منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 09:36 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

المقطع الأول: إنجيل لوقا: 9 : 61 – 62.

" وقالَ لهُ آخر: " أتبعكَ يا سيد، ولكن دعني أولاً أودّع أهلي ". فقالَ لهُ يسوع: " ما من أحدٍ يضع يدهُ على المحراث ويلتفت إلى الوراء، يصلح لملكوت الله ".



المقطع الثاني: إنجيل يوحنا 6 : 60 – 67.

" فقال لهُ كثيرٌ من تلاميذه لمَّا سمعوه: " هذا كلامٌ صعبٌ، من يُطيق أن، يسمعهُ ؟ " وعرفَ يسوع أن تلاميذهُ يتذمَّرون، فقالَ لهم أيسوءُكم كلامي هذا ؟ ... فتخلَّى عنهُ من تلكَ الساعة كثيرٌ من تلاميذه وأنقطعوا عن مصاحبته. فقالَ يسوع للتلاميذ الاثنى عشر: " وأنتم، أما تريدون أن تتركوني مثلهم ؟ ".



المقطع الثالث: إنجيل لوقا 14 : 25 – 33.

" وكانت جموعٌ كبيرةٌ ترافق يسوع، فالتفتَ وقالَ لهم: " من جاءَ إليَّ وما أحبني أكثر من حبه لأبيه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، بل أكثر من حبه لنفسه، لا يقدر أن يكون تلميذاً لي. ومن لا يحمل صليبهُ ويتبعني لا يقدر أن يكون تلميذاً لي. فمن منكم، إذا أرادَ أن يبني برجاً، لا يجلس أولاً ويحسب حساب النفقة ليرى هل يقدر أن يُكملهُ، لئلاَّ يضعَ الأساس ولا يقدر أن يُكمل، فيستهزىء به الناظرون إليه كلهم ويقولون: هذا الرجل بدأَ يبني وما قدرَ أن يُكمل. وأيُّ ملكٍ يخرج إلى محاربة ملكٍ آخر، قبلَ أن يجلس ويُشاور نفسهُ هل يقدر أن يُواجه بعشرة آلاف من يزحف إليه بعشرين ألفاً ؟ وإلاَّ أرسلَ إليه وفداً، ما دامَ بعيداً عنهُ، يلتمس منهُ الصلحَ. وهكذا لا يقدر أحدٌ منكم أن يكون تلميذاً لي، إلاَّ إذا تخلَّى عن كل شيء لهُ ".



يقول خادم الرب المعروف: " ريك جوينر " في كتابه " التكليف الأخير ":

إنه وعندما كان في رؤيا واقفاً في السماء أمام الرسول بولس يتكلم معهُ قالَ لهُ الرسول: أتمنى عليك أن تقول للكنيسة أنها نسيت خدمتها الأساسية وهيَ " خدمة الصليب " ولم يعد الصليب واضحاً في الخدمة، ويتأسف بولس كونه لم يعد يرى الكنيسة تدرك معنى خدمة الصليب هذه !!!

ولا عجب أبداً أن يطلب بولس من الكنيسة أن تعي وتعود إلى معنى ومفهوم الصليب لكي تنجح خدمتها على الأرض، فهوَ وعندما كان على هذه الأرض قالَ: " أمَّا أنا فلن أفاخر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح. به صارَ العالم مصلوباً بالنسبة إليَّ وصرتُ أنا مصلوباً بالنسبة إلى العالم" (غلاطية 6 : 4)، وكونهُ قررَ أن يضعَ يدهُ على المحراث ولا يلتفت إلى الوراء وكونهُ قرر أن يصلب نفسهُ على صليب المسيح ناسياً العالم ومشاكله وخصوماته وصراعاته ومركّزاً عينيه على خطة الله لحياته، استطاع أن يجاهد، يدخل السجن، يُضرب، يتعرض للموت، يُجلد، يُرجم، تنكسر فيه السفينة، يُواجه أخطار، يُعاني، يكدّ، يسهر دوماً، يجوع، يتعرض للعطش والصوم الكثير والبرد والعري، لانتقادات وحروب ممن هم معهُ وحولهُ، ولا يتذمر، بل يقول افرحوا بالرب دوماً وأقول أيضاً افرحوا .

