رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استشهاد القديس مرقس ودفنه وفى صباح الغد (30 برمودة) رجع الوثنيون مرة أخرى، وأخذوا مارمرقس من السجن، وربطوا عنقه بحبل غليظ، وظلوا يعيدون الكرة كاليوم السابق في جره وسحبه على أحجار. وهو في كل ذلك يصلى من أجلهم ويطلب لهم المغفرة (7). وأخيرا استودع القديس روحه الطاهرة في يد الله، ونال إكليل الشهادة، وإكليل الرسولية، وإكليل البشارة وإكليل البتولية (8). على أن موته لم يهدئ ثائرة الوثنين وحقدهم، ففكروا في حرقه أيضًا، إمعانا في التنكيل به. فجمعوا حطبا كثيرا، وأعدوا نارا لحرقه (9). ولكن في اللحظة التي اشكوا فيها أن يلقوا فيها بالجسد ليحترق، هبت عاصفة شديدة مصوبة بمطر غزير، فتفرق الشعب، وانطفأت النيران (10). وأتى جماعة من المؤمنين الباسلين، فأخذوا جسد أبيهم في الإيمان، وحملوه إلى كنيسة بوكاليا، ووضعوه في تابوت، حيث صلى عليه خليفته القديس إنيانوس (11) من الإكليروس وكل الشعب. وتبارك الجميع منه. ودفنوه في قبر نحتوه له في تلك الكنيسة، في الجانب الشرقي منها. ولقبت الكنيسة باسم القديس مرقس. وفى نفس مكان دفنه، استشهد البطريرك الإسكندري القديس بطرس (خاتم الشهداء) في عهد جاليريوس مكسيموس سنة 310 على نفس مقبرة سلفه الرسول الشهيد (12). أما ماذا حدث لرأس القديس مرقس وجسده، فقد خصصنا له فصلا قائما بذاته في هذا الكتاب. و الكنيسة المقدسة تعيد لاستشهاد القديس يوم 30 برموده، بينما تعيد الكنائس الغربية في يوم 25 ابرايل (25 نيسان). وحسبما ورد في شينويكون عمره عند استشهاده 58 سنة. ويقول البطريرك مكسيموس مظلوم (13) في كتابه الكنز الثمين في أخبار القديسين عن القديس مارمرقس. [وقد أضحى قبره مجيدًا ومكرمًا عند المسيحيين بعبادة كليه، حتى أنهم كانوا يأتون من أمكنه بعيدة لزيارته.ومن جملتهم نقرأ في تاريخ الجيل الرابع عن الكاهن القديس فيلورومس أنه سافر من إقليم غلاطية وكبادوكية إلى الإسكندرية ليزور هذا القبر الجليل، الذي تشيدت فيما بعد عنده كنيسة فخمة مع دير ثبتا إلى الجيل الثامن شائعي الذكر]..(14). ____________________ 7- نفس المرجع السابق. 8- ذكر ابن كبر (الفصل الرابع أن القديس كان بتولا وكذلك أنبا ساويرس اسقف نستروه. 9- المكان الذي اعدوا فيه الحطب لحرق القديس هو المكان الذي عرف باسم الافانجليون أو الإنجيليون. وقال عنه اميلينو في كتابه عن جعرافية مصر في العهد القبطى، إنه كان في الجهة الغربية من المدينة وقال العلامة كاترمير Quatremere إنه في جهة عامود السوارى. وأن جسد القديس الذي سلم من الحريق بمعجزة، تنقل من هذه الجهة إلى دار البقر حيث وضع في الكنيسة.. (انظر كامل صالح نخلة ص 1210 وص 111). 10- ابن المقفع (السيرة الأولى) وسنكسار 29 برمودة cuna[arion، وايريس المصري ص 27. ومروح الأخبار ص 234. 11- مختصر تاريخ الكنيسة القبطية (فرنسيس العتر) ص 283. 12-Chineau , Les Saints d’Egypte p. 507 , 508. 13- جزء 2ص 553. 14- الكنيسة كانت مشيده من قبل، ربما يقصد إعادة بنائها بعد هدمها في بعض العصور. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|