الميلاد المجــيد يوبيل جديد

[tito227]

الميلاد المجــيد يوبيل جديد


الثلاثاء 07 يناير 2014

لنيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية و توابعها
يسرني يا أحبائي أن أهنئكم بعيد ميلاد مخلص البشرية ربنا يسوع المسيح ، ومع قدوم احتفال العالم بميلاد الرب يسوع ، مع بهجة الكنيسة بتجسد مخلصها وفاديها وإتيانه إلي العالم طفلاً رضيعاً مقمطاً ومضجعاً في مزود،

تتهلل الكنيسة لأنها تدرك انه بميلاد الرب يسوع قد أدركها زمان الخلاص ... وحان وقت الترآف عليها كما يقول المزمور" أنت يا رب ترجع وتترأف علي صهيون لأأنه جاء وقت التحنن عليها" مز 13:102 .
فبميلاد ربنا يسوع من العذراء مريم يكون الرب قد بدأ تتميمخطته لخلاص الإنسان التي وعد بها آدم وامرأته بعد السقوط ، لأنه بالميلاد قد سر الرب أن يتخذ له جسداً ليموت به عن حياة العالم أجمع ليخلص الإنسان ويجدد طبيعته ويرده الي رتبته الأولي.
لذلك فعندما بدأ السيد المسيح خدمته الجهارية في سن الثلاثين و دخل إلي المجمع كعادته ، و دفع إليه سفر أشعياء النبي بحسب قول معلمنا لوقا الإنجيلي " ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوباً فيه روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق والعمى بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة " لو4 : 16-19" ، وفي نهاية قراءته قرر الرب يسوع بفمه الطاهر " أنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم" (لو 21:4).

وكانت سنة الرب المقبولة في المفهوم اليهودي هي سنة اليوبيل ، وهي سنة ينادي فيها بالفرح والعتق والحرية والغفران لكل شعب إسرائيل " تقدسون السنة الخمسين وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها تكون لكم يوبيلاً وترجعون كل إليملكه وتعودون كل إلي عشيرته .. إنها يوبيل مقدسه لكم ( لا25 : 10-12)
كانت سنة اليوبيل هي سنة تذكار لخروج الشعب من أرض العبودية وكان يحتفل بها كل خمسين عاماً في تذكار عيد الكفارة اليهودي في اليوم العاشر من الشهر السابع ، إذيضرب بالبوق لإعلان احتفال الأمة اليهودية بسنة اليوبيل." ثمتعبر بوق الهتاف في الشهر السابع في عاشر الشهر في يوم الكفارةتعبرون البوق في جميع أرضكم وتقدسون السنة الخمسين" ( لا 25 : 9-10 )" .
وكان لسنة اليوبيل والإحتفال طقس خاص في التقليد اليهودي ، وكما كانت سنة اليوبيل هي سنة احتفال ... هي أيضاً كانت نبوة وإشارة عن " يوبيل جديد" فيه يخلص الرب شعبه وينادي له بالفرح والخلاص والحرية .. سنة حياة وخلاص للبشرية كلها ... سنة لا تعد بحساب الأيام والمواقيت ... لكنها سنة تبدأ بميلاد ربنا يسوع وتجسده ولا تنتهي إلابمجيئه الثاني علي السحاب.

فما هي علاقة الميلاد باليوبيل ؟ هذا هو موضوع تأملنا اليوم
1 – كان اليوبيل سنة فرح .. وهكذا كان الميلاد بشري بالفرح
كان طقس سنة اليوبيل يبدأ بضرب البوق كعلامة للفرح لكل الشعب بقدوم سنة اليوبيل " تعبرون البوق في جميع أرضكم" (لا 9:25) ، وهكذا كان ميلاد ربنا يسوع المسيح سبب فرح للبشرية كلها .. لأنه قد حان زمان افتقادها بالمراحم الإلهية وجاء موعد تحقيق الوعد الذي وعد به الرب آدم الإنسان الأول أن يخلصه.