(2 كور 11 : 23 – 28).

كما استطاعَ أن يجتاز في أشد العذابات النفسية: " يشتد علينا الضيق ولا ننسحق، نحار في أمرنا ولا نيأس، يضطهدنا الناس ولا يتخلى الله عنا، نسقط في الصراع ولا نهلك " (2 كور 4 : 8 –12)، ليختم كلامه ويقول: " نُسلَّم للموت من أجل يسوع لتظهر في أجسادنا الفانية حياة يسوع أيضاً " ولماذا ؟ لسبب واحد: لكي يعمل الموت فيه والحياة تعمل بمن يخدمهم، قررَ أن يموت عن ذاته وعن كل ما يمكنهُ أن يُعيق خدمتهُ ألا وهيَ: أن تعمل الحياة في الآخرين، لأنه قررَ أن يُشابه يسوع الذي ماتَ ليحيا الآخرون.

لقد قررَ بولس أن يضع يدهُ على المحراث ولا ينظر إلى الوراء.

وأنا أتأمل في المقاطع التي أدرجناها في بداية هذا التأمل، وأتأمل أيضاً في ما سمعتهُ من " ريك جوينر " عن " خدمة الصليب " وأتأمل أيضاً في سيرة حياة بولس الذي ذكرنا قسماً منها، مُقارناً هذا الكلام وهذه الخدمات مع وضع كنائسنا اليـوم، شعـرت بالأسـى والحزن العميقين وسألتُ نفسي أينَ نحنُ اليوم من " خدمة الصليب ؟ "

أحبائي لم يخدعنا الرب، ولم يعدنا بطريق مفروشة بالورود، لكنهُ وعدنا بخدمة الصليب، وبالتخلي عن كل شيء لكي نكون من أتباعه، وأوصانا بضرورة الموت عن ذواتنا لكي نأتي بثمر عندما قالَ: " إن لم تمت حبة الحنطة فهيَ تبقى وحيدة، لكنها عندما تموت وتدفن بالتربة تأتي بثمر كثير "، كما طلبَ الرب منَّا أن نحسب حساب النفقة قبل أن نقدم على أي قرار أو أية خدمة !!!

ومشكلتنا اليوم – كما أراها – تتمحور حولَ البدايات المثمرة والمشتعلة والنهايات المُحزنة والمنطفئة، لا بل التعب والعودة من منتصف الطريق وبعبارة من كلام الرب، عدم حساب النفقة والتوقف عن بناء البرج ومحاربة الملك !!!

- كلام صعب من يُطيق أن يسمعه ؟ تذمّر من تلامذة الرب يتبعهُ تخلّي عن الدعوة.

- من يكون الأعظم في ما بيننا، يتبعهُ مجادلة وخصام بين التلاميذ.

- من يجلس عن يمينك وعن يسارك ؟

- بع كل ما لكَ وتعالَ اتبعني.. فيمضي حزيناً.

- من لا يحمل صليبهُ ويتبعني كل يوم لا يقدر أن يكون تلميذي ... ننهار ونتراجع في منتصف الطريق.

قليلون الذين ينهارون في منتصف الطريق ويتخلون عن الدعوة وتكون نهاياتهم محزنة ومنطفئة بسبب حروب إبليس أو شدة القيود والخطايا أمَّا الكُثر منَّا فهم الذين ينهارون في منتصف الطريق ويفقدون الدعوة، لأنهم جُرحوا، لم يُعاملوا بلطف، وُجّهَتْ لهم انتقادات وملاحظات قاسية، لم يُقدّروا كما يجب، لم يتم استثمار طاقاتهم كما يرغبون، ولم يكونوا الأعظم كما رغب التلاميذ !!!

ولا أعتقد أن واحداً منَّا يستطيع أن يقف ويُجاهر قائلاً: " كلا لم يحصل هذا معي ".

هل تعرَّضَ يسوع لذلكَ ؟ وماذا فعلَ ؟ لنرَ معاً !!!

تقول الكلمة إنهُ جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبلهُ، لا بل قالوا عنهُ – وهوَ القدوس – كلاماً قاسياً " فيك شيطان، مجدّف، لستَ ابنَ الله ... ".

