رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المقطع الأول: مزمور 101 : 1 – 2. " للرحمة والعدل نشيدي. لكَ يا ربُّ أرتل. بتعقّل أسعى إلى الكمال، مهما يا ربُّ حلَّ بي ". المقطع الثاني: رسالة فيليبي 3 : 12 - 13. " ولا أدَّعي أني فزتُ بذلكَ أو بلغتُ الكمال، بل أسعى لعلي أفوزُ بما لأجله فازَ بي المسيح يسوع. أيها الإخوة لا أعتبر أني فزتُ، ولكن يهمني أمرٌ واحدٌ أن أنسى ما ورائي وأجاهد إلى الأمام ". المقطع الثالث: رسالة بطرس الثانية 1 : 19. " فازدادَ يقيننا بكلام الأنبياء، وأنتم تفعلونَ حسناً إذا نظرتم إليـه كانـهُ سـراجٌ منيرٌ يضيء فـي مكـان مظلم، إلى أن يطلع النهار ويُشرق كوكب الصبح في قلوبكم ". لن نفشل... لن نفشل... لن نفشل... لن نفشل لأنهُ لم يُعطنا روح الفشل، بل روح البنوة، روح القوة، روح المحبة، روح النصح !!! لن نفشل لأنهُ أحبنا ويُحبنا وسيبقى يحبنا إلى الأبد... يحبنا كما نحن... يحبنا في ضعفنا... يحبنا ونحنُ نخطىء... يحبنا في كل الظروف والأوقات والأزمنة... ولا شيء، لا شيء، لا شيء يفصلنا عن محبته، لا الموت ولا الحياة ولا الملائكة ولا رؤساء الملائكة ولا الحاضر ولا المستقبل ولا قوى السماء ولا شيء في الخليقة كلها يقدر أن يفصلنا عن محبة المسيح يسوع ربنا. لا شيء يفصلنا عن المحبة غير المشروطة، عن المحبة التي دفعتهُ أن يبذل ابنهُ وحيدهُ حبيبهُ عن كل خاطىء منَّا. اسمعهُ معي يقول للآب السماوي: " أنكَ تحبهم مثلما تحبني " (يوحنا 17 : 23)، نعم الآب السماوي يحبك ويحبني تماماً كما يحب يسوع، ولأنهُ لم يعطنا روح الفشل، ولأنهُ أحبنا حب غير مشروط، ولأنهُ أحبنا مثلما أحب يسوع تماماً، لن نفشل، سنستمر، سنسعى إلى الكمال بتعقل مهما حلَّ بنا. مهما كانَ وضعنا الحالي، سننمو وسنكبر وسنتغلب على الظروف الصعبة إلى أن نشابه يسوع. نعم نتغير من مجد إلى مجد، إلى تلكَ الصورة عينها. إنَّ أحد أهم أسباب الفشل والإحباط التي نعاني منها، هوَ رؤيتنا الشخصية لكيفية تحقيق وعود وخطط الله في حياتنا، وأغلبنا يعتقد بعد نوالنا الولادة الجديدة، وانضمامنا إلى عائلة الله، بأنَّ الأمور ستتحقق في حياتنا بلمسات سحرية وكوميض البرق، بالإضافة إلى مقارنة أنفسنا بأشخاص آخرين تحققت في حياتهم أمور معينة بطريقة أخرى مُغايرة للطريقة التي تتحقق فيها هذه الأمور في حياتنا. طبعنا البشري يرغب بأن تتحقق الأمور بسرعة هائلة، وأن نغدو بين ليلة وضحاها كاملين وممتلكين لكل وعود الله وخططه، ولأنَّ الأمور لا تجري كذلك، نفشل ونحبط ونقع تحتَ شكايات إبليس على ضميرنا ونصدقهُ بأننا أشخاص فاشلين وسيئين، فلا نحقق تقدماً ملموساً في حياتنا، فنتوقف عن السعي من جديد، وتقف حالتنا في مكانها، وقد تتراجع في أغلب الأحيان، فنفقد الرؤية، ونلف وندور حول الجبل نفسهُ مراراً وتكراراً دون جدوى. لقد تنبَّهَ داود وبولس وبطرس لهذه