" أدم وعائلته " قصة على أجزاء من وحى قصة الخليقة والسقوط والطرد من جنة عدن (2)

[Magdy Monir]

" أدم وعائلته " (2)














لايعلم آديم كم من الوقت مر،
ربما لحظات، دقائق، أو ساعات

لكنها بدت له كأنها دهور طويلة

ودموعه تنساب في صمت مرير على خديه.
كان جالساً على الأرض مسنداً ظهره إلى شجرة.

كانت إمرأته جالسة إلى جواره وكان رأسها على صدره.
كان يشعر بسخونة دموعها وهي تمر على وجنتيها
وتتساقط على صدره.
كانت مازالت تنتحب ولكنها فقدت الكثير من قوتها،

وخفت صوتها إلا من أنة قصيرة بين الحين والآخر
كان يتجاوب معها آديم بتربيته بسيطة على كتفها.

مر الوقت ثقيلاً وشعر أن إمرأته قد توقفت عن البكاء،

فنظر آديم إليها في سكون فوجد أنها
قد نعست من كثرة الإرهاق والبكاء ومن هول الصدمة
ومن حجم الخسارة التي خسراها.

مد يده في هدوء وسند رأسها ثم كتفها

ثم إنسحب من جانبها وأنامها على الأرض
واضعاً القليل من الأعشاب الغضة الرطبة تحت رأسها.
ثم نظر في تعجب لهذا القميص العجيب

الذي ألبسه لها وله الرب بنفسه
بعدما صنع القميصين بنفسه.
تذكر آديم عندئذ أول عملية ذبح تمت في تاريخ البشر

لما أتى الرب بنفسه بثوراً قوياً وذبحه وسفك دمه
وصنع من جلده هذين القميصين.

وتعجب آديم في نفسه،
ياترى لماذا صنع الرب هذا الأمر؟

وقف آديم وحده بجانب المرأة وتذكر كلمات الملاك
“من فضلك لاتدعنى أستخدم سلاحي،
فإنني لولا هذا القميص الجلدي الذي تلبسه

لكنت مضطراً أن أستخدم معك سلاحي منذ زمن بعيد.”

وتعجب،
ماهي أهمية هذا القميص الجلدي؟

صار آديم يفكر في نفسه،
لقد طردنا الرب من الجنة ومن محضره،
لقد خسرنا كل شيء، فما حاجتنا لقميص جلدي؟

ماذا سيضيف لنا قميص جلدي بعد كل ماخسرناه؟
ألم يكن من الأفضل أن يرجعنا له
إلى الجنة ما هي أهمية هذا القميص؟
هل سيخفف القميص من آلام إمرأتي
التي أوقعها عليها الرب قائلاً:



“تكثيراً أكثر أتعاب حبلك. بالوجع تلدين أولاداً.

وإلى رجلك يكون إشتياقك.
وهو يسود عليك” (تك3: 16)



أو هل سينفع في علاج ما اوقعه عليَ من قضاء لما قال



“لأنك سمعت لقول إمرأتك

وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً:
لاتأكل منها ملعونة الأرض بسببك.
بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك

وشوكاً وحسكاً تنبت لك وتأكل عشب الحقل.
بعرق وجهك تأكل خبزاً
حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها

لأنك تراب وإلى التراب تعود”
(تك3: 17-19)

إستمر آديم يحدث نفسه ويقول لها:

هذا غير الموت الذي قال أنه سيحدث عند الأكل
إذ قال عن شجرة معرفة الخير والشر



“يوم تأكل منها موتاً تموت”
(تك2: 17).



وآه، لم أكن أدرك ماهو الموت حتى رأيت ذلك الثور
وهو يتوقف عن الحياة ويموت

لكي يأخذ الرب منه الجلد ليصنع لنا هذه الأقمصة.

لقد أحرقه الرب بعد هذا ثم دفن الرماد بعد ذلك،

أيعنى هذا أنه عاد للتراب؟

لعل هذا ماسيحدث لي،

سوف أتوقف عن الحياة،
وأعود للتراب.

ولكن لماذا؟ لقد أكلت من ثمرة.

لماذا كل هذا؟

صار آديم يتمشى وهو يفكر ماذا يصنع في هذه المأساة

التي لم تكن في الحسبان.

كان يراقب إمرأته ويتمشى في دائرة حولها من بعيد
وهي نائمة حتى يطمئن عليها

وبدا له كأن له دهراً من الزمان
قد مر وهو لازال يتمشى

[Mary Naeem]

موضوع فى غاية الروعة
ربنا يبارك حياتك

[Magdy Monir]

شكراً أختى مارى على مرورك الجميل