رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حكمته جلس إليه ذات مرة شخص غير مسيحي، وكان يعمل صرافًا، وأخذ يبدى إعجابه به. ثم قال له: [آه يا ميخائيل أفندي (اسمه قبل الكهنوت)، آه لو تيجي عندنا].. فسأله وماذا يعجبك في شخصي؟ وحالما سمع الرجل هذا السؤال، طفق يعدد فضائله وحسناته، التي كان فعلًا يتحلى بها. وبعد أن انتهى من سرد نواحي إعجابه، قال له: (ميخائيل أفندي): [أنت عارف الحاجات دي أنا جبتها منين؟] فقال له: [منين؟] أجابه: [من عند المسيح بتاع النصارى، يوم ما أسيبه تسيبني]. وكان جوابًا روحيًا عميقًا ومفحمًا في نفس الوقت.. الأنبا يؤانس أسقف الغربية فهم روحي عميق: كان فهمه الروحي للأمور عجيبًا: زرته مرة في منزله، وكان كاهنًا، وكنت في ذلك الوقت علمانيًا لم التحق بعد بالرهبنة. ولما هممت بالانصراف، قال لي: [آنستنا وباركتنا وشرفتنا]. فقلت له [العفو يا قدس أبونا، أنا الذي نلت بركه. فكيف تقول عنى: باركتنا؟!] فقال لي: [اسمع يا ابني. أنا كنت جالسًا بمفردي. ولما أتيت أنت، جاء المسيح معك ليصبح ثالثًا لنا. لأنه قال: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، هناك أكون في وسطهم". أليس هذا صحيحًا]؟! حينئذ صمت، ولم استطع أن أتكلم. الأنبا يؤانس أسقف الغربية حكمة وصبر في حل المشاكل: لقد منح الرب لخادمة الأمين المتنيح القمص ميخائيل قدرًا كبيرًا جدًا من الحكمة في معالجة المشاكل التي كانت تعرض عليه، وقدرًا كبيرًا من الشجاعة. فيقول للمخطئ أخطأت مهما كان مركزه كبيرًا. كما كان ينصف المظلوم ويعيد السلام إلى البيوت الكثيرة التي كانت تلجأ إليه. وكم من بيوت عمرت بعد أن كادت تحزب. فى بعض الحالات كان يبدو لنا أنه من المستحيل أن يعود السلام إليها، لأن شقة الخلاف متسعة جدًا. أما فكان يتولى علاجها بما حباه الله من حكمة وطول أناة. أذكر أنه قضى عدة سنوات في إعادة السلام لإحدى العائلات، دون أن يكل أو يمل أو ييأس. فنجحت مساعيه أخيرًا، وعادت الزوجة إلى زوجها، وعاش الاثنان في محبة ووئام. القمص مرقس داود هل تعمقت في المشكلة: خدمت في حقل عداد الخدام بمدارس الأحد، وكان هناك شاب في الثانوية العامة يشكو لى مرارًا من عدم تمكنه من مواصلة استذكار دروسه لأن هناك خلافات ومشاحنات كبيرة بين والدته وزوجة أخيه، إذ تعيشان معًا في بيت واحد، والوالد متوفى. وكانت الأسرة لها إيراد كبير من محل تجارى. وفى أحد الأيام أخبرني الشاب أن المشكلة ستحل باستئجار شقة منفصلة وجدتها أمه لتسكن فيها. سالت أبانا القمص ميخائيل في هذا الموضوع، وكنت موافقًا على الحل. ولكن أبونا انتقدني وعنفني لأني لم أتعمق في حل المشكلة وذلك بعد أن جلس مع الشاب.. وسألني: هل تعلم كم عمر الأم؟ ومن أحضر لها الشقة وأين تقع؟ و تبين لأبينا بالحكمة التي أعطاها الله له، أن عمر الأم حوالي الأربعين وأن الذي أحضر لها الشقة هو الشاب الذي يستأجر منهم المحل التجاري، وهو غير مسيحي، وشاب غير نتزوج، وعمره ثلاثون سنة. وهو أيضًا يسكن في نفس العمارة.. وأوصى أبونا ميخائيل أن تبقى العائلة معًا، هو سيذهب لحل هذه المشكلة بنفسه.. وقد كان. وصارت المحبة تربط بينهم بقوة، وزادت بمرور الأيام. وذلك بعد أن بارك أبونا ميخائيل هذه العائلة وصلى لها.. والآن بعد حوالي 15 سنة من المشكلة لم يحدث خلاف مطلقًا.. د. جورج عطا الله |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القمص ميخائيل إبراهيم | قبل الكهنوت |
القمص ميخائيل إبراهيم | (ميخائيل أفندي) كاتب الخفر |
القمص ميخائيل إبراهيم |
القمص ميخائيل إبراهيم |
القمص ميخائيل إبراهيم |