تركهُ قسم كبير من تلاميذه في منتصف الطريق عندما قالوا لهُ: هذا كلام صعب من يُطيق أن يسمعهُ ؟

وتركه تلاميذهُ قبل الصليب، وأنكرهُ بطرس الذي وعدهُ أنه مستعد أن يموت من أجله، وعلى الصليب وبسبب خطايانا حجبَ الآب السماوي وجههُ عنهُ، وماذا فعلَ يسوع ؟ أكملَ الدرب، أكملَ المسيرة، تحمل الصلب وكل الإساءات، لأن عينيه كانتا مركّزتين على مشيئة الآب لهُ، على الفرح والسرور المتأتيان من الصليب – خلاص البشرية – لأنه قررَ أن يموت ليحيا الآخرون، وممن تعرضَ الرب لكل هذا ؟ من خاصته !!! وكانت كلماته الأخيرة: " اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " !!!

وهل تعرَّضَ بولس لذلك أيضاًَ ؟ وماذا فعلَ ؟ لنرَ معاً !!!

رُجم، ضُرب، جُلد، وُجّهَتْ لهُ أقسى عبارات النقد اللاذع، تركهُ الجميع وتخلوا عنهُ (2 تي 4 : 14 – 16).

وممن تعرَّض لذلكَ ؟ من شعبه، من إخوته بني قومه، وماذا فعلَ ؟ اسمعهُ معي يقول: " جاهدتُ الجهادَ الحسن واتممتُ شوطي وحافظتُ على الإيمان ".

(2 تي 4 : 7).

لأنه قررَ أن يضعَ يدهُ على المحراث ولا ينظر إلى الوراء، وقررَ كما يقول أن يموت ليحيا الآخرون، وكلماتهُ كانت: " صفحَ الله عنهم " لا بل أكثر " إني حزين جداً وفي قلبي ألم لا ينقطع، وإني أتمنى لو كنتُ أنا ذاتي محروماً ومنفصلاً عن المسيح في سبيل إخوتي بني قومي في الجسد " (رو 9 : 2 – 3). وكانت كلماته هذه لمن فعلوا به كل ما ذكرناه !!!

وهل تعرَّضَ موسى لذلك أيضاًَ ؟ وماذا فعلَ ؟ لنرى معاً !!!

تحمَّلَ أشد أنواع التذمَر والإنتقادات القاسية من الشعب الذي أخرجه من أرض العبودية، تحمَّلَ الرغبات والحروب الملحة ممن هم حولــه لكـي يستلموا هم القيادة، تحمَّلَ التذمّر من أقرب المقربين إليه " هارون ومريم " شقيقهُ و شقيقته ُ: " أموسى وحدهُ كلمهُ الرب ؟ " وإساءات وإساءات كثيرة أخرى تعرَّضَ لها، وماذا فعلَ ؟ أكملَ السعي حتى نهاية عمره الطويل (120 سنة) وهو صاحب الكلام الشهير الذي يقتضي أن ننحني أمامهُ: " إمحيني من سفر هذه الشريعة إذا كنتَ ستعاقب هذا الشعب ".

وكلنا نعلم أن يسوع أوصانا أن نتشبه به، ويوحنا قالَ في رسالته أنهُ ينبغي أن نسلك كما سلك الرب، كمــا أوصانا بولس قائلاً: " تشبهوا بي كما أنا أتشبه بالمسيح "، فهل سنفعل ذلكَ ؟ هل سنتشبه بالرب وببولس وبموسى عندما نتعرَّض للإساءات والجراح وعدم التقدير ؟ أم لا ؟ سـؤال أول أتركـهُ بيـن يدي كل واحد منَّا !!!



أحبائي: نحنُ مدعوين لخدمة الصليب ليسَ لأننا سمعنا أن بولس قالها لـ: " ريك جوينر " بل لأن يسوع قالها لنا: " من لا يحمل صليبهُ ويتبعني لا يقدر أن يكون تلميذاً لي ". ولا تقل لي أنا أخدم خدمة الصليب وأحمله كل يوم، فأنا أتحمل الاضطهاد وحروب العدو ومواجهة قيودي وخطاياي – هذا جيد – لكنني أقول لكَ انه ليس هناكَ من شروط للصليب فهوَ يتحمل كل شيء !!!

