الإنسان في أكله وشربه بأية صورة...
13- لا رهبنة في البروتستانتية
لا يوجد نظام الرهبنة، إلا عند الأرثوذكس و الكاثوليك، أما الرهبنة فلا وجود لها في البروتستانتية، وكل رتب الخدام متزوجون. حتى في الكنيسة الأسقفية، التي هى في وضع متوسط بين الكاثوليكية والبروتستانتية، وتؤمن ببعض أسرار الكنيسة، كالكهنوت والأفخارستيا، لا يوجد فيها رهبنة، ولا تبتل، فالأساقفة ورؤساء الأساقفة، متزوجون أيضًا...سمعنا أخيرًا عن وجود رهبنة عند بعض الألمان البروتستانت...
14- لا يؤمنون بالصلاة على الموتى
فلا يطلبون الرحمة لنفس الميت، ولا النياح له، كل ما يحدث أن يدخل جثمان الميت إلى الكنيسة، لتقرأ بعض الفصول وتلقى العظة، لمجرد تعزية أسرة المتوفى، أو للإستفادة من الموت، ولكن لا يصلون مطلقًا من أجل الميت، ولا يطلبون مغفرة، ولا يسألون الله من أجل أبدية هذا الذي انتقل.
15- لا شفاعة في البروتستانتية
لا يؤمنون بشفاعة الملائكة، ولا العذراء، ولا القديسين، ولا شفاعة الموتى في الأحياء، ولا الأحياء في الموتى، لا وساطة إطلاقًا بين الله والناس. وهذا يقود إلى نقطة أخرى، أو تتسبب عنها، وهى:
16- عدم إكرام القديسين
لا إكرام للملائكة ولا للقديسين، فلا يحتفلون بأعياد القديسين، كما نفعل نحن، ولا يقرأون في الكنيسة سنكسارًا يشمل سير القديسين، ولا توجد عندهم تماجيد للقديسين، ولا ذكصولوجيات، ولا تذاكيات، ولا صلاة مجمع، ولا إكرام لعظام القديسين، ورفات أجسادهم. وهذه النقطة تقود إلى نقطة أخرى وهى:
17- لا أيقونات ولا صور في البروتستانتية
وقد أخذت (حرب الأيقونات)، دورًا هامًا في التاريخ، بينهم وبين الكاثوليك. فلا يؤمنون بوجود صور وأيقونات في الكنيسة، ولا بإيقاد شمعة أمام صورة أحد القديسين، ولا بنذر ينذر على اسمه، فهذا نوع من طلب شفاعة، وهم لا يؤمنون بالشفاعة. وتتعلق بهذا الموضوع نقطة أخرى وهى:
18- عدم بناء الكنائس على أسماء القديسين
فلا تبنى كنيسة على اسم ملاك، أو شهيد، أو قديس، ولا تتسمى بإسمه، إنما قد تتسمى الكنيسة، باسم المدينة أو الحىّ، مثل: الكنيسة الإنجيلية بشبرا، أو الكنيسة الانجيلية بأسيوط... أو قد تتسمى الكنيسة باسم فضيلة، مثل: كنيسة الرجاء... ولكنها لا تحمل اسم قديس... أما الأسقفيون فتوجد عندهم كنائس بأسماء القديسين، مثل: كاتدرائية جميع القديسين في القاهرة مثلًا، أو كاتدرائية سان بول بلندن..
19- الكنيسة كبناء
البعض يتطرف فينكر الكنيسة كبناء، على اعتبار أن الله مالئ السماء والأرض، لا يسكن مكانًا، ولكن عمومًا توجد كنائس للبروتستانت، ولكنها بلا هياكل، ولا حجاب، ولا تتقيد بمنارات أو قباب، وبلا أيقونات. كل ما فيها، منبر للوعظ ومقاعد، كالجمعيات التي تتخصص في الوعظ عندنا.
20- لا اتجاه إلى الشرق
كنائس البروتستانت لا تتجه إلى الشرق، مثل كنائسنا، كذلك إذا وقفوا للصلاة، لا يتجهون إلى الشرق، بل في أي اتجاه، حسب موضع كل منهم.
21- لا بخور ولا شموع
لا يستخدم البخور في الكنائس البروتستانتية، ولا يوجد طقس رفع بخور عشية، ولا طقس رفع بخور باكر، ولا تصحب الصلوات ببخور، والمبخرة غير موجودة في الكنيسة إطلاقًا، كذلك لا توجد شموع، ولا يصحبون قراءة الإنجيل، بإضاءة شموع.
22- لا توجد صلاة قنديل
(أى صلاة مسحة المرضى)، سواء اعتبرت سرًا من أسرار الكنيسة أم لا، هم لا يؤمنون بالأسرار، أو بأية صلاة طقسية، ولا بالصلاة على المرضى، كسر كنسى، فيه تقديس الزيت والدهن به. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.
23- لا صلوات أجبية
لا يؤمنون بالصلوات السبع التي للكنيسة، لا بمواعيدها ولا بمحتوياتها. ولا يلزمون بمبدأ الصلوات المحفوظة عمومًا. يصلى كل إنسان متى يشاء، وكيفما يشاء.
وهذا يقود إلى نقطة أخرى، وهى صلاة (أبانا الذي في السموات)، لا يستخدمونها في بدء الصلاة، ولا في نهايتها، ولا يلتزمون بها إطلاقًا، كما لا يلتزمون مطلقًا بصلاة المزامير، ولا مانع في بعض الإجتماعات، من أن تردد الصلاة الربانية، باعتبار أنه لا خطأ في ذلك، ولكن بغير إلتزام.
24- الحكم الألفى
ويؤمنون أن السيد المسيح، سيأتى في آخر الزمان، ويحكم ألف سنة على الأرض، يكون فيها الشيطان مقيدًا. ويسود فيها السلام، ويرعى فيها الحمل مع الأسد...ولكن توجد اختلافات بين البروتستانت في تفاصيل الحكم الألفى.
25- لا يؤمنون بدوام بتولية العذراء
بل يعتقدون أنها تزوجت بيوسف النجار، وأنجبت منه بنين، عرفوا باسم "اخوة يسوع" (آنجيل متى 13: 55، 56). ولا يكرمون العذراء، وكثيرًا ما يلقبونها باسم "أم يسوع"، ولا يوافقون على عبارة "الممتلئة نعمة" (لوقا 28:1)، بل يترجمونها "المنعم عليها"، وينكرون صعود جسد العذراء إلى السماء، الأمر الذي يعتقد به الكاثوليك والأرثوذكس، ولا يحتفلون بأى عيد من أعياد السيدة العذراء، وبعضهم يقول عن العذراء إنها "أختنا"!!
26- يؤمنون بحرية العقيدة وتنوعها
فكل إنسان له الحق في أن يعتقد ما يشاء، ويعلم بما يشاء، وينشر ما يشاء من معتقدات، دون سلطة كنسية تمنعه، فهم لا يؤمنون بالسلطة الكنسية، ومن هنا نشأت عشرات المذاهب البروتستانتية، تختلف فيما بينها في كثير من العقائد، وإن كان يضمها إطار عام في بعض النقاط. ويقولون أن هذا لون من التعدد Plurality ، يثرى فكر الكنيسة! وكأنه لا يلزم، أن يكون للكل إيمان واحد (رسالة أفسس 5:4).
27- مواهب الروح القدس
كثير من المذاهب البروتستانتية، تؤمن باستمرار موهبة الألسنة، ويعتبرونها دليلًا على الملء بالروح، أو دليلًا على قبول الإنسان للروح القدس، والبعض يقبل وجودها، وانتشارها، ولزومها، ولكن ليس للكل. ولعل هذا واضح جدًا في طائفة الخمسينيين، وفي جماعات الكرزماتيك Chrismatic.
28- ينكرون الأبوة الروحية
فلا يدعون أحدًا أبًا، ولا قسًا، ولا أسقفًا، معتمدين على فهم خاطئ لقول السيد المسيح للآباء الرسل: "لا تدعوا لكم أبًا على الأرض" (متى 9:23). وقد أجبنا على هذه النقطة بتوسع في كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنوده...
29- لا يستخدمون رشم الصليب
مع أهمية الصليب في البروتستانتية كوسيلة الرب لفداء البشر، إلا أنهم لا يكرمون الصليب، كما يكرمه الأرثوذكس. لا يوجد عندهم عيد للصليب، كما يوجد عندنا، ولا يبدأون الصلاة برشم الصليب، وباسم الآب والإبن والروح القدس، كما نفعل نحن. ولا ينهونها كذلك. ولا يمسك رعاتهم صلبانًا في أيديهم، لأنه للرشم وللبركة، وهم لا يؤمنون باستخدام الصليب للبركة، ولا بصدور بركة عن الآباء الكهنة، ولا بطريق الرشم. ونشكر الله أن كثيرًا منهم يعلقون حاليًا صلبانًا على الكنائس، وما كانوا يفعلون ذلك من قبل.
30- عقيدة الإختيار
وفيها يؤمنون بعقيدة هى: اختيار الله البعض للخلاص، منذ الأزل، وعلى مبدأ النعمة المطلقة، وعلى مبدأ سلطان الله المطلق. وكما يقولون: "أن الله بمجرد مسرته قد اختار منذ الأزل بعضًا للحياة الأبدية... فرز الله لبعض من الناس، وتعينهم بالقضاء الإلهى للحياة الأبدية".
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2014, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