الخطة الخادعة التي يتبعها إبليس ليفشلنا ويؤذينا، ودونوا لنا ذلكَ في كلمة الله بوحي من الروح القدس لتنبيهنا، فتعالوا نتأمل معاً، نتشجع معاً، نفضح إبليس معاً، وأخيراً ننطلق من جديد معاً لنحقق دعوة الله في حياة كل واحد منَّا. لنضع أولاً سقفاً لتأملنا هذا حتى نكون محددين في دراستنا، ولكي تكون كلمة الله سندنا الأساسي. نحنُ مدعوين بكل تأكيد لأن نكون كاملين كما أنَّ أبونا السماوي كامل، هذا ما قالهُ لنا الرب يسوع المسيح، ونحنُ مدعوين أيضاً أن نتغير كل يوم لنشابه يسوع، إلى أن نصل إلى ملء قامة المسيح، ولا أريدك من خلال هذا التأمل أن تعتقد بأنهُ علينا أن نتوقف عن السعي إلى الكمال، لكن ما أريدهُ لي ولكَ من خلال هذا التأمل أن نسعى معاً إلى هذا الكمال لكـــــن... بتعقل. لا تخف من الله، لا تتعامل معهُ بدافع الخوف عندما ترى نفسك ضعيفاً ولم تتغير بعد في نواحي معينة من حياتك، لا تشعر بالذنب، ولا تقلق معتقداً أن الله سيعاقبك إن لم تتغير بسرعة، إن لم تتحرر من هذا القيد أو هذه الخطيئة المتكررة بسرعة. لا تحاول أن ترضي الله بأن تجعل نفسك كاملاً وبسرعة، الله رضيَ عنكَ في المسيح، وهوَ يحبك كما أنتَ، وما يُرضي الله هوَ أن تتعاون مع عمله في حياتك من خلال الروح القدس وفقاً لخطته هوَ، لطريقته هوَ، لتوقيته هوَ. المطلوب أن تستريح في الله، أن تستريح في النعمة الغنية، أن تستريح في المحبة غير المشروطة، وهذا فقط ما سيغيرك ويجعلك تنمو يوماً بعدَ يوم، إلى تلكَ الصورة عينها. وإياك ثمَّ إياك من المقارنات مع الآخرين، فلا تقارن نفسك مع مؤمنين آخرين، قائلاً: إنَّ هذا أفضل مني، وذاكَ أقوى مني، فهما لا يُعانيان مما أعاني أنا منهُ، لأنكَ لا تعرف ضعفاتهما، ولا تعرف ما يُعانيان منهُ قد يكون أحدهما يُعاني من أمور وضعفات أنتَ قد تخطيتها، أو ربما لا، لكنَّ المقارنة ستؤذيك وتجلب لكَ الفشل، فالرب قد وزَّعَ مواهبهُ ووزانته بشكل دقيق ومدروس، وفقاً لغنى معرفته الفائقة الطبيعة وحكمته التي لا يُمكن فهمها بعقلنا البشري، وأنتَ ستؤدي الحساب أمامهُ على أساس الوزنات التي أعطاها لكَ، وليس على أساس الوزنات التي أعطاها لغيرك !!! ولأنكَ لا تعلم شيئاً عن خفايا نفسك وشخصيتك، ولا تعرف من أي نوع من العائلات قد أتيت، وما هيَ جذور المشاكل التي تتخبط بها هذه العائلة، ولا تعلم عمق الأمور التي تعرضتَ لها وأنتَ ما زلت في الرحم أو خلال مرحلة الطفولة، لذا فبعض الأمور قد تحتاج لوقت ولتعاملات خاصة من الله، فكل المطلوب هوَ أن ترتاح في الله، ولا تخف منهُ ولا تخف من ضعفك وخطاياك وتقصيراتك، بل ينبغي أن تتكل على محبته غير المشروطة والكفيلة بأن تغيرك وتنميك وتحررك، فقط ليكن اتجاه قلبك أن تسعى إلى الكمال، إلى ملء قامة المسيح لكن بتعقل، بهدوء، براحة، بسلام، وتحب نفسك وتقبل نفسك كما أنت بالرغم من اكتشافك لمدى السوء الذي يسكن في