رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المقطع الأول: مزمور 65. " لكَ في صهيون يدوم التهليل، ولكَ يا الله توفى النذور. إليكَ يا سميعَ الدعاء يجيءُ جميع البشر ... تعهدتَ الأرضَ وسقيتها، وأغنيتها بالله كثيراً. ملأتَ سواقيها مياهاً، فتهيؤها لتخرج غلالها. تروي أتلامها وتسوي أخاديدها، وبالأمطار تطريها وتبارك نبتها. تكلل السنة بطيباتك، ومما تطعمنا يسيلُ الدسم. مراعي البرية تمتلىء خصباً، والتلال تتزر بالبهجة. المروج تكتسي غنماً، والأودية تكتسي بالحنطة، فيهتف الجميع ويُنشدون ". المقطع الثاني: رسالة كولوسي: 3: 16، 4 : 2، رسالة أفسس 5 : 20. " ... رتلوا المزامير والتسابيح والأناشيد الروحية شاكرين الله في أعماق قلوبكم ... واظبوا على الصلاة متنبهين أن تكونوا فيها من الشاكرين... واحمدوا الله الآب حمداً دائماً على كل شيء، باسم ربنا يسوع المسيح ". المقطع الثالث: رسالة كورنثوس الأولى 10 : 10. " ولا تتذمّروا أنتم مثلما تذمّر بعضهم فأهلكهم ملاك الموت ". سنة مضت بأيامها الثلاثمئة وخمسة وستون، يوماً بعدَ يوم، ولو تأملنا بهذه الآية التي قالها الرب: " لا تهتموا للغد، فالغد يهتم بنفسه، ولكل يوم من المتاعب ما يكفيه " (متى 6 : 34)، لأدركنا جميعنا بأنَّ الرب قد جعلنا نتخطى 365 يوماً بكل متاعبها ومشاكلها وهمومها واحتياجاتها، نعم لقد جعلنا نتخطاها بسلام وانتصار مسدداً كل احتياجاتنا، شافياً كل أمراضنا، معالجاً كل مشاكلنا، مسامحاً كل خطايانا وسقطاتنا وضعفاتنا، محرراً لنا من قيود كثيرة، وقافزاً بنا قفزات نوعية، كل واحد وفقَ حاجته !!! لكن بسبب مشاكل هذه الحياة وبسبب حرب العدو ضدنا، تمر الأيام وتمر السنين، ونحنُ لا ندرك ما صنعهُ الرب معنا، ونعتقد أننا ما زلنا كما نحن لم نتغير، وندور حول نفس الجبل، نتخبط في المشاكل نفسها، فنمتلىء بالإحباط وتمتلىء حياتنا بالتذمّر، ويلفنا اليأس ونستسلم، وكل ذلكَ يمنعنا أن نفتح عيوننا وأن نهدأ لبعض الوقت ونسمح للروح القدس أن يكشف لنا عن ما حققهُ في حياتنا خلال الأيام التي مضت، فنتحول عندها من متذمرين يائسين ومحبطين إلى أشخاص شاكرين فرحين، فيزداد عمل الرب في حياتنا وتزداد بركاته علينا. لذلكَ وبقيادة من الروح القدس أحببت أن نتوقف مع بعضنا للحظات قليلة في نهاية هذا العام وبداية العام الجديد، لكي نفضح معاً أكاذيب وخطط العدو ضد كل واحد منَّا، ونسأل الروح أن يساعدنا لكي ننظر بعينيه إلى سنة مضت، وإلى ما حقق الرب فيها لكل واحد منَّا، فنلقي عنَّا التذمّر واليأس والإحباط من حياتنا ونستبدلهم بالشكر والفرح والسلام والتمتع بما صنعَ الله معنا. يقـول داود: " لـكَ في صهيون يدوم التهليل، ولكَ يا الله توفى النذور. إليكَ يا سميعَ الدعاء يجيء جميع البشر "، لقد تعلم داود التهليل لله، كما تعلم أن يوفي نذوره والتزاماته أمام الله، ولماذا ؟ لأنهُ اكتشفَ واختبرَ أنهُ " سميعَ الدعاء " اختبرَ أن الله يسمع الصلاة ويستجيبها ويحقق أمنيات واحتياجات ورغبات أولاده الأمناء والشاكرين. ويُكمل قائلاً: " تعهدتَ الأرضَ وسقيتها، وأغنيتها بالله كثيراً. ملأتَ سواقيها مياهاً، فتهيؤها لتخرج غلالها. تروي أتلامها وتسوي أخاديدها، وبالأمطار تطريها وتبارك نبتها. تكلل السنة بطيباتك، ومما تطعمنا يسيلُ الدسم ". وهنا سأضع امامكَ هاتين المقارنتين: الأولى: قد تقول: " الأوضاع المادية صعبة، أقساط المدارس مرتفعة، الملابس والألعاب والهدايا والطعام جميعهم أسعارهم عالية، الأمراض تصيبنا، والهموم تملأ حياتنا كل يوم، الخطايا والسقطات والقيود تهاجمنا باستمرار، روحي فاترة وخدمتي متعثرة و..... ". أمَّا المقارنة الثانية فهيَ على شكل هذه الأسئلة: " هل مرَّ يوم واحد خلال العام الماضي لم تأكل وتشبع فيه ؟ وهل خرجتَ يوماً من منزلك أنتَ أو أولادك ولم تلبس فيه ملابس ؟ هل مرَّت السنة الدراسية ولم تستطع بنهايتهـا تسديـد الأقساط المدرسية ؟ هل بقيَ مرض ما في حياتك ؟ هل استطاع هم من الهموم أن يقضي عليك ؟ وهل تحققت المخاوف التي أخافكَ بها إبليس ؟ ولو تأملتَ قليلاً في الخطايا والقيود والسقطات القديمة على مر الأيام، فهل ما زالت كما هيَ ؟ أم أنكَ قد أحرزتَ تقدماَ ولو بسيطاً في أي منها ؟ وهل حررك الرب من قسم منها وما زال يتعامل معك ليحررك من القسم الباقي ؟ والآن أيهما من المقارنتين أفضل لحياتك وسلامك وفرحك، الأولى التي تقودك إلى اليأس والإحباط والتذمّر ؟ أم الثانية التي تجعلك تفضح العدو وتكشـف أكاذيبـهُ التي أسركَ بها، وتقودك إلى الشكر والفرح فيزداد سلامك ونموك وتتدفق عليك بركات الرب ؟ عزيزي: توقف لدقائق قليلة وفكر لوحدك بالبركات التي أغدقها الرب عليك خلال السنة التي مضت، فكر بالمشاكل التي عالجها الرب في حياتك وكيفَ أخرجَ من الشرك رجليك، فكر بالإحتياجات المادية التي سددها الرب لكَ، وفكر بكل ما صنعَ الرب معك صغيرة كانت أم كبيرة، فلكل واحد أموره التي تعاملَ الرب معها، ودع قلبك يمتلىء بالشكر، ولتنفتح عينيك بعدما حاولَ إبليس أن يغمضها لكي لا ترى إحسانات الله معك، وكن شاكراً. لقد أدركَ بولس تماماً خطورة التذمّر، ولو تأملتَ في أسفار العهد القديم، لأدركتَ كم كانَ هذا التذمّر مؤذياً على شعب الله، كما أدركَ بولس أيضاً منافع وبركات الشكر، لذا نبهنا عدة مرات في رسائله " كونوا شاكرين في الصلاة ... رتلوا المزامير والتسابيح شاكرين الله من أعماق قلوبكم ... احمدوا الله الآب حمداً على كل شيء ". تأمل بسيط أحببت أن أضعهُ بين يديكم في بداية هذا العام، وأصلي أن يفتح الروح القدس أعيننا لنرفض كذب العدو ونكتشف كم كان الرب أميناً معنا في السنة الماضية، لا بل السنين الماضية، ولكي نرفض من بداية هذا العام أن نقع مجدداً في فخ العدو ولكي نلقي عنَّا كل لوم وتذمّر وشكاية ويأس وإحباط، ولكي تمتلىء قلوبنا بالشكر والحمد للرب الذي