الخلاف بيننا وبين البروتستانت حول المعمودية

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
تتركز الخلافات في المعمودية حول خمس نقاط هامة هى:
1- ما هى أهمية المعمودية وفاعليتها فينا؟
هل حسب الإيمان الأرثوذكسى ننال بها الخلاص والتطهير والتبرير والتجديد والميلاد الثانى والعضوية في جسد المسيح؟ أم أن كل ذلك يُنال بالإيمان حسب المعتقد البروتستانتى؟ وعندئذ ماذا تكون فائدة المعمودية؟ هل هى مجرد علامة على المسيحية؟ أم هى مجرد طاعة للسيد المسيح الذي أمر بها؟ (مت 28: 19).
2- بواسطة من تتم المعمودية؟
نحن في الأرثوذكسية نشترط أن الذي يجريها للمؤمن لابد أن يكون كاهنًا شرعيًا. أما البروتستانت فلا يؤمنون بالكهنوت البشرى إطلاقًا. وعندهم تتم المعمودية بواسطة خادم ليس كاهنًا . من الجائز أن يكون شيخًا أو قسيسًا، أو شيخة أو قسيسة (عند الطوائف التي تسمح للمرأة بهذه الوظيفة). وعلى أية الحالات فإن الشيخ أو القسيس ليس من الكهنوت حسب المعتقد البروتستانتى.


