رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة أ - تفسير سفر المزامير قطعة (أ) الطوباوية في حفظ الوصيةآية (1): "طوبى للكاملين السالكين في شريعة الرب." طوبى= كما بدأ الرب يسوع موعظته المشهورة على الجبل بالتطويبات بدأ المرتل مزموره هذا بالتطويبات أيضًا. والتطويب هنا للكاملين= الذين بلا عيب (سبعينية) ومن هم الذين بلا عيب = السالكين في شريعة الرب = فالطوبى أي البركة والسعادة في الأرض والحياة الأبدية لمن يجاهد أن يسلك بحسب شريعة الرب. ولأنه الرب فهو له الحق أن يعاقب أيضًا من لا يسلك في شريعته. وهذه البداية نجدها أيضًا في المزمور الأول. آية (2): "طوبى لحافظي شهاداته. من كل قلوبهم يطلبونه." من كل قلوبهم= أي يحفظ الوصية لا بالقول فقط بل بتنفيذها. (يو17:13). وهنا يطلب المرنم القلب الذي يطلب الله تمامًا، القلب غير المنقسم بين محبة الله ومحبة العالم (مت37:22). آية (3): "أيضًا لا يرتكبون إثمًا في طرقه يسلكون." السبعينية تترجم الآية "لأن صانعي الإثم لم يهووا أن يسلكوا في سبله". والمعني واحد فطرق الرب كلها نور. والشرير لا يهوي أن يسلك فيها فنور الطريق يبكت طرقه الشريرة. وهنا يقول طرق بينما في (آية1) نسمع عن طريق واحد. فالطريق الواحد هو المسيح "أنا هو الطريق". والطرق أي أعمال الإنسان وإيمانه، محبته وإلتزامه بالأسرار.... آية (4): "أنت أوصيت بوصاياك أن تحفظ تمامًا." تُحْفَظَ تَمَامًا = طلب الله أن نحفظ الوصايا تماماً، وأي إهمال لوصية مهما كانت صغيرة يسبب للإنسان ألم، وفقدان السلام. (تث6:6-9). والإنسان إما يستجيب لوصايا الله أو لصوت قلبه. "والقلب أخدع من كل شئ وهو نجيس" (إر9:17). والوصية تحمينا من أنفسنا. آية (5): "ليت طرقي تثبت في حفظ فرائضك." ليتك تعينني يا رب حتى أحقق هذا، وأحفظ وصاياك جدًا. آية (6): "حينئذ لا أخزى إذا نظرت إلى كل وصاياك." كان الله يعد من يحفظ الوصية ببركات كثيرة (تث1:28-14). والمرنم هنا يتأمل فيما يعطيه الله من بركات. فيصرخ ليعينه الله على حفظ الوصايا فلا يحرم من البركات ولاحظ قوله كُلِّ وَصَايَاكَ = هذه مثل تحفظ تماماً (آية4). (مت20:28). ونلاحظ أن الخزى مصاحب للخطية (كما حدث مع آدم وحواء) (دا8:9). ومن يتوب إذا خجل فهذا يفرح به الله، أما من يتمادى يتقسى قلبه لدرجة أن يخطئ ولا يخجل = "فيشرب الإثم كالماء"(أى15 : 16). آية (7): "أحمدك باستقامة قلب عند تعلمي أحكام عدلك." إذ عرف المرنم قيمة الوصية وبركات من يطيعها يشكر الله الذي أعطانا شريعته وكتابه. آية (8): "وصاياك أحفظ لا تتركني إلى الغاية." أكثر ما يخافه المؤمن تخلي الله عنه، حينئذ تهزمه الشياطين ويقوى عليه أضعف إنسان والله يتخلى عنا إذا تقست قلوبنا ولم نحفظ الوصايا. والمرتل هنا يقول أنا أحفظ حقوقك ولأنه لا يوجد إنسان كامل يا رب، فارحمني إن أخطأت، وحتى لو وجدتني أستحق العقاب وتخليت عني فلا تتركني إلى الغاية= utterly "تمامًا، بكل ما في الكلمة من معني" والله إذا تخلى عن أبنائه ليؤدبهم، يكون كالأم التي تعلم أولادها الصغار أن يمشوا، فهي تتركهم وقد يسقطون ولكن عينها عليهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|