داخلك، لأنَّ الرب أحبكَ بالرغم من كل شيء، وأحبكَ كما أنت !!! لو تأملتَ بسيرة داود كما دونتها لنا كلمة الله، لأدركتَ تماماً كم كانت حياتهُ مملؤة بالضعفات والسقطات، لقد خافَ من شاول، هربَ من أرضه والتحقَ بالأعداء، وفقدَ لفترة من داخله الدعوة، سرقَ، قتلَ، طلبَ من ملك الفلسطينيين أن يسمح لهُ بمقاتلة شعبَ الله !! زنى مع امراة أوريا ثمَّ قتلهُ ... لكنهُ كان متواضع القلب، وقد مدحهُ الله كثيراً وجعلهُ مقياساً يُقارن به الآخرين، فلطالما قالَ عن الجميع أنهم ليسوا كداود عبده الذي كان قلبه للرب !!! نعم كان داود متواضع القلب، يعترف بخطاياه وضعفاته عندما يسقط، ويتوب ويقوم ويعود إلى إلهه، فيجد رحمة ونعمة وعون كلَّ حين، لم يسمح لخطاياه وضعفاته وسقطاته أن تفشله وتقودهُ إلى الإستسلام، بل تخطاها ونجحَ متكلاً على نعمة وغفران الله. ولهذا أنشدَ مزمورهُ قائلاً: " بتعقل أسعى إلى الكمال، مهما يا ربُّ حلَّ بي ". بقيَ يسعى إلى الكمال بالرغم من كل الذي حلَّ به، لكن بتعقل، وهذا ما ينبغي عليكَ فعلهُ في هذا الصباح مهما كانت حالتك، ومهما كانت ضعفاتك، ومهما كانت خطاياك، ومهما كانت المحاولات التي قمتَ بها ولم تنجح، إرمِ نفسك على النعمة الغنية، دع الروح القدس يملأ قلبك برضى الله عليك في كل الظروف، دعهُ ينقل إلى قلبك قبولَ الله لكَ، ومحبتهُ الغافرة والمشجعة، وقم من الحفرة التي نجحَ إبليس أن يرميكَ فيها، واصرخ بالفم الملآن: " أنا محبوب، أنا مقبول، سأنطلق من جديد، وسأسعى دوماً إلى الكمال، لكن بتعقل مهما حلَّ بي، لأنَّ إلهي سيشددني ويقويني، ويرافقني في الطريق لأكمــل السعـــي ولأفــــوز بالجائزة ". والآن ماذا عن بولس ؟ بولس الذي يتمنى أغلب المؤمنين التشبه به، نظراً لعظمة خدمته ولحياته المميزة، بولس الذي تقول الكلمة عنهُ أنهُ فتنَ المسكونة. بولس نفسه وعندما كتبَ رسالتهُ إلى فيليبي، وهوَ في السجن، أي قبلَ موته بقليل، اسمعهُ معي يقول: " ولا أدَّعي أني فزتُ بذلكَ أو بلغتُ الكمال، بل أسعى لعلي أفوزُ بما لأجله فازَ بي المسيح يسوع. أيها الإخوة لا أعتبر أني فزتُ، ولكن يهمني أمرٌ واحدٌ أن أنسى ما ورائي وأجاهد إلى الأمام ". بولس نفسهُ يعترف متواضعاً أمام الله، ما زلتُ أسعى للكمال، لا أدَّعي الفوز، لكنَّ همّي الوحيد أن أنسى ما وراء وأتابع الجهاد إلى الأمام !!! لقد تنبَّهَ هوَ أيضاً كما سبقَ وقلنا لخطط إبليس التي تقود المؤمنين إلى الفشل ولم يقع فيها، كان يفتخر في ضعفاته، وتعلمَ أن يرمي نفسهُ على النعمة الغنية، يسقط فيقوم، يُخطىء فيتوب، ويُكمل المشوار، مركزاً عينيه على إله كل نعمة صالحة، ويُكمل سعيهُ للفوز بالجائزة، ناسياً ما هوَ وراء، ناسياً سقطاته، ناسياً ضعفاته، ناسياً خطاياه، لأنهُ كان يعلم أنهُ في اللحظة التي يأتي بهذه الضعفات والسقطات والخطايا ويعترف بها، فإنَّ الله سيسامحهُ ويرميها في بحر النسيان، ويُعطيه القوة والدفع ليُكمل المسيرة، وها هوَ في آخر أيام حياته يقول لتيموثاوس: " جاهدت الجهاد الحسن، وأتممتُ شوطي وحافظتُ على الإيمان ". بالرغم من ضعفاته، بالرغم من سقطاته، بالرغم من أنهُ لم يبلغ الكمال، بالرغم من أنهُ لم يفز بعد، سمحَ لنفسه بقول هذه الكلمات، لأنهُ كان يعرف مدى محبة الله لهُ، ولهذا نجحَ !!! وأينَ أنتَ الآن ؟ في بداية حياتك ؟ أم في منتصفها ؟ أم في آخرها ؟ لا تفشل، بل تشجّع مما قالهُ بولس، وهوَ الخادم العظيم الذي لم يفز بكل شيء بعد، ولم يبلغ الكمال بعد، يفتخر بضعفاته، لكنَّ المهم أنهُ كانَ ينسى ما وراء، ويُكمل السعي ويمتد إلى الأمام. وماذا عن بطرس ؟ هل استسلمَ لضعفاته ولفشله وأوقفَ السعي، هوَ الذي نكرَ المسيح وشتمهُ أمام الجواري والحرس ؟ لا، لم يستسلم، بل أكملَ السعي إلى الكمال وبتعقل، إسمعهُ معي يوبخ الجمع الذي احتشدَ أمامهُ على نفس الخطيئة التي ارتكبها هوَ " نكران المسيح " ولماذا ؟ لأنهُ نسيَ ما وراءَهُ، لم يجعلهُ يأتي لهُ بالفشل، وأكملَ السعي ممتداً إلى الأمام، فنجحَ. يقول بطرس في رسالته: " أنتم تفعلونَ حسناً إذا نظرتم إليه كانهُ سراجٌ منيرٌ يضيء في مكان مظلم، إلى أن يطلع النهار ويُشرق كوكب الصبح في قلوبكم ". كلنا أتينا من الظلمة الداكنة السوداء، فكن صبوراً، كن متعقلاً، لن تحصل الأمور بعصاً سحرية، تأمل بما قالهُ بطرس، سراج منير في وسط الظلمة، والسراج كما يعرف الجميع نورهُ خافت، لكنه البداية، وإن أكملنا السعي بتعقل، متكلين على عمل الله فينا، متجاوبين معهُ ومتحركين مع الروح القدس، سيطلع النهار ويُشرق كوكب الصبح بنوره الكبير الذي ننتظره. لا تقم بمحاولات بالجسد، لا ترهق نفسك، لا تتكل على قوتك، لا تدع هوس الكمال والتسرع يدمران حياتك. وسأبوح لكَ بسر في هذا الصباح، وإن سمحتَ للروح القدس بأن يُعلنهُ لروحك سيغير حياتك بكل تأكيد: " أنتَ لا تستطيع أن تغير نفسك، الله وحدهُ من سيغيرك، الجسد لا يستطيع أن يصلبَ الجسد، بل الروح القدس وحدهُ من سيقوم بهذه المهمة، لكن فقط إن سمحتَ لهُ ". وكلما عاندتهُ وحاولتَ القيام بالأمور لوحدك متكلاً على قوتك، ستفشل وستؤخر إكمال مشيئة الله في حياتك، كل ما عليكَ فعلهُ هوَ أن يكون قلبك راغباً، متعطشاً لعمل الله، والتحرك بتعقل للسلوك في مشيئته الكاملة والمرضية والصالحة عندما يقودك الروح القدس، والله وحدهُ عندما يرى هذا القلب الصادق، سيمدك بالقوة وسيعمل عملهُ هوَ في داخلك، فتتغير وتنجح وتستمر !!! والمفتاح أن نسعى إلى الكمال بتعقل، تحب نفسك كما يحبك الله وهذا ما سيغيرك !!! أدعوكَ الآن إلى اختبار بسيط جداً لكنهُ ثمين ومهم للغاية، وسيصنع الفرق في حياتك بشكل لافت للنظر: " أغمض عينيك لدقائق قليلة، فكر في أبشع الأمور التي قمتَ بها أو تقوم بها الآن، نعم أبشعها، وأحبب نفسك كما أنتَ، وأنتَ تتخبط