معالجة الضعف
بعض نصائح نقولها للإنسان الضعيف الشاعر بضعفه:
1-ابعد عن مجال الخطية التي تضعف إرادتك.
ابعد عن العثرات، وعن كل الأسباب التي تقودك إلى الخطية، والتي لا تقوى على مقاومتها. ابعد عن كل تأثير سيء. ولا تضع في نفسك أنك أقوى من المحاربات. فقد قيل عن الخطية إنها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26). مادمت ضعيفا، أعترف بضعفك، وابحث عن السبب، وتجنبه..
ونصيحة الابتعاد عن أسباب الخطية، تضعها لك الكنيسة في أول صلاة باكر إذ تتلو المزمور الأول: "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس".
2- اطلب القوة من الله. واجعل ضعفاتك مجالًا لصلواتك.
وكما قال المرتل في المزمور "قوتى هو الرب، وقد صار لي خلاصًا" (مز 117). وقال أيضًا "لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء.." (مز 123). "إن لم يحرس الرب المدينة، فباطلا سهر الحارس" (مز 126). ويقول بولس الرسول "الجميع تركونى.. ولكن الرب وقف معى وقوانى" (2تى 4: 16، 17). اطلب إذن قوة من فوق.
وقل "معونتى من عند الرب الذي صنع السماء والأرض" (مز 120).
عمق صلاتك. فما أكثر الضعفاء الذين نالوا قوة بالصلاة، وانتصروا وغنوا قائلين "الحرب للرب" (1صم 17: 47)، "وليس لدى الرب مانع أن يخلص بالكثير أو بالقليل" (1صم 14: 6).
3- مهما كنت ضعيفا، لا تيأس.
لا تفقد الأمل مطلقا. لأن اليأس يحطم النفس، ويجعلك تستسلم ليد العدو، وتستمر في الخطأ. كأن لا فائدة من الجهاد!! ضع أمامك أمثلة كانت أسوأ من حالتك، وخلصها الرب من خطاياها. وشجع نفسك وقل: إن الله الذي خلص موسى الأسود، ومريم القبطية، وأوغسطينوس، ومريم المجدلية.. لابد سيخلصني أنا أيضًا.. ولكن ليس معنى هذا، أن تركن إلى ضعفك وتستمر فيه، معتمدًا على معونة إلهية لابد ستصلك!! وإنما جاهد.
4- جاهد بكل ما عندك من قوة، مهما كانت ضئيلة.
واستمع إلى قول بولس الرسول وهو يوبخ العبرانيين قائلا "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 12: 4). كل ما كان يملكه داود من سلاح، هو مجرد حصاة وضعها في مقلاعه، وتقدم إلى الصف، والرب هزم به جليات الجبار (1صم 17: 48، 49).
إن جهادك مهما كنت ضعيفًا يدل على رفضك للخطية، ورغبتك في التخلص منها. وهو في حد ذاته طلب إلى النعمة أن تتقدم.
5- ركز على مقاومة الخطايا الثابتة المتكررة.
لأنها هي نقط الضعف التي فيك. هذه التي تكررها في كل اعتراف، وتشكو منها باستمرار. ركز على هذه بالذات، بتداريب مستمرة لمقاومتها، وبأن تغصب نفسك على ذاتك، بل وتعاقب نفسك في كل سقوط، وتوبخها. طالبا معونة الرب.
6- تجديد الذهن، للوصول إلى فهم سليم.
يقول القديس بولس الرسول "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو 12: 2). وهذا يعنى أن تتغير نظرتك إلى الأمور التي تخطئ فيها، بتجديد ذهنك. فكثيرون يسقطون بسبب فهم خاطئ لمعنى القوة، أو لمعنى الكرامة، أو بسبب فهم خاطئ لمعنى الحرية.. الخ. هؤلاء جميعا يحتاجون إلى تجديد الذهن. يحتاجون إلى فهم سليم لحقيقة القوة والكرامة والحرية. وهذا الفهم الجديد والاقتناع به ويحفظهم من السقوط.
7- يزول ضعفك، إذا دخلت محبة الله في قلبك:
أنت تضعف أمام الخطية، إذا كنت تحب الخطية أكثر مما تحب الله ووصاياه. فإن دخلت محبة إلى قلبك، ستطرد محبة الخطايا من داخلك، وهكذا تصبح قويًا في مقاومة كل إغراء.. وصدق ذلك القديس الذي قال إن التوبة هي استبدال شهرة بشهوة، أي أن شهوة الروح تحل محل شهوة الجسد،ومحبة الله. وعاشر الذين يحبونه، اقرأ عن الذين أحبوه، وتمثل بهم.
8- تذكر أن ضعفاء كثيرين، صاروا أقوياء وقديسين.
بطرس الرسول الذي خاف وضعف أمام جارية، وأنكر المسيح (مت 26: 69 – 75). هو نفسه الذي وقف في قوة أمام رئيس كهنة اليهود، وقال له "ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29). وقال للرؤساء والشيوخ والكهنة "إن كان حقا أمام الله ان نسمع لكم أكثر من الله، فاحكموا!! لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" (أع 4: 19: 20).
9-كلما ضعفت، تذكر نعمة الله العاملة..
النعمة القادرة أن تقوبك.. لذلك تذكر قول القديس بولس الرسول "ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا" (رو 5: 20).. تزداد النعمة لتحميك من الخطية.. وتذكر أيضًا قول الرسول "لأنى حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا قوى" (2كو 12: 10).. ضعيف بذاتى، ولكن قوى بنعمة الله العاملة معى.. التي تقويني.
10-اعلم أن الله دائما مع الضعفاء..
لقد اختار ضعفاء العالم، ليخزى بهم الأقوياء (1كو1: 27).. في هؤلاء تظهر قوته. ولذلك اتذكر اننى كتبت مرة في مذكراتى "قال الشيطان لله: اترك لي يا رب الأقوياء، فإننى كفيل بهم. أما الضعفاء فلا أقدر عليهم. إذا في شعورهم بضعفهم يلجأون إليك، ويحاربوننى بقوتك..".