أنتَ تخدم تحتَ قيادة رعاة وخدام، نعم هذا صحيح، لكن تذكر أنهم بشر وكلهم يخطئون وكلهم لديهم ضعفاتهم، وتأكد أنني لستُ بمعرض الدفاع عن أحد منهم، وبما أنهم بشر وضعفاء فأنتَ ستتعرض بكل تأكيد لسوء الفهم ولسوء المعاملة ولسوء التقدير ولسوء الإستخدام لمواهبك، لكن تذكر أنك تخدم تحت قيادتهم، لكنكَ لا تخدمهم هم، بل أنتَ تخدم الرب والمطلوب أن تكون عينيك مركزتين عليه وحدهُ وهوَ الذي يراكَ في الخفاء ويُجازيكَ علانية، وكما تقول الكلمة: " اتضعوا تحتَ يد الله القادرة ليرفعكم عندما يحين الوقت. والقوا كل همكم عليه وهوَ يعتني بكم " (1 بط 4 : 6 – 7).

لا تمنن أحداً في خدمتك، ولا تردد العبارات المألوفة والمعتادة والمشهورة: " تعبت وسهرت وضحيت وأنفقت مالي ووقتي وليسَ من أحد يُقدّر أو يشجع أو يرى ... ".

فأنتَ لستَ تخدم هؤلاء الرعاة والقادة ولستَ تخدم لتنال أجراً أو مكافأة منهم بل أنتَ تخدم الملك، تخدم الله، وإن كنتَ لم تأخذ خدمتك هذه من يده حاسباً حسابَ النفقة، ومقرراً أن تحمل صليبك – من أجله وحده – وتتبعهُ كل يوم وتتخلى عن كل شيء فالأفضل أن تصحح مسارك وتأخذ خدمتك من يده – من يد يسوع وحده – وتتابع عندها مسيرتك لأنهُ عندها فقط ستتحمل كل شيء كما تحمَّلَ يسوع وبولس وموسى مستخفاً بالعار والتعييرات والإساءات وقساوة الصليب لأن عينيك ستكونان مركزتين على السرور والفرح اللذين هما وراء الصليب، على السرور والفرح أن تبذل نفسك ووقتك ومالك وكل ما هوَ لكَ وأن تموت عن ذاتك كما فعلَ يسوع وبولس من أجل أن يحيا الآخرون ومن أجل أن تربح النفوس، ودائماً تذكر أنكَ تربحها للرب وحدهُ وليسَ للرعاة والخدام !!!

تعرَّضَ يسوع للإساءات الكثيرة، ظُلمَ، أهين، أحتقر، جُلد، صُلب، لكنه لم يفتح فاه، بل كشاةٍ سيقَ للذبح وأسلمَ نفسهُ للديان العادل لأنه كان لديه هدف واحد – خلاص البشرية – ولم تكن أهدافهُ الإطراء والتشجيع والظهور أمام الناس، بالرغم من أنه جُرّبَ من إبليس في ذلكَ عندما دعاه أن يرمي نفسه من على الهيكل لكي ينقذه الآب أمام أعين الجموع فيعظم شأنهُ في نظرهم، لكنهُ رفضَ، وكان يعرف هدفهُ والمهمة التي أوكلت إليه ولم يحد عنهما أبداً، فلنتشبه به !!!

دُعيتَ لكي تكون عضواً فاعلاً في الجسد، تنتمي إلى كنيسة تؤمن برؤيتها وتعمل بكد ونشاط وتعب وصمت من أجل تحقيق خطة ومشيئة الله في حياتك، فلا تكن زائرَ كنائس تمضي سنيّ حياتكَ في التنقل من كنيسة إلى أخرى علَّكَ تجد من يفهمك ويشجعك ويُثني على أعمالك وتعبك ونشاطك، كل كنائس المؤمنين متشابهة وكل الرعاة والقادة متشابهين إلى حد كبير، كلهم بشر لديهم ضعفاتهم وأخطائهم، ولا نريد أن ندافع عن أحد منهم، فليسَ هذا هوَ هدفنا في هذا الصباح، لكنكَ إن لم تتعلم أن تحمل الصليب وتضع يدك على المحراث ولا تنظر إلى الوراء، وتتعلم كيفَ تموت عن ذاتك، فلن تعجبك أي كنيسة على الإطلاق، ولن يعجبك أي راعي أو أي قائد !!!