وترتكب هذه الفظاعات، أحبب نفسك، لا تحب الأمور التي تفعلها، لكن أحبب نفسك، لأنَّ الله يُحبك كما أنت، يحبك وأنتَ تفعل هذه الأمور، لأنَّ محبتهُ لكَ لم تكن يوماً مشروطة، وهذه المحبة، محبة الله لكَ في هذا الوضع، وقبولك لنفسك في هذا الوضع، هما الكفيلان بتغييرك، بانتشالك من مشكلتك، وبتشجيعك للسعي إلى الكمال بتعقل مهما حلَّ بكَ، ومهما كانت حالتك، محبة المسيح الغافرة وحدها التي شفت بطرس مما تخبطَ به بعدما نكرَ المسيح وشتمهُ، محبة الله وحدها غيرت بولس وغيرت داود، وأعطتهم زخماً جديداً لنسيان ما هوَ وراء والامتداد إلى الأمام والسعي إلى الكمال ونجاح خدمتهم ". إسمع الله يقول لكَ: " لا تخف من ضعفك يا يعقوب، ومن عددك القليل، أنا نصيرك يقول الرب، أنا قدوس إسرائيل فاديك، سأجعل منكَ نورجاً جديداً ويكون محدداً بأسنان، فتدوس الجبال وتسحقها وتجعل التلال كالتبن تذريه فتحملهُ الريح وتبددهُ الزوبعة تبديداً، فتبتهج أنتَ بالرب وتفتخر بقدوس إسرائيل ". (إشعياء 41 : 14–16). نعم، لا تخف من ضعفك الذي أنتَ فيه الآن، أكمل السعي، لا تفشل، لا تتوقف، العذراء تحتقر إبليس، هذا في بداية الطريق، لكن فيما بعد تقول الكلمة، وعندما تصبح نورجاً جديداً محدداً بأسنان ستدوس الجبال وتسحقها، فقط تمهل، تعلَّم أن ترتاح في الله، تعقل في سعيك، وستنتقل من عذراء تحتقر العدو، إلى بطل يسحــق العــدو وجباله ويُذريه في الريح. سراج صغير منير، ثمَّ كوكب مشرق كالشمس. دعوة مشجعة من ملك الملوك ورب الأرباب، موجهة في هذا الصباح لكل واحد منَّا، أينما كنَّا، نتخبط في الفشل، في الخطايا، في الضعفات، في قساوة الظروف المحيطة بنا، لا إنَّ الله لم ينسك أبداً، ولو نسيت المرأة رضيعها، إنهُ ينتظرك، قم وانظر إليه، اعترف لهُ بضعفاتك وخطاياك ومشاكلك وسقطاتك، دعهُ يمسح لكَ كل دمعة، دعهُ ينقل إلى قلبك محبتهُ غير المشروطة لكَ، سلمهُ كل أمورك، دعهُ يقوم بالعمل، تخلىَّ عن كل محاولات الجسد الفاشلة، إنسى ما هوَ وراء، إرميها في بحر النسيان، تغطَّى بالدم الثمين ودعهُ يُطهرك من كل شعور بالذنب وبالتقصير، أكمل السعي، أكمل الجهاد لكن بتعقل إلى أن تصبح نورجاً تدوس الجبال، تدوس الحيات والعقارب وكل قوة للعدو، تمسَّكْ بهذا السراج المنير، بهذا النور الخافت، إلى أن يتحول إلى كوكب مشرق، وإن لم تتغير الأمور بسرعة، تمسك بوعود الله، لا تفشل، ثق به، قد تكون فترة للزرع، فترة انتظار النمو، وقد تطول الفترة، فلا تفشل، إنهُ عملَ الله وليسَ عملك، وهوَ وحدهُ يعرف التوقيت المناسب، تسلح بكلمته التي تقول: " فلا بدَّ يا ابني من آخرة ومكافأة، ورجاؤكَ وتوقعك لا يُنكران عليك " (أمثال: 23 : 18)، وأيضاً كلمتهُ التي تقول: " ولا نيأس في عمل الخير، فإن كنَّا لا نتراخى جاءَ الحصادُ في أوانه " (غلاطية 6 : 9). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|