رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طبيعة واحدة و طبيعتين هنا ونطرح سؤالًا هامًا بالنسبة إلى تعبير طبيعة واحدة وتعبير طبيعتين: ألا نعترف كلنا أن هذه التي نسميها طبيعة بشرية، كانت فيه قبل الاتحاد طبيعتان: هما النفس والجسد. ومع ذلك فالذين يستخدمون تعبير (الطبيعتين) اللاهوتية والبشرية، لا يتكلمون عن طبيعة النفس وطبيعة الجسد، إنما عن طبيعة واحدة بشرية فى المسيح. فإن كان لابد من التفصيل، فإن هذا سيؤدى إلى أن في المسيح ثلاث طبائع!!! هي اللاهوت، والنفس، والجسد، وكل من هذه الطبائع له كيانه الخاص وجوهره الخاص.. وطبعًا لا يقبل أحد هذا الكلام، لا هذا الجانب ولا ذاك. أما إن قبلنا اتحاد النفس والجسد في طبيعة واحدة في المسيح، واستخدمنا هذا التعبير لاهوتيًا، فإنه يكون من السهل علينا أذن أن أن نستخدم عبارة طبيعة واحدة للمسيح أو طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد.. وكما أن الطبيعة البشرية يمكن أن يقال عنها أنها طبيعة واحدة من طبيعتين، كذلك نقول عن الكلمة المتجسد أنه طبيعة واحدة من طبيعتين. فإن قيل إن إن طبيعة اللاهوت مُغايرة لطبيعة الناسوت، فكيف يتحدان، نقول أيضًا أن طبيعة النفس هي كذلك مُغايرة لطبيعة الجسد، وقد اتحدت معه في طبيعة واحدة هي الطبيعة الإنسانية. ومع أن الإنسان تكون من هاتين الطبيعتين، إلا أننا لا نقول عنه مطلقا أنه اثنان، بل إنسان واحد. وكل أعماله ننسبها إلى هذه الطبيعة الواحدة. وليس إلى النفس فقط، ولا إلى الجسد فقط. فنقول أكل فلان أو جاع أو تعب أو نام أو تألم ولا نقول إن جسد فلان هو الذي أكل أو جاع أو تعب أو نام أو تألم. والمفهوم طبعًا أنه جاع أو نام بالجسد.. لكننا ننسب هذا الأمر إلى الإنسان كله، وليس إلى جسده فقط.. كذلك كل ما كان يفعله المسيح كان ينسب إليه كله، وليس إلى لاهوته وحده أو إلى ناسوته وحده. كما قال لاون في مجمع خلقيدونية وسنشرح هذه النقطة بالتفصيل فيما بعد إن شاء الله.. إن اتحاد النفس والجسد، هو اتحاد ذاتي جوهري حقيقي، اتحاد أقنومى، كذلك اتحاد الطبيعة الإلهية للمسيح بالطبيعة البشرية في رحم العذراء، هو اتحاد أقنومى، ذاتي جوهري حقيقي. وليس مجرد اقتران أو مصاحبة كما يزعم نسطور. ومع أن مثال وحدة النفس والجسد في الطبيعة البشرية هو مثال شامل في أوجه شتى، هي التي قصدناها وحدها، إلا أن هذا التشبيه فيه نقطة نقص، هي إمكانية انفصال النفس عن الجسد بالموت، وعودتها إليه بالقيامة. أما وحدة الطبيعة بين اللاهوت والناسوت في المسيح، فهي وحدة بغير انفصال. فلم ينفصل لاهوته عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طبيعة الماء واحدة لكن عمله متعدد في القوة |
ما معنى أن للسيد المسيح طبيعة واحدة من طبيعتين؟ |
طبيعة واحدة أم مشابهة؟ |
طبيعة واحدة للكلمة المُتجسِّد |
طبيعة واحدة من طبيعتين ـ القديس كيرلس السكندري |