3- نحن نؤمن بالمعمودية سر من أسرار الكنيسة، والبروتستانت لا يرونها كذلك.
4- نحن نجرى المعمودية بالتغطيس، وهى عندهم بالرش.
5- نحن نعمد الأطفال على إيمان الوالدين، أما البروتستانت فلا يؤمنون بمعمودية الأطفال، لأنهم يشترطون إيمان المُعَمَد ذاته.
ولكن بعض البروتستانت يوافقون على معمودية الأطفال على إيمان والديهم، وهكذا اتفق معنا الإنجيليون فى مصر.
وتبقى بعد هذا اعتراضات يقدمونها وتحتاج إلى إجابة، مثل:
أ- ما مدى كفاية الإيمان؟ ألا يكفى بدون معمودية؟
ب- كيف خلص اللص اليمين بدون معمودية؟
ج- هل الماء له مثل هذه القيمة التي تلد وتجدد...؟
د- لماذا يلزم وجود كاهن؟... وماذا إذا كان هذا الكاهن الذي يعمد المؤمن هو نفسه سيئ السيرة؟
هـ- إن كانت المعمودية تجديدًا، فلماذا نخطئ بعدها؟
و- كيف يرث الطفل خطية والديه اللذين سبق لهما العماد وغفرت خطاياهما؟
ز- هل الماء في المعمودية يرمز إلى الكلمة كما يقول الرسول عن علاقة المسيح بالكنيسة: "مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة" (أف 5: 26).
وسنحاول أن نتناول في موقع الأنبا تكلا هذه النقاط واحدة فواحدة...
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2014, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

فاعلية المعمودية



1- المعمودية يتم بها الخلاص:
حسب قول السيد المسيح: "من آمن واعتمد، خلص" (مر 16: 16). ولم يقل : "من آمن خلص"، وإنما اشترط المعمودية إلى جوار الإيمان.
وقال القديس بولس الرسول"... بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس" (تى 3: 5). وقال القديس بطرس الرسول عن الفلك "الذى فيه خلص قليلون أي ثمانية أنفس بالماء، الذى مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية" (1بط 3: 20، 21).
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
2- بالمعمودية ننال الميلاد الثانى، من الماء والروح:

