أريد أن اعيش في سلام
يا رب أريد أن أعيش في سلام بدون خوف من وحدة أو ظلام
أريد أن أنام هانئة هادئة دون اضطراب أو تعب في المنام
تملك مني الخوف حتى أنهكني ودخل في مفارق النفس والعظام
أفقدني كل المشاعر الجميلة، أفقدني الحب والفرح والأمان.
لا أدري لما سمحت له بذلك ! هل هو ضعف مني ؟أم عدم إيمان !
قال لي ابني ذو العاشرة: أنت عارفة يا ماما إحنا بنخاف ليه ؟
قلت له وأنا انظر في عينيه المفعمة بالفرح والسلام: ليه ؟
قال لي: إحنا بنخاف لإنه ماعندناش إيمان. مش ربنا لما كان مع تلاميذه في السفينة، والبحر هاج وهم خافوا، قاللهم ما تخافوش أنا معاكم . يبقى أحنا بنخاف ليه؟
ماما أتطمني واتكلي على ربنا، وما تخافيش من حاجة.
أحسست بالخجل من أني كبيرة وإيماني صغير، وابني صغير لكن عنده إيمان كبير.
كنت حزينة وسعيدة معاً ! حزينة على نفسي المضطربة التي تتجاذبها أمواج الخوف وعدم الثقة، وسعيدة لأن الله منح ابني هذا الإيمان ؟ استطاع ابني بثقته الكبيرة بالرب أن يزيل مخاوفي، وأن يجلب الهدوء إلى نفسي، وجعلني أتساءل: كيف أخاف وهو ممسك بيدي ؟ كيف أخاف وهو ضامن غدي ؟ كيف أخاف من الموت وهو منحني الحياة ؟كيف أخاف من المرض وهو قد منحني الشفاء؟كيف أخاف من تعب وضعف وهو قد منحني القوة ؟كيف أخاف مما يحدث حولي من حروب وزلازل ومجاعات وأوبئة، وهو مسيطر ومتحكم في هذا الكون ؟
كان حديثي مع ابني ليلاً، وكنا معاً في السرير. حين أنهى كلامه قال لي: ماما تصبحي على خير. ممكن يا ماما ما يبقاش خير اللي الناس بتصحى عليه كل يوم، بس ربنا معانا وحتى لو سمح بكده عشان ها يدينا بعدها حاجة أحلى . ونام بكل هدوء وسلام .
أغرورقت عيناي بالدموع، وأعتذرت للرب وقلت: أنا آسفة على عدم إيماني .أنا آسفة على جهلي بيك وباللي بتعملو عشاني .أنا نسيت أنك موجود، وأنك رب الكل، ونسيت إنك يا ما عملت ويا ما شفيت وياما حفظت، وأنك رب الأمس واليوم وإلى الأبد .
سامحني يا رب وأديني إيمان ذي إيمان ابني. مش عايزة أكتر من كده .