كان ميلاد ربنا يسـوع المسيح هو إعلان فرح
•إذ نادت ملائكة السماء البشر تدعوهم أن يفرحوا ، " وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل علي رعيتهم و إذ ملاك الرب قد وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم وخافوا خوفاً عظيماً فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركمبفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب " (لو 2: 8-8).
•وكان الميلاد أيضاً دعوة للفرح لأمنا العذراء لأن الرب سر أن يسكن في أحشائها " الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك لذلك القدوس المولود منك يدعي ابن الله" ( لو 1 :34-35)0
•كما كان الميلاد أيضاً دعوة للفرح لزكريا الكاهن الشيخ " لأن طلبته قد سمعت أمام الله" (لو 13:1)0
•كان الميلاد أيضاً دعوة للفرح لأليصابات المرأة العجوز "لأن الله قد نزع عارها من بين الناس"(لو 25:1)0
•كما كان الميلاد أيضاً دعوة للفرح لجنين اليصابات " يوحنا السابق" لأنه تحرك بابتهاج في بطنها عندما وجد نفسه أمام الطفل يسوع في أحشاء أمنا العذراء ( لو44:1)0
•فكما كان يوم اليوبيل هو يوم فرح للأمة اليهودية .. كذلك كان ميلاد ربنا يسوع المسيح هو يومإعلان فرح حقيقي للبشرية كلها .. فرح بميلاد المخلص الذي أتي من أجل خلاص البشرية كلها .. الخلاص الذي انتظره العالم لسنوات طويلة " الخلاص الذي فتش وبحث عنه الأنبياء الذينتنبئوا عن النعمة التي لأجلكم" (1بط 10:1).. الخلاص الذي تحقق للبشرية كلها وتهلل بسببه كل الذين قبلوا الرب يسوع مخلصاً وفادياً عندما يكمل فرحهم في الأبدية السعيدة فيهتفون فرحين " وبعد هذا سمعت صوتاً عظيماً من جمع كثير في السماء قائلاً هللويا الخلاص والمجد والكرامة والقوة للرب إلهنا" (رؤ 1:19).

2 – كما كان اليوبيل سنة توبة عامة
هكذا كان الميلاد بشري بالخلاص لكل من يتوب .
كانت سنة اليوبيل تبدأ باحتفال الشعب بيوم الكفارة العظيم الذي فيه تقدم الذبائح عن خطايا رئيس الكهنة وعن خطايا الشعب العامة والجماعية كخطية عبادة البعل .. خطية الزنا .. الخ " ويكون لكم فريضة دهريه أنكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذللون نفوسكــم"تتوبون" لأنه في هذا اليوم يكفر عنكم لتطهيركم مـن جميع خطاياكم أمام الرب تطهـرون (لا 16 : 29-30) .
•فتوبة الإنسان في استحقاقات الصليب والفداء الذي صنعه الرب يسوع هي الطريق الوحيد للخلاص
•هكذا كان الميلاد بشري بزمان جديد يقدم فيه الرب نفسه ذاته ذبيحة عن خلاص البشرية لذلك :
•امتلأ زكريا الكاهن من الروح القدس بحسب تعبير الكتاب عند ميلاد ابنه وتنبأ عن حلول زمان الخلاص قائلاً " مبارك الرب اله إسرائيل لأنهافتقد وصنع الفداء لشعبه " (لو68:1)0
•كان الميلاد إذا هو بشري بالخلاص من الخطايا لأن فيه ظهر المخلص في الجسد لكي يقبل فيه " أي في الجسد" حكم الموت الذي صدر علينا لننال نحن الفداء . لذلك نادي معلمنا بولس الرسول في بشارته المفرحة عن شخص ربنا يسوع قائلاً : الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غني نعمته" (اف 7:1)0
•لذلك أيضاً كان تجسد الرب والخلاص الذي صنعه للبشرية هو سر فرحة السمائيين الذين أدركوا اليوبيل الجديد الذي فيه أتم الرب لشعبه الخلاص إذ أستمع إليهم يوحنا الرائي وهم يهتفون " وسمعت صوتاً عظيماً قائلاً في السماءالآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه لأنه قد طرح المشتكي علي أخوتنا الذي كان يشتكي عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلاً" (رؤ 10:12).