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
أ) وذلك حسب قول السيد المسيحلنيقوديموس: "إن كان أحد لا يولد من فوق، لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو 3: 3) ثم فسرها له بقوله "إن كان لا يولد من الماء والروح، لايقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3 : 5)... وأضاف: "المولود من الروح هو روح... هكذا كل من ولد من الروح". وهكذا اعتبر كل من ولد من الماء والروح، يكون قد ولد من فوق، أو يكون قد ولد من الروح، هذا هو الميلاد الثانى.
والعجيب أن بعض البروتستانت يريد الهروب من هذه الآية بقوله: لم يقل الرب كل من يعتمد من الماء والروح، بل قال كل من يولد...!
ولا شك طبعًا أنهما تعبير واحد، لأنه ما معنى "يولد من الماء" سوى أنه "يُعَمَد" لأن المُعَمَد يخرج من بطن المعمودية. كما أن كلام القديس بولس الرسول يؤكد نفس المعنى...
ب) يقول القديس بولس: "بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى" (تى 3: 5) وقال عن الكنيسة: "مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة" (أف 5: 26) واعتبر الرسول أن غسل الماء (بالمعمودية) هو غسل الميلاد الثانى، وهو غسل من الخطايا.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
3- المعمودية هى غسل من الخطايا:
حسب الآيتين السابقتين.
وأيضًا حسب قول حنانيا الدمشقىلشاول الطرسوسى بعد أن دعاه الرب: "أيها الأخ شاول... لماذا نتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك" (أع 22: 16).
وهنا نرى أنه من نتائج المعمودية غسل الإنسان من خطاياه. وفي مثال شاول الطرسوسى هذا نرى عجبًا. لقد دعاه السيد المسيح بنفسه، ليكون رسولًا للأمم، وإناءً مختارًا يحمل اسمه (أع 9: 15، 16 ). ومع ذلك لم تغفر خطاياه بهذا اللقاء مع الرب، ولا بإيمانه ولا بصيرورته رسولًا، إنما ظل محتاجًا إلى المعمودية لكي يغسل خطاياه.
ولعل بولس الرسول كان يتذكر باستمرار هذا الغسل من الخطية بالمعمودية، فقال لأهل كورنثوس: "لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا" (1كو 6: 11) ذلك لأنهم اعتمدوا باسم يسوع المسيح، فنالوا المغفرة، كما قال القديس بطرس لليهود.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
4- المعمودية بها مغفرة الخطايا:
وذلك أنه لما آمن اليهود يوم الخمسين ونخسوا فى قلوبهم، قالوا ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة؟ أجابهم القديس بطرس الرسول قائلًا: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا... " (أع 2: 38).
ولو كان إيمان اليهود في ذلك اليوم كافيًا لمغفرة خطاياهم، ما كان الرسول العظيم يطلب منهم أن يعتمدوا لمغفرة الخطايا ...! وبخاصة في ذلك اليوم التاريخى يوم تأسيس الكنيسة، وهو يوم ترسى فيه مبادئ هامة للخلاص.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
ولعل البعض يسأل: كيف تُغفَر الخطايا في المعمودية؟ فنجيب:
5- المعمودية هى موت مع المسيح وقيامة معه:
يقول الكتاب: "أجرة الخطية هى موت" (رو 6: 23) وقد بدأ طريق الخلاص بالموت، إذ مات المسيح عنا وكان لابد أن نموت مع المسيح أو على الأقل نتشبه بموته حسب قول الرسول: "لأعرفه وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبهًا بموته" (فى 3: 10). ونحن نفعل ذلك في المعمودية. وكيف؟
يقول الرسول: "أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت" (رو 6: 3، 4) . ويستمر في تأكيد هذا التعبير فيقول: "متنا معه... دفنا معه، قد صرنا متحدين معه بشبه موته... إنساننا العتيق قد صُلب معه...".
ويقول الرسول أيضًا في (كو2: 12): "مدفونين معه في المعمودية" مؤكدًا نفس المعنى...
ولماذا كل هذا؟ يقول الرسول: "فإن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن أننا سنحيا معه" (رو 6: 3 8).
المعمودية إذن لازمة للخلاص، لأنها شركة في موت المسيح. لأنها إيمان بالموت كوسيلة للحياة، واعتراف بأن أجرة الخطية هى موت.
وفى هذا الفصل من (رو 6) تبدو لنا ملاحظتان هامتان:
أ- عبارة: "دُفنا في المعمودية" تعنى التغطيس، كوضع الإنسان داخل القبر.
ب- يبدو من نتائج المعمودية أيضًا "صلب إنساننا العتيق".
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
وفى هذا الفصل أيضًا نتيجة أخرى للمعمودية وهى:
6- في المعمودية عملية تجديد:
يقول الرسول: "فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح... هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة" (رو 6: 4) أي فى الحياة الجديدة... هذه التي تُمنح لنا بالمعمودية. طبيعتنا إذن تتجدد في المعمودية. وكيف ذلك؟
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
7- في المعمودية نلبس المسيح:
يقول الرسول: "لأنكم كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح" (غل 3: 27) هل توجد عبارة أقوى من هذه تدل على عظم فاعلية المعمودية؟!
تلبس المسيح... تلبس ما فيه من بر، يهبه لك كنتيجة للمعمودية، تلبس الخلاص الذي وهبه لك في المعمودية بدمه... تلبس الصورة الإلهية (تك 1: 26) التي فقدناها بالخطية الأولى.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
ورموز إلى المعمودية في العهد القديم تعطى نفس المعنى:
أ- فمن ضمن هذه الرموز كان الفلك. وفيه يقول القديس بطرس الرسول:"... إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون أى الثمانى أنفس بالماء، الذي مثاله يخلصنا نحن أيضًا بالمعمودية" (1بط 3: 20، 21).
نشرح أن المعمودية فيها الخلاص، بالماء، كما حدث في الفلك مع الذين خلصوا من موت الطوفان بفلك نوح، مثال المعمودية.
وهذا يؤيد ما سبق أن قلناه عن الخلاص بالمعمودية حسب قول الرب (مر 16: 16).
ب- ومن الرموز إلى المعمودية الختان.
ج- ومن الرموز للمعمودية في العهد القديم أيضًا، عبور البحر الأحمر.
وعن هذا الرمز يقول القديس بولس الرسول :"فإنى لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة، وجميعهم اجتازوا في البحر، وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر".
والمعروف أن عبور البحر الأحمر كان خلاصًا للشعب من عبودية فرعون. وهو هنا يرمز إلى الخلاص الذي نناله في المعمودية من عبودية الخطية والموت، وعنصر الماء واضح في المثالين. وموسى يمثل هنا الكهنوت . كما كان نوح في مثال الفلك يمثل الكهنوت في عهد الآباء البطاركة (رؤساء الآباء)...
د- ومن رموز العهد القديم إلى المعمودية أيضًا ما ورد في (حز 16: 8، 9) حيث يقول الرب لأورشليم الخاطئة التي ترمز هنا إلى النفس البشرية في سقوطها: "ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرتِ لى. فحممتكِ بالماء، وغسلت عنكِ دماؤكِ، ومسحتك بالزيت" وهذا الماء والغسيل رمز للمعمودية، والزيت رمز لمسحة الروح القدس، وعبارة "صرتِ لى" تعنى انضمامها بهذا إلى جسد المسيح (عضوية الكنيسة).
المعمودية إذن فيها خلاص ومغفرة للخطايا، ليس حسب تعليم العهد الجديد فقط، انما حسب رموزها في العهد القديم أيضًا في الختان، والفلك، والبحر الأحمر.
و-المغفرة التي ننالها في المعمودية يُعبر عنها قانون الإيمان تعبيرًا واضحًا جدًا في قوله: "نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا".
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
8- في المعمودية انضمام لعضوية الكنيسة:
لا شك أن المعمودية كان يرمز لها الختان في العهد القديم. وفي ذلك يقول الرسول عن السيد المسيح: "وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح، مدفونين معه بالمعمودية ، الذي فيه أيضًا أقمتم بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كو 2: 11، 12).
المعروف أنه في الختان يقطع جزء من الجسد، فيموت، إشارة في المعمودية إلى الموت الكامل. وكما أن الختان علامة لا تُمحى هكذا أيضًا في المعمودية.
وكما أن في الختان يسيل دم، كذلك الحياة الجديدة التي أتت بالمعمودية، كانت باستحقاق الدم الذي سفك عنا.
وكما أن المختون كان يعتبر بختانه عضوًا في شعب الله وفي جماعة المؤمنين (تك 17: 7) هكذا أيضًا المُعَمَد يصير عضوًا فى الكنيسة في شعب الله، عضوًا في جسد المسيح. وكما أن غير المختون كان يهلك ( تك 17: 14) هكذا أيضًا كل من لا يولد من الماء والروح (يو 3: 3، 5) لا يدخل ملكوت الله، لأنه لم يدخل في المعمودية ولم يدفن مع المسيح ولم يقم معه.
وكما أن الختان كان لازما وضروريًا وبأمر إلهى، هكذا أيضًا المعمودية لازمة للمغفرة ولعضوية جسد المسيح.
وكما أن الإنسان يموت مرة واحدة ويقوم، ويختن مرة واحدة، هكذا أيضًا المعمودية واحدة لا تتكرر لأن المُعَمَد لا يموت مع المسيح أكثر من مرة.
أما علاقة الختان والمعمودية بمغفرة الخطايا ، فيُعبر عنها الرسول في حديثه عن الختان الروحى، ختان المسيح، غير المصنوع بيد الذي فيه خلع جسم الخطايا، ويرمز للمعمودية، فيقول بعدها: "وإذ كنتم أمواتًا بالخطايا وغلف جسدكم، أحياكم معه مسامحًا لكم بجميع الخطايا" (كو 2: 11 13).
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2014, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

