رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الْمَاءُ الْحَيُّ ؟ هل سرت يوما ً في الصحراء وقت الظهيرة ؟ هل احترق جسدك بشمسها ؟ هل غاصت اقدامك في رمالها وصعب عليك السير في دروبها وطرقها ؟ الصحراء رمز ٌ للجفاف والعطش ، رمز ٌ للتيه والضلال والضياع . وحياتنا حين تجف وحين ندور في دوامة مشاكلها تكون سيرا ً في الصحراء . حين تجد قلبك وقد تشقق من جفاف الحياة واعتصرته الآلام . حين تجد روحك تحيا تيها ً لا تجد مستقرا ً تستريح عليه وتسكن ، تحتاج الى لقاء ٍ مع من يروي عطشك ويريح نفسك ، كالسامرية المرأة التي يتناول الناس ذكرها عشرين قرنا ً . وُلدت وعاشت في سوخار البلدة الصغيرة في سفح الجبل وعلى حافة الصحراء . كانت متفتحة ً للحياة تشتهي ان ترتشف من كل مباهجها ولذاتها وتنتشي . وصُدمت فالحب لم يُروها بل بالعكس زاد من جفاف حياتها فكفرت به . لجأت الى التعبد في الجبل ، مارست طقوس الدين ونفذت اركانه . كانت كأنها تطرق حديدا ً باردا ً وتضرب الصخر برأسها . لم تجد راحة ً في التدين . في يأسها واحباطها ، في ضيقها وفشلها ، حملت جرتها وذهبت الى البئر . بئر يعقوب التي شرب منها هو وبنوه ومواشيه ، سعت للارتواء منها . اختارت وقت الظهر ، وقت الحر ، وقت الجفاف والعطش بعيدا ً عن الناس ، ووجدت من ينتظرها على حافة البئر . تشاغلت عنه بملئ جرتها . بادرها بالقول : " أَعْطِينِي لأَشْرَبَ " ( يوحنا 4 : 7 ) كان يعرف ما بداخلها من عطش . تعللت بالقول : " كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّة ٌ؟ " حوّل المسيح نظرها الى الماء الحي الذي تحتاج اليه .. " قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ ؟ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ " لم يكن في نظرها اعظم من يعقوب ، رجل ٌ يهودي على البئر . قال لها : " لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا . كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " وما ان طلبت منه ذلك الماء حتى اعطاها وتفجر بداخلها ينبوع حياة . وسط الصحراء ، في الجفاف في متاعب ومتاهات الحياة نعطش ونبحث عن الارتواء في آبار العالم فنعطش ايضا ً حتى نلتقي به ونقبله . نقبل المسيح ربا ً ومخلّصا ً فينبع في داخلنا ينبوع حياة ابدية . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|