3 – كان اليوبيل سنة حرية .. وهكذا كان الميلاد المجيدإعلان لمفهوم جديد للحرية
ويكتب الوحي الإلهي بيد موسي النبي عن سنة اليوبيل إنها سنة استعادة الحرية المفقودة ... وإطلاق العبيد أحرار فيقول " وإذا افتقر أخوك عندك وبيع لك فلا تستعبده استعباد عبد كأجير ونزيل يكون عندك إلي سنة اليوبيل يخدم عندك ثم يخرج من عندك هو و بنوه معه ويعود إلي عشيرته والي ملك إبائه يرجع " ( لا 25 : 39-41).
•وهكذا أيضاً كان ميلاد ربنا يسوع المسيح هوإعلان لبداية عهد جديد يحررنا الرب فيه من العبودية (ليس عبودية الجسد) ، ولكن عبودية الخطية ، لنحيا في حرية مجد أولاد الله.. فهو بفمه الإلهي قد أعلن في وقت لاحق من حياته علي الأرض لكل الجموع التي تتبعه " إنحرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً " (1يو 36:8) ، وهو أيضاً الذي وعد أن كل من يعرفه ينال الحرية " وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يو32:8).
•لذلك أيضاً تكلم زكريا الكاهن بالروح القدس وتحدث عن ميلاد الرب يسوع قائلاً " خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا" (لو 71:1)0 واستطرد قائلاً أن يعطينا أننا بلا خوف منقذين من أيدي أعدائنا نعبده (لو 74:1).
•ولأننا المؤمنين ليس لنا أعداء حسب الجسد فلابد أن الكلمات كانت نبوة عن عمل الرب يسوع الذي يستطيع أن يحرر أولاده من سلطان إبليس العدو الوحيد الذي يبغض أولاد الله ... وينقذهم من قبضته ليحررهم لنفسه ... فيصيروا أحراراً من سلطان الخطية والعالم وابليس0
•والحرية من سلطان الخطية هي أثمن العطايا التي وهبها لنا الله الكلمة بتجسده وفدائه هيحرية من كل خطية ومن كل عادة ، هي الحرية التي كتب عنها معلمنا بولس الرسول " فاثبتواإذا في الحرية التي حررنا المسيح بها ولا ترتكبوا أيضاً نير عبودية" (غل 1:8) هي حريةناضجة يستطيع المؤمن الحقيقي أن يميزها فلم يعد المسيحي بعد في عهد الحرية عبداً لأوامر ونواهي .. بل صار مميزاً لحرية يمكنه من خلالها ألا يستعبد لأمر أو شيء يفصله عن محبة الله وعن هذا كتب معلمنا بولس "كل الأشياء تحل لي ولكن ليست كل الأشياء توافق كل الأشياء تحل لي ولكن لا يتسلط علي شيء (1كو 12:6).

4 – كانت سنة اليوبيل سنة دعوة للإيمان .. وكان الميلاد دعوة للإيمان بالمخلص المولود .
كانت سنة اليوبيل هي دعوة لكل الشعب لكي يثقوا في الإله الذي عالهم سنوات عمرهم في البرية أنه قادر أن يصنع ويعول الشعب بثمر الأرض في سنة واحدة لمدة ثلاث سنوات " و اذا قلتم ماذا ناكل في السنة السابعةان لم نزرع و لم نجمع غلتنا. فاني امر ببركتي لكم فيالسنة السادسة فتعمل غلة لثلاث سنين . فتزرعون السنةالثامنة و تاكلون من الغلة العتيقة الى السنة التاسعة الىان تاتي غلتها تاكلون عتيقا . (لا25 :20-22) .