المعمودية هي من عمل الكهنوت

المعمودية لابد أن يقوم بها كاهن شرعى.
والكتاب المقدس يرينا أن السيد المسيح لم يترك مسألة المعمودية إلى عامة الناس، إنما تركها لرسله القديسين، كما ورد في قوله لتلاميذه قبل صعوده: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس" (مت 28: 19).
ويؤيد هذا أيضًا ما ورد في (مر 16: 15، 16 ).
وواضح أن الرسل هم الذين قاموا بعمل التعميد كما يروى لنا سفر أعمال الرسل في كل انتشار الكنيسة الأولى. ثم تركوا العمل لتلاميذهم من الآساقفة. ومنهم للكهنة.

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
ولهذا كله، نحن لا نقبل أية معمودية لا يقوم بها كاهن.
ويُشترط في الكاهن أيضًا أن يكون كاهنًا شرعيًا , أي وُضعت عليه يد لها سلطان السيامة، ولا يكون هذا الكاهن محرومًا أو مشلوحًا، بل له السلطة الكهنوتية التي يمارس بها الأسرار.
ولعلنا بعد أن تكلمنا عن كل مفاعيل المعمودية فينا، وهذه التي لا يؤمن بها إخوتنا البروتستانت، ناسبين كل ذلك إلى الإيمان وحده... وبعد أن تحدثنا أيضًا عن أن المعمودية هى عمل الكهنة... لعل البعض يسأل:
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
لماذا تعيدون معمودية البروتستانتى الذي ينضم إلى الكنيسة الأرثوذكسية؟ نقول إننا نعطيه كل هذه الكنوز الروحية التي لم ينلها حينما تعمد في البروتستانتية... نسأله: هل نلت في المعمودية الخلاص؟ هل نلت فيها التبرير والتجديد ومغفرة الخطايا؟ هل اغتسلت فيها من خطاياك؟ هل لبست فيها المسيح؟ هل ولدت فيها ولادة جديدة؟
فإن كنت لم تنل شيئًا من كل هذه النعم في المعمودية التي أخذتها في البروتستانتية إذ لم تكن تؤمن بشئ منها يُنال بالمعمودية، فنحن نعطيك هذه كلها بالمعمودية التي لها كل هذه المفاعيل.
وسبب آخر هام. وهو أننا لا نعترف بمعمودية إلا التي تكون بواسطة كاهن شرعى كما قلنا. والبروتستانتية لا تؤمن بكهنوت للبشر يمارس الأسرار كما أنها لا تؤمن بالمعمودية كسر.
لذلك لا نقبل هذه المعمودية. ولا نقول أننا نعيدها، إنما نعمد المنضم إلينا بمعمودية على يد كاهن، تحمل فاعلية روحية لازمة للخلاص، وبدونها لا يخلص مهما كانت المعمودية الأولى على اسم الثالوث القدوس، مادامت تنقصها ثلاثة أمور هامة، إذ أنها:
أ- ليست على يد كاهن.
ب- ليست سرًا.
ج- ليست لها فاعلية روحية.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2014, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

