رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احترس من التغيير والمفاهيم الجديدة كن ساهرًا على نفسك، وارقب كل تغيير يطرأ على حياتك الروحية، وعلى أفكارك ومفاهيمك.. وكما يقول الكتاب "امتحنوا كل شيء. تمسكوا بالحسن" (1تس 5: 21). إذن ينبغى أن تفحص، وتمتحن كل شيء، إن كنت ساهرًا، ولا تدع التغيير يجرفك ويحولك إلى شخص آخر غير الذي بدأ الحياة مع الله.. ونقصد التغيير الذي يؤثر على محبتك الأولى للرب.. فانظر إذن إلى نفسك، ربما تلاحظ تغييرات قد حدثت لك، ما كنت تجيزها قبلًا.. قد تلاحظ أنك قد تغيرت في نظرتك إلى الأمور الروحية، وفى حكمك على بعض الأمور العالمية.. لا تترك الأمر يمر بهدوء، وإنما افحصه.. وابحث عن أسبابه. ليست الأسباب الظاهرة فقط، إنما بالأكثر أسبابه العميقة الدفينة الداخلية.. وانظر، هل تغير قلبك؟ وهل تحول بعيدًا عن الله؟ هل نقصت محبتك للرب؟ وهل بدأت محبة العالم تزحف إليك؟ هل رجعت في نذورك وفى وعودك للرب؟ هل رفعت يدك عن المحراث وأخذت تنظر إلى الوراء؟ كن صريحًا مع نفسك إلى أبعد حد. فهذه طريقة الإنسان الساهر، الذي لا تعبر التغيرات أمامه بسهولة، إنما يمتحن كل شيء ويتمسك بالحسن.. أنظر هل تغيرت محبتك للصلاة؟ هل تغيرت الروح والحرارة؟ هل تشتاق إليها كما كنت تشتاق من قبل؟ وهل تصلى بنفس الفهم والعمق والتأمل والتأنى؟ هل تعتبر وقت الصلاة متعة روحية لك؟ وهل تفضل الصلاة على كل عمل آخر؟ أم ينطبق عليك قول الرب لملاك كنيسة أفسس: "عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى" (رؤ 2: 4). إسهر يا أخى وارقب كل تغير وتطور يمس حياتك. مشكلة غير الساهرين على خلاص نفوسهم، أن حياتهم تتغير وهم: إما لا يحسون هذا التغيير، أو أنهم يشعرون به ولكنهم لا يهتمون، ويهملون هذا الأمر مدة طويلة، بلا مبالاة، حتى يتطور إلى وضع يصعب علاجه.. أما أنت يا رجل الله فاحترس من التغييرات وارقبها.. واهتم أيضًا بالتغيرات التي تطرأ على مفاهيمك الروحية.. إنها خطورة أن يتغير تقييمك للأمور، وتتغير مفاهيمك. فاسهر على هذا الأمر وافحصه. إن كنت قد ازددت عمقًا في الروحيات، وازدادت مفاهيمك عمقًا، فاشكر الله. وإن كانت المفاهيم الجيدة لونًا من الردة والتصالح مع العالم وأسلوبه وشهواته، فاستيقظ لنفسك وبكتها، وفى حرص لا تنقل التخم القديم" (أم 22: 28) إن الشيطان لا يقوى عليك وأنت تتمسك بمفاهيمك الروحية السليمة، لذلك يلجأ إلى تغيير مفاهيمك أولًا..! فاحترس من دخول أفكار غريبة إليك..! لا تتساهل في دخول هؤلاء الغرباء. واذكر قول القديس بولس الرسول "لا تشاكلوا هذا الدهر" (رو 12: 2) أي لا تصيروا في شكله وشبهه.. قل لنفسك "أنا ما كنت أفكر قبلًا بهذا الأسلوب. فماذا حدث لى؟".. إفحص لئلا تكون الأفكار الغريبة، يسبب تقليدك لغيرك.. لئلا تكون منساقًا في اتجاه معين، بسبب تبعيتك لإنسان ما تدور معه في دائرته بلا تفكير، وتتشكل بأفكاره واتجاهاته بلا وعى، وهكذا تغيرت عن ذى قبل،وأصبحت تحت تأثير معين، وليس تحت مثالياتك الأولى..! لذلك راقب أيضًا الجو المحيط بك، وتأثيره عليك.. راقب التيارات المحيطة بك، سواء في البيت أو العمل أو في محيط الأصدقاء، أو التيارات الفكرية التي تؤثر عليك سواء في البيت أو العمل أو في محيط الأصدقاء، أو التيارات الفكرية التي تؤثر على فكرك أو أسلوبك أو هدفك. كن ساهرًا إذن على نفسك. وراقب إتجاهاتك في الحياة، وافحصها جيدًا. لأن كثيرين -في سهرهم الروحي- يراقبون جزئيات تصرفاتهم فقط. أما أنت فراقب أيضًا إتجاهاتك العامة، نظرتك الكلية للحياة، آمالك، شهواتك.. كإنسان مثلًا كانت عنده فكرة التكريس وتقديم حياته كلها للرب، ثم يلاحظ أن خط سيره الحالى، لا يمكن أن يوصله إلى هذا الإتجاه. الساهر على أبديته، ينظر ويفحص أين تقوده خطواته.. هل هدفه كما هو، أم ضاع؟ أم لم يعد في قوته الأولى.. أى أنه لم بفقد الهدف، ولكن فقد الدرجة.. فهو لا يزال سائرًا في الطريق، ولكن ليس في نفس المستوى.. أي هبط ولو قليلًا عن درجته الأولى. فليبحث عن السبب ويعالجه، إن كان ساهرًا على نفسه وعلى مستواه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|