رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إصلاح نتائج الخطأ لا يكفى مطلقًا أنْ تترك الخطية وتتوب عنها، وتعترف بها وتنال الحل.. إنَّما يجب أنْ تصلح نتائج خطيتك على قدر ما تستطيع.. وسنضرب لذلك بعض أمثلة: لنفرض أنَّ إنسانًا سرق، هل يكفى أنْ يعترف بالسرقة؟ هل اعترافه يكفى للمغفرة، بينما لا يزال يوجد عنده مال حرام حصل عليه بالسرقة؟ كلا. بل على قدر طاقته يُعيد الشيء المسروق إلى أصحابه، إنْ كان بإمكانه أنْ يفعل هذا، ولو بطريقة غير مكشوفة.. وإنْ كان قد ظلم أحدًا، يحاول معالجة هذا الظلم. وهوذا أمامنا مثل واضح لتعليمنا هو زكا رئيس العشارين. هذا لما تاب، قال للرب علانية "هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" (لو 8:19). فإنْ كنت لا تستطيع أنْ تفعل مثل زكا وترد أربعة أضعاف، فعلى الأقل ردّ المسروق نفسه، أو ردّ الظلم وعالجه، بدون أضعاف.. إنَّك تشعر بجمال التوبة، إنْ كنت فيها ترد الحق لأصحابه. ألعلك تشعر بخجل في ذلك، إذ تعترف عمليًا أنَّك ظلمت وسرقت. هذا خير لك، لأنَّ مثل هذا الخجل يكون كحصن لك يمنعك من ارتكاب هذه الخطية مرة أخرى.كما أنَّك في داخلك، ستشعر بأنَّ توبتك مبنية على قيم لها احترامها، فيفرح قلبك ويتعزى.. كذلك إنْ كنت قد شهَّرت بأحد، وأسأت إلى سمعته. أليس من حقه في توبتك أنْ تردّ إليه اعتباره، ما دمت قد ظلمته وأسأت إليه، وبخاصة مَنْ يشيع على أحد كلام كذب تكون له نتائج سيئة في حياته.. فماذا إنْ كان إصلاح نتائج الخطية غير ممكن؟ إنْ كان بالحق غير ممكن، فعلى الأقل تنسحق نفسك لهذا السبب، أنَّك ارتكبت خطايا من الصعب علاجها..! علامة أخرى من علامات التوبة وهى: الإشفاق على المخطئين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|