لزوم المعمودية




اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
نلاحظ منذ بدء المسيحية أن المعمودية كانت لازمة جدًا تتبع الإيمان مباشرة، ولم يستغنى عنها أحد. كانت كذلك في تعليم الرب، وكانت كذلك في الممارسة العملية.
فمن جهة تعليم الرب قال لرسله: "تلمذوا جميع الأمم... وعمدوهم" (مت 28: 19) وقال أيضًا: "مَن آمن واعتمد خلص" (مر 16 : 16). ولو كانت المعمودية مجرد علامة، ما أعطاها الرب كل هذه الأهمية...
وفى الممارسة العملية. لما آمن اليهود في يوم الخمسين، دعاهم القديس بطرس إلى المعمودية مباشرة، فقال لهم: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا" (أع 2: 38) واعتمد في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس. ولا شك أنها كانت عملية صعبة ومنهكة وتأخذ وقتًا. ولولا أهميتها ما قام بها الآباء الرسل.
ولو كان الإيمان وحده يخلص، لماذا كانت الحاجة إلى معمودية كل هذه الآلاف؟ ما كان أسهل أن يقول لهم الرسول: "مادمتم قد آمنتم أيها الإخوة. اذهبوا على بركة الله فقد نلتم الخلاص، وهذا يكفى".
ونفس الوضع نجده في عماد الخصى الحبشى، الذي طلب بنفسه المعمودية بعد إيمانه مباشرة. وعمده فيلبس، فمضى فرحًا (أع 8: 36 ).
وشاول الطرسوسى اعتمد بعد إيمانه ودعوته لكي يغتسل من خطاياه (أع 22: 16)، وسجان فيلبى لما آمن، "اعتمد في الحال هو والذين له أجمعون" (أع 16: 23) وليديا بائعة الأرجوان لما آمنت اعتمدت هى وأهل بيتها (أع 16: 15)
ولما آمن كرنيليوس، عمده بطرس هو وكل الذين كانوا يسمعون الكلمة "قائلًا أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن" (أع 10: 44، 47).
فلو كان الخلاص بالإيمان فقط، لماذا اعتمد كل الذين آمنوا؟
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2014, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

المعمودية بالتغطيس




اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
1- واضح من الكتاب المقدس أن المعمودية كانت بالتغطيس وليس بالرش، حتى فى أيام يوحنا المعمدان نفسه. فالسيد المسيح نفسه اعتمد بالتغطيس. ولذلك يقول الإنجيل: "فلما اعتمد يسوع صعد من الماء" (مت 3 : 16 ؛ مر 1: 10). ولعله من الجميل ههنا أن كنيستنا تسمى عيد معمودية السيد المسيح بعيد الغطاس، ليتأكد هذا المعنى في أذهاننا.
2- نفس تعبير الصعود من الماء، نقرأ عنه أيضًا في قصة الخصى الحبشى لما عمده فيلبس. يقول الكتاب فنزل كلاهما إلى الماء ، فيلبس والخصى "فعمده ولما صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس" (أع 8: 38، 39). وهذا دليل على أن المعمودية كانت بالتغطيس ولو أنها كانت بالرش لاكتفى فيلبس بأن يرش الماء على الخصى حتى وهو في المركبة، دون الحاجة إلى أن "ينزلا كلاهما إلى الماء".
3- كلمة معمودية Baptism معناها صبغة. ولا يمكن أن تتم الصبغة إلا بالتغطيس.
4- المعمودية هى عملية موت مع المسيح ودفن مع المسيح. كما يقول الرسول: "فدفنا معه بالمعمودية للموت" (رو 6: 4)، "مدفونين معه بالمعمودية" (كو 2: 13) وعملية الدفن لا يمكن أن تتم إلا بالتغطيس والخروج من جرن المعمودية يشير إلى القيامة مع المسيح بعد الموت معه والدفن معه. أما الرش فلا يمكن أن يعبر عن عملية الموت والقيامة.
5- والمعمودية ولادة ثانية. والولادة هى خروج جسم من جسم، وتظهر في المعمودية واضحة بخروج جسم الإنسان من جرن المعمودية. ولا يعبر الرش مطلقًا عن عملية الولادة.
6- المعمودية هى غسل من الخطايا، كما قيل للقديس بولس الرسول (أع 22: 16). وكما يقول في رسالته إلى تيطس: "خلصنا بغسل الميلاد الثانى" (تى 3: 5). وعملية الغسل تحتاج إلى غمر بالماء، ويمثله التغطيس ولا يمثله الرش.
7- وكل من ينظر إلى أبنية الكنائس القديمة يجد فيها جرنًا للمعمودية. وهذا دليل على أنها كانت تتم بالتغطيس. لأن عملية الرش لا تحتاج إلى جرن.
بقيت النقطة الأخيرة من خلافاتنا في المعمودية عن البروتستانت وهى عماد الأطفال.
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

معمودية الأطفال

البروتستانت لا يعمدون الأطفال، إصرارًا على لزوم الإيمان قبل المعمودية واعتمادًا على قول الرب: "مَن آمن واعتمد خلص" ( مر 16: 16) وأيضًا اعتمادًا على أن الطفل لا يدرك ماذا يحدث في المعمودية. فكيف تتم المعمودية بدون إيمان وبدون إدراك؟!
هذا رأيهم.
أما نحن فنصر على معمودية الأطفال للأسباب الآتية:

اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
1- حرصًا منا على أبدية هؤلاء الأطفال، لأن الرب يقول: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5) فكيف يمكن أن نمنع عنهم العماد فنعرضهم لهذا الحكم الإلهى الذى لم يحدث أن الرب استثنى منه الأطفال حينما قال هذا...
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
2- بالمعمودية نُعطى الأطفال فرصة لممارسة الحياة داخل الكنيسة والتمتع بكل أسرارها الإلهية وبكل تأثيرها، وكل عمل النعمة فيها وفاعليتها في حياتهم. وبهذا نعدهم إعدادًا عمليًا لحياة الإيمان. وإن تركناهم خارجًا، نكون قد حرمناهم من وسائط النعمة والإيمان.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

3- أما قول الرب: "مَن آمن واعتمد خلص"، فالمقصود به هو الكبار الذين في سن يسمح بإدراك معانى الإيمان. ولهذا نحن لا يمكن أن نعمد الكبار إلا إذا آمنوا عملًا بقول الرب (مر 16: 16). أما من جهة الأطفال فنطبق عليهم قول الرب أيضًا: "دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مت 19: 14)
4- ومن جهة الإيمان، ليس عند الأطفال ما يمنع الإيمان مطلقًا، لأنهم لم يدخلوا في مرحلة الشك والفحص والتفكير التي عند الكبار وهم في إيمان يصدق كل شيء ويقبله فلا عندهم رفض الإيمان، ولا مقاومة الإيمان، ولا سلبيات تمنع ملكوت الله.
وعمادهم يتفق مع نظرية (الخلاص المجانى) التى يؤمن بها البروتستانت ويعلنوها بكل قوتهم.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
5- ولو دققنا تمامًا على شرط الإيمان، لكان من الممكن أن نمنع من المعمودية أيضًا كل الكبار الذين ليس لهم النضوج العقلى أو الفكرى الكافى لإدراك حقائق الإيمان وعمقها، مثل كثير من الريفيين ومن العمال ومن الأميين وأشباه المتعلمين، والذين ليس لهم قدر من الذكاء يدخل فى عمق الحقائق اللاهوتية... ما نصيب كل أولئك من الإيمان...؟ فهل نمنعهم كما نمنع الأطفال ايضًا...؟!
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
6- يقول البعض: وماذا يحدث إن كبر الطفل ورفض الإيمان؟
يكون مثل المرتد... النعمة التي أخذها في المعمودية قد يرفضها بحرية إرادته. نحن نكون قد أدينا واجبنا من نحوه. ونتركه مثل أي إنسان بدأ بالروح وكمل بالجسد (غل 3: 3) ولكن الاحتمال الأكبر هو أن الطفل الذي نعمده في صغره، ويحيا فى الكنيسة، ويذوق كل وسائط النعمة فيها، لا يكون عرضة للإنحراف وترك الإيمان مثل الذي نتركه بلا عماد حتى كبره...
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
7- إن الذين ينكرون معمودية الأطفال، إنما ينكرون لزوم المعمودية للخلاص (مر 16: 16). لأنهم لو آمنوا بلزوم المعمودية ، لكان من الخطورة أن يحرموا الطفل من الخلاص.
وماداموا يشترطون الإيمان للخلاص، ويرون الأطفال بلا إيمان. فما مصير الأطفال في نظرهم، وهم بلا معمودية، وبلا إيمان؟ هل يخلصون بدونها؟... ويبقى السؤال بلا جواب...
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
8- ونحن نعمد الأطفال، لأن فى الكتاب ما يشير ضمنًا إلى هذا، فيما ذكره الكتاب من عماد أسرة بأكملها، أو شخص وكل بيته ، وليس من المعقول أن كل هؤلاء الذين آمنوا، لم تكن في عائلاتهم أطفال. والأمثلة على هذا كثيرة في الكتاب، نذكر من بينها:
أ- عماد سجان فيلبى، قال له القديسان بولس وسيلا: "آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك" (أع 16: 31). والمقصود هو أن إيمانه سيكون الخطوة الأولى التي تقود أهل بيته إلى الخلاص ولذلك قيل بعدها: "وكلماه وجميع من في البيت بكلمة الرب" ثم يقول الكتاب: "واعتمد في الحال هو والذين له أجمعون وتهلل مع جميع بيته" (أع 16: 32 34). ولم يستثن الكتاب الأطفال من كل أهل بيت سجان فيلبى، بل قال عن عماده: "هو والذين له أجمعون" بما فيهم طبعًا من أطفال...
ب- في قصة ليديا بائعة الأرجوان قيل إنها "اعتمدت هى وأهل بيتها" (اع 16: 15).
ج- قال بولس الرسول: "وعمدت أيضًا بيت اسطفانوس" (1كو 1: 16). فهل كل هذه البيوت لم يكن فيها أطفال...
د- الذين اعتمدوا في يوم الخمسين، لم يذكر الكتاب أنه لم يكن بينهم أطفال.
اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
9- وممارسة معمودية الأطفال قديمة في التاريخ. نذكر من بينها خلاف كان بين القديس أوغسطينوسوالقديس جيروم حول أصل النفس وهل هى مولودة أم مخلوقة، وكان القديس أوغسطينوس يقول إنها تولد مع الإنسان والقديس جيروم يقول إنها مخلوقة. فقال القديس أوغسطينوس: [إن كانت مخلوقة فهى لم ترث خطية آدم. وإذن فلماذا نعمد الأطفال؟]. ولم يجد جيروم إجابة على هذا السؤال.
10- والكتاب المقدس لا توجد فيه أية واحدة تنص علي عدم معمودية الأطفال.
11- أما من جهة الإيمان، فنحن نعمد الطفل على إيمان والديه. وهذا الأمر – فى جوهره – له أمثلة كثيرة جدًا في الكتاب المقدس.
أ- كان الختان يرمز إلى المعمودية كما سبق أن ذكرنا، وبه كان ينضم المختون إلى عضوية شعب الله. حسب العهد الذي أبرمه الله مع أبينا إبراهيم (تك 17: 12) ومعروف أن الختان كان يتم في اليوم الثامن حسب أمر الرب (تك 17: 12).
فالطفل في اليوم الثامن من عمره، ماذا كان يدرى عن العهد الذي بين الله وأبينا إبراهيم؟ وماذا كان يدرى عن عضوية شعب الله؟ لا شيء بلا شك. لكنه كان يختن بإيمان والديه بهذا العهد، ويصير عضوا في شعب الله ومستحقا الوعود التي منحها الرب لأبينا إبراهيم، كل ذلك بإيمان والديه.
ب - كان عبور البحر يرمز إلى المعمودية، أو كان معمودية في حد ذاته كما شرح القديس بولس الرسول
(1كو 10). وكان يمثل الخلاص من عبودية فرعون، رمزًا للخلاص من عبودية الخطية والشيطان والموت. وقد عبر البحر أشخاص كبار يعرفون وعد الله لموسى النبي، ويعرفون ماذا كانت عبوديتهم لفرعون، وما معنى خلاصهم منها بيد الله الحصينة. وبعبورهم البحر (أى بالعماد) خلصوا. ولكن ماذا عن الأطفال الذي حملتهم أمهاتهم أو آبائهم عابرين البحر بهم. لقد نالوا الخلاص بلا شك من العبودية، وتعمدوا، ولكن على إيمان الوالدين. لأن أولئك الأطفال ما كانوا يدرون عن هذه الأمور شيئًا.
ج- مثال ثالث قوى جدًا وهو خلاص الأطفال من سيف الملاك المهلك بدم خروف الفصح، حسب قول الرب لموسى عن ذبح الخروف ورش الدم على عتبات البيوت وقوائمها (فأرى الدم وأعبر عنكم). (خر 12: 13).
وكان دم خروف الفصح يرمز إلى دم السيد المسيح الذي به نلنا الخلاص، وكما قال القديس بولس الرسول: (لأن فصحنا المسيح ذبح لأجلنا) (1 كو 5: 7).
والسؤال الآن هو هذا: الأطفال الذين خلصوا بدم خروف الفصح: ماذا كان إيمانهم؟
ما الذي يعرفونه عن العهد بين الله وموسى حول الفصح والنجاة بدمه من الهلاك؟ لا شيء بلاشك ولكنهم خلصوا بايمان آبائهم، الآباء الذين آمنوا بالدم وفاعليته وأهمية دم الفصح للنجاة من الهلاك.
ولكن هؤلاء الأطفال الذين خلصوا بالختان، وبدم خروف الفصح، وبعبور البحر الأحمر فهموا معانى هذه الأمور فيما بعد عندما كبروا. ولكنهم تقبلوا هذا الخلاص مجانا في طفولتهم بإيمان الوالدين بعهود الله واتفاقاته مع البشر. ولما كبروا دخلوا في هذا الإيمان عمليا..
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 02 - 2014, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث

إن كانت المعمودية تجديدًا، فلماذا نُخطئ بعد المعمودية؟


اللاهوت المقارن ج1 - البابا شنوده الثالث
المعمودية تجديد حسب تعليم الكتاب (رو4:6). ولكنها ليست عصمة، نأخذ في المعمودية تجديد حسب تعليم الكتاب، ونعمًا جديدة، أو نأخذ طبيعة جديدة،
كما قال الرسول: (بمقتضى رحمته خلصنًا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس) (تي5:3).
هذه الطبيعة لها قوة وقدرة علي الحياة الروحية.
ولكن لا عصمة لنا طالما نحن في الجسد. هنا في أختيار. ومازلنا في حريتنا، نعمل الخير أو الشر، لأن نعمة التجديد التي أخذناها في المعمودية لا تلغي نعمة الحرية التي لنا، والتي نحن بها علي صورة الله ومثاله ولذلك فالصديق يسقط سبع مرات ويقوم.
أما العصمة أو إكليل البر، فنناله في الحياة الأخري.
وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول وهو ينسكب سكيبًا ووقت انحلاله قد حضر:
"وأخيرًا وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل" (2تي8:4).
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عظات البابا شنودة الثالث Pope Shenouda III Sermons : اللاهوت المقارن 13
عظات البابا شنودة الثالث Pope Shenouda III Sermons : اللاهوت المقارن 12
البابا شنوده الثالث و هو يرسم قداسه البابا تواضروس الثاني راهب
اللاهوت المقارن.pdf
أسئلة محاضرة اللاهوت المقارن ليوم 3\11 \2009


الساعة الآن 09:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024