كذلك كان ميلاد مخلصنا يسوع المسيح هو دعوة للإيمان
•كانت دعوة الإيمان موجهه لزكريا الكاهن عندما خاطبه الملاك "لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت" لكنه لم يصدق فبقي صامتاً ( لو 20:1).
•وكانت دعوة الإيمان موجهة أيضا لإليصابات العجوز العاقر فقبلتها بفرح و شعرت بجنينها يتحرك ساجداً في أحشائها فطوبت أم الإلهالآتية إليها (لو43:1).
•كانت دعوة الإيمان أيضاً موجهة لأمنا العذراء :
لنؤمن إنها تحمل بدون زرع بشر (لو34:1).
وأن نثق بالإيمان أن المولود منها هو :ابن العلي"0 (لو 1 : 32)
وأن نثبت في الإيمان بألوهيته رغم أنها لم تجد له مكاناً سوي مزود حقير ليرقد فيه.
وأن تحمل طفلها وتهرب به من وجه ملوك الأرض رغم أنه ضابط الكل.
•كانت دعوة الإيمان موجهه أيضاً ليوسف خطيب مريم العذراء ليقبل كلمات الملاك. ان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس . فستلد ابناً وندعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم " (مت 20:2-21) فقبل الدعوة وحفظ حياة أمنا العذراء لذلك استحق أن يدعي حارس التجسد الإلهي.
•كانت دعوة الإيمان أيضا موجهه لرعاة بسطاء ... استمعوا إلي صوت الملائكة يبشرونهم بميلاد مخلص هو المسيح الرب.. فاستجابوا .. وذهبوا.. فاستحقوا أن يعاينوا وجه الله المتجسد في مزود بقر حقير.
•كانت دعوة الإيمان أيضاً موجهه لرؤساء كهنة اليهود الذين عرفوا بعقولهم أن المسيح المولود لابد أن يولد في بيت لحم. ..لكنهم لم يهتموا أن يذهبوا ليروه (مت 2: 5-6).
•كانت دعوة الإيمان أيضاً موجهه لهيرودس الملك . الذي تلقي علامات وكلمات من ملوك غرباء بميلاد ملك عظيم ، لكن خوفه علي سلطانه ونفوذه جعله يرفض الدعوة ليقتل آلاف الأطفال في مدينة بيت لحم" (مت 2: 2،16).
•كانت دعوة الإيمان أيضاً موجهه لأحد شيوخ إسرائيل "سمعان الشيخ"وبالإيمان انفتحت عيناه لينظر المولود ابن العذراء الذي عاش ينتظره لمئات السنوات .. فامتلأ قلبه بالفرح .. ولم يعد يطلب شيئاً آخر علي الأرض إلا أنينطلق من سلطان الجسد (لو 29:2).
•كانت دعوة الإيمان أيضاً موجهه لأرمله عجوزة "حنة النبيه" أمضت كل زمانها في هيكل الرب فتحرك لسانها بالتسبيح عندما أبصرت الطفل وأدركت أنه المخلص الآتي0
•كذلك أيضاً لازالت دعوة الإيمان موجههلنا جميعاً في يوم الميلاد لنؤمن أن هذا الطفل المضطجع في المزود هو الله الكلمة الذي تجسد من أجل خلاصنا كلنا الذي " كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (اع 43:10).
ولكن يجب ألا تبقي دعوة الإيمان هي فقط داخل عقولنا بل لتتحول لتصير حياة عملية لنعيش الإيمان فكراً وسلوكاً ولنصير نحن شهوداً للرب وسط عالم يحتاج أن يراه اليوم حيا فينا ونحيا في حياة الإيمان مدركين أن الرب يعمل فينا ويصير لنا الإيمان العملي الذي عاشه آباء كثيرين " الذين بالإيمان قهروا ممالك صنعوا برانالوا مواعيد سدوا أفواه اسود (عب 11 : 33)
ليكن الإيمان هذا العام هو إعلان لسنة الرب المقبولة0

•لنفرح فرحاً روحياً لا كفرح العالم ... بل فرح بالإله الساكن في قلوبنا.
•وليكن لنا في هذا التذكار دعوة للتوبة الحقيقية
•ولنستجيب لدعوة الرب للتحرر من خطايانا ... ونحيا في حرية مجد أولاد الله.
•ولنثق بالإيمان أن كنيستنا مهما واجهت من ضيقات فنحن نؤمن ان الهنا الحقيقي الطفل المولود الذي هو أمس واليوم والي الأبد لابد أن يعلن مجده من وسط الضيق وأنه لن يترك أولاده بل باحتمالهم للآلام يصنع شهادة لكل العالم عن صدق ايماننا...

ليكن العام الجديد عاماً مباركاً ومفرحاً ومملوءا توبه وحرية ...
وليكن الميلاد يوبيلاً جديداً لا ينتهي ... نحيا فيه فرحين ... تائبين ... أحرار ... في إيمان كامل بإلهنا .

[Ramez5]

ميرسى كتير على مشاركتك الجميلة
ربنا يفرح قلبك

[Ebn Barbara]

ميرسي كتير تيتو للتوبك
ربنا يباركك