إنهُ كلام صعب من يُطيق أن يسمعهُ ؟

من يُطيق أن يسمعهُ ؟

إن من يُطيق أن يسمعهُ: هوَ من وضعَ يدهُ على المحراث وقررَ عدم النظر إلى الوراء.

هوَ من قررَ أن يحمل صليبه ويتخلى عن كل شيء ويتبع يسوع.

هوَ من قررَ أن يخدم من مات من أجله وليسَ البشر والرعاة والخدام.

هوَ من قررَ أن يعمل في الخفية وبصمت مدركاً أن الذي يراه في الخفاء يُجازيه علانية.

هوَ من قررَ أن يتحمل كل الإساءات وسوء الفهم وسوء التقدير وسوء المعاملة، ويُكمل السعي مسلماً أمره للديان العادل الذي سيرفعه عندما يحين الوقت.



أحبائي: إن مكافآتنا وأكاليلنا التي تنتظرنا موجودة في يد الرب وحدهُ عندما نقف أمام كرسي المسيح وليسَ أمام كراسي البشر والرعاة والخدام.



أحبائي: لنلقي عنَّا كل ثقل، لنفضح معاً في هذا الصباح كل أكاذيب العدو وخططه، إنها نفس الخطط منذ بداية الخلق، فإبليس ليس خلاقاً وليس لديه جديد، لكن المشكلة فينا نحن أننا نتأثر بنفس الشيء دائماً ولا نتعلم ممن سبقونا، لنرفض كل أشكال الخصام التي تدمر الكنائس، لنرفض صغر النفس والشفقة على الذات، ولننهض ونرى النفوس من حولنا تموت كل يوم وبأعداد كبيرة وتذهب إلى النار الأبدية، ونحن – للأسف – نتفرج عليها، نعاتب بعضنا البعض، ننجرح من بعضنا البعض، نسعى لننال رضى البشر وتقدير الناس لنا.

تعالوا نغسل أرجل بعضنا البعض، نتحد ونتوحد ونتكاتف ونكون كرجل واحد في الحرب، نتحمل بعضنا البعض ونسامح بعضنا البعض مهما حصل، ونحارب معاً وننتصر معاً ونخدم السيد معاً ونربح النفوس معاً.

وأخيراً إن كنتَ ترزح تحتَ وطأة الإعداد والتنقية، إن كنتَ تعاني من ثقل الصليب، فلا تحزن ولا تخر قواك بل أكمل السعي، ولا تعتبر ذلكَ ظلماً أو قساوة قلب من الله عليك، فإن كنت أباً أو أماً في هذا الصباح، فأنتما تعلمان أنكما وقبلَ أن تسكبا المياه في الإناء لكي تسقيا أولادكما، تقومان بغسله وتنقيته لكي تحافظا على صحتهم، فإعلما أن الله وقبل أن يستخدمكما كإناء لكي يسقي الناس من خلالكما، لا بدَّ له أن يغسل ويُنظف هذا الإناء جيداً قبل أن يسقي أولاده منهُ لئلاَّ يؤذيهم، فتواضعوا إذاً تحت يده القادرة، والتي سترفعكم عندما يحين الوقت، وضعوا يدكم على المحراث ولا تنظروا أبداً إلى الوراء.

إنها رسالة الرب:

للذين وضعوا يدهم على المحراث.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ان من يجهل مريـم – العذراء والأم -يجهل ايضاً من هو يسوع الكلمة الأزليـة
تُفتح أبواب (البرَّ) للذين تأدبوا، للذين نزعوا خطاياهم
بارك يارب .. للذين معنا ،، واغفر للذين علينا
كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، وليس للذين يحبهم الله
خدهم على قد عقلهم


الساعة الآن 12:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024