لا تخف مهما سقطت
إن الشيطان باستمرار يريد أن يشيع فيك روح الهزيمة وروح الضعف، لكي تيأس وتستسلم له! فلا تصدقه كلما قال إن التوبة صعبة وإن حياة البر غير ممكنة في عالم شرير مثل عالمنا.. ولا تصدقه إن قال لك لا فائدة، فأرادتك ضعيفة لابد ستسقط!! قل له: ليس المهم إرادتي، إنما في عمل الله من أجلي وحتى إن سقطت فلا بد سأقوم بعدها كما قال الكتاب:
"الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم24: 16). كما قال النبي أيضًا "لا تشمتي بي يا عدوتي. فإني إن سقطت أقوم" (مى7: 8).
لا تزعجك إذن السقطة بعد كل قيام... إنما افرح بالقيام بعد كل سقطة وتأكد أن الله أعطاك القوة التي بها يمكنك أن تقوم، مهما سقطت " سبع مرات " أي عددًا كاملًا من السقطات.
إن السقوط غير الهزيمة. إنه مجرد مرحلة، تقوم منها لتنتصر أخيرًا.
والله يعرف قوة عدونا، وضعف طبيعتنا. لذلك هو يشفق علينا في حروبنا، ويرسل إلينا قوة من عنده تسند ضعفاتنا. وهو الذي يقيمنا. وكما نقول له في القداس الإلهي "عرفتني القيام من سقطتي...
حولت لي العقوبة خلاصًا. كأب حقيقي تعبت أنا الذي سقطت. ربطتني بكل الأدوية المؤدية إلى الحياة..".
وما اجمل قول أحد الآباء: إن الجندي الذي جرحه العدو، يكافأ أيضًا بالنياشين، وليس فقط الجندي الذي انتصر وقتل أعداءه.
طالما لم يهرب من الميدان، وإنما حارب وقاتل، فله مكافأته مهما جرحه العدو. ليست هذه هزيمة. إنما هو جهاد.
ضع أمامك قول الكتاب "الله يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي2: 4). فلتكن من هؤلاء واطمئن من جهة إرادة الله الصالحة.
وإن تأخرت معونة الله في الوصول إليك فلا تيأس.
إن الله قد يأتي في الهزيع الرابع ولكنه لابد سيأتي...
كان خلاص اوغسطينس بعد سنوات طويلة جدًا في الخطية. ولكنه نال الخلاص أخيرًا مهما بدأ أن معونة الله قد وصلته متأخرة! وبنفس الوضع نتكلم عن مريم القبطية، وعن موسى الأسود، وعن شاول الطرسوسى، وعن أريانوس والى أنصنا.
إن الله قد ذهب ليعد لنا مكانًا، وسيأتي ليأخذنا إليه (يو14: 3).
فليكن لنا الرجاء إذن في حياة الغلبة "لا تخش من خوف الليل، وملا من سهم يطير بالنهار، ولا من أمر يسلك في الظلمة" (مز91) وإنما قل مع داود النبي: "وإن قام على جيش، ففي ذلك أنا مطمئن " " إن سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا لأنك معي" (مز23). املأ قلبك بمواعيد الله المشجعة. وثق أنك لابد ستنتصر.