كان أميناً وسيبقى أميناً إلى الأبد. قد تكون ظروفك الحالية ليست مفرحة أو ليست سهلة، أو ليست كما تريدها، لكنني أقول لكَ ربما لأنكَ تتذمّر ولم تتعلم أن تكون شاكراً، وقد تقول لي لقد مضى زمناً طويلاً وأنا لم أتقدم، لكنني أقول لكَ إفرح واشكر الله لأنكَ لم تتراجع، قد تقول لي ما زلت أخطىء، لكنني أقول لكَ أشكر الرب لأنك إن أخطاتَ فلكَ شفيع عند الآب، قد تقول لي ما زلتُ أدور حول نفس الجبل عدة مرات، لكنني أقول لكَ لقد دارَ شعب الله سبع مرات حول سور أريحا لكنهُ سقط في النهاية !!! لهذا قال لنا بولس كونوا شاكرين كل حين، نعم تستطيع أن تتذمّر كل حين وتجلب عل نفسك المشاكل، كما أنكَ تستطيع أن تكون شاكراً كل حين وتجلب على نفسك البركات، فأيهما تختار؟ لذا أريدك أن تتأكد أنه إن قررتَ أن تبدأ هذه السنة بشكر الرب كل حين رافضاً التذمَر واليأس والإستسلام لأكاذيب العدو، فسوفَ تنجح حياتك وتفلح حيثما ذهبت ومهما فعلت وتعلَّم أن تردد مع داود قائلاً: " باركي يا نفسي الرب، ويا كل أحشائي اسمهُ القدوس. باركي يا نفسي الرب ولا تنسي جميع حسناته، يغفر جميع ذنوبي ويشفي جميع أمراضي. يفتدي من الهوة حياتي، وبالرحمة والرأفة يُكللني. يُشبع بالطيبات جوعي، فيتجدد كالنسر شبابي " وتأمل معي قبل أن نختم بالمعاني الروحية للمزمور 65 الذي أوردناه في بداية هذا التأمل لتدرك أن الرب يعمل في حياتك وإن كنتَ لا ترى حالياً أي ثمر ظاهر فإعلم أن الرب يبني أساساتك ولو تابعت معهُ الطريق صابراً على عمله وشاكراً لهُ ورافضاً التذمّر فسوفَ ترى قريباً الثمر الكثير في كل النواحي. تقول كلمات المزمور: أن الرب تعهد أرضك وأغناها، وهوَ سيملىء سواقيها بالمياه وإن كانت الآن مشققة أو جافة، وهوَ سوفَ يهيؤها لتخرج غلالها إن كانَ ذلكَ فرحاً أو سلاماً أو نصرة أو تحرير أو شفاء أو تسديد احتياجات لطالما انتظرتها، وهوَ سيروي أتلامها ويسوي أخاديدها، فكل تلم أو علو سوف يُصبح سهلاً وناعماً ومثمراً وأرضاً صالحة للثمر، لأنهُ سوفَ يُطريها كما تقول الكلمة بالأمطار ويُبارك نبتها، يُطريها بأمطار الروح القدس فتخرج النبت، كما أنهُ سيكلل هذه السنة بطيباته فيسيل الدسم والشبع من كل ما سيطعمك، وإن كنتَ خادماً في أي خدمة تأكد بأنَّ مراعيك ستمتلىء خصباً وتلالك ستتزر بالبهجة وستمتلىء خدمتك بالنفوس الكثيرة وسيهتف الجميع ويُنشدون !!! إنها كلمة الله فهل تشكرهُ عليها وتؤمن بها فتتحقق في حياتك خلال هذا العام ؟ لا تكل ولا تتعب فالله أمين وهوَ لا ينسى تعب المحبة، لا تستسلم بل إخضع للرب وقاوم إبليس وسوفَ تراه يهرب بعيداً، انتفض من بداية هذا العام والقي عنكَ كل تذمّر ويأس وإحباط واملأ قلبك ولسانك بالشكر الدائم للرب وتنبأ على الأيام القادمة بأنها ستكون أيام حصاد وبحبوحة وسلام وفرح وطمأنينة وانتصار. فكن شاكراً